لغة اهل الجنة الذين حلت عليهم اللعنة .

صالح حمّاية

الحوار المتمدن-العدد: 5685 - 2017 / 11 / 1 - 14:35
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

لم يكتف المسلمون بفكرة كون نبيهم يعتبر نهاية التاريخ بالنسبة للعالم ، فهو اخر النبياء ، و اخر حوار مع السماء ، واخلاقه ارقى الأخلاق ، وعقيدته خير العقائد ، وحتى شعبه ، فهو خير أمه أخرجت للناس ، ولكنهم اضفوا امرا اخرا لهذا، حيث اعتبروا على اللغة العربية هي لغة اهل الجنة ، بما يعني ان أي مسلم هندي او تركي او إيراني يجب ان يتكلم بالعربية ، فهي لغة الجنة و شرط دخولها ، وتحولت اللعة من وسيلة للتواصل لمقدس أخر يجب الأيمان به ، و لكن بالعودة للمنطق و العقل فهذا الزعم كما نجده فهو هراء لان اللغة أساسا اصطلاحية ، و بالنسبة للغة القران فهي شبه ميته في كلام المسلمين العاديين الآن ، فلكي تفهم بعض الكلام من القران عليك العودة للمعاجم و التفاسير لتفهم ، ثم ان لغة القران نفسها مليئة بلألفاظ غير العربية كسندس و استبرق ، وخلافه وهناك بحوت كثيرة نحو هذا الباب ، الشيء التالت ان تطور الزمن ادخل كلمات ليست عربية على العربية ، فكمبيوتر متلا كلمة غير عربية ، و أسماء الادوية كلها تقريبا ليست عربية ، و أسماء مواد الجدول الدوري جلها ليس عربي ، و اخترعات لا حصر لها كلماتها ليست عربية ، ما يعني ان الجنة نفسها خاضعة لكي تقبل لغة اصطلاحية ، فلو كتبت لك الجنة ( مجازا ) طلبت كابيتشينو مثلا فهذا لا علاقة له بالعربية ، ومن هذا الكثير ، ولكن المسلمين يصرون على هذا ، ولا زالت اذهانهم تهيم بقة لغة اللجنة، بينما لو عادوا لوعيهم ، لوجدوا ان لغتهم ميتة فهي اما محكية على شكل لهجات لا علاقة لها بالعربية ، او محبوسة في الرفوف .
الامر الرابع ان المتقف بالعربية كلغة وحيدة فهو محروم من جل المنتوج المعرفي الحالي ، لان هذا المنتوج مكتوب بغير العربية ، و العرب لا يترجمون ما ينشر ، فهل سيتولى الله الترجمة عنهم للعربية ، ثم هل هو سيجد المرادفات لبعض المصطلحات حين لاتوجد بالعربية ؟.

طبعا يبدو الوضع هنا وكما نجد هنا مضحك ، فالمسلم حلت عليه اللعنة اذا كان حبيس لغته فقط ، وهو بدون لغة حية أخرى سيقى جاهلا مهما قرا من كتب ، و اخر القصص عن العربية هي ما حل في الجزائر امام السفارة الفرنسية ، حيث فشل كثير من الناس في اختبار اللغة الفرنسية لدخول فرنسا ، فما فائدة لغة الجنة هنا؟.

بالنسبة للعربية فقد كتب كتيرون محاولين تطويرها تلائم العصر منهم ، العفيف الأخضر ، و فريد الشباباشي في كتابة (لتحيا اللغة العربية ، و ليمت سيبويه ) و لكن لا احداهتم لهم ، بل اعتبروا من كهنة اللغة العربية كمارقين يريدون اسادها ، فيما ما يجيري ان تنقرض شيء فشيئا و تنهشها المفردات من اللغات الأخرى لكي لا يبقى منها شيء ، وسيبقى العربي الأصل كالأسود الدؤلي محبوسا في لغته ، وخارج الزمان و المكان ، لانه ببساطة يركب جملا في عصر الطائرات .

#صالح_حمّاية (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات