أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ليث عبد الكريم الربيعي - السترة - ...قصة غريبة وغير منطقية على خلفية عاصفة الصحراء














المزيد.....

السترة - ...قصة غريبة وغير منطقية على خلفية عاصفة الصحراء


ليث عبد الكريم الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 1468 - 2006 / 2 / 21 - 10:45
المحور: الادب والفن
    


كثيرة هي الأفلام الهوليودية التي اتخذت مما يسمى بـ(حرب الخليج) أو (عاصفة الصحراء)، خلفية تاريخية لأحداثها، مرة لان (حرب الخليج) تعد في التاريخ الحديث بالنسبة إلى الأمريكان، حرب الخير ضد الشر، أو حرب البطولات والأمجاد، الأمر الذي يجعل من صناع السينما يكثرون من تكراره لشحذ همم الجنود المتواجدين في العراق وأفغانستان وغيرهما، ومرة أخرى لان ما جرى في حرب الخليج يعد بالمنظور السينمائي منطقة هامة يمكن التحرك فوقها ونسج خيالات وحبك كثيرة تغري المشاهدين المتعطشين لسينما الحركة والتشويق، وبالتالي فان الفيلم سيدر أرباحا على صانعيه فوق ما يمكن أن يلاقيه من دعم وتشجيع من لدن المؤسسة الحاكمة.
وعلى أية حال فدائما ما كانت الأفلام التي اتخذت من (حرب الخليج) محورا أو مسرحا لأحداثها، هامشية، أو لا تقابل بأي رضى نقدي، والسبب مجهول، فقد ساد الاعتقاد إن كتاب السينما الأمريكية ولهول ما جرى عليهم من تعتيم وتكتم إعلاميين شديدين، أفضى بالنتيجة إلى عدم إلمامهم بخبايا ما جرى في الحرب. فكانت أفلامهم دائما سطحية ومجافية لأي شيء واقعي.
ولنأخذ مثالا على ذلك فيلم (السترةThe Jacket -2005)، فهو يتخذ من حرب الخليج خلفية لأحداثه، فبطل الفيلم جندي أمريكي اسمه جاك ستاركس (ادريان برودي) الذي يتلقى رصاصة من صبي عراقي، أثناء فترة استراحته، فتستقر في مؤخرة رأسه لتحدث به إصابة خطرة تكاد تودي بحياته ويفقد الذاكرة على أثرها.
ومن بعد ذلك لا يأتي أي ذكر في الفيلم لحرب الخليج أو عاصفة الصحراء، وكأن كاتب النص لم يجد سببا منطقيا لاصابة جاك إلا الحرب وبالذات حرب الخليج رغم إن الإصابة قد تحدث في أي مكان حتى لو في أمريكا، من دون اللجوء إلى واقعة تاريخية ليس هناك من هدف لاستخدامها سوى أن ينشغل النقاد والمتفرجون بالبحث فيها عن دلالات تعسفية! أو لإثارة المشاعر ليس إلا!
عموما هذه الإصابة تعود بجاك إلى وطنه، ونراه بعد عام واقفا في طريق صحراوي يبحث عن سيارة تقله إلى مكان ما.فيقابل ألام الشابة جين (كيلي لينش) وابنتها الصغيرة جاكي، وقد وقفتا عاجزتين أمام سيارتهما المعطلة، لنلاحظ على الفور أن الأم تعاني من الهذيان والاضطراب والإفراط في التدخين، وهنا يتقدم جاك لإصلاح السيارة، وينجح بالفعل في ذلك بعد أن يتبادل حديثا ودودا مع الطفلة جاكي ليترك لها قلادته المعدنية العسكرية التي تثبت هويته، وتمضي الأم والطفلة بسيارتهما وتتركان جاك وحيداً، ليستقل سيارة عابرة يقودها رجل سوف يقتل شرطيا بعد لحظات قليلة ويهرب تاركا جاك يواجه تهمة ارتكاب جريمة القتل. وبالفعل تتم إدانته والحكم عليه بالسجن في مصحة عقلية للمجانين ذوي النزعات الإجرامية، وهنا تنتقل بنا الأحداث فجأة إلى تلك المصحة، فمدير المصحة الطبيب بيكر (كرس كرستوفرسن) يجري تجارب غريبة على النزلاء في سادية مفرطة، مبرراً ذلك بأنهم مجانين بالفعل، اعتقادا منه أن علاجهم ممكن من خلال استخدام كمية مفرطة من الدواء والصدمات الكهربائية ثم تقييد المريض في (سترة).
يتخذ كاتب النص ومعه مخرج الفيلم السترة آلة للانتقال في الزمن على غرار كثير من الأفلام السابقة، التي قد تحمل الشخصيات إلى الماضي أو إلى المستقبل، فيجد جاك نفسه في محطة للوقود في العام 2007 حيث تلتقطه امرأة شابة تدعى جاكي (كيرا نايتلي)، وتذهب به إلى منزلها ويرى جاك بالصدفة قلادته المعدنية في منزل جاكي، ليدرك أنها هي ذاتها الطفلة التي رآها على الطريق عندما أصلح سيارة أمها منذ أعوام طويلة، ومن خلال عدة لقاءات بين جاك وجاكي سوف تتطور بالفعل علاقتهما إلى قصة حب ملتهبة!! نعرف أن الفتاة قد ورثت عن أمها إدمان الخمر، وهو الإدمان الذي أودى بحياة الأم عندما احترقت بنيران سيجارتها وهي غائبة عن الوعي.
الأحداث التالية الأخرى هي من اجل حل الأمور العالقة، فيخبر جاك ألام بأن مصيرها سوف يكون الحرق إن لم تتوقف عن تعاطي الخمر، وهكذا ينجح في إنقاذ حياتها وبذلك يغير من مستقبل الابنة جاكي أيضاً التي تصبح فتاة سوية. ويحاول كذلك أن يبحث عن سبب موته وإنقاذ نفسه، ولا يجد من يساعده على ذلك إلا الطبيبة الطيبة لورينسن (جينيفر جيسون لي) التي كانت تعمل في الماضي مساعدة للطبيب بيكر.
هذا الفيلم من بطولة النجم الحائز على الأوسكار (ادريان برودي) و(كيرا نايتلي) بالإضافة إلى الممثل (كرس كرستفرسن) والممثلة (جينفير جيسون لي)، وأخرجه (جون مايبوري) في أول أعماله الروائية الطويلة، ويميل "مايبوري" عموما في الفيلم إلى اتباع أسلوب الإيقاع البطيء والهدوء في طرح موضوعه، ولكن هذا التوجه لا يؤتي ثماره نظرا لطبيعة الموضوع الذي يعالجه الفيلم. ولما كان الموضوع يعنى بسبر غور نفسيات مضطربة وشخصيات مختلة العقل، فان المخرج يختار التركيز على العلاقات التي تبلورها الشخصية الرئيسة، لكنه في سياق ذلك يقصر في بلورة شخصياته الحيوية بما فيه الكفاية، وينتهي إلى تقديم كم كبير من الأفكار من دون معالجة جادة سينمائيا، ولعل النجم برودي بملامحه الجسمانية النحيلة والهزيلة، ووجهه الذي يعكس قدراً كبيراً من الألم والمعاناة، يسهم والى حد بعيد في دفع قصة الفيلم قدما، بأدائه المقتدر، إذ يبدو انه المحور الوحيد الذي يدور حوله الأحداث.
والفيلم بمجمله يحاول صراحة إصلاح الخلل الاجتماعي داخل الأسر الأمريكية، ويلجأ في سبيل ذلك إلى أساليب (شكلية) مثل التكوينات البصرية المعقدة، والمؤثرات البصرية والسمعية من اجل ضخ مجموعة كبيرة من الأفكار في نفس اللحظة، الأمر الذي شتت الرؤية وجعل كل تلك الأفكار وبالا عليه.
ويعتبر السيناريو على وجه الخصوص من المشاكل الرئيسية لهذا الفيلم، ذلك أن كاتبه (توم بليكر) اعد سلفا مجريات تطورات الأحداث، ولم يترك الحدث هو الذي يقود التطور فجاءت الأحداث غير منطقية ولا تمت بصلة إلى الحياة.
أخيرا أقول إن الفيلم زاخر بالتطورات الغير منطقية، ومثير حقا في المشاهدة لكنه يحملك مجموعة كبيرة وغريبة من الأسئلة.



#ليث_عبد_الكريم_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البحث عن نيفرلاند- ...الأطفال عندما يلهمون الكبار
- التألق الأبدي: افتراضات منطقية لعملية رصف الذكريات
- أسرار البنات... على المجتمع السلام
- آرارات... عمل يكشف مأساة الأرمن
- فيلم مركب، يغوص في المشاعر الإنسانية
- قراءة متأنية في تاريخ السينما العراقية 3-3
- في النقد البنيوي: تحليل مشهد من فيلم الشرف
- قراءة متأنية في تاريخ السينما العراقية 2-3
- قراءة متأنية في تاريخ السينما العراقية 1-3
- عازف البيانو....موسيقى من قلب المأساة
- لغة السرد في الفيلم المعاصر
- العِلاّقة بين الرواية العربيةِ الجديدة والفيلمِ العربي
- السينما الإيرانية تكسر حاجز الصمت وتثير أسئلة قلقةمن (سعيد) ...
- مشروع شامل للتكفل بقطاع السينما
- وقوف على أطلال السينما العراقية


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ليث عبد الكريم الربيعي - السترة - ...قصة غريبة وغير منطقية على خلفية عاصفة الصحراء