أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شفيق التلولي - ما لا نخشاه على حماس














المزيد.....

ما لا نخشاه على حماس


شفيق التلولي

الحوار المتمدن-العدد: 5663 - 2017 / 10 / 8 - 03:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما لا نخشاه على حماس
بقلم/ شفيق التلولي

إن صح وتخلت حركة حماس عن مشاركتها في أي حكومة مقبلة، فهي بذلك تبرهن على صدقية توجهها نحو إتمام المصالحة الناجزة وتخليها عن الإستمرار في حكم غزة وصولاً إلى تسليمها الكلي لمقاليد مؤسسات السلطة الوطنية الفلسطينية وهذا هو النضج السياسي بعينه المبني على قراءة واعية لمجمل المتغيرات الإقليمية التي لا تسير في صالحها وكذلك تأثير طول فترة الانقسام وإحداثياته على مصالح الشعب الفلسطيني وغزة التي أوشكت الإنفجار لا سيما بعد التداعيات الخطيرة لتوجهات السلطة الوطنية الفلسطينية لإنهاء الإنقسام من خلال إتخاذها لسلسلة من الإجراءات الإدارية والمالية الرامية لثني حماس وإجبارها على حل اللجنة الإدارية التي شكلتها مؤخراً -وهذا ما حصل بالفعل- وجاري إعادة غزة للمنظومة الوطنية وتمكين حكومة الوفاق الوطني كشرعية فلسطينية.

بذلك تحذو حماس حذو حزب النهضة التونسي الذي سبقها في التخلي عن الحكم؛ بعدما أدركت أن هناك إرادات إقليمية ذات بعد دولي تهدف إلى إعادة صياغة وترتيب أوراق المنطقة العربية التي تتقلب على صفيح ما سمي بالربيع العربي الساخن بعدما انتهى دور توظيفه، وهذا يفرض على بعض القوى الإقليمية وتحديداً العربية التماهي مع السياسة الأمريكية الجديدة وإعادة جدولة أجندتها بما فيها الورقة الفلسطينية وخاصة غزة (المشكلة والحل) كعمق استراتيجي للدولة الفلسطينية المفترضة؛ لتترجم حماس بذلك ما نتج عن انتخاباتها الأخيرة واطلاق وثيقتها السياسية الجديدة التي سعت من خلال بنودها إلى توطينها ونقل قرارها إلى الداخل حسبما ترتأيه مصلحتها بعيداً عن منظومة حركة الإخوان المسلمين مما أخرجها من عنق الزجاجة وأبعدها عن دائرة استهداف المنظمات الإرهابية الذي نادت به الإدارة الأمريكية الجديدة وحلفائها.

إن السياسة التي تتبعها حماس بعقلية جديدة قادرة على هضم ما تناولته في الآونة الأخيرة من وجبات دسمة يعد أمراً محمودا، لكننا نخشى من تداعي ذلك عليها كحركة -عُرفت بتماسكها- وارتداد تداعيات تلك التوجهات إلى داخلها بما لا يحمد عقباه إذا ما جرى لا سمح الله أي تصدع في بنائها التنظيمي وإذا ما كان هناك رفض لهذه السياسة الجديدة من قبل بعض رموزها بعدما تناهى همهمات في أوساطها تشي بذلك؛ حيث إنها قد تكون مقبلة على تحولات كبيرة في رؤاها ومواقفها السياسية ربما يجعلها تتنازل عن ثوابت طالما نادت بها وذلك وفقاً لما تقتضيه المصلحة الوطنية وما يمكنها من المحافظة على كيانها الإعتباري في النظام الكلي الفلسطيني وإبقاء حضورها التمثيلي في مؤسسات هذا النظام وبخاصة المجلسين الوطني حال انخراطها في منظمة التحرير الفلسطينية والتشريعي حال جرت إنتخابات السلطة الفلسطينية.

صحيح بأن حركة حماس تنظيم أقرب ما يكون إلى الحزب المغلق لكن انفتاحها من الخاص على العام بفعل ولوجها للسلطة سمح بكسر هذا الطوق وانجلاء هالتها القدسية وانكشافها وهذا أمر طبيعي في منطق تحول أي حركة أو حزب من موقع المسئولية الحركية والحزبية إلى موقع المسئولية الوطنية وهذا ما تثبته حركة التاريخ وسيرورته، ولا أدل على ذلك من حركة فتح التي عاشت ذات التجربة مع فارق الزمان والمكان والظروف المحيطة وتباين الأداء واختلاف القدرات وكيفية التعاطي مع المتغيرات، غير أنها عندما أردات التحول في مواقفها السياسية وانتقلت من الفعل الثوري الرافض لكل مشاريع التسوية إلى مربع المفاوضات التي أنتجت اتفاقيات سلام مع حكومات تل أبيب المتعاقبة -لسنا بصدد الحكم عليها الآن- كانت تدرك بأن ثمن ذلك قد يكون كبيراً على مستواها كحركة وكونها جزء من منظومة العمل الوطني الفلسطيني، لكنها أرادت وفعلت حتى لا يفوتها ويفوت الشعب الفلسطيني آخر عربة في القطار الذي تشعبت طرقه وتبدلت محطاته.

ما نتمناه ألا يحدث لحماس ما حدث لغيرها من حركات وأحزاب لأنه سيرتد بالسلب على الكل الفلسطيني وخصوصاً على غزة التي تتنفس الصعداء بعدما استقبلت حكومة الوفاق الوطني مؤخراً على أثر المبادرات الطيبة والمتبادلة بين فتح والسلطة الفلسطينية من جهة وبين حماس من جهة أخرى وبرعاية مصرية فائقة، وربما يحدث أو لا يحدث ما ذكرناه عالياً وما لا نتمناه مرة أخرى، لكن لأن السياسة علمتنا بأن تحليل أبعادها لا يخضع للتمني إنما للوقائع التي لا تشير إلى فرضية حدوث خلاف داخل أروقة حماس حتى اللحظة مع بقاء كل الإحتمالات فرضيات قائمة، ما يدفع حماس بكل مكوناتها والتي التقطت اللحظة ولم تضع فرصة المصالحة التاريخية أن تربط أحزمة أمانها وأن تتعاضد من أجل تتويج هذا العرس الوطني الفلسطيني (عرس الوحدة الوطنية) باتفاق شامل ومتكامل ولتدعم فتح ذلك وأظنهما ستفعلان ما يحفظهما ويحفظ الشعب الفلسطيني ويبدد هذه الغيمة السوداء من سماء غزة بغض النظر عما يترتب على ذلك من نتائج على كل من الحركتين، والكرة الآن في ملعب الجميع، فلا غالب ولا مغلوب.

"وكفى الله المؤمنين القتال"



#شفيق_التلولي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إصحو يا شباب
- مات فادي يا مجدي
- لا تقطعوا شعرة معاوية
- غزة 2014 تأملات ويوميات شاعر في المدينة الرهينة
- بين اسبرطة وأثينا
- غَواية
- حكومة المحبة
- -سئمنا المارين على جراحنا-
- -زمكان البتر والاقتلاع-
- خميس الترك -أبو نادر- من فرسان الزمن الجميل
- -غيمة عشتار- رواية تُمطر أدباً
- حُزيران خزان الأحزان
- حماس والوقت الضائع
- جريمة في غزة
- إضراب الأسرى وهبة النشامى
- أغبياء نيسان والكذبة الأقسى
- حماس والفرصة الأخيرة
- موظفو غزة والخيارات الصعبة
- بين القديم والجديد
- سورية في غزة


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شفيق التلولي - ما لا نخشاه على حماس