أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سيار الجميل - الانغلاقات السياسية متى يتخلّص منها العرب؟














المزيد.....

الانغلاقات السياسية متى يتخلّص منها العرب؟


سيار الجميل

الحوار المتمدن-العدد: 1471 - 2006 / 2 / 24 - 11:08
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


العرب ينقسمون إلى قسمين هذه الأيام.. قسم منهم منفتح يدرك كيف يختار انطلاقته أو يستمر في تسلسل تطوره من خلال إثراء مؤسساته وتجديد طاقته فيعرف لمن يختار في ان يكون صانعا للقرار والعمل بروح الفريق المتجانس. ويجعل السياسة في خدمة الأهداف العليا لتحقيق المصالح الآنية والمستقبلية بوسائل معتدلة ونبيلة.. ان هذا النوع قليل عند العرب اليوم ولا اعتراض على أداء هذا الخيار الذي يعمل بكفاءة عالية من اجل ان تجد البلاد مكانها تحت الشمس في عالم لم يعد تنفعه الشعارات ولا تطعم شعبه الدعايات. ولا يقرر مصيره استعراض العضلات.. ان السواد الأعظم من العرب بحاجة إلى التعلّم من تجارب السياسات المنفتحة وانتصارات صناعها في كل الميادين.. ولكن المفارقة ان تغدو إحدى التجارب العربية مثالا رائعا في التقدم لدى كل العرب والعالم مستقطبة الأنظار والعقول والأفئدة.. ولكن العرب لا تعرف السبيل لبلوغ ذلك!!
ان القسم الثاني أو السواد الأعظم في كل هذا المحيط العربي الذي تغرقه المشكلات المتنوعة السياسية والامنية والاقتصادية والاجتماعية لم يدرك كيفية الخيارات اللائقة لصناعة مستقبله ولا يعرف كيف يفصل بين الشعارات الواهمة وبين الحقائق على الأرض.. ولم يتعلم كيف يتجنب مواطن الضعف والخلل ولا يفقه كيفية استخدام الكوابح لإيقاف التردي. فكم هو بحاجة للدخول مع كل العالم بقضاياه متحدثا لبقا مدافعا ذكيا ويجادل بالتي هي أحسن كي يستحصل على ما يمكن الحصول عليه بديلا حقيقيا عن هذا الذي بات يفقده يوما بعد آخر وليس له الا الاعتراض.. وأعتقد ان العرب لو مارسوا هذا الخيار في كل تضاعيف القرن العشرين لما آل وضعهم إلى ما هو عليه اليوم! ان ما نشهده اليوم من نتائج انتخابية جماهيرية لجماعات أو أحزاب معينة كي يمارسوا السلطة، ينبئ عن حالات شاذة ربما لست معنيا بانتقادها كقيادات اختارتها الشعوب.. ولكن لابد من التنبيه إلى ان ثمة تعقيدات وعقبات ليس في الأوضاع السياسية بل في النسيج الفكري والاجتماعي تزيد الأوضاع تردّيا وانحطاطا والعودة دائما إلى نقطة الصفر.. وربما كانت هذه خطط تطمح لأن تضع القوى الفائزة في مواجهة الواقع، فإما تنصاع له أو تتفكك وتذوب.
ان المشكلة ليست هنا من اجل تغيير المنطقة على المدى البعيد، نقيضا لما ساد سابقا من انقلابات عسكرية لتغيير المنطقة على نحو سريع.. ان المشكلة سترجعنا تارة تلو الأخرى إلى نقطة الصفر من دون كسر لحواجز الانعزال بين أسلوب تحقيق المصالح العليا وبين ترديد الشعارات العليا في عصر التسارع التاريخي. إننا لسنا ضد اي قوى في تولي السلطة أو المشاركة في الحكم، فثمة تجربة أو اكثر على نجاح بعضها، ولكن الخطر كله في ان تقول إنها تمتلك الحقيقة وحدها وتقوم بإقصاء الآخرين من أضدادها.. وخير دليل على ما نقول تتوضح في الفوارق بين تجربتي تركيا وإيران.. اذ تحكمهما قوى إسلامية، ولكن الفرق بينهما ان التجربة التركية منفتحة على الجميع ولم تزل وفية حتى لعهد اتاتورك ولتجربته العلمانية ولم يزل رمزا لتركيا بوجود صورته في كل أرجاء البلاد.. في حين أوصدت تجربة إيران أبوابها امام كل العالم باحتكارها السلطة دون ان تعترف بكل القوى السياسية والإصلاحية! !ويبدو ان العرب في تجاربهم السياسية الجديدة قليلو الخبرة ولم يستفيدوا من فارق التجربتين، بل ولم يستفيدوا من التغييرات التي تجري في كل هذا العالم، فليس هناك شعب لم تصبه التحديات والهيمنة ولكنه عرف كيف السبيل لتحقيق الأهداف من خلال سيرورة المصالح بالأخذ والرد!
ان زمنا طويلا سيمضي من حاضرنا اليوم ليأكل جزءا إضافيا من تاريخنا على حساب صنع مستقبلنا، لأن شعوبنا ومجتمعاتنا لم تتعلم حتى اليوم كيف تميز بين الخطأ والصواب، ولأنها لا تعرف كيف تقيم رجالها أو كيف تختار قادتها الحقيقيين.. وغير مدركة للمناورة في تقديم الأهم على المهم. وكيف لها ان تتخلص من نزعتها العاطفية.. وكيف لها ان تشكّل قطيعة بين الماضي والحاضر.. وكيف تتعلم المرونة.. وكيف لها تقديم المصالح الاستراتيجية كلها على اية مصالح اخرى.. وكيف لها اقتناص الفرص السانحة لصنع مواقف جديدة. وكيف لها ان تأتي بمن هو مؤهل لشغل صنع القرار.. وكيف لها ان تمّيز بين النخب.. وكيف لها ان تؤهل المجتمع لمعالجة الواقع! وكيف لها ان تؤمن بأن الزعامات شيء والمؤسسات شيء آخر..
وأخيرا، أقول بأن العرب سيكونون أمام أبواب موصدة اذا ما بقوا لا يدركون بأن السياسة فن عالي المستوى ومن الممكن ترجمة رغبات المجتمع إلى قرارات باستخدام كل الأدوات والوسائل من اجل تحقيق الأهداف. وان بلوغ الأهداف لم ولن يأتي بالخطابات ولا بالشعارات ولا بالدعايات ولا بالعنتريات.. إنني اعتقد بأن الأبواب ستنفتح أمامهم ان غدوا يؤمنون بتغيير الواقع الصعب بكل الوسائل.. وكذلك ان شعروا بأن العالم لم ينتظر كسلهم وخمولهم ونزاعاتهم في ما بينهم.. ان عليهم ان يجادلوا العالم بالتي هي أحسن، ويستفيدوا ممن انطلق اليوم في سيرورته التاريخية ليكون مثلا يحتذى لهم.. فهل يدركون ما أقول ؟ إنني اشك في ذلك!



#سيار_الجميل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقاطع واضحة!!
- الرسالة وصلت
- العراق من منظور تأصيلي
- العراق غير قابل للتقسيم
- محاضرة الدكتور سّيار الجميل بمنتدى دراسات المستقبل بوردو / ف ...
- الديمغرافية السكانية : اللحظة الثالثة
- فضائيات عقيمة : اعلاميون مضللّون ومتكلمون بدائيون
- فوضى الابعاد : العراقيون .. هل يصعدون نحو الهاوية ؟
- رفقا بالنصف الآخر: حقوق المرأة العربية
- افتراق التاريخ
- معضلة العراق اكبر من مشروع مصالحة
- تجربة كوزموبوليتانية :عندما يكون للمدن مركزية جذب وعبقرية حي ...
- الحرة عراق: درس متطور في الاعلام المرئي
- رسالة صريحة في نقد خطاب السيد فاروق الشرع
- صرخة أعلنها للملأ : الخلايا النائمة تستيقظ بشاعتها
- ثقوب سوداء بين عالمين : دعوة ليست للتشاؤم
- نزهة عند ضفاف التايمس بصحبة نيازي وسميرة
- متى يتعلم العرب الأشياء الثمينة ؟
- كيف نبني فكرا سياسيا جديدا ؟؟
- صدام حسين في قفص محكمة الجنايات


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سيار الجميل - الانغلاقات السياسية متى يتخلّص منها العرب؟