أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جلال محمد - عبدالباري عطوان..والعويل على السيادة المفقودة















المزيد.....

عبدالباري عطوان..والعويل على السيادة المفقودة


جلال محمد

الحوار المتمدن-العدد: 886 - 2004 / 7 / 6 - 05:15
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ليس غريبا على عبدالباري عطوان , بوصفه احد الرموز القومية العربية وجريدة القدس العربي بوصفها احدى منابر هذه الحركة الرجعية حتى النخاع , على التمسك, حتى الان باطلاق صفة الرئيس على الدكتاتور الذي اقل ما يقال عنه انه اجبن ما عرف التاريخ المعاصر من حكام, وليس غريبا ان ينوح عطوان وجريدته حتى الان على ما فقد النظام الدكتاتوري البعثي لسلطته ونفوذه الشرس والارهابي, فقد اطلق قبيل مهزلة انتقال السلطة الى العراقيين احدى بكائياته الاخرى و حاول تسليط الضوء على العملية المذكورة من وجهة نظر محددة تكشف في تفاصيلها رؤية التيار القومي العربي الى مجموعة من المسائل المطروحة على الساحة السياسية في العراق و بلدان المنطقة واذا كان عطوان لا يخبئ تعاطفه ان لم نقل تبعيته "للرئيس" صدام حسين فان ماطرحه في المقال الذي نشره في القدس العربي يوم 28/6/2004 تكشف وللمرة الالف مدى عداء هذه الحركة لطموحات جماهير العراق وتطلعاتها وما تناضل من اجله منذ عقود طويلة وضحت في سبيلها بالكثير.
يبدا عطوان نواحه بالاشارة الى ان مراسم انتقال السلطة ستكون سرية ولن يحضرها روؤساء الدول العربية والاجنبية ولن تخرج افواج المواطنين الى الشارع لترقص حتى الصباح احتفاءا بالمناسبة وكذلك وهذا هو الاهم انها ستجري ليس في ظل العلم العراقي البعثي الذي خط "الرئيس" صدام بيديه عبارة الله اكبر عليه ويسترسل في بكائيته ليقول بان هذه السلطة هو مشروع امريكي فاشل لان الحكومة الناتجة عنها هي حكومة ضعيفة ذلك انها تفتقد المقومات الاساسية التي يعتبرها العطوان: جيش قوي, قوات امن فاعلة , انسحاب الجيوش الاجنبية وليصل الى التمجيد الصريح لعمليات التفجيرات الوحشية , حتى وان كانت من تنفيذ مجموعات بن لادن الارهابية لان هذه المجموعات لن تتمكن من تنفيذ مثل هذه العمليات اذا لم تحض بدعم قوي من جماهير العراق في الداخل, حسب رايه, واخيرا يصل الى نتيجة مفادها بان المشروع الامريكي هو مشروع فاشل وبان توقيت تسليم السلطة الى العراقيين في 30 حزيران ذات اهداف انتخابية لجورج بوش واليمين الامريكي.
لاتشكل الحجج الى اوردها عطوان حالة فردية لشخص قد يكون او لايكون مرتبطا سابقا او حتى في الوقت الراهن بالبعث الحاكم سابقا والمنهار راهنا, ان حججه واستدلالاته وردت وترد بشكل مستمر وبصيغ متفاوتة او مشابهة في الكثير من كتابات وبيانات المعارضين للاحتلال الامريكي لما يسمون بالوطنيين والديمقراطيين..والخ ولذلك يمكننا القول بان عطوان انما يعبر عن افاق وتصورات الحركة القومية العربية في الوقت الراهن وانه احد ناطقيها, وان خلاف هذا الحزب او ذاك الشخص من المحسوبين على الحركة القومية العربية مع عطوان في بعض الاحيان وعلى بقض المسائل لايغير مما قلناه .
الاستقلال والسيادة عند العطوان والحركة القومية العربية ليست سوى سيادة السلطة البعثية السابقة في ظل العلم الذي لم يكن في يوم من الايام رمزا من رموز سيادة وتحررجماهير العراق بل بالعكس ففي ظل هذا العلم مورست بحقه ابشع اشكال الاستغلال وقمعت طموحاته وتطلعاته بقسوة لا تليق الا بفرسان العروبة , ان السيادة التي يتباكى العطوان وناطقو العروبة الاخرين عليها ليست سوى الاستبداد والقهر والعبودية البرجوازية بلباسها العربي , صحيح ان جماهير العراق تعارض هذه السيادة الامريكية- العراقية ولكن ليس لان العلم العراقي السابق لايرفرف عليها بل لانها تتشكل بمعزل عن ارادتها كما في السابق وانها ليست سوى حكما طائفيا قوميا رجعيا , اننا نعارض هذه الدولة لانها تحصيل حاصل سياسة رجعية لازالت تفرض على جماهير العراق منذ ما يقارب العقدين من السنوات تستبعد في اولى خطواتها اي دور لجماهير العراق وتتهيأ لفرض سياسية وحشية عليها والتشدق ببعض العبارات الديمقراطية التي تعدنا امريكا والسلطة الراهنة بها كالدستور والانتخابات وما الى ذلك ما عادت تخدع احدنا.
هذه الحكومة بوصفها مشروعا امريكيا ضعيفة ليس لانها لاتملك جيشا قويا وقوات امن فاعلة فهذه الالة القمعية مارست باسم الدفاع عن العروبة والاسلام في العراق اقسى سياسات الابادة الوحشية والاعدامات الجماعية, اذا كان البعث قد سقط في العراق بالمدافع الامريكية الامر الذي يعطي للعطوان ورفاقه القوميين الفرصة للتستر على ارهاب الحركة القومية سواء اكانت في السلطة او في المعارضة فان ممارسات وسياسات الانظمة العربية , ذات السيادة, والتي لم تسقط حتى الان توضح بجلاء ما معنى كون هذه الانظمة قوية وبالمعني الذي يقصده العطوان , اننا نتفق مع العطوان بكون السلطة العراقية الجديدة هزيلة لاتتجاوز حدود قوتها وصلاحياتها المباني التي تشغلها ولكن ليس لانها لاتملك ادوات قمعية بل لان جماهير العراق لم تمنحها ثقتها لكونها لم تلمس تغيرا في حياتها اليومية منذ احتلال العراق ولذلك لاترى فيه البديل الذي سيحقق ولو جزء يسير من طموحاتها بل نظاما استبداديا اخرا من انظمة الاستبداد العروبي الطائفي الرجعي.
ما يطلق عليه العطوان باسم كل رفاقه القوميين العرب وحلفائه من تيارات الاسلام السياسي "المقاومة" التي تمارس عمليات التفجيرات واشكال الارهاب الاخرى , لاتتجاوز هي الاخرى البديل الاكثر رجعية للسياسة الامريكية , ان عطوان يفتخر باستمرار هذه المقاومة بفعالياتها الدموية ويبرر قتلها للمدنيين العزل بل انه يحاول التسترعلى جرائمها و تبرير بعضها ويذكر الحجة السخيفة القائلة بانه ما كان بمقدورها ان تستمر وتتوسع لو انها لم تكن تحضى بدعم جماهير العراق.استنادا الى هذه الحجة يمكننا القول بان الانظمة العربية الدكتاتورية التي لازالت تمارس الحكم منذ سنوات عديدة ما كان لها ان تستمر لو لم تكن تتمتع بدعم جماهير البلدان العربية , ان السياسة الامريكية الوحشية التي حولت العراق الى ساحة مواجهة دموية وبربرية بينها وبين قوى الارهاب الاسلامي_ القومي وفرت تبريرا للقوى الاسلامية والقومية لرفع راية "المقاومة" بهذه الوسائل البربرية من اجل طرد امريكا واستعادة السيادة الاسلامية والقومية "للعراقيين". هذه السيادة ليست سوى عدوة لدودة لمطالب الجماهير التحررية التي يجب ان تعبىء صفوفها من اجل القضاء عليها واقامة سيادتها الواقعية والانسانية التي لن تكتمل الا باقامة نظام يعتبر الانسان اثمن ما في الكون ولا يتعامل معه بوصفه قنابل موقوتة تنفجر في اية لحظة لتحصد اكبر عدد ممكن من الارواح.
ان الحركة الاجتماعية المدنية والعلمانية التي ترفض تقسيم الانسان وتصنيفه على اساس هويته القومية والدينية والجنسية هي الحركة الوحيدة التي بامكانها طرد الاحتلال الامريكي والقضاء على البدائل الرجعية الاخرى المطروحة بوجه ذلك الاحتلال وان الشيوعية العمالية بوصفها التعبير السياسي والفكري عن الحركة المذكورة انما تقف في مقدمة القوى الجماهيرية في الساحة العراقية لتحقيق بديلها الانساني : النظام الاشتراكي

جلال محمد
1/7/2004



#جلال_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دفاعا عن وجيهة الحويدر....وعن المرأة وحرية الرأي
- مقابلة جريدة النهار الاسترالية العربية مع جلال محمد
- ملكي اكثر من الملك ... رد على تصريحات جلال الطالباني حول تعذ ...
- لا للحرب الرجعية في العراق..!
- في استقبال يوم المراة العالمي .. الحرية ل - ليلى ردمان عايش- ...
- مجلس الاحزاب السياسية في البصرة
- حميد مجيد موسى : متفائل بالاوضاع القائمة ويدعونا للمزيد من ا ...
- حميد مجيد موسى : متفائل بالاوضاع القائمة ويدعونا الى المزيد ...
- مشردوا البصرة ضحايا السياسة الامريكية و.... معارضوها !
- نعم معقول.... جدا ! رد على توضيحات الحزب الشيوعي العراقي بشا ...
- القرار 137 هوحقيقية مجلس الحكم
- المجلس الوطني لاحزاب محافظة البصرة : بين حلم تحقيق الديقراطي ...
- جريمة بشعة اخرى للنظام الابوي في السليمانية!
- بصدد انتقال السلطة ووهم الاستقرار في ظل الاحتلال هل تنهي الإ ...
- مجلس عمال شركة نفط الشمال...الشروع بطور نضالي جديد !
- ِما وراء الأكمة..؟ حول هجمة فصائل الحركة الإسلامية على مقر ا ...
- الطيور على اشكالها....تقع !
- الطالباني يستقبل، هذه المرة،الجيش التركي بالزهور...!
- وداعا……منصور حكمت


المزيد.....




- بايدن: دعمنا لإسرائيل ثابت ولن يتغير حتى لو كان هناك خلافات ...
- تيك توك تقاتل من أجل البقاء.. الشركة الصينية ترفع دعوى قضائي ...
- بيلاروس تستعرض قوتها بمناورات عسكرية نووية وسط تصاعد التوتر ...
- فض اعتصامين لمحتجين مؤيدين للفلسطينيين بجامعتين ألمانيتين
- الولايات المتحدة لا تزال تؤيد تعيين الهولندي ريوتيه أمينا عا ...
- -بوليتيكو-: واشنطن توقف شحنة قنابل لإسرائيل لتبعث لها برسالة ...
- بحوزته مخدرات.. السلطات التونسية تلقي القبض على -عنصر تكفيري ...
- رئيسة -يوروكلير-: مصادرة الأصول الروسية ستفتح -صندوق باندورا ...
- سماع دوي إطلاق نار في مصر من جهة قطاع غزة على حدود رفح
- انتخابات الهند: مودي يدلي بصوته على وقع تصريحاته المناهضة لل ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جلال محمد - عبدالباري عطوان..والعويل على السيادة المفقودة