أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جلال محمد - هوامش على حرب الاحزاب الطائفية في العراق















المزيد.....

هوامش على حرب الاحزاب الطائفية في العراق


جلال محمد

الحوار المتمدن-العدد: 1480 - 2006 / 3 / 5 - 11:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد ايام من تفجير المرقدين " الشعيين" في سامراء و دخول حرب الاحزاب الطائفية مرحلة خطرة وبعد ان ازهقت ارواح المئات من الابرياء من " سنة وشيعة" العراق و تحويل معظم مدن وسط وجنوب العراق الى ساحة حرب حقيقية دخلت جهات و دول المنطقة و العالم على الخط و بدات كالعادة، الجهود "الخيرة" بالتدافع لبذل المساعي " الحميدة و الانسانية" لمعالجة آثارها ، فالحكومة الليبية التي تتمادى في سحقها للحريات الفردية الى حد مراقبة غشاء بكارة النساء تتبرع لاعادة اعمار ما دمرته التفجيرات في المراقد و الامم المتحدة التي تحولت الى مؤسسة امريكية تعرب بدورها عن استعدادها لنفس الغرض ويعلن بوش كذلك بانه ينوي الشئ نفسه، من يدري ربما سيطل بوش علينا ، صبيحة احد الايام، في زيارة غير معلنة، من مرقد الامامين المدمرين و يعلن، درءا للاقتتال الطائفي ومرتديا العمامة السوداء، عن تبنيه الاسلام الشيعي الاثنى عشري و يدعو المهدي المنتظر" عجل الله فرجه" الاسراع بالظهور لانقاذ اهل العراق مما هم فيه من كفر و الحاد! الا ان الامر البسيط و المسالة " التافهة" الذي تناسته كل هذه الدول المتباكية و "المتحرصة" على العراق وكل تلك الجهود و المساعي "الحميدة" هو كيف سيتم حل "مشكلة" المئات من الابرياء الذين قتلوا في انفجار المرقدين و القتال الذي نشب بعده ؟ كيف سيتم حل معضلة مئات العوائل التي سحقت و الاف الاطفال الذين تيتموا في هذه الغابة الموحشة ومئات الامهات و الزوجات الثكالى؟ وكيف سيتم وقف هذه البربرية الطائفية المنفلتة..... لا عجب ان لم تبدي اي من تلك الجهات اي اهتمام بمن راح ضحية تلك الهمجية فالعالم كله يدرك ان هذه الوحوش الكاسرة التي تتصارع في العراق قد حولت الانسان الى ارخص ما يكون و ان اعادة اعمار مرقدين مطليين بالذهب من عرق الكادحين المخدوعين بالدين و بمسائل خرافية مر عليها دهر من الزمان هو اهم بما لا يقاس من مواساة اهل الضحايا، الكل يتفق على ان المسالة ليست تلافي وقوع خسائر في الارواح بل ارضاء جهات سياسية بعينها وان هذا يؤكد بان هذا النزيف هو بسبب قتال الاحزاب السنية و الشيعية و على مواقع في السلطة وليس بسبب قتال سنة وشيعة العراق ،وشتان ما بين الامرين
مايجري حاليا في العراق و تحديدا في وسطه و جنوبه هو ليس كما يطلق البعض عليها بداية حرب" طائفية" بل مرحلة متقدمة من هذه الحرب القذرة التي نجحت امريكا و القوى القومية و الدينية العربية والكردية بفرضها على جماهيره التي ترزح منذ عقود طويلة تحت نير الاستبداد البعثي و التي ما صدقت انها تخلصت منه حتى فرضت حفنة من المجرمين الدوليين و عصبة من خردة الساسة العراقين الذين تثبت سجلاتهم السياسية و تواريخهم السوداء و حواظراهم الاكثر سوادا بانهم لا يتورعون عن ارتكاب ابشع المجازر و اخس الممارسات و ارذلها دناءة بحق جماهير العراق من اجل الاحتفاظ بكراسي الحكم و مواقعهم في السلطة التي احرزوها بانهار دماء الالوف من ابريائه.
احداث الايام الراهنة هي استمرارللصراع الدائر بين الاحزاب الطائفية الذي يدور رحاه باشع الاشكال منذ سقوط النظام البعثي، بدايتها القريبة ترجع الى السياسة الطائفية الرجعية التي مارسها نظام البعث بشكل مركز بعد حرب الخليج الاولي وسحق انتفاضة اذار عام 1991 حتى سقوطه، شجعتها جمهورية الدم و المذابح الايرانية منذ مجيئها الى السلطة واتخذت خلال سنوات لاحقة ابعادا اوسع على صعيد السياسة العالمية بعد ان تنبت امريكا رسميا الرؤية الطائفية في تعاملها ليس مع النظام البعثي فحسب بل مع المجتمع العراقي برمته ايضا وقد شكلت احداث الحادي عشر من سبتمر نقطة تحول كبيرة في السياسية الامريكية تجاه المنطقة و العراق حيث وفرت تلك العملية الارهابية مبررا قويا لانفلات البربرية الامريكية من عقالها ولفرض عنجهيتها على العالم برمته من خلال استعمال القوة والسماح لنفسها بشن اية حرب و في اي مكان و متى ماشاءت. العامل الرئيسي لما وصلت اليها هذه الحرب في مرحلتها الراهنة هو اشتداد الصراع بين الكتل الطائفية و القومية التي تتصارع على الحكم و كذلك صراع دول المنطقة على تقوية نفوذها في العراق. فايران طرف مباشر في هذا الصراع الرجعي لاسباب متعددة؛ انها من خلال التدخل في العراق و اشعال الحرب الطائفية سوف تخفف الضغط الامريكي و الدولي الراهن عليها بسبب ملفها النووي وكذلك فان تقوية نفوذها في العراق سيؤدي بها الى التوسع في المنطقة و بعث احلام " تصدير الثورة" التي مات الخميني متحسرا عليها خاصة بعد صعود الجناح المتشدد الى السلطة في ايران و ثالثا وهو الاهم ان التدخل في العراق سيؤدي حسب تصور قادة ايران الراهنين الى تخفيف الازمة السياسية و الاقتصادية الشاملة التي يعاني منها هذا النظام الدموي و كذلك تخفيف حدة الاحتجاجات الجماهيرية التي يواجهها و التي تسارع الخطى يوما بعد يوم نحو اسقاطه، السعودية وسوريا من جهة اخرى هما طرفان اخران في الصراع من خلال الدعم الواسع للحركة الارهابية الوهابية وبقايا البعث و العديد من المنظمات الاسلامية الاخرى سواء في وسط وجنوب العراق او في كردستان لوقف التوسع و النفوذ الايراني و التخفيف من امكانية سقوط النظام السوري. ان مايبرز الان على الخريطة السياسية في العراق هو ان هذه الحرب الطائفية القذرة تعكس بالفعل واقع الصراع الدائر بين امريكا وحلفائها من جهة و بين ايران و سوريا من جهة اخرى و ليست الاحزاب و الحركات السياسية و الدينية و كل قادتها في العراق سوى بيادق تافهة تحركها سياسيات تلك الدول او التقاء مصالح حركاتها الرجعية مع تلك السياسات.ولذلك تبدو النداءات التي تطلقها هذه الجهة اوتلك من المتوهمين من اجل تدخل امريكا، و شخصيات عراقية كالسيستاني، الطالباني الصدر او الجعفري او من اجل الاسراع بتشكيل حكومة وحدة وطنية، تافهة جدا ذلك ان هذه الجهات او الشخصيات ليست جهات ستعمل على وقف هذا النزيف الدموي لسبب بسيط هو انهم ادواتها و عواملها وهم اطراف مباشرة فيها، انهم جزء اساسي من مسبباتها، ان هذه الحرب تعكس من ضمن ما تعكس صراعهم على السلطة و ان القضاء على هذه الحرب انما يتم من خلال القضاء على السلطة الدموية التي هم بصدد اقامتها الان و محاكمة تلك الاسماء و الرموز الى جانب بوش وبليرو.... بوصفهم مجرمي هذه الحرب التي تحصد يوميا ارواح مئات الابرياء من جماهير العراق.
ان تعريف المجتمع العراقي و التعامل معه بوصفه مجتمعا طائفيا هو محور تلتقي عليه السياسة الامريكية وكل التيارات الاسلامية ، بل هو الركيزة التي تستند عليها تيارات "الاسلام السياسي السني و الشيعي" من اجل ستر التناقضات الطبقية الاجتماعية الموجودة في صفوف سنة وشيعة العراق واعادة تعريف المجتمع العراقي بوصفه مجتمعا دينيا اسلاميا و فرض المفاهيم و المقولات السياسيةوالاجتماعية الدينية الرجعية التي تخلق الارضية الاجتماعية للاقرار بالاحزاب الدينية و سياساتها الرجعية بوصفها جزءا من مكونات المجتمع العراقي وبالتالي انكار كل الحقوق السياسية و المدنية و كل اشكال الحريات السياسية الامر الذي يمهد لاقامة نظام دموي وشرس اقسى من البعث.
صحيح ان المجتمع العراقي مكون من طوائف دينية مختلفة و متنوعة و صحيح ان انظمة الحكم المتعاقبة على العراق مارست هذه السياسة البغيضة من اجل تقوية هذه النزعة لاهدافها السياسية المختلفة الا ان الصحيح ايضا هو فشل كل تلك السياسات في تحويل الاسلام الى احد المكونات الاساسية للتركيبة الاجتماعية الذاتية للمجتمع العراقي. يشير العلامة العراقي الراحل مصطفى جواد في احد ابحاثه الى الصراع بين الدولة الصفوية الشيعية و العثمانية السنية الى ان الهجمات المتلاحقة التي كانت تشنها الدولتان على العراق بحجة حماية الطائفة التي تدعي كل من الدولتان انتمائها اليها، يشير الى ظاهرة بالغة الدلالة حيث يقول بانه خلال الهجمات التي كانت الدولة الصفوية تشنها على العراق و خاصة الاماكن السنية كانت كل او معظم المراقد السنية تتحول على ايدي العراقيين الشيعة الى مراقد شيعية لمنع تدميرها على ايدي الصفويين و بالعكس عندما كانت الدولةالعثمانية تشن هجماتها على المراكز الشيعية كانت معظم المراقد و المزارات الشيعية تتحول الى مراكز و مراقد سنية على ايدي اهل المنطقة السنة و ان هذه العمليات المتعاقبة لكثرة تكرارها خلطت، خلال فترات تاريخية، المراكز و المراقد السنية بالشيعية حتى صار من العسير في ايامنا الراهنة التمييز بينها والجزم بكونها شيعية او سنية.هذه الاشارة واضحة و لاتحتاج الى تعليق الا ان النقطة التي يمكن التاكيد عليها هوضعف الخلافات المذهبية و عدم تاثيرها الكبيرمقارنة بالمسائل الاجتماعية الحيوية الاخرى في المجتمع و لذلك فان محاولات الدولتان الصفوية و العثمانية لزرع شقاق طائفي في صفوف جماهير العراق كانت تذهب ادراج الرياح.
الدين الاسلامي بكل مذاهبه هو دين مفروض على جماهير العراق بالقوة ، سواء على الصعيد التاريخي او على صعيد كونه جزءا من البناء السياسي و الايديولوجي للانظمة المتعاقبة على العراق ، ان خصائص الاسلام الايدولوجية و السياسية التي تنفي كل دورمستقل للارادة الانسانية هياته لخدمة الانظمة المستبدة و لذلك حافظت كل الانظمة التي توالت على العراق على الشريعة و القوانين الاسلامية بقوة القانون و اجهزة الدولة القمعية حتى تحول الى جزء راسخ من ذلك الجهازو صاراحد مكوناته التي لا يمكن لاية دولة استبدادية الاستعناء عنه. بهذا المعني فان الالية التي يتغير المجتمع العراقي وفقها و يتطور لايولد لا الاسلام و لا مذاهبه، انه ليس جزءا من مستلزمات ادامته و ليس بامكان المجتمع الاستغناء عنه تماما فحسب بل عليه التخلص منه ان هو اراد التطوروتحقيق العدالة الاجتماعية ، التقدم، المساواة و السعادة البشرية و الرفاه الاقتصادي و الحرية التي تشكل طموح و مطلب الاكثرية الساحقة لجماهيره. ان الاسلام الذي يتمحور حول خضوع "العبد المسلم" لخالقه و لشريعته انما يخضع الجماهير للانظمة الحاكمة الاسلامية و يطاوعها على عدم التمرد ضدها لان هؤلاء الملالي و السادة يمثلون الله على الارض و هم ورثة اهل البيت الطاهرين. ان الاهداف الانسانية المشار اليها هي التي تشكل جزءا من الية المجتمع الاساسية و التي تحركه و تبلور حول عدد منها حركات اجتماعية اصيلة في المجتمع بعكس الحركات الاسلامية التي هي حركات مفروضة على المجتمع و ان تبني او خضوع الجماهير لها هو نتيجة تاثير حركات سياسية محددة ليس الا و لا يعكس سوى عدم وعي الجماهير بمصالحها و انخداعها المؤقت بتلك الحركات.
على صعيد اخر يعتبر الاسلام و الاسلام السياسي و ما يمثله و يدعو اليه من استبداد، ضرورة من ضرورات النظام الراسمالي الخاضع في العراق و بلدان ما يسمى بالعالم الثالث و التي تعتبر دول المنطقة جزءا منه، ذلك ان خصائص ظهور هذه الانظمة في مرحلة الامبريالية من تطور النظام الراسمالي العالمي و الالية التي يتم وفقها انتاج و اعادة انتاج راس المال في هذه البلدان ، والتي ليس محل بحثنا في هذا المقال ، تجعل من توفر كل اشكال الديمقراطية و الحريات السياسية في ظل سيادة الانظمة الراسمالية و حكم الطبقة البرجوازية امرا مستحيلا لانه ينافي مصالح البرجوازية الاقتصادية و يشكل تهديدا جديا لسلطتها السياسية لان العلاقة القائمة بين راس المال و العمل المأجور و التي هي العلاقة السائدة في هذه البلدان قائمة على الاستغلال الفائق و غير الطبيعي لقوة عمل العمال من قبل راس المال وليس هناك من سبيل للحفاظ على هذه العلاقة و هذه السيادة الا بالاستبداد المطلق وهذا ما يوفره الاسلام السياسي وبديله الخلافي السني او الشيعي للبرجوازية الامبريالية، من نافل القول ان نشير هنا الى ارتباط مصالح كل الكتل و الفئات البرجوازية دون استثناء في هذه البلدان بقيام و بقاء انظمة الاستبداد المطلق الامر يكشف تفاهمة الاوهام الديمقراطية التي يروج لها البعض من الاحزاب و الاصوات اليسارية في ظل انظمة الحكم البرجوازية في هذه البلدان.
ولذلك فان صراع الاسلام السياسي مع الامبريالية او "الاستكبار العالمي و الغرب الكافرو الصهيوني " ليس سوى صراع من اجل الاستحواذ على السلطة السياسية في هذه البلدان و ليس صراعا دينيا او حضاريا بالمرة و كذلك فان صراع الكتل السياسية الطائفية و القومية في العراق ليس الا صراع بدائلهاعلى نفس المسالة. ان هذه الكتل تقول للطبقة البرجوازية العالمية و المحلية " العراقية" بان ما تمثله من سياسة و اهداف و ممارسات هو افضل من البدائل الاخرى من اجل الحفاظ على مصالح راس المال و سلطة الطبقة البرجوازية و اخضاع الطبقة العاملة لشروط الانتاج القاسية و الملائمة لكل كتل و فئات الطبقة البرجوازية و على ابقاء الجماهير خانعة ذليلة انه صراع من اجل كسب الشرعية لدى البرجوازية المحلية و العالمية وان تغليفها بالدين هو لان الدين و الشريعة يشكلان افضل الاطر الايدولوجية التي تخدم هذا الهدف و كذلك لان الدين يشكل مورورثا مفروضا على الجماهير من قرون عديدة.
نستنتج مما سبق ان هذه الحرب و المآسي الاخرى التي تعاني منها جماهير العراق هي نتيجة مباشرة لسياسية الاحتلال والاحزاب الطائفية و القومية المتواجدة في الساحة العراقية وان الضحية الاولى و المباشرة لها هي الطبقة العاملة و فئات المجتمع الكادحة و المسحوقة فهي تحرم جماهير العمال و الكادحين من كل المستلزمات الحياتية الضرورية من جهة و تجعل منها وقودا لحرب ليس لها اية مصلحة فيها فحسب بل ان نتيجتها ، سواء في حال استمرارها او انتصار اي من اطرافها، سيكون وبالا وخيما عليها يضاف الى ذلك ان هذا الصراع سيدق اسفينا طائفيا و قوميا في صفوف الطبقة العاملة سيمنع وحدتها الطبقية النضالية التي تعتبر شرطا اساسيا لتقدم نضالها و تحقيق مطالبها الآنية المتمثلة في اهدافها الاقتصادية و الرفاهية والنقابية والبعيدة المدى في اسقاط البرجوازية و الوصول الى السلطة السياسية و تحقيق الاشتراكية ولذلك فان الطبقة العاملة و بديلها الاشتراكي و بحكم واقعها و ظروفها الموضوعية المستقلة مهيأة اكثر من اية جهة اجتماعية اخرى لمواجهة الاحتلال، الحرب الطائفية و القومية بل و ولوجود هذه الحركات و نفوذها السياسيي و الايدولوجي بشكل عام.
واخيرا اذا كانت الاحزاب و الحركات المتصارعة على السلطة في العراق لن تجد سوىالطائفية البغيضة مرتكزا لها فان الحركات الاجتماعية الراديكالية وفي مقدمتها الحركة العمالية تؤكد بحكم موقعها الموضوعي في المجتمع ، على وحدة مصالح العمال و الكادحين بعض النظر عن الانتماءات القومية و الدينية و الطائفية و الجنسية و ان مايثير الانتباه هو ان التيار الاجتماعي الراديكالي رغم تشتته و ضعفه التنظيمي يقف حتى الان بوجه الطائفية و التيارات القومية و لم يستسلم لها بدليل فشل الاحزاب الطائفية و القومية الكردية و العربية ، حتى الان ،في تحويل جولات الاقتتال الدموية المتعددة التي تشنها بين الحين و الاخر الى حرب" جماهيرية" فكل الممارسات الوحشية التي تحدث في العراق هي من عمل و تدبير العصابات و الميليشيات التابعة للاحزاب و الحركات المذكورة " جيش المهدي، منظمة بدر ، فلول و عصابات البعث ، عصابات الزرقاوي او قوى الدولة المسلحة و منظمات ايرانية ... الخ" وقلما نرى مواجهات جماهيرية متقابلة بين السنة او الشيعة الامر الذي يؤكد قوة و رسوخ التيار الاجتماعي الراديكالي الانساني في المجتمع و هذا الامر يشكل الارضية الاجتماعية المهيأة موضوعيا لنمو و تصاعد التيارات السياسية الانسانية والاشتراكية ووقوفها بوجه بربرية الكتل الطائفية و القومية .
ان ما يطرحه الحزب الشيوعي العمالي العراقي من بديل انساني " مؤتمر حرية العراق" و الذي يؤكد على وحدة صفوف الجماهير العراقية بوجه الاحتلال و الطائفية و القومية و على الاتيان بحكومة علمانية غير قومية تعرف المواطن و تتعامل معه على اساس انسانيته يشكل بديلا واقعيا لخروج العراق من ماساته الراهنة فهل ينجح مؤتمر حرية العراق في نضاله؟ انها مسالة تتوقف على التفاف جماهير العمال و الفئات الاجتماعية الاخرى له وعلى دعم و مساندة جبهة التقدم و الانسانية له سواء داخل العراق و خارجه.
جلال محمد
4/3/2006



#جلال_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زوبعة حماية مشاعر المسلمين ام هستيريا الدفاع عن الاستبداد ال ...
- اقتراحات سليم مطر لليسار العراقي : الشوفينية القومية تتحدث! ...
- توجيهات سليم مطر لليسار العراقي: الشوفينية القومية تتحدث! 1
- حول الاعتداء الاخير على مقر الحزب الشيوعي العراقي
- جلال الطالباني رئيسا للعراق!
- بعد جريمة البصرة: قائمة السيستاني تطالب بمكافأة عصابة الصدر!
- نداء الى طلبة جامعة البصرة
- لمن ستدلي بصوتك!
- السيستاني مدافعا عن حق المرأة بالتصويت
- بصدد شكوى عصابة علاوي على مجموعة السيستاني الانتخابية!
- حزب شيوعي ام.....اتحاد شعبي ديموقراطي؟
- بطاقة تهنئة الى جمعية الدفاع عن العوائل المشردة في البصرة
- اوهام.. ام تهرب من مسئولية مباشرة!
- نداء الى العوائل المشردة في مدينة البصرة
- ورقة عمل - كورش مدرسي
- عبدالباري عطوان..والعويل على السيادة المفقودة
- دفاعا عن وجيهة الحويدر....وعن المرأة وحرية الرأي
- مقابلة جريدة النهار الاسترالية العربية مع جلال محمد
- ملكي اكثر من الملك ... رد على تصريحات جلال الطالباني حول تعذ ...
- لا للحرب الرجعية في العراق..!


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جلال محمد - هوامش على حرب الاحزاب الطائفية في العراق