أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - رحيم العراقي - كوبا ..كل شيء سيتغير غدا..















المزيد.....

كوبا ..كل شيء سيتغير غدا..


رحيم العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 1449 - 2006 / 2 / 2 - 09:58
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


مؤلف كتاب : كوبا:كل شيء سيتغير غداً..هو بن كوربيت : صحفي أميركي أمضى عدة سنوات في كوبا وكتب العديد من التحقيقات عن هذه البلاد في صحف ودوريات عالمية مختلفة.. والى جانب اهتمامه بكوبا ـ كاسترو، فانه قد قدم ايضا العديد من المقالات والدراسات حول «الهنود» الاميركيين
كوبا هي «الاستثناء الاشتراكي» الذي صمد «حتى الآن» ولم ينهر مثل بقية بلدان المعسكر الشيوعي السابق، و«كوبا» هي بلاد تختلف الاراء حولها وتتراوح بين المديح والتعظيم من قبل البعض على أساس أنها الجزيرة التي ينبغي العيش فيها، بينما لا يتردد اخرون في وصفها بأنها «دولة مارقة»..
وهذا هو تحديدا الوصف الذي تتبناه الادارة الأميركية الحالية حيث ان الشعب الكوبي «المضطهد يموت بأغلبيته من الجوع». لكن مؤلف هذا الكتاب يبتعد عن اصدار الاحكام المتطرفة» في هذا الاتجاه او ذاك كي يقدم كوبا من خلال التجربة الشخصية التي عاشها فيها لسنوات.الفكرة الاساسية التي يتبعها «بن كوربيت» تقول بأن رحيل فيدل كاسترو ـ وبأية صيغة كانت ـ سوف يكون بمثابة منعطف كبير في حياة كوبا والكوبيين.. هذا على الرغم من حالة الاستياء العام التي تسود لدى الشرائح الواسعة من الشعب الكوبي..
وانطلاقا من هذا التأكيد على «منعطف» رحيل كاسترو يؤكد المؤلف بأن «كل شيء سيتغير غدا في كوبا» وبالتالي يقدم «قراءته» للمستقبل ويرسم صورة لبعض الشخصيات الكوبية.. التي يمكن ان تقفز الى مقدمة ساحة الفعل السياسي في كوبا، بعد كاسترو.
وتتمثل السمة الأساسية التي تحكم آليات عمل المجتمع الكوبي بواقع «التناقض» الكبير بين «الصورة الرسمية» المقدمة لكوبا وبين «صورة الواقع»، ان المصورين الكوبيين مثلا لا يستطيعون التزود بما يسمح لهم بانتاج صور ملونة، لكن هذا لا يمنع غالبيتهم من امتلاك «مخابر» خاصة في بيوتهم حيث تكون صورهم بـ «منجاة» من رقابة السلطة وحيث يكتشفون، عبر عملهم، العديد من جوانب الحياة في المجتمع الكوبي.. كذلك من الممنوع رسميا على الكوبيين امتلاك «حاسوب شخصي» لسبب واضح يمكن ان يفسره المثل الشائع القائل «من يمتلك الاعلام يمتلك السلطة». لكن المنع الرسمي لا يلغي واقع ان الكوبيين يستخدمون شبكات الانترنت، بصورة «غير شرعية» ويتواصلون مع العالم الخارجي ويبعثون الصور عن الحياة اليومية في بلادهم. لكنهم يحصلون ايضا بالمقابل على معلومات يمكنها ان تشكل تهديدا للنظام القائم، هكذا تشكل «المعلوماتية» احدى الادوات المتميزة التي يلجأ اليها «المعارضون» للنظام الشيوعي بزعامة فيدل كاسترو.
وبناء على قراءة الواقع يؤكد مؤلف هذا الكتاب بأن اولئك الذين يعرفون كوبا يدركون بأن «شيئا ما يتم تحضيره» وان المسألة قد اصبحت مسألة وقت فقط هكذا في شهر مارس من عام 2003 تم اعتقال اكثر من سبعين معارضا من بينهم 15 صحفيا مستقلا وصدرت بحقهم احكام تتراوح بين 3 سنوات و20 سنة سجن بتهمة ممارسة نشاطات «معادية للثورة» وانشاء «منظمات سرية» وبنفس الوقت الذي كانت تجري فيه هذه المحاكمات قام أفراد كوبيون بخطف طائرتين وقارب نقل بهدف الذهاب الى الولايات المتحدة الاميركية. لقد تم القاء القبض على «قراصنة البحار» وتم اعدامهم بعد اسبوع واحد فقط من اجل ردع اولئك الذين تسوّل لهم انفسهم القيام بمثل هذا العمل.
هذا النمط من الأعمال لا يتوقف، ولا يتردد مؤلف هذا الكتاب في اعادته الى الاوضاع الاقتصادية السيئة في كوبا، وهو يرجع بالذاكرة الى عام 1980 عندما حاول مئة وعشرون الف كوبي مغادرة جزيرتهم وولوج دروب المنفى والى عام 1994 حيث جرت محاولة مماثلة وانما باعداد اقل.. وفي هذه الحالات كلها كانت الاوضاع الاقتصادية في كوبا شديدة السوء.. وفي شهر «مايو» من عام 2002 قام الرئيس الأميركي الاسبق «جيمي كارتر» بزيارة الى كوبا ضمن اطار مهمة للسلام..
وهناك سلمه المعارض «اوزو الدو بايا سارديناس عريضة تحمل احد عشر ألف توقيع يطالب اصحابها بـ اصلاحات ديمقراطية» لكن «بايا» لم يتعرض للاعتقال. لماذا؟ «لأنه اصبح اليوم أحد الشخصيات الشهيرة داخل المعارضة الكوبية».. وبالتالي يمكن لاعتقاله وادانته ان تمس جديا بسمعة نظام «فيدل كاسترو» على المسرح الدولي هذا لا سيما وان «كاسترو» يجيد منذ سنوات عديدة ان يحسن صورته ويتخلص من موقع «الدكتاتور» الذي وضعته فيه الصحافة الأميركية بشكل خاص، هذا بالاضافة الى ان كاسترو لا يريد ان يخسر أفواج السائحين الاجانب والاستثمارات الخارجية في الوقت الذي تشهد فيه بلاده احد اكثر ازماتها الاقتصادية تهديدا منذ سنوات عديدة.
ان مؤلف هذا الكتاب وبعد ان يقدم «عينات» عديدة وبالغة الدلالة عن الطبيعة «القسرية» لممارسات النظام في كوبا باسم «الثورة» وعن المعاناة الكبيرة التي تعيشها نسبة كبيرة من المواطنين الكوبيين حيث ان ما يزيد على 60% منهم يجدون ما يؤمن قوتهم من خلال «السوق السوداء» وعن «الحلم الأميركي» الذي يداعب مخيلة نسبة هائلة من الكوبيين وحيث ان عشرات الآلاف منهم قد لقوا حتفهم اثناء محاولات وصولهم بحرا الى شواطئ الولايات المتحدة الأميركية أو عبر اعدامهم في حال انكشاف محاولتهم الهرب والقبض عليهم من قبل السلطات؟ وعن حالة «الاغتراب الثقافي» التي يعاني منها اولئك الذين لا يخضعون لـ «الثقافة المفروضة» بعد هذا كله يؤكد «بن كوربيت» بأن مستقبل «كوبا» مرهون الى حد كبير بعدة عوامل وبعدة قوى فاعلة..
هناك اولا القائمون على السلطة والذين يؤكدون على غرار «راؤول» الاخ الاصغر لفيدل كاسترو هذا الاخ الاصغر عمره 71 سنة الذي قال على شاشة التلفزة بأن «الثورة سوف تستمر» وذلك في معرض الاجابة على السؤال التالي: «ما هو المستقبل الذي ينتظر كوبا؟» والذي يعني في الواقع «ماذا سيجري بعد وفاة فيدل كاسترو؟» وهناك ايضا المعارضون لكاسترو الذي يقدمون «مشروعا ديمقراطيا» لما بعد النظام الحالي.. ثم هناك الجموع «الحالمة» من السكان والتي قد تغير المعادلات المطروحة كلها.
وبكل الاحوال «يبقى المجهول الذي يحيط بخلافة كاسترو بمثابة موضوع احجية دولية ولغز عالمي يثير اهتمام الكثيرين». كما ان هذا الامر يشكل احد المواضيع الرئيسية في النقاشات التي تشهدها «صالونات» هافانا، العاصمة الكوبية، وحيث تدور خاصة أسئلة من نوع: هل سيتم نقل ملكية القطاع العام الى القطاع الخاص؟
من الذي سوف يخلف فيدل كاسترو؟ وماذا يريد الكوبيون بالتحديد؟ وماذا سيكون موقف العالم الخارجي والمؤسسات العالمية مثل صندوق النقد الدولي؟ ان الدستور الكوبي نفسه يقدم اجابة ليست بالضرورة هي تلك التي سوف يكرسها الواقع على مسألة خلافة كاسترو، اذ ينص على أن أخاه ـ راؤول كاسترو ـ هو الذي سوف يخلفه على رأس السلطة.. انه «الوريث الشرعي» ولكنه لا يحظى في الواقع بالدعم الشعبي المطلوب.. ولا يمتلك نفس «الكاريزما» التي يمتلكها اخوه الاسم الاخر المطروح لخلافة كاسترو هو «ريكاردو الارسون» وزير الخارجية السابق. ولكن كائنا من يكون ذلك الذي سيخلف «قائد الثورة» فان مهمته الاولى ينبغي أن تكون «تعزيز الاقتصاد» ومعرفة اتخاذ «القرارات الجيدة» و«تحويل كوبا الى دولة قوية في منطقة الكاريبي» و«ايجاد الدعم المطلوب من بقية أمم العالم الاخرى.
هذه المواصفات يجدها مؤلف الكتاب في شخصين بكوبا هما: «فيليب بيريز روك» البالغ من العمر 37 عاما، والوزير الحالي للخارجية الكوبية، والشخص الاخر هو «كارلوس لاج ديفيلا» السكرتير الأول لمجلس الوزراء. «ان احد هذين الشخصين قد يكون الرئيس القادم لكوبا» يقول «بن كوربيت» الذي يؤكدبنفس الوقت بأن مهمة «راؤول كاسترو» ستكون بالتحديد هي المحافظة على النظام داخل الجيش اثناء «الفترة الانتقالية» وربما انه قد يترأس «الحكومة المؤقتة».
ويشير المولف الى ان «بيريز روك» يبدو وكأنه «المرشح الأكثر احتمالا لوراثة كاسترو» على الرغم من ان «كارلوس لاج» هو المرشح المفضل للكوبيين.
وفي محصلة التحليل يبدو مؤلف هذا الكتاب «متفائلا» بالنسبة لمستقبل كوبا التي يمكن ان «تنتقل من حالة المحافظة على البقاء الحالية الى حالة الرخاء والامبراطورية المزدهرة» وذلك شريطة ان تعطي لمواطنيها امكانية المشاركة الحرة اقتصاديا على الصعيدين الداخلي والدولي.
بكل الأحوال «كل شيء سيتغير غدا.. في كوبا»




#رحيم_العراقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- برجوازي صغير
- الرقابة على الفكر او قمع الحرية الفكرية
- الشاهدة...مونودراما....
- المسرح العراقي :بين الإرهاب والفتاوي..
- أنواع الشعر وأشكاله
- مستقبل العراق.. هل هو الديكتاتورية، ام الديمقراطية ام التقسي ...
- قبل أن أنسى ..قحطان العطار ...الجزء الأول
- ربيع الأرمل....قصة قصيرة جداً..
- صورة الإسلام في الإعلام الغربي
- الروائية الأميركية أرسولا لوغين: لغتي قريبة من ملحمة جلجامش
- . .. العلمانية...وكيف نشأت...؟
- الأديان الكبرى ..
- محاكم التفتيش..
- حياة موليير..
- كاركترات ح1..- الخال عوده
- مدينة الثورة..أُختطفت.. .. !


المزيد.....




- دبي بأحدث صور للفيضانات مع استمرار الجهود لليوم الرابع بعد ا ...
- الكويت.. فيديو مداهمة مزرعة ماريغوانا بعملية أمنية لمكافحة ا ...
- عفو عام في عيد استقلال زيمبابوي بإطلاق سراح آلاف السجناء بين ...
- -هآرتس-: الجيش الإسرائيلي يبني موقعين استيطانيين عند ممر نتس ...
- الدفاع الصينية تؤكد أهمية الدعم المعلوماتي للجيش لتحقيق الان ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /20.04.2024/ ...
- ??مباشر: إيران تتوعد بالرد على -أقصى مستوى- إذا تصرفت إسرائي ...
- صحيفة: سياسيو حماس يفكرون في الخروج من قطر
- السعودية.. أحدث صور -الأمير النائم- بعد غيبوبة 20 عاما
- الإمارات.. فيديو أسلوب استماع محمد بن زايد لفتاة تونسية خلال ...


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - رحيم العراقي - كوبا ..كل شيء سيتغير غدا..