أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - جلال محمد - مقابلة جريدة النهار الاسترالية العربية مع جلال محمد















المزيد.....

مقابلة جريدة النهار الاسترالية العربية مع جلال محمد


جلال محمد

الحوار المتمدن-العدد: 839 - 2004 / 5 / 19 - 04:50
المحور: مقابلات و حوارات
    


جريدة النهار: هل الاجراءات الامريكية لتاديب الجنود المسئولين عن تعذيب السجناء المعتقلين العراقيين كافية ؟ وكيف تقارن هذه القضية بما يتعرض له سجناء
الانظمة العربية؟

جلال محمد : ما يتردد هنا وهناك من انباء عن اعتذار بعض المسئولين الامريكيين والبريطانيين وما يصرح به بعضهم من اجراء تحقيقات ومحاولات واستعدادات لتقديم المسئولين عن عمليات العذيب الوحشية التي مارسها , ولايزال ,عسكر اعرق بلدا الديمقراطية في العالم , ليست الا محاولة لتهدئة العاصفة التي هبت بوجه احدى جوانب الممارسات البربرية الامريكية والبريطانية والتي تمارس, ويا للسخرية..! باسم تحرير جماهير العراق والتخلص من دكتاتورية نظام البعث الذى كان يرى في الدولتين المذكورتين اقوى سند له خلال السنوات العجاف من حكمه الكالح , انها بكلمة اخرى محاولة ذر الرماد في عيون القوى والمنظمات والشخصيات الانسانية والمدافعة عن حرية الراي وعن كرامة الانسان وحرمة جسده وفكره والتي هبت مستنكرة بشاعة الممارسات التي انكشف حتى الان جزء منها , انها بالتالي ليست الا محاولة ضحك على ذقون الراي العام العالمي وخاصة الامريكي والبريطاني والعراقي كذلك . فهذه الاجراءات, كما تؤكد اعترافات المسئوليين الامريكان والبريطانيين الكبار, توني بلير ورامسفيلد, ليست اجراءات فردية معزولة مارسها بعض الجنود الطائشين من قوات البلدين المذكورين في حالة من الهستيريا والفورانات العاطفية التي تصاحب حمى اشتداد المعارك وضراوة القتال. انها وكما تكشف معظم الصور المنشورة حتى الان عمليات منظمة تم التخطيط لها وتهيئة مستلزماتها وتنفيذها بدم بارد لا تعكس الا درجة منحطة من السادية والاستهتار بكرامة وحرمة الانسان وبكل القيم الحضارية والانسانية.هذه الممارسات ليست عابرة وليست فردية لهذا الجنرال الامريكي وذاك المسئول البريطاني , تاريخ كلا الجيشين, بل الدولتين في انحاء كثيرة من العالم والممارسات الراهنة للجيش الامريكي في افغانستان ومناطق عديدة اخرى في العالم ومنها العراق بالذات ومنذ حرب الخليج عام 1991 تؤكد هذه الحقيقة. تحتجز الدولة الامريكية منذ سقوط نظام طالبان المئات من " الارهابيين" دون محاكمة حتى الان..ومن يدري كيف تعاملهم وما هي الوسائل التي تمارسها لانتزاع الاعترافات منهم ؟ دعم امريكا وبريطانيا لاشرس الانظمة الرجعية والدكتاتورية والمعادية للحرية وحقوق الانسان في العالم وخاصة في المنطقة العربية تؤكد زيف الادعاءات الامريكية بالدفاع عن الحريات السياسية والمدنية.
ان الاهم من كل ذلك هو ان ما تمارسه القوات الامريكية والبريطانية بشكل يومي باسم مواجهة الارهاب في العراق وعلى نطاق واسع ومكشوف ليس اقل من تلك المعاملة الوحشية بحق سجناء ابو غريب فباسم ملاحقة الارهابيين تمارس القصف العشوائي للمناطق السكنية وتدك المنازل على رؤوس سكانها من المدنيين وتطلق النار بشكل عشوائي على تجمعاتهم , تماما كالقوى الارهابية من فلول البعث وقوى الاسلام السياسي الارهابية, بل انها تتسابق معها في قتل اكبر عدد من المدنيين,ومن ناحية اخرى تشجع بشكل عملي بعض الفئات الاخرى من القوى الارهابية الاسلامية والقومية العربية والكردية في العراق على مواجهة وسحق كل الاحتجاجات الجماهيرية المدنية المطالبة بالحريات السياسية وبحقوق العمال والعاطلين ومساواة المراءة والرجل واعادة المفصوليين السياسين الى وظائفهم ووقف عمليات الاغتيالات العشوائية والتصفيات الجسدية التي تمارسها بحق ناشطي الحركات الجماهيرية المختلفة في معظم مدن العراق. على سبيل المثال لا الحصر اشير الى اننى كنت شاهدا , خلال السنة الماضية على تغاضي القوات البريطانية الطرف عن ممارسات القوى الاسلامية, وبالذات مجموعة مقتدى الصدر وجيش المهدي في مدينة البصرة وبغداد بل والتنسيق معها في احايين كثيرة لمواجهة موجات الاحتجاجات الجماهيرية بوجة سلطة وممارسة تلك الاحزاب وقد اشرت الى العديد منها في مقالات وبيانات وتحقيقات صحفية في مناسبات عديدة. ان مشكلة جماهير العراق لاتكمن فقط في تعذيب سجناء ابو غريب, رغم بربرية ووحشية ما يمارس ضدهم , فالعراق كله تحول بفعل الاحتلال الامريكي الى ابو غريب كبير تمارس فيه اشرس ما مر على البشرية من بربرية. ان جوهر المشكلة تكمن في الاحتلال الامريكي للعراق . لانه حول العراق الى ساحة حرب حقيقة وميدان مواجهة بين الارهاب الامريكي وارهاب الاسلام السياسي يتسابق , كما اشرت كلا الطرفان على قتل وابادة المزيد والارقام المعلنة تؤكد ان اعلى نسبة من الضحايا هم من المدنيين.
ان امريكا وبريطانيا حتى عندما تعترفان بما جرى للسجناء لا تشيران لا من قريب او من بعيد بان مرتكبي هذه الممارسات يجب ان يحاكموا من قبل جماهير العراق وليس من قبل محاكم عسكرية امريكية سرية وان هذا لوحده دليل مقنع على ان الحكومتان ليستا جديتين في ادعاءاتهما. واخيرا من الطبيعي ان نسال : هل بامكان المحاكمات الامريكية والبريطانية ان تعيد ولو بعض من الحرمة الانسانية المهدورة للمعتقلين؟
ان اية معالجة لا تاخذ بنظر الاعتبار ان تلك الجرائم هي جرائم حرب مورست ضد معتقلين لم تثبت على العديد منهم اية تهمة امريكية ولا تنظر اليها بوصفها نتيجة طبيعية وحتمية لاحتلال العراق هي محاولة سطحية لا تمس جوهر المسالة العراقية وغير مقنعة سوى لقلة قليلة من اللاهثين خلف السياسة الامريكية في المنطقة ونفر من السذج.
فيما يتعلق بالشق الثاني من السئوال يجب ان اقول بان من الملفت للنظر ان جل الانظمة العربية ظلت حتى الان ساكتة عما يجري لسجناء العراق رغم الاستنكار العالمي الواسع بل رغم اعتراف بعض المسئولين الامريكيين والبريطانيين الكبار مثل بوش وبليرورامسفيلد. يبدو لاول وهلة ان مبالغتهم بالخوف من مواجهة امريكا وانتقاد ولو زاوية صغيرة من سياساتها في المنطقة قد جعلهم
" ملكيين اكثر من الملك ". ان التمعن في هذا الامر يكشف عدة امور من بينها ان هذه الانظمة لم تنتقد امريكا لا في العراق ولا في فلسطين ولا في مكان اخر من العالم على ممارساتها اللاانسانية بحق جماهير تلك البلدان ولا بسبب تجاوزاتها على الحريات السياسية وحقوق الانسان لانها انظمة استبدادية يشكل قمع الحريات السياسية والمدنية احد اركانها الاساسية, انها انظمة قائمة على الاستبداد والدكتاتورية ولذلك ليس بامكانها ولا من مصلحتها ان تدافع عن الحريات السياسية والمدنية في اي مكان وان تقف ضد الخروقات والتجاوزات على تلك الحقوق , فما بالك اذا كان من يخرق تلك الحقوق هو امريكا التي تعتبرالسند الرئيسية لللانظمة العربية.ان الانتقادات التي قد تتجرا احدى الانظمة العربية على اعلانها ضد امريكا انما هي بسبب كون سياسيتها تشكل خطرا على بقاءها في الحكم وليس بسبب كونها ضد الحريات السياسية والمدنية في البلدان العربية . فمصالح كل الانظمة العربية في الاحتفاظ بالسلطة تلتقي مع السياسة الامريكية في المنطقة بل ان هذه السياسة تمثل البوصلة التي توجه سياسات الانظمة العربية وهي تلتقي قبل اي شيء على مبدأ اساسي واحد: القمع والدكتاتورية ومصادرة كل اشكال الحرية السياسية. وفي الجانب الاخر لاتعارض السياسة الامريكية سياسة القمع الدموية للانظمة العربية الا في حال احساسها بعدم امتثال احدى الانظمة العربية بالقدر الكافي لسياستها. ان مصالح كلا الطرفين اي امريكا والانظمة العربية تتفق على البطش والدكتاتورية في هذه البلدان , لان ذلك يشكل ضرورة من ضرورات بقاء الانظمة العربية وادامة النفوذ والهيمنة الامريكية في المنطقة . ما يجري ليس فقط في السجون العربية بل في الشارع العربي هو امتداد وجزء لما حدث ويحدث في ابو غريب. القمع والبطش وامتهان الكرامة الانسانية. تتفنن اجهزة القمع العربية في سحق مواطنيها وتستعمل احدث ما توصلت اليه التكنولوجيا من وسائل التعذيب والبطش الفردية والجماعية ويتم تخصيص الامكانات المالية الطائلة في حين تعاني الملايين من البطالة والبؤس في معظم البلدان العربية , فتح عشرات الدورات والمعاهد العليا واستيراد الخبرات الاوروبية لهذا الغرض هي احدى السياسات الثابتة للانظمة المذكورة , يتميز تعامل الانظمة العربية مع السجناء السياسين بشكل عام في عدم الاعتراف بوجود معارضة سياسية ولذلك فان كل معارض هو, بنظر الانظمة العربية, خائن وعميل للاجنبي او معاد لمصالح الشعب والثورة , عمليات تلفيق التهم واختلاقها وممارسة التعذيب على السجناء واجبارهم على الاعتراف بتلك التهم , انتزاع البراءات واجبار المتهم على التعهد بعدم ممارسة العمل السياسي من التقاليد الراسخة للانظمة العربية, هناك سجون معروفة ان دخل اليها المتهم فانه لايخرج منها ابدا , كسجن العبيد في السعودية وقصر الملح في بغداد ايام حكم البعث ان الاجهزة القمعية تتكاثر في كل البلدان العربية حتي صار من الصعب على المواطن العادي ان يتعرف عليها ويميزها وليس غريبا ان معظم البلدان العربية التي نالت" استقلالها" منذ عقود عديدة تمارس حتى الان الاحكام العرفية وحالة الطوارئ وليس هناك دستور دائم حتى الان في اي بلد عربي.

جلال محمد


13/5/2004



#جلال_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملكي اكثر من الملك ... رد على تصريحات جلال الطالباني حول تعذ ...
- لا للحرب الرجعية في العراق..!
- في استقبال يوم المراة العالمي .. الحرية ل - ليلى ردمان عايش- ...
- مجلس الاحزاب السياسية في البصرة
- حميد مجيد موسى : متفائل بالاوضاع القائمة ويدعونا للمزيد من ا ...
- حميد مجيد موسى : متفائل بالاوضاع القائمة ويدعونا الى المزيد ...
- مشردوا البصرة ضحايا السياسة الامريكية و.... معارضوها !
- نعم معقول.... جدا ! رد على توضيحات الحزب الشيوعي العراقي بشا ...
- القرار 137 هوحقيقية مجلس الحكم
- المجلس الوطني لاحزاب محافظة البصرة : بين حلم تحقيق الديقراطي ...
- جريمة بشعة اخرى للنظام الابوي في السليمانية!
- بصدد انتقال السلطة ووهم الاستقرار في ظل الاحتلال هل تنهي الإ ...
- مجلس عمال شركة نفط الشمال...الشروع بطور نضالي جديد !
- ِما وراء الأكمة..؟ حول هجمة فصائل الحركة الإسلامية على مقر ا ...
- الطيور على اشكالها....تقع !
- الطالباني يستقبل، هذه المرة،الجيش التركي بالزهور...!
- وداعا……منصور حكمت


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - جلال محمد - مقابلة جريدة النهار الاسترالية العربية مع جلال محمد