أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - جلال محمد - الطالباني يستقبل، هذه المرة،الجيش التركي بالزهور...!















المزيد.....

الطالباني يستقبل، هذه المرة،الجيش التركي بالزهور...!


جلال محمد

الحوار المتمدن-العدد: 251 - 2002 / 9 / 19 - 03:45
المحور: القضية الكردية
    


حملت تصريحات جلال  الطالباني لمحطات التلفزة التركية ، خلال الايام القليلة الماضية ، في ظاهرها توجهات قد تفسر بانها جديدة او تعبر عن سياسة غير مالوفة  للاتحاد الوطني الكردستاني ، الا انها في واقع الامر ليست الا استمرارا لنهج قديم لهذا القائد المعروف لاحد اجنحة الحركة القومية الكردية، دأب على ممارسته طوال سنوات عمله السياسي منذ عقد الستينات من القرن الماضي ، جربت جماهير كردستان العراق هذا النهج وعانت الامرين من نتائجه الوخيمة . فكون الطالباني يبشر جماهير العراق بان امريكا تاخذ بشكل جدي ، هذه المرة، مسالة اسقاط صدام واحتلال العراق وان هذه العملية قد تبدأ اوائل السنة القادمة، حسب الطالباني، انما تكشف محاولته لخلق الاجواء والارضية التي تهيأ له التلائم بل التعلق باذيال السياسة الامريكية والتراجع عن السياسة التي مارسها خلال مدة قريبة والتي كانت تتمحور حول " ان حل المسألة الكردية انما ياتي عبر الحوار مع نظام البعث  " والتراجع عن مفاوضاته مع النظام المذكور وعن علاقاته التي لم تنقعطع  مع بغداد طوال السنوات السابقة . وكون الطالباني يؤكد بانه سيستقبل بالزهور الجيش التركي اذا ما جاء لمساعدته يكشف عن اصراره على سياسة التعلق باذيال دول المنطقة بل وحتى الاستعداد لتسخير تنظيماته للعمل  كادلاء لجيوشها.

ان جماهير كردستان تتذكر جيدا الحرارة الي استقبل بها الطالباني صعود الخميني، جلاد الشعوب الايرانية  الى سدة الحكم وتتذكر جيدا الرسالة التي خاطبه بها واللقب الذي اطلقه عليه آية الله الخميني المبجل وتتذكر كذلك تعاونه مع حراس الثورة والجيش الايراني اثناء الحرب العراقية الايرانية وقصفهم المشترك لابار النفط في كركوك واحتلالهم لمدينة حلبجة  الامر الذي وفر فرصة سانحة لنظام البعث الدموي لضربها بالقنابل الكيمياوية. وتتذكر جماهير كردستان اقواله امام مئات الالوف التي كانت تحتفل بعيد نوروز عام 1984اثناء جولة مفاوضاته الفاشلة مع نظام البعث من انه: لن يطعن الجيش العراقي من الخلف وهي تتذكر القبلة الحارة والصميمية التي طبعها على وجنتي جلاد العراق وراس نظام الارهاب اثناء مفاوضاته الاخرى والفاشلة عام 1991رغم ان مقاومة جماهير العراق كانت مستمرة في بعض انحاء العراق ولم يكن النظام قد تمكن آنذاك من القضاء عليها نهائيا.

من الواضح ان الطالباني حينما يصرح بان اربيل هي عاصمة الحكومة المحلية انما يعترف بفشل الحكومة التي اقامها في مدينة السليمانية ويعترف للحزب الديمقراطي الكردستاني "حزب البارزاني" بسلطته ونفوذه والاهم من ذلك يقدم له عرضا، سيكون مؤقتا ،بتجنب الخلافات الداخلية المحلية ،ربما بسبب حصوله على وعود اكبر من بعض موظفي وزارة الخارجية الامريكية في رحلته الاخيرة اليها . اذا كان الامر كذلك فمن حق جماهير كردستان ان تسائل هذا القائد الهمشري ، وهي تفعل بالتأكيد، عن اسباب القتال الطاحن بين حكومته وحكومة البرزاني خلال السنوات الماضية والتي راح ضحيتها عشرات الالوف من كادحي كردستان وعن الدمار الذي لحق بجماهيرها وعن المآسي الاخرى التي اضافها ذلك القتال الى ماكانت تعانيها اصلا من جراء سياسة الحصار الامريكية وسياسة البعث الشوفينية ، من حق جماهير كردستان ان تسال عن كل الادعاءات التي اطلقها الطالباني ضد البارزاني وحزبه كالرجعية والعمالة ...الخ. من حق جماهير كردستان ان تسائل الطالباني ، وهي تفعل بالتأكيد، لماذا لم تستجيبوا لكل النداءات والمطالبات التي اطلقتها الاحزاب والشخصيات السياسية والفكرية التقدمية بوقف ذلك القتال الدموي؟

وحينما يصرح الطالباني بان البرلمان المحلي، يقصد البرلمان المشترك لحزبه وحزب البارزاني، لم يصدر قراره بعد حول مدينة كركوك ،يقصد فيما اذا كانت جزءا من كردستان ام لا، انما يقدم عرضا للنظام الفاشي التركي بالتنازل عن هذه المدينة ويستجيب بذلك للاطماع التي عبرت عنهها الحكومة التركية الراهنة وعدد من ساستها الشوفينيون بالتدخل في كردستان العراق اذا غزت امريكا العراق . بغض النظر عن الادعاءات الرجعية والشوفينية للدولة التركية وبغض النظر عن الممارسات الشوفينية والسياسات الوحشية التي يمارسها نظام البعث الدكتاتوري بحق ابناء هذه المدينة وخاصة من غير "العرب" فان جماهير كردستان لاتنسى الاسم الذي اطلقه الطالباني على هذه المدينة "قدس كردستان". من حقنا ان نتسائل مع جماهير كردستان عن الاسباب التي دعت الطالباني للتنازل عن قدس كردستانه للنظام التركي الذي مارس طوال تاريخه ابشع اشكال الابادة ضد جماهير كردستان تركيا. الايقف خلف هذا التنازل عرض من بعض موظفي وزارة الخارجية الامريكية  قد يتصور الطالباني بانه اكبر من كركوك والحكومة المحلية في كردستان ، الايحلم الطالباني بنصبه كارزاياا على العراق؟ خاصة بعد ان يأست امريكا من الشخصيات الهزيلة للمعارضة العراقية ، الجواب قد يكون عند الطالباني ولكنني لااعتقد  ان لديه الجرأة الكافية لاعلانه ومصارحة جماهير العراق بذلك.

 بغض النظر عمامعروف عن الطالباني بكونه شخصية مزاجية ومتقلبة سياسيا وبانه يؤمن بان : الغاية تبرر كل شيء، وانه ليس غريبا ان يتراجع عن كل ما قاله في محطات التلفزة التركية بعد ايام قليلة والادعاء بان اقواله فسرت او نقلت بالخطأ، خاصة بعد موافقة العراق على دخول مفتشيي الاسلحة وما ينتج عنها من تداعيات على الموقف الامريكي وبعض دول المنطقة في الوقت الراهن ، اقول بغض النظر عن كل ذلك فان سؤالا مهما يطرح نفسه : هل يمثل الطالباني شخصا او ظاهرة منفردة في عالم السياسة القومية الكردية المعاصرة؟ انه احد ابرز شخصياتها واكثرها خبرة وحنكة سياسية وقد تم تعينه منذ مدة قائدا لها ، رغم اني لست متاكدا من مدى تمسكه بهذا الموقع حاليا، ولذلك فان جواب السؤال الانف الذكر هو بالنفي .

ان مزاجية الطالباني وتقلباته السياسية وعدم التزامه المبدأي حتي بالمسائل التي يعلن هو عنها واستعداده للانقلاب على اقرب حلفائه والتقرب من الد اعدائه انما هي سمة جوهرية من سمات الاحزاب القومية الكردية المعاصرة وتنبع من الافلاس والمأزق الذي وصلت اليه الحركة القومية الكردية الراهنة بمختلف فصائلها واجنحتها .هذه الحركة بوصفها تيارا سياسيا محددا تحمل عددا محددا من الاهداف " الحكم الذاتي ، الفيدرالية" وتتبنى اسلوبا وسياسة معينة لتحقيق تلك الاهداف: الارتماء في احضان  السياسة الامريكية  الارتباط بسياسة دول المنطقة ، رغم المواقف الشوفينية والعدائية لهذه الول تجاه نضال جماهير الشعب الكردي ، وترتكز على تمثيل المصالح الطبقية للبرجوازية الكردية التي لاتتعدي المشاركة في الحكم مع البرجوازية القومية العربية . هذه الحركة بعيدة كليا بل ومتناقضة تماما عن واقع المعاناة التي تعيشها جماهير كردستان والظلم الذي تتعرض له على ايدي النظام القومي الحاكم في العراق وعن النضال اليومي الذي تخوضه من اجل التخلص من تلك المعاناة .اهداف الحركة الجماهيرية اهداف انسانية تحررية تتمثل بالقضاء على الظلم القومي وتحرر القوى الاجتماعية الراديكالية في مجتع كردستان ولذلك فهي تتناقض مع وجود اية سلطة ترتكز على التعريف القومي ا والديني او الطائفي ،في حين تتحالف هذه الاحزاب مع اكثر القوى الرجعية في داخل كردستان كالقوى الاسلامية ودول المنطقة الرجعية ونضال جماهير كردستان هو في الواقع جزء من النضال التحرري الذي تخوضه جماهير المنطقة ضد الدول و القوى الرجعية بعكس الطالباني والحركة القومية الكردية الراهنة الذي يعمل على ربط  مصير جماهير كردستان باكثر السياسات رجعية في المنطقة والعالم . هدف هذه الاحزاب الوصول الى سدة الحكم في كردستان والابقاء على النعرات القومية والطائفية لانها تعتاش على هذه النعرات اللانسانية وتتغذى منها .النضال الذي تخوضه جماهير كردستان هو من اجل تحقيق اوسع الحريات السياسية والمدنية انه نضال ضد كل اشكال الاستبداد السياسي ، هذه الاحزاب والطالبني في مقدمتهم عملت طوال سنوات حكمها وبماركة امريكا ودول المنطقة على تقوية اكثر التيارات الرجعية وعداءا للانسانية واكثر النزعات القومية والدينية والطائفية تطرفا وتخلفا وقمعت التطلعات والنوازع التحررية والانسانية. الطالباني والشخصيات الراهنة للحركة القومية الكردية انما تمثل نقاط ضعف النضال التحرري العادل لجماهير كردستان ولذلك فهي عوائق جدية امامها وعلها ازالة هذه العوائق والتخلص من نفوذها وسياساتها ان هي ارادت التحرر .

 

                                                                    جلال محمد

                                                                  18/9/2002

                                                                                          



#جلال_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وداعا……منصور حكمت


المزيد.....




- كاريس بشار لـCNN: العنصرية ضد السوريين في لبنان موجودة لدى ا ...
- رئيس بعثة الجامعة العربية بالأمم المتحدة: العمل جار لضمان حص ...
- الأمم المتحدة: نزوح أكثر من 50 ألف شخص بسبب المعارك شمال إثي ...
- بعد تقرير -اللجنة المستقلة-.. الأونروا توجه رسالة للمانحين
- مراجعة مستقلة: إسرائيل لم تقدم أدلة بشأن ادعاءاتها لموظفي ال ...
- منتقدة تقريرها... إسرائيل: الأونروا جزء من المشكلة لا الحل
- زاخاروفا: هناك نقطة مهمة غائبة عن الانتقادات الأمريكية لحالة ...
- البرلمان البريطاني يقر قانون ترحيل المهاجرين غير النظاميين إ ...
- لجنة مستقلة: الأونروا تعاني من -مشاكل تتصل بالحيادية- وإسرائ ...
- التقرير السنوي للخارجية الأمريكية يسجل -انتهاكات جدية- لحقوق ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - جلال محمد - الطالباني يستقبل، هذه المرة،الجيش التركي بالزهور...!