أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - المريزق المصطفى - المغرب يجب أن يتغير














المزيد.....

المغرب يجب أن يتغير


المريزق المصطفى

الحوار المتمدن-العدد: 5789 - 2018 / 2 / 16 - 01:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أسدل الستار أمس الأربعاء 15 فبراير 2018 على الدورة الأولى من السنة التشريعية الثانية من الولاية التشريعية العاشرة؛ وبهذه المناسبة نستحضر خطاب الملك محمد السادس ليوم الجمعة 13 أكتوبر من السنة الماضية. وهو الخطاب الذي تناول فيه ملك البلاد، الصعوبات التي تواجه تطور النموذج التنموي، و الاختلالات التي تنخر الإدارة، بكل مستوياتها، أو التي تتعلق بالمجالس المنتخبة والجماعات الترابية، معتبرا أن المرحلة حاسمة و تقتضي وقفة نقدية، تقوم على ربط المسؤولية بالمحاسبة، و إيجاد الأجوبة والحلول الملائمة، للإشكالات والقضايا الملحة للمواطنين.
وها نحن اليوم نودع هذه الولاية، متسائلين عن ماذا تغير في مغربنا منذ افتتاح دورة أكتوبر الماضية؟ و ما هي قوة الإصلاحات ودرجاتها؟
ليس ثمة شك في أن ما تميزت به هذه الدورة، هو وصول أصداء دينامية الاحتجاجات والحركات الاجتماعية العابرة للجهات أدراج البرلمان ولجانه النيابية الدائمة، مطالبة (بكل ما يسمح به القانون) بتدخل الدولة، وبوساطة السياسات العمومية، من أجل تعبئة الموارد البشرية والتقنية والمالية للتفاعل الإيجابي مع قضايا المجتمع.
لن نتوقف عند عدد الأسئلة الموجهة إلى الحكومة والتي بلغت 3594 سؤالاً منها 1611 سؤالا شفويا و1940 سؤالا كتابيا و 49 سؤالا موجها إلى السيد رئيس الحكومة، ولا عند عدد الجلسات الشهرية الخاصة بالسياسة العامة، ولا عند السياسات العمومية، والسياسة المالية، وتنمية المناطق الجبلية والقروية وإصلاح منظومة التربية والتعليم والسياسات الموجهة للشباب والجهوية المتقدمة ؛ إن ما يهم المغاربة هو ما الذي تغير في مغربهم.
فلحد الساعة لم نضع الأصبع في الجرح المتقيح، وليس هناك اهتمام جدي بالأوضاع الاجتماعية الناتجة عن المضاربين والسماسرة، وتداعيات اقتصاد الريع.
لقد طالب ملك البلاد، في مناسبات عديدة، من البرلمان والحكومة، بوضع إستراتيجية استعجاليه، والانكباب على تنفيذها لإيجاد حلول للمشاكل المستعصية والمعقدة، واتخاذ القرارات الضرورية بشأنها. لكن يبدو أن المسار لازال طويلا، وبعيدا عن التفاعل الكلي والشامل مع مضامين هذه الخطب، ومع مطالب الحركات الاجتماعية.
إن العديد من دول العالم وصلت إلى مصاف التقدم وما بعده، خلال جهود جبارة بذلتها على مدى عقود كثيرة من الزمن. كما نستحضر، من جهة أخرى، ارتقاء بلدان الازدهار الاقتصادي الأسيوية، والذي بدأ في منتصف الثمانينات، حينما أقدمت اليابان على رفع قيمة عملتها. ويقول بعض الاقتصاديين، أن الين القوي سمح لليابانيين آنذاك أن يزيدوا من استيراد السلع المنتجة في بلدان الجوار. وسرعان ما شعرت هذه البلدان بازدهار يعم اقتصادها الذي بات ينمو بمعدلات تتراوح بين 8 و9 في المائة وأحيانا إلى 10 في المائة. وهكذا يرى أولريش شيفر مثلا، كيف بدت الأمور وكأن هذه الدول تحقق أعجوبة اقتصادية. ولم يدم الأمر طويلا حتى أصبحت هذه الدول تحقق استثناءا اقتصاديا في العصر الجديد.
طبعا عاشت هذه الدول فيما بعد مدا وجزرا، في وضع عالمي كانت ولا زالت فيه الرأسمالية تفكر هي الأخرى في تجديد نفسها، خوفا من الانهيار.
المغرب هو الآخر، وبعد مسلسل طويل وشاق من الإصلاحات، توج مساره بثمار دستور 2011، كتعبير عن مرحلة النضج لترسيخ الحقوق والحريات، وملائمة الإطار التشريعي والمؤسساتي الوطني مع الآليات الدولية لحقوق الإنسان.
لكن على مستوى الواقع، فسواء تعلق الأمر بأوضاع الشباب أو التنمية القروية والجهوية والشغل، فإن الوضع بات مقلقا، ولم تستطع إصلاحات ما بعد دستور 2011 إنجاز التنمية الكاملة والمستدامة، واستكمال الأوراش التي ظلت عالقة منذ عقود من الزمن.
والمخيف في هذا الوضع، هو فقدان الثقة في مؤسسات الدولة، خاصة مع استمرار اقتصاد الريع والجشع، والإسراف الأهوج و العشوائي في مشاريع لا شعبية، وتعطيل الديمقراطية التمثيلية، والديمقراطية التشاركية، ودور المجتمع المدني.
لقد تطورت اليوم الأمور إلى أسوأ بكثير، ورغم ذلك لم تفزع المغاربة خطابات التخويف والتظليل، لأنهم خلفوا وراءهم أوخم العواقب والصدمات، وآمنوا بأن دستور 2011 لم يأت لمعالجة مشكل شرعية كما حصل في بلدان أخرى، بل من أجل تحقيق التغيير و الحكامة و العدالة الاجتماعية، ومن نافلة القول تأكيد أن هذا الهدف لم يبلغ غايته بعد.
فالاقتصاد المغربي ينمو في اتجاه المنحدر، مشرفا على عتبة انكماش مثير للفزع، وبلغت الأزمة الذروة لدى الشباب والنساء، ومست بشكل خطير قطاع التعليم، وتعاظمت الأزمة في مغرب الهامش، وانهارت معها قيم التضامن و التعاون، ورغم ذلك لم تستطع الحكومة الحالية جر رؤساء الأموال والمصارف والمؤسسات الصناعية الكبرى التي استفادت عبر تاريخها من كل المساعدات والامتيازات، للمشاركة في حل مشاكل المواطنين.
إن مغرب المستقبل عليه أن يتغير، وعلينا جميعا أن نساهم في هذا التغيير بكل الوسائل الممكنة، وفي مقدمتها إبداع أشكال تنظيمية وعملية جديدة بيد قوية وإرادة صارمة، والتفكير في نموذج مضاد لما هو في الواقع، متحرر من القيود ومن الرجعية وعلاقات الاستبداد.



#المريزق_المصطفى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مغربنا ومغربهم
- ولادة مغرب المستقبل
- جامعة محمد صلاح الدين، جامعة شعبية من أجل حق الجميع في المعر ...
- نهاية المغرب
- ديناميات الهامش والاستقلال الاجتماعي
- بمناسبة ذكرى تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال 11 يناير 1944
- الجامعة الشعبية صلاح الدين، ترى النور في مكناس بالمغرب
- إلى أين نسير اليوم؟
- المركز العالمي للدراسات العربية والبحوث التاريخية والفلسفية ...
- في الحاجة إلى رؤية المستقبل
- حركة قادمون وقادرون تحط الرحال بباريس
- بيت الانتماء الجدير بالبناء
- حركة قادمون وقادرون: كل التضامن مع مغاربة العالم بالولايات ا ...
- بيان حركة قادمون وقادرون: لا للعنف ضد التلاميذ
- قادمون وقادرون..نعم جميعا نكون أفضل حالا
- بيان -حركة قادمون وقادرون- بمناسبة الدخول المدرسي الجديد 201 ...
- بيان حركة قادمون وقادرون حول انتحار سيدة من الحاجب
- مشروع ورقة أولية لحركة قادمون وقادرون في موضوع المساواة بين ...
- مشروع ورقة أولية لحركة قادمون وقادرون بمناسبة الدخول الاجتما ...
- مشروع ورقة أولية لحركة قادمون وقادرون في موضوع الهجرة


المزيد.....




- هل تفكر بشراء ساعتك الفاخرة الأولى؟ إليك ما قد تحتاج لمعرفته ...
- إجلاء آلاف الأشخاص من خاركيف وهجوم على بيلغورود الروسية
- الجيش الروسي يحرر 4 بلدات جديدة في خاركوف ويقضي على 1500 عسك ...
- الخارجية الروسية: منفذو اعتداء بيلغورود سيعاقبون على جريمتهم ...
- وزيرة أوروبية تعرب عن صدمتها بعد رؤية معبر رفح مغلقا وتطالب ...
- تمديد حبس سائق حافلة بطرسبورغ الغارقة حتى الـ9 من يوليو على ...
- سلسلة من حوادث الغرق في 6 ولايات جزائرية راح ضحيتها 10 قتلى ...
- مسؤولون إسرائيليون يوجهون اتهامات إلى مصر بانتهاك -التفاهمات ...
- العراق يطلب إنهاء مهمة بعثة أممية لانتفاء الظروف التي تأسست ...
- كتالونيا تنتخب -إقليميا- بتطلعات طي الانفصال عن إسبانيا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - المريزق المصطفى - المغرب يجب أن يتغير