أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهر العامري - الجعفري عاد من تركيا دونما توديع !















المزيد.....

الجعفري عاد من تركيا دونما توديع !


سهر العامري

الحوار المتمدن-العدد: 1479 - 2006 / 3 / 4 - 10:01
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


عاد الى العراق قبيل أيام رئيس حكومة تصريف الأعمال فيه ، إبراهيم الإشيقر الملقب بالجعفري ، من زيارة الى تركيا ، كانت غير موفقة على أكثر من صعيد في الداخل والخارج على حد سواء ، وقد انتهت تلك الزيارة بتوديع على مستوى منخفض ، ومقصود من لدن الحكومة التركية ، حيث كان أهم شخصية مسؤولة قامت بتوديع الجعفري والوفد المرافق له ، هو نائب محافظ العاصمة التركية ، أنقرة . ويبدو أن الموقف المعارض ، والحازم الذي اتخذه ، رئيس جمهورية العراق ، جلال الطالباني من تلك الزيارة ، هو الذي دفع بالحكومة التركية الى عدم الاحتفاء بالجعفري الزائر ، وذلك لأن جلال الطالباني قد أعتبر تلك الزيارة ، والنتائج التي قد تتمخض عنها ، لا تهم العراق من قريب أو بعيد . وهي ، بعد ذّلك ، زيارة مفضوحة الأهداف والمرامي عند الكورد العراقيين ، مثلما هي عند عموم العراقيين كذلك ، فالكورد العراقيون اعتبروها تتناقض مع موقفهم من الحكومة التركية التي يختلفون معها في الموقف من الفدرالية التي يسعون الى تحقيقها لكردستان العراق ، مثلما يختلفون معها من قضية كركوك التي يقطنها خليط من تركمان العراق وعربه وكورده ، وهاتان المسألتان الحاستان هما مصدر الخلاف المستعر منذ سنين طويلة ما بين الكورد والحكومات التركية المتعاقبة ، تلك الحكومات التي ما انفكت تطلق على الكورد في كردستان تركيا اسم : أتراك الجبال ، ولكن ، مع هذا ، فقد ظلت تركيا على ريبة من هؤلاء الأتراك ! الذين عرضتهم لحملات من الحروب والقمع بين الحين والحين ، وعلى مدى سنوات طويلة ، كما أن العراقيين كانوا على استغراب من ترك الجعفري للعراق في وقت كانت البلاد فيه تسبح ببحر من الفوضى ، وهو الذي يطلق على نفسه القائد العام للقوات المسلحة فيه !
لقد كان الجعفري ، والوفد المرافق له يعي الموقف التركي من الأكراد جيدا ، ويعي أن جزءً كبيرا من الحكومة في العراق تتشكل من كورده ، وأن زيارة كهذه ، ومن دون مشاركة طرف كوردي فيها من تلك الحكومة ، ومن دون معرفة الكورد بحيثياتها ، ستثير حتما حفيظة الكورد ، شركاء الجعفري في السلطة ، وتجعلهم يتخذون موقفا كالموقف الذي اتخذه رئيس الجمهورية ، جلال طالباني . فهل كان الجعفري ومرافقوه في الوفد الزائر يسعون لإثارة الكورد العراقيين ؟ وهل كانت لدى الجعفري دوافع مهمة أخرى لتلك الزيارة غير دافع الإثارة تلك ؟
للوصول الى الجواب عن هذين السؤالين لا بد لي من استعراض الوضع السياسي الذي كان عليه العراق ، وكانت عليه تركيا قبيل ، وأثناء فترة تلك الزيارة ، ذلك الوضع الذي شهد على صعيد العراق تعطيل تشكيل الحكومة العراقية برفض إيران انضمام بعض القوى العراقية المتمثل بالقوى التي تتشكل منها القائمة الوطنية العراقية بقيادة أياد علاوي ، وقبول الجعفري بتنفيذ هذا الشرط الإيراني الذي ساعده على فوزه بفارق صوت واحد على منافسه عادل عبد المهدي في عملية الاقتراع التي جرت داخل كتلة الائتلاف الشيعي ، ثم إصرار الجعفري على تنفيذ مآرب إيران في العراق هو الذي قاد الى تعطيل تشكيل الحكومة في العراق ، حيث تفاقم الوضع بعد ذلك ، نتيجة للأحداث التي شهدها العراق ، خاصة بعد التفجير الذي تعرضت له قبة الإمامين : علي الهادي والحسن العسكري عليهما السلام ، والذي على إثره اندلعت نيران الغضب الأعمى ، فطال القتل الكثير من أبناء السنة ، وأحرق الكثير من دور عبادتهم ، ومن هنا نهضت من جديد العوامل التاريخية التي كانت تتحكم بالعراق ، وبالشعب العراقي ، طوال حكم الدولتين : الصفوية في إيران ، والعثمانية في تركيا ، فالأتراك تاريخيا يعتبرون أنفسهم حماة حمى السنة في العراق ، فهم وإياهم على مذهب واحد ، هذا المذهب الذي أرادوا من ورائه حفظ المصالح القومية لتركيا في العراق ، ومن جانب آخر ظلت الدولة الصفوية في إيران تنظر الى نفسها على أنها هي المدافع الأمين عن الشيعة فيه ، وحقيقة الأمر أن حال إيران كانت كحال تركيا ، فقد كانت هي تسعى مثلها الى تحقيق مصالحها القومية في العراق بحجة التظاهر بنصرة الشيعة والتشيع فيه . وهكذا ظل العراق مرة بيد تركيا ، ومرة أخرى بيد إيران ، وقد انعكس هذا التنافس المحموم للسيطرة على العراق ، واستغلال موارده وخيراته على عموم الشعب العراقي ، فإذا ما وقع العراق تحت الهيمنة التركية تعرض الشيعة فيه للعسف والاضطهاد ، وإذا ما وقع تحت السيطرة الإيرانية تعرض السنة فيه للقمع والدمار ، وعلى أساس من هذا وجدنا الرأي العام التركي في ساعات الفوضى التي اجتاحت العراق بعد تفجير قبة الإمامين في سامراء يشجب عمليات القتل والتدمير التي طالت العراقيين ودور عبادتهم من أبناء السنة ، وراحت الصحف التركية ، وعلى مدى أيام ، وأثناء زيارة الجعفري والوفد المرافق له لأنقرة، تعرض على صفحاتها أخبار ما نزل بسنة العراق على مدى ساعات الفوضى التي أرادت إيران أن تغرق بها أمريكا وجيشها في العراق ، مستغلة بعض الأطراف الشيعية التي لا تقدر حق تقدير الظرف الدولي المحيط بالعراق ، مثل جماعة مقتدى ، حلفاء الجعفري الخلص ، في قائمة الائتلاف الشيعي ، وذلك حيث أعلن مقتدى بعظمة لسانه ، وعلى الملأ ، بأنه سيدافع عن إيران ضد أمريكا ، إيران هذه التي تقول عنها تركيا التي زارها الجعفري قبيل أيام ، وعلى لسان وزير خارجيتها ، عبد الله غول ، وأمام نظيره ، وزير خارجية تشيكيا ، تقول : ( إن هناك مخططا إيرانيا معدا بعناية للسيطرة على العراق بالكامل ، والعمل بعد ذلك على تصدير الثورة الإسلامية ! الى دول الجوار ، ولاسيما الدول الخليجية منها . )
وخلاصة القول ، وبعد استعراض الوضعين السياسيين في العراق وتركيا ، أستطيع أن أجيب عن السؤالين المارين من قبل بالآتي : هو أن الجعفري تعمد إغاظة الطرف الكوردي المشارك له في السلطة عقابا له على إصراره في تبني بعض الأفكار الوطنية العراقية من قبيل قيام حكومة وحدة وطنية ، أو من قبيل فكرة مجلس الحل والعقد التي طرحها مسعود البرزاني ، وذلك من أجل جمع السلطات بيد هذا المجلس ضمانا لعدم التفرد بالسلطة الذي درج عليه الجعفري طوال سنة من ترؤسه للحكومة في العراق ، أما الدوافع الأخرى فمن أهمها هو الضحك على ذقون الأتراك في التغطية على المخطط الإيراني المعد للسيطرة على العراق ، ذلك المخطط الذي تحدث عنه وزير الخارجية التركية ، مثلما أسلفت ، كما أراد الجعفري من الزيارة تلك ، وخدمة لهذا المخطط ، امتصاص النقمة التي طفحت على صفحات الجرائد التركية على مدى أيام الفوضى التي اجتاحت العراق حيث تعرض فيها أبناء السنة من العراقيين لثورة غضب أعمى ، ومن دون التحقيق من هوية الفاعلين الذين قاموا بتفجير قبة الإمامين في سامراء .
ويبدو لي أن فكرة القيام بسفرة الى تركيا لم تكن من بنات أفكار الجعفري أبدا ، وإنما هي ، وعن سابق تجربة ، لا تعدو عن كونها فكرة من أفكار أحمد الجلبي المغرم ب( المقالب ) المرتدة عليه دائما ، هذا بدليل الفشل الذي حصده في الانتخابات الأخير حيث أجتثه الشعب العراقي اجتثاثا مهينا ، رغم عويله وصراخه إبان فترة الانتخابات الماضية من أنه هو محرر العراق!
لقد عادت زيارة الجعفري لتركيا بنتائج عكسية عليه ، وعلى من رافقه ، فها هي الكتل والقوائم العراقية ، باستثناء قائمة الائتلاف الشيعي ، حزمت أمرها ، وأجمعت على كلمة واحدة هي منع وصول الجعفري الى رئاسة الوزارة في العراق من جديد ، وما على الائتلاف إلا ان يرشح شخصية أخرى ، أو ترشح القوائم الأخرى مرشحا آخر في حالة تحولها الى كتل انتخابية واحدة بمئة وأربعين مقعدا ، وبزيادة اثني عشر مقعدا عن قائمة الائتلاف الشيعي التي لها مئة وثمانية وعشرون مقعدا ، وإذا لم يكن هذا ولا ذاك فالدعوة الى انتخابات جديدة في العراق واردة ، أو الدخول في فراغ حكومي وفوضى سياسية لا يعلم أحد مدى الضرر الأكيد الذي سيصيب العراقيين كل العراقيين منها ، ومن دون استثناء ، وهذا ما تسعى له أطراف إقليمية وفي مقدمها النظام الإيراني .



#سهر_العامري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتصرت أمريكا وخسرت إيران !
- مضحك من مضحكات الوضع في العراق !
- القراصنة (Vikingarna )
- فرق الموت الصولاغية !
- إيران بدأت زج الشيعة العراقيين في معركتها مع الغرب !
- الأخبار في طوق الحمامة 3
- الجعفري بمشيئة إيران الى رئاسة الحكومة في العراق ثانية !
- الأخبار في طوق الحمامة 2
- - الأخبار في طوق الحمامة - 1
- مرام تجسيد للوطنية العراقية ونبذ للطائفية والعنصرية !
- العراقيون : هجرة أخرى الى دول اللجوء !
- نديم الجابري : الوزارة أم الموت والانسحاب !
- نديم الجابري : الوزارة أم الموت والانسحاب* !
- الإيرانيون يقتلون العراقيين في شط العرب !
- الدفاع عن البيضة الإيرانية !
- الكل ينادي : حكومة وحدة وطنية !
- ظهور مئة وخمسين إماما منتظرا في طهران وحدها !
- ملامح الحكومة الأمريكية القادمة في العراق !
- الانتخابات العراقية خسارة للعراق وفوز لإيران ! سه ...
- مرحى شيوعيي الناصرية !


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهر العامري - الجعفري عاد من تركيا دونما توديع !