أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصناعة والزراعة - حاتم بن رجيبة - سيارة المستقبل














المزيد.....

سيارة المستقبل


حاتم بن رجيبة

الحوار المتمدن-العدد: 5804 - 2018 / 3 / 3 - 21:19
المحور: الصناعة والزراعة
    




من أكثر الآلات نفعا وتطورا وانتشارا هي السيارة. بل تعتبر في حد ذاتها ثورة مستقلة مثل الكهرباء و تكنولوجيا الإتصالات . أما مستقبلها فهو أكثر من زاهر، فكلما تقدمت الأمم كلما زاد الطلب على السيارة كوسيلة للنقل والعمل والترفيه ورمزا للجاه والثروة والإستقلالية .

السيارة تعيش حاليا مفترقا حاسما! فهناك العديد من التساؤلات حول التقنيات الحديثة الواعدة في هذا المجال: من منها سيفرض نفسه في السوق؟ قرارات مصيرية لشركات عملاقة وعريقة في هذا المجال : اختيار غير موفق يعني خسائر بالمليارات أو حتى الإفلاس . هذه القرارات لا توقض مضجع أصحاب ومديري الشركات الخاصة وأصحاب الأسهم وإنما الساسة وأصحاب القرار في أعلى هرم السلطة أيضا. فهذه الصناعة تشغل مئات الآلاف وتدر البلايين من العائدات وتعتبر رمزا للتفوق الصناعي والتكنولوجي ومفخرة للأمم والشعوب التي تمتلكها .

أهم محاور البحث والإستثمار هما :

- هل وجب الإستثمار في السيارة الكهربائية أم النصف كهربائية أم الأجدى في تطوير المحركات الإحتراقية وجعلها أكثر نجاعة وأنظف للمحيط وأقل ضجيجا؟

- هل وجب الإستثمار في السيارات الآلية والمستقلة تماما دون سائق أم الإكتفاء بتطبيقات جزئية في هذا المجال؟

فيما يخص السيارة ذات التحكم الآلي فإنه من شبه المؤكد أن السائق الآلي سيغزو عالم عربات النقل في القريب العاجل. فالعوائق بائت ضئيلة والتقنية ناضجة إلى حد بعيد، ذلك أن المصاعب كانت منذ البدء هينة.فالسائق الآلي قد استتب في عدة مجالات مثل الطائرات والصواريخ والمكوكات والبرمجيات الآلية أصبحت روتينا في المصانع المختلفة. فالتقنية ناضجة وحاضرة من قبل ولاتحتاج إلا إلى تطوير نظام البرمجة ليراعي كل خاصيات السياقة في الطرقات العامة.

أما الخيار الأول فلا يزال يرهق الباحثين والمستثمرين والساسة. العائق الجوهري هو صناعة بطاريات تضاهي المنتجات البترولية. للأسف فكل النتائج والإبتكارات لا تعتبر واعدة في هذا المجال !!

فبينما أصبحت جل القاطرات وعربات الميترو في العالم الغربي كهربائية لأنها تستمد الطاقة من أسلاك ثابتة وليس من بطاريات فلا تزال البطاريات تقتضي ساعات للشحن ولا تستطيع السير بها إلا كيلومترات معدودة. فهل هناك أمل في تصنيع بطاريات قادرة أن توفر الطاقة اللازمة لمئات الكيلومترات وأن تشحن في دقائق معدودات؟

كل المؤشرات هي سلبية وليس هناك بصيص من الأمل في هذا المجال. فقط غاز الهيدروجين السائل يمكنه منافسة البترول كبديل نظيف وقوي . كل ما يلزم هو خزان صلب ومدرع وتقنية تزويد سالمة وآلية وهذا لا يمثل عائقا يذكر. العائق هنا هو إنتاج الغاز في حد ذاته فذلك يتطلب طاقة كبيرة وبالتالي سيكون ثمنه باهضا ولن يستطيع منافسة النفط والزيوت النباتية أو الكحول .

أما المحركات الإحتراقية فكل المجهودات لتطوير النجاعة وصلت إلى طريق مسدود فمحرك البنزين لن تتعدى نجاعته ال 30% أما محرك الديزل فلا يمكن أن تتعدى ال-50% بينما تصل نجاعة المحرك الكهربائي إلى ال-99% !!!! فللمحرك الكهربائي ميزات لا يمكن للمحرك الإحتراقي أن ينافسه فيها أبدا فإضافة إلى درجة النجاعة المذهلة فهو محرك صامت تقريبا أي أن التلوث الضجيجي في مناطق العمران سيزول تماما كذلك التلوث المحيطي فسيصبح من الماضي فالكهرباء نظيف ولا ينتج المحرك الكهربائي أي غاز سام. المحرك الكهربائي يعمر ولا يحتاج لأي صيانة !! أما طاقة الإسراع فهي خارقة للعادة !!!

للأسف الشديد فكل الاستثمارات والجهود الجبارة منصبة على تطوير البطاريات رغم الأمل الهزيل في نجاح هذه التقنية عند عربات النقل. يمكن تفسير هذا الإهتمام بالبطاريات كون نتائج البحوث ستوضف في الآلات الكهربائية المنزلية وخاصة في الهاتف الخلوي الذي غزا العالم بسرعة الضوء و لم يعد مخلوق على وجه الأرض لا يمتلك واحدا منه.

سيارة المستقبل ستكون حتما سيارة أوتوماتيكية ذات سائق آلي وسليمة لكنها سامة تنفث الغازات السامة ليلا نهارا وتدمر أعصابنا بضجيج لا يطاق. مستقبل قاتم للأسف. الذنب يعود أساسا للطبيعة البراغماية و الأنانية للبشر لرجل الأعمال وللمستهلك ، فرجل الأعمال يصنع السيارة ليربح الأموال ويزيد ثراء على ثراء أما المستهلك فيبحث عن المنتوج الأرخص. فسعر الهيدروجين سيكون أضعاف ثمن البترول أو الزيوت النباتية. الزيوت النباتية غير مهددة بالفناء ومخزونات الفحم الحجري الذي يمكن تحويله إلى بترول فهي هائلة .بإمكان الساسة فقط الضغط على المصنعين لإنتاج السيارة الكهربائية الهدروجينية ولكن الساسة هم بيادقة الرأي العام وصناديق الإقتراع أما الرأي العام فهو تحت سيطرة رؤوس الأموال المتملكين بالإعلام ودور النشر. المواطن المثقف والمتعلم فقط يمكنه أن يفرض التكنولوجيات النظيفة.



#حاتم_بن_رجيبة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ،،فلسطين،، نهاية أليمة خير من ألم لا ينتهي
- كارثية الصنمية في ،، مسك وعنبر وفيض مقدس ،، لمحمود شاهين
- ألم الوعي في رواية ،،ثرثرة فوق النيل ،، لنجيب محفوظ
- يسار أم يمين؟
- تونس: خطوة عملاقة نحو الدولة المدنية
- الإرهاب الإسلامي في فرنسا : الأسباب والحلول
- فيما يتفوق المقاتل الداعشي ؟
- السيسي بطل و قدوة
- من المسؤول عن زحف الدواعش ؟؟
- أسباب عودة الأصولية الإسلامية
- عراب الثورات يغزو تونس الحبيبة
- عبثية الوجود في ،، الشيطان يعظ ،، لنجيب محفوظ
- تونس : الأحزاب الشمولية وحيل الذئب
- مشروع الدستور التونسي
- الحل لأم القضايا : القضية الفلسطينية
- مسودة دستور الجمهورية التونسية : البابان 1 و 2
- مسودة الدستور التونسي : التوطئة
- الزعيم الدكتور المنصف المرزوقي
- آليات حماية الديمقراطية من خلال المثال الألماني
- ماهية الفن


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- كيف استفادت روسيا من العقوبات الاقتصادية الأمريكية لصالح تطو ... / سناء عبد القادر مصطفى
- مشروع الجزيرة والرأسمالية الطفيلية الإسلامية الرثة (رطاس) / صديق عبد الهادي
- الديمغرافية التاريخية: دراسة حالة المغرب الوطاسي. / فخرالدين القاسمي
- التغذية والغذاء خلال الفترة الوطاسية: مباحث في المجتمع والفل ... / فخرالدين القاسمي
- الاقتصاد الزراعي المصري: دراسات في التطور الاقتصادي- الجزء ا ... / محمد مدحت مصطفى
- الاقتصاد الزراعي المصري: دراسات في التطور الاقتصادي-الجزء ال ... / محمد مدحت مصطفى
- مراجعة في بحوث نحل العسل ومنتجاته في العراق / منتصر الحسناوي
- حتمية التصنيع في مصر / إلهامي الميرغني
- تبادل حرّ أم تبادل لا متكافئ : -إتّفاق التّبادل الحرّ الشّام ... / عبدالله بنسعد
- تطوير المشاريع الصغيرة والمتوسطة، الطريقة الرشيدة للتنمية ا ... / احمد موكرياني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصناعة والزراعة - حاتم بن رجيبة - سيارة المستقبل