أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - رحيم العراقي - ماركسية ماركس














المزيد.....

ماركسية ماركس


رحيم العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 1467 - 2006 / 2 / 20 - 09:49
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


المنظر اللبرالي الفرنسي، والأوروبي الأكثر شهرة خلال القرن العشرين تحدث طويلاً عن الفيلسوف الألماني «كارل ماركس» الذي يفترض ان يكون «خصمه» بالتعريف.. فآرون هو «منظرً اللبرالية» و«ماركس» هو رمز الفكر الاشتراكي.
قدم ريمون آرون العديد من الكتب التي اصبحت بمثابة «مراجع» وليس اقلها شهرة كتاب «السلام والحرب بين الأمم» الذي نشره مؤلفه في عقد الستينيات الماضي ولم تتم ترجمته ـ للأسف ـ الى اللغة العربية رغم أهمية العديد من الاطروحات التي تضمنها من أجل فهم أحداث جرت فيما بعد وكان آرون قد «تحدث» عنها برؤية مستقبلية ثاقبة.. ومن مؤلفات آرون الأخرى «مراحل الفكر السوسيولوجي» و«المتفرج الملتزم» الذي تحدث فيه عن العديد من القضايا العربية.. الخ.
هذا الكتاب الجديد الذي يصدر بعد سنوات من وفاة صاحبه يحتوي على المحاضرات التي كان «ريمون آرون» قد ألقاها على طلبته في جامعة السوربون عام 1962 وعلى مستمعيه عام 1977 وتحدث فيها عن فكر ماركس ولكن ايضا وأساساً عن الدور الذي لعبته الاطروحات الماركسية في تكوينه الفكري. يقول: «انني لست مديناً لتأثير مونتسكيو أو توكفيل الفكري.. ومازالت على الرغم مني أولي أهمية أكثر لفهم اسرار رأس المال (كتاب ماركس الشهير) مما أهتم بكتاب الديمقراطية في اميركا لتوكفيل
لكن بالمقابل لا يتردد ريمون آرون: في أن يؤكد «خيانة» الماركسيين أنفسهم لافكار ماركس. يقول: «اذا قمنا بدراسة للأنظمة التي تقول بانتمائها الى ماركس وخاصة من وجهة نظر اقتصادية من النمط السوفييتي ـ السابق ـ فإنه ينبغي علينا ان نلاحظ بان هذا النمط لا يشكل تطبيقاً للافكار التي قدمها كارل ماركس في كتابه رأس المال؟ وذلك بكل بساطة لكون أن هذا الكتاب لا يحتوي على نظرية على ما ينبغي ان يكون عليه الاقتصاد المخطط ـ اي الاشتراكي.
ان ريمون آرون، كما يشير في اشكال متنوعة، ينتمي الى جيل الثلاثينيات من العقد الماضي.. اي الجيل الذي ما كان له ان يكون حيادياً تجاه «الماركسية» وذلك مهما كانت مواقفه «تأييداً» أو «رفضاً».. من هنا تم وصف «ريمون آرون» و«جان بول سارتر» ـ الفيلسوف الملتزم بانهما «الصديقان اللدودان».. «صداقتهما» قامت على اساس انتمائهما لجيل لعبت فيه افكار ماركس دوراً رئيسيا.. وهما «لدودان» بسبب المواقف المتعارضة التي تبنياها حيال تلك الافكار نفسها.
وكان جيل ريمون آرون «يعيش في اجواء» مشربة بالفكر وبالايديولوجيا الماركسية.. فمناهج التعليم، وخاصة الجامعية المكرسة لدراسة العلوم الاجتماعية، كانت تجد في صاحب «رأس المال» احد نقاط ارتكازها.. وعلى الصعيد السياسي كان الحزب الشيوعي هو احد القوى السياسية الرئيسية وقد برز دوره أكثر تأثراً بعد دوره الكبير في مقاومة الاحتلال الالماني لفرنسا خلال الحرب العالمية الثانية ولم يكن الموقع المتميز الذي احتله الاتحاد السوفييتي ـ السابق ـ على المسرح الدولي بعيداً عن «حضور» الفكر الماركسي في شتى ميادين الحياة العامة. في المحصلة العامة لم تكن معطيات الواقع آنذاك الا بمثابة «تربة خصبة» لجعل الماركسية بمثابة مسألة اساسية حتى بالنسبة لاولئك الذين يدحضونها، ومن بين هؤلاء «ريمون آرون» مؤلف هذا الكتاب.
وبمقابل «الحضور» الكبير لافكار كارل ماركس منذ النصف الثاني للقرن التاسع عشر ـ هذا ما يتعرض له المؤلف طويلاً في احد دروس بجامعة السوربون في عام 1962 ـ كان هناك نوعاً من «الغياب» الكبير ايضا للفكر «اللبرالي».. ويعترف «ريمون آرون» نفسه بهذا الصدد بانه لم يقرأ توكفيل، الفيلسوف وعالم الاجتماع اللبرالي الكبير إلا في وقت متأخر.. ويبدو انه لم يتعمق أبداً في «معرفته» لاطروحات «ستيوارت ميل» وغيره من منظري اللبرالية الانجلوسكسونيه.
ان «ريمون آرون» يؤكد مراراً وتكراراً في دروسه ومحاضراته التي يحتويها هذا الكتاب على أن تأثره بالفكر «الماركسي» انما قد جاء في موقع «الند». أي الموقع الذي فرض نوعاً من «الحوار» ومن «المعركة» بنفس الوقت. يقول «آرون» بهذا الصدد: «ان اي انسان يمتلك حسا بسيطا عن آليات الابداع الفكري يعرف جيداً بان الانسان الأكثر اهمية بالنسبة لنا هو ذلك الذي كنا قد دخلنا في صراع وفي نقاشات معه. وهذا ما يفسر بشكل ممتاز واقع ان افضل ممثل للفكر اللبرالي الفرنسي، وأحد ممثليه البارزين عالمياً، خلال النصف الثاني من القرن العشرين قد درس بعناية بالغة كارل ماركس. يقول: ليس هناك مؤلف اخر قد قرأت له وشارك في تكويني الفكري أكثر من كارل ماركس.. لكنه هو ايضا ذلك الذي لم اتوقف ابداً عن قول الآراء السيئة حياله.. لقد اهتم «ريمون آرون»، كما يبدو بوضوح في كتاباته، بكل جدية وتركيز بمعرفة ماركس.. ألا يمثل هذا تمشياً مع القاعدة الاستراتيجية المعروفة: «اعرف عدوك».. قد ينبغي التأكيد هنا بان «آرون» قد رأى في ماركس بالأحرى «خصما» وليس عدوا.
ولعل افضل شاهد على «اعجاب» ريمون آرون بماركس جملته التي يقول فيها: «إن المبدأ الذي حاولت تتبعه يحتل سمة قل أن وصل مبدأ آخر إلى مثلها وهو انه يمكن شرحه بإخلاص في خمس دقائق اوخمس ساعات اوخمس سنوات او في نصف قرن.



#رحيم_العراقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءات في الفلسفة المثالية الألمانية
- كيف ظهرت الحداثة في غرب اوربا وأميركا.. ؟
- خمس سكان العالم تحت مستوى خط الفقر...لماذا..؟.
- فوكو..ما يزال يثير الجدل..
- أطفالنا يحلمون
- الأدب عبر الإنترنت
- وحشة وحلم
- الصحافة الدينية في إسرائيل
- ذكريات رياضية...فريق إتحاد التضامن.
- كامو وسارتر..قصة القطيعة
- الأسس اللاهوتية في بناء حوار المسيحية والاسلام
- راسين..ثلاثة قرون من المسرح..
- جمعة اللامي في عزلته
- الإنسان أمام غياب اليقين
- كوبا ..كل شيء سيتغير غدا..
- برجوازي صغير
- الرقابة على الفكر او قمع الحرية الفكرية
- الشاهدة...مونودراما....
- المسرح العراقي :بين الإرهاب والفتاوي..
- أنواع الشعر وأشكاله


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - رحيم العراقي - ماركسية ماركس