أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام تيمور - تاريخانيّة العروي.. و النّاصرية كنموذج متجدّد ل -الفشل - الهزيمة-














المزيد.....

تاريخانيّة العروي.. و النّاصرية كنموذج متجدّد ل -الفشل - الهزيمة-


حسام تيمور

الحوار المتمدن-العدد: 5766 - 2018 / 1 / 23 - 00:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



يربط ذ. العروي دائما بين "الموقف السياسي", و المنهج المستعمل لتبرير ذلك الموقف.., داخليّا و خارجيا . و حيث أن الموقف السياسي, و غطاءه "الايديولوجيّ", يَخضعان بالضرورة للتقاليد السّياسية و النّظم الفكريّة المتبلورة طوال مراحل الصراع , سواء في شكله العامّ : المجتمعات العربية ضد الهيمنة الامبريالية, أو باقي تفرّعاته الثانوية, أي الفئات الموالية للهيمنة الامبريالية و الأخرى المناوئة (داخليّا) .. فإنه من الممكن رصد بداية تشكل ثنائيّة : التحرر و المنطق المُستعمل, لإنجازه و تبريره في نفس الوقت .
هُنا نلاحظ, انطلاقا من نتائج هذا "الصّراع", أن التيار الذي يعلل أهداف التحرير بالمنطق التقليدي, و الذي كان يشكّل الأغلبية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية, ينقسم بدوره الى قسمين :
الأول مؤمن بضرورة التحرير, و يراهن على المنطق "التقليدي" السائد, لزيادة حظوظ تحقيقه, بالانغماس في الواقع المُجتمعي, و قسم آخر ينطلق من أن الأولوية هي الحفاظ على "التراث" و القيم التقليدية, على حساب باقي القضايا .
و يجد هذا "القسم" نفسه دائما, متماهيا مع إرادة الأغلبية, و التي تطفو من حين لآخر بشعارات من قبيل : "الدفاع عن القيم قبل الدّفاع عن الأرض"

يناقش العروي في مقدّمة كتابه "العرب و الفكر التاريخي" موقف القسم الأول, أو بالأحرى مأزق القسم الأوّل, باعتبار أن الثاني, حسب تعبيره, منطقيّ مع نفسه في أغلب مواقفه !
و عليه, يمكن تشخيص أمراض التجربة "الناصريّة", من منظور "معرفيّ" صرف, و منظار علميّ, أقرب الى الموضوعيّة منه الى التأويل الايديولوجي و المردود السياسي.
يرى المثقّف : الثوري الأهداف, التقليديّ المنطق, في "الاشتراكية" طريقا نحو التحرّر من الهيمنة الامبريالية, و ذلك عن طريق التأميم و التصنيع و التقوقع الاقتصاديّ.. و الوحدة القوميّة.., و هكذا تشكل "البرنامج التحرّري" لأغلب الحركات التحرريّة العربية. و يظن أن مضمون هذا "البرنامج" هو الاشتراكية, التي هي مجموعة أهداف اجتماعية و سياسية و أخلاقية, و يعتقد بذلك أنّه يسلك "الطريق الثالث", المُخالف للنهج التقليديّ.. لكن الواقع على الأرض, يقول بعدم مخالفة الاشتراكية, دائما, النهج التقليديّ, بل من الممكن أن تنبني عليه في مجتمعات لم تعرف تقدّما اقتصاديّا ملموسا (صناعيّا بالخصوص), و هكذا يحرث هذا "المثقّف" الثوريّ, أرض غيره..

(ليس وعي الناس هو الذي يحدد وجودهم الاجتماعيّ, و إنما وجودهم الاجتماعيّ هو الذي يحدد وعيهم, ماركس)

هنا نجد أنفسنا, أمام اشكال مُركّب, يُخرج النقاش من الحلقة المُفرغة, و يُعيده الى نقطة البداية, أي مرحلة التشخيص : هل الاستقطاب الذي يصفه "المثقّف الثوري", فعلا قائم؟ و هل يكمن الخلل في "بنية" هذا الاستقطاب, أم في ترجمته "الايديولوجيّة", أم في استثماراته "السياسية", التي تنتهي دائما, بالفشل, الهزيمة, الافلاس ؟

عندما يطرق "المثقّف" الثوري, أو "الزعيم الثوري" بابَ المجتمعات التقليدية, بشعارات لها ارتباط بالواقع المعيشي, فإنّه لا يقوم بغير "اخراجها" , جزئيّا و لحظيّا, من وعيها "التاريخي" المتجذّر.. فالمجتمع الذي لم يعرف عصر "النهضة" بالمعنى الأوروبيّ, لايمكن له إلا أن يكون تُراثيّا, تقليدانيّا, سواء في الحاضر أو في المستقبل القريب و المتوسّط ..
و نعني بالنهضة الأوروبيّة هُنا, "التحوّل في نظرية المعرفة", أي التكيّف المعرفي, التراكُمي, مع انجازات العصر, في مُجتمع معيّن, بيئة مُعيّنة, طبيعة مُعيّنة .. و دون حدوث هذا التحوّل "العقلي", سيظل بإمكان أيّ كان, اتقان استعمال التكنولوجيا الحديثة و حتّى المُشاركة في تطويرها, الذوبان "المرح" و المُريح, في روح العصر, و تقاسُم بعض مكتسباته.., لكنّه سيظل حبيس نفس "المنطق" التقليدي, و سيستمرّ في الحديث عن "العلم" و"التكنولوجيا" و "الحداثة", بنفس منطق الحديث عن "المخلّص", أو "العجل النّاصري" !!



#حسام_تيمور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سفر بطعم الغرابة..
- هنا و هناك ..
- الموت و لا المذلة.., عزّ النّار, و لا ذلّ الجنّة !!!
- الحداثة... بين التصريح بالعاهات المجتمعيّة/السّياسيّة, و الت ...
- عن الرّداءة.. و العبوديّة.., و أشياء أخرى
- 20 فبراير..مشاهدات عدميّة
- تقدّميّون رجعيّون أكثر من المخزن... بحث في اشكالية السّلطة
- عودة من الجحيم..2
- قضايا و بغايا..
- عودة من الجحيم...تقرير أوّلي
- الإفطار العلنيّ في رمضان, بين ارهاب الدّولة و ارهاب المُجتمع ...
- العلمانية هي الحلّ؟
- كلام حول الفصل 222 من القانون الجنائي المغربي
- مسلم.., و لكن...
- إلى ملك المغرب: سَلْ أسيادكَ .., أأنتَ الوطنيّ أم أنا
- خريف الدّكتاتور, أو بداية نهاية النظام الملكي المغربي
- تُحفة من الغباوة
- التّاريخ لا يرحم!!
- بعد الحماية الفرنسية سنة 1912, المقيم العام العَلَوِيّ بالمغ ...
- هل مات الشعب المغربي؟


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي يسيطر على معبر رفح من الجانب الفلسطيني ويرف ...
- فرنسا: ارتفاع الهجمات المعادية للسامية بنسبة 300 بالمئة في ا ...
- ولي عهد السعودية يتصل برئيس الإمارات.. وهذا ما كشفته الرياض ...
- فولودين: بوتين يعد ميزة لروسيا
- الجيش الاسرائيلي: قوات اللواء 401 سيطرت على الجهة الفلسطينية ...
- في حفل ضخم.. روسيا تستعد لتنصيب بوتين رئيساً للبلاد لولاية خ ...
- ماكرون وفون دير لاين يلتقيان بالرئيس الصيني شي جينبينغ في با ...
- تغطية مستمرة| بايدن يحذر من الهجوم على رفح ومجلس الحرب الإسر ...
- فلسطينيون يشقون طريقهم وسط الدمار ويسافرون من منطقة إلى اخرى ...
- جدار بوروسيا دورتموند يقف أمام حلم باريس سان جيرمان!


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام تيمور - تاريخانيّة العروي.. و النّاصرية كنموذج متجدّد ل -الفشل - الهزيمة-