أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ياسر العدل - أستاذ الجامعة ... والفراغ الثقافى














المزيد.....

أستاذ الجامعة ... والفراغ الثقافى


ياسر العدل

الحوار المتمدن-العدد: 1477 - 2006 / 3 / 2 - 09:41
المحور: المجتمع المدني
    


تلعب الجامعات دورا هاما في قيادة الحراك الثقافى لدى للمجتمع، والقوى البشرية فى جامعاتنا المصرية تضم حوالى ستين ألفا من أعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم، وما يزيد عن نصف مليون طالب جامعى يتخرج منهم عشرات الألوف سنويا، وباعتبار أن الخريج الجامعي هو منتج اجتماعي مثقف تتأثر كفاءته المستقبلية سلبا أو إيجابا بمدى فاعلية العملية التثقيفية داخل الجامعة، لذلك فان طبيعة العملية التثقيفية داخل الجامعات تتأثر بطبيعة الوعى الثقافى لدى أساتذة الجامعات.
والمراقب الموضوعى لحركة الثقافة في بلادنا يرصد فراغا ثقافيا كبيرا يؤثر بالسلب على وجودنا وعلى مستقبلنا الحضارى، وهو فراغ أكثر بروزا لدى كثير من أساتذة جامعاتنا، ويرجع ذلك الفراغ الثقافى لدى أساتذة الجامعة لأسباب كثيرة أبرزها :-
أولا: طبيعة نظامنا التعليمى الذى تخرج بموجبه الكثير من الأساتذة الحاليين ، نظام يزكى أسباب النجاح الدراسى لطالب العلم فى حفظ واستعادة المعلومات دون الاهتمام بمضمونها فانحسرت نسبة العقول المتفتحة بين الطلاب والخريجين وقلت فرص الإبداع ، ذلك بأن طبيعة سلوك المبدعين يغلب عليه الخروج على النمط العام السائد فى تداول المعلومات وتشغيلها لإنتاج معرفة جديدة، فالمبدع يميل للتحليل والاستقراء فى الفهم فى الوقت الذى يميل فيه الحفظة والمستظهرون إلى الجمود وعدم القدرة على الابتكار.
ثانيا: تخلف العمليات النفسية والعقلية والاجتماعية المصاحبة للأستاذ الجامعى في حالات استهلاكه وإنتاجه لعناصر الثقافة ، ففي استهلاك عناصر الثقافة تنخفض عدد المرات التي يقرا فيها الأستاذ كتابا خارج تخصصه أو يحضر فيها حفلات موسيقية أو مسرحيات أو عروضا أوبرالية أو متاحف، وتنخفض لدي الكثيرين دلائل الانتماء إلى نادى اجتماعى أو حزب سياسى ، وفي إنتاج عناصر الثقافة ينخفض الميل لدي كثير من أساتذة الجامعة لإبداء الرأى في المشاكل العامة، وتتدنى لديهم طبيعة الهوايات والرحلات وتكثر استخداماتهم لتعويذات يتطيرون بها تفاؤلا أو تشاؤما.
ثالثا: انخفاض مقدار ما يخصصه الأستاذ الجامعى لتمويل العملية الثقافية ، فغالبية الأساتذة ذوي دخول منخفضة لا تسمح لهم أصلا بتمويل الأبحاث العلمية الخاصة بهم مما اضعف إمكانياتهم في تمويل عمليات الثقافة التى تعتبر بين عناصر التخلف الاجتماعي ترفا يمكن الاستغناء عنه ، وحتى إذا ارتفعت الدخول لدي البعض القليل من الأساتذة إلا أن مصادر دخولهم تحول بينهم وبين الثقافة ، مثل الدخل المرتفع من الإعارات خارج الوطن الذي يأتى بعد فترة يعاني فيها المعار من ضيق فرص الارتقاء النفسى والاقتصادى في الداخل بعدها يتم سفره ليجمع المال وسط إيقاع ثقافي مختلف لدول مختلفة يغلب على تفكيره مناورات الحفاظ على عمله وإنهاء فترة الإعارة بسلام ، ومثل الدخل الذي يأتى من الدروس الخصوصية ومن بيع أشباه الكتب الدراسية والاشتراك في اللجان غير الموضوعية وكلها أعمال تنشأ في ظل تكريس عناصر التخلف الاجتماعي والتدهور الثقافى.
ولتحسين الوضع الثقافي لأساتذة الجامعة نري نوعا من المعالجة في الخطوات الآتية :-
أولا: تزكية الانتماء السياسي الفاعل للأساتذة فى الأحزاب والجمعيات وغيرها من مؤسسات المجتمع المدنى، وما يستتبع ذلك من التدريب على التعامل مع حرية الرأى وحرية انتخاب كافة المستويات القيادية في الجامعة.
ثانيا: دراسة الوضع الثقافي للأستاذ الجامعي لإعادة تأهيل كثير من الأساتذة من أجل المشاركة فى حركة المجتمع الثقافية دون أن يقتصر نشاط الأستاذ علي عمليات الحفظ والتدريس.
ثالثا: أن تتولى الجامعات إنتاج وتقديم عروض ثقافية يشترك فيها الأساتذة تتناول الدعوة نحو تفعيل دور الجامعات فى حيادها العلمى وحرية البحث والإبداع لدى أعضائها.
رابعا: تحصيل اشتراكات إجبارية من الأساتذة لدعم الأنشطة الثقافية ويعني ذلك اندفاع الكثيرين منهم لمحاولة الاستفادة مما يقدم لهم من منتجات ثقافية.
خامسا: أن تفتح الجامعة مدرجاتها وملاعبها لتقديم منتجات ثقافية يشترك فيها الطلاب والأساتذة والمحترفون والهواة وأفراد المجتمع المحيط لتزول الحواجز النفسية ويعم التفاعل الثقافى بين عناصر المجتمع.
إن تفعيل أدوات الثقافة فى بلادنا إنتاجا واستهلاكا واستفادة، بحاجة ماسه لتحريك الوعى الثقافى لدى كثير من أساتذة الجامعات المنوط بهم تربية الوعى بالوجود الحضارى لدى مئات الألوف من أجيال المستقبل فى بلادنا.



#ياسر_العدل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إجازة .. فى حب الوطن
- حلم00 بالمحبة
- بالعربي( ميّة) 00 بالفرعونى ( إمبو) 00
- غلابة 00 ترسة
- حقن الشفافية
- التفوق الكاذب جداً
- جمعية السد العالى
- !!.. إنى أنتظر الوزارة
- أطلس ذاكرتنا الشعبية
- الإنحشار فى كرسى الوظيفة
- ربطة عنق 00 هدية
- آه.. يا رجلى
- !!..أولاد الأفاعى
- المقعد 00 قصة قصيرة
- !!يا وجيعة فقرنا.. يا
- !! قلبى معكم 00 بشروط
- !!.. يا رئيس الوزراء.. نطالبكم بالاستقاله
- دعاية انتخابية !!
- !!.. الفاضل مستجاب
- !! خيل الحكومة .. لا تموت سريعا


المزيد.....




- مغني راب إيراني يواجه حكماً بالإعدام وسط إدانات واسعة
- -حماس- تعلن تسلمها ردا رسميا إسرائيليا حول مقترحات الحركة لص ...
- تحتاج 14 عاماً لإزالتها.. الأمم المتحدة: حجم الأنقاض في غزة ...
- اليمنيون يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة
- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ياسر العدل - أستاذ الجامعة ... والفراغ الثقافى