أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بشير الحامدي - هل تتطور احتجاجات جانفي 2018 إلى حركة عصيان شامل لإسقاط سياسات الانتقال الديمقراطي















المزيد.....

هل تتطور احتجاجات جانفي 2018 إلى حركة عصيان شامل لإسقاط سياسات الانتقال الديمقراطي


بشير الحامدي

الحوار المتمدن-العدد: 5753 - 2018 / 1 / 10 - 22:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل تتطور احتجاجات جانفي 2018 إلى حركة
عصيان شامل لإسقاط سياسات الانتقال الديمقراطي
ـ 1 ـ
الاحتجاجات الليلية التي ينظمها شباب الأحياء و البلدات المفقرة في العاصمة وفي الولايات والتي قد تتوسع هي وجه من وجوه المعركة الطبقية للأغلبية ضد عصابة الانقلاب الديمقراطي وهي مقاومات لا يمكن أن تكون إلا بالصورة التي هي عليها: حركة دفاع ذاتي في وجه عنف النظام وسياساته الفاسدة ودولته البوليسية و أجهزته المجرمة.
الاحتجاجات لا يمكن أن تستمر إلا في شكلها الحالي تنظيمات دفاع ذاتي ووحده توسعها واستمرارها واستقلالها عن البيروقراطيات جميعا و أحزاب النظام من سيمكنها من التطور والتحول إلى حركة عصيان اجتماعي شامل وينفي عنها الصورة التي يظهرونها بها: مجرد أعمال إجرامية يقوم بها منحرفون ومجرمون من أجل السرقة والنهب.
لا... إنها وجه من وجوه المعركة الطبقية التي أنتجتها سياسات الانقلاب على 17 ديسمبر المعركة التي لم تمت .
هكذا هو مسار 17 ديسمبر قد تنطفئ شرارته ولكنها دائما تعود أقوى وما لا تستطيع بلوغه اليوم قد تبلغه غدا. إنها أيضا "حكمة" أطروحة الصراع الطبقي ومعارك السيادة على القرار والسيادة على الثروات والموارد ...ووو.
ـ 2 ـ

كذلك تعامل بن علي وكذلك أيضا تعاملت أجهزته القمعية مع الاحتجاجات والمحتجين قبل سبع سنوات وكذلك اشتغلت ماكينة إعلامه على تصوير ما يجري على أنه عمل عصابات ومجرمين من أجل التخريب والسرقة وبث الفوضى إلا أنهم كلهم لم ينجحوا وخسر النظام معركة الإعلام في أيام معدودة وبقية القصة معروفة
الوضع اليوم يشبه كثيرا وضع ديسمبر 2010 بل ربما أن الأزمة في بعض جوانبها أعمق و أعنف بكثير مقارنة بما كانت عليه وهو مؤشر على أن الاحتجاجات يمكن أن تتوسع وتتواصل وتتجذر.
ينسى البعض المتباكين على السلمية والذين يدينون من موقع "أخلاقوي" الاحتجاجات وبعض مظاهر "التخريب "و "الاستيلاء" التي ترافقها أن ذلك ليس إلا رد فعل طبيعي من البعض على نظام احتكرت فيه تاريخيا أقلية فاسدة الثروة والحكم وحولتهم ذواة مسحوقة أشبه بالعبيد لا يقدرون حتى على توفير ما يسد الرمق و أن هذه المظاهر تحدث في كل تحرك احتجاجي وفي كل عصيان وفي كل البلدان حيث الأقلية التي تملك كل شيء و الأغلبية التي لا تملك شيئا.
احتجاجات جانفي 2018 ستتواصل في الليل والنهار وستتوسع وستتحول إلى عصيان اجتماعي شامل سيربكهم وسيفتح المعركة الطبقية على أوسع نطاق...
هذا ما يجب أن نهتم به اليوم وندفع في إتجاهه في كل القطاعات بين الخدامة وبين الشباب الطلابي والشباب التلمذي وبين شباب الحوم والأحياء.
المطلوب التعويل على القوى الذاتية فلاشيء يأتي من أحزاب اللجان المركزية وبيروقراطيات المكاتب التنفيذية وجمعيات التمويل والمجتمع المدني.
ـ 3 ـ
أنتم من كنتم ترددون صباحا مساء أنها إجراءات موجعة وليس نحن
نحن كنا دائما نقول أن الانفجار قادم و أنه ليس لما ما نخسر
لذلك نحن نحتج وسنحول احتجاجنا إلى عصيان اجتماعي شامل حتى نطيح بكم ونبدأ أولا بأول في تنفيذ وصايا شهداء 17 ديسمبر.
ـ 4 ـ
الشعب غاضب هذا كلام تسمعه في كل مكان وفي كل وسيلة إعلام إذاعة تلفزة FB
شكرا على اعترافكم ولكن أكملوا الجملة إلى آخرها! على من هو غاضب الشعب ؟؟؟
الشعب غاضب هذا صحيح
غاضب من ارتفاع الأسعار ويريد التراجع عنها
نعم هكذا يفهم مثلا السيد عمار عمروسية الأمور ويدعو الباجي قايد السبسي إلى إعلان التراجع عنها ويذكره بمأثرة الديكتاتور الأول "نرجعو وين كنا" وينسى النائب أن القرار قرار برلماني ولا يمكن التراجع فيه أو وقف تطبيقه سوى من قبل البرلمان الذي هو عضو فيه بقرار آخر. حمة الهمامي أيضا بدوره موقفه محكوم بنفس السقف إسقاط حزمة الأسعار المعلنة ويدعو لتكوين جبهة موحدة واسعة لتحقيق ذلك كما يطالب المتظاهرين بالتظاهر بوجوه مكشوفة ووو.
ينسى النائب ورفيقه الناطق الرسمي باسم الجبهة أن الشعب غاضب ليس فقط من ارتفاع الأسعار بل أيضا
من كل سياسات الانتقال الديمقراطي ـ من سياسات التحالف بين النهضة والنداء ـ من حكومات الظل ومافيات الفساد ـ من أجهزة القمع المتغولة ـ من إفلات المجرمين والفاسدين من المحاسبة ـ من تواصل سياسات التداين ورهن البلاد للبنوك الدولية ـ من تواصل احتكار أقلية لموارد البلاد وثرواتها ... إلخ و أن جماهير الأغلبية في طريقها لوعي أن معركتها تتلخص في هذا الطور في إسقاط سياسات الانتقال الديمقراطي و الاستقلال عن كل قواها السياسية وفي التأسيس لبديل للحكم يضمن سيادتها على قرارها وسيادتها على موارد البلاد وثرواتها وهو وعي يتجاوز كل السقف الإصلاحي التوافقي الذي تقف عنده قوى اليسار اللبرالي والبيروقراطية النقابية.
...
الظاهر أن الاحتجاجات لم ترعب الحكومة ومافيات الحكم و أحزاب التحالف الحكومي الفاسد فقط بل أيضا رجال المطافئ
ـ 5 ـ
وحده توسع الاحتجاجات واستمرارها واستقلالها عن البيروقراطيات جميعا و أحزاب النظام سيمكنها من التطور والتحول إلى حركة عصيان اجتماعي شامل وينفي عنها الصورة التي يظهرونها بها: مجرد أعمال إجرامية يقوم بها منحرفون ومجرمون من أجل السرقة والنهب.
احتجاجات جانفي 2018 ستتوسع وستتحول إلى عصيان اجتماعي شامل سيربكهم وسيفتح المعركة الطبقية على أوسع نطاق... هذا ما يجب أن ندفع في اتجاهه اليوم في كل القطاعات بين الخدامة وبين الشباب الطلابي والشباب التلمذي وبين شباب الحوم والأحياء.
المطلوب التعويل على القوى الذاتية فلا شيء يأتي من أحزاب اللجان المركزية وبيروقراطيات المكاتب التنفيذية وجمعيات التمويل والمجتمع المدني.
ـ 6 ـ
الحكومة اليوم وعبر وسائل الاعلام وما تروجه تريد أن تقنع المواطنين أن ما يجري هو عمليات إجرامية وليس احتجاجات للتشريع لمزيد القمع والايقافات في صفوف المحتجين بتهم التخريب والسرقة تمهيدا لإعلان حالة الطوارئ وحظر التجول وهو إجراء تعمل السلطة الآن على تأخيره معولة في هذا الطور من المواجهة مع المحتجين على أدوار رجال المطافئ وسائل الإعلام وأحزاب النظام والبيروقراطية النقابية.
قبل سبع سنوات كانت العصابة واجهت بنفس الأساليب ولكنها خسرت المعركة لأن الجماهير توحدت على هدف سياسي هو رفض مواصلة حكم الديكتاتور بن علي.
المعركة اليوم مع العصابة التي ورثت نظام بن علي لا تختلف كثيرا عن معركة Dégage لكنها لم تبلغها بعد. سيبقى ذلك متوقفا على توسيع دائرة الاحتجاجات وعلى انخراط أوسع الجماهير فيها وعلى توضيح أهدافها وعلى مكافحة كل محاولات التخريب والفوضى التي سترافقها وعلى البلوغ بها حالة العصيان الاجتماعي الشامل بعيدا عن هيئات الإطفاء أحزاب الانتقال الديمقراطي والانتخابات.
ـ 7 ـ
ستبقى الاحتجاجات تدور في حلقة مفرغة وعرضة للقمع والتلاشي وستبقى الأزمة تعيد إنتاج نفس الأزمة ما لم تفرز شبكة إنتظامات ذاتية مستقلة ـ مجالس ـ في كل جهة وفي كل حي وفي كل بلدة وتنطلق فورا في التنسيق لمواصلة الانتفاض وإدارة وتسيير كل مناحي الحياة وفرض سيادة الجماهير على قرارها وسيادتها على وسائل الإنتاج والموارد والثروات.
ـــــــــــــــ
بشير الحامدي
9 ـ 10 ـ جانفي 2018



#بشير_الحامدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسطين مشروع مقاومة لا أحد يريده
- نتائج السياسات الفاسدة للحكومة وللنقابات في قطاع التعليم
- الأزمة تعم كل مناحي حياة الأغلبية التي لا تملك ولكنها بالمقا ...
- حكومة يوسف الشاهد الجسر نحو الكارثة
- اليسار البورقيبي
- وحده التغيير الجذري يخلصنا من كل هذه المزبلة
- حول المليشيات النقابية والإسلاميين المنتمين للاتحاد العام ال ...
- رهانات الحزب اليساري الكبير اليسار اللبرالي اتجاهات أيضا
- الدرس الأكبر ل 17 ديسمبر الذي مازلنا مطالبين بتنفيذه
- تونس الانتخابات البلدية موقف من المقاطعة
- تونس فزاعة تراجع مدخرات الدولة من السيولة المالية والالتجاء ...
- مجالس بلدية أم حركة مواطنون أحرار متضامنون من أجل الحكم المح ...
- تونس عرض ميشال بوجناح ومواجهة السلطة الثقافية المطبعة
- تونس. نعم نتائج الباكالوريا مؤشر بَاتٌّ على درجة الانهيار ال ...
- الانتفاضة في منطقة الريف المغربي: التقدم نحو الانفجار الشامل ...
- ما وراء ظهور وإعترافات عماد الطرابلسي الآن ؟
- تونس . الأزمة تتعمّق ولابديل عن شبكة مقاومة مستقلة أفقية في ...
- تونس الحركة الاحتجاجية في تطاوين لحظة فارقة في مسار 17 ديسم ...
- في معنى معارك السيادة على الثروات والموارد
- الوضع في تونس ستبلغ الأزمة القاع وسيعود محيط الدائرة للاحتر ...


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بشير الحامدي - هل تتطور احتجاجات جانفي 2018 إلى حركة عصيان شامل لإسقاط سياسات الانتقال الديمقراطي