|
رب ضارة .. نافعة
نزار صباغ
الحوار المتمدن-العدد: 1462 - 2006 / 2 / 15 - 07:01
المحور:
كتابات ساخرة
نعود مجدداً إلى الدعوة للمقاطعة " قاطعوا المنتجات الدانماركية .. إلى الأبد" ، بنداءات إعلانية على الهواتف المحمولة ، بإعلانات "تنافسية" في الصحافة المحلية .. وكأنها فوضى "تجييش" منظمة ، بما تشمله من حرق للأعلام والدمى ، والتأكيد على المقاطعة الشاملة وحتى للأوروبية منها إن لزم الأمر لوجود البديل في دول جنوب شرق آسيا ، وضرب للسفارات " بالبضائع محلية الإنتاج" كالبيض والبندورة . المقاطعة الشعبية وكما هو معروف ، تشمل الجميع ، المستهلك وبائع المفرق وبائع الجملة والمستورد والوكيل ، وهي مقاطعة طوعية وبمشاركة وتعاون كامل من الجميع ، كما كانت عليه مقاطعة البضائع "الإمبريالية" لأجل القضايا القومية والوطنية ، مع التركيز على توفر البدائل من المنتجات المحلية . قطعاً مني لأي التباس أو تأويل ، وتماتشياً مع العصبية (!) ، يمكن القول بأنه ما من متضرر من هكذا مقاطعة شعبية إلا "ذاك الغير، المارق" ... وتأكيداً لذلك فقد يقوم " داعموا " الدعوة للمقاطعة ، بتجميع المنتجات الدانماركية كافة والقيام بإتلافها علانية ضمن حملة إعلامية ضخمة ، حرقاً أو دعساً أو "طمراً" كالنفايات النووية أو شنقاً للأبقار الهولندية بما أن المقاطعة ستشمل جميع منتجات " ذاك الغير، المارق" . وذلك بعد تقديم البديل المحلي كتعويض إلى البائعين بالتعاون والتنسيق مع غرف التجارة والصناعة "قطعاً للضرر" بالطبع . أما من الجانب الآخر ، فإن المقاطعة ستعود بالخير على المنتجات الوطنية ، بدءاً من الشركات السعودية صاحبة الامتيازات الكبرى للشركات العالمية للصناعات الغذائية وصولاً إلى الشركات السورية ومنها بالطبع المنتجة للمشتقات الحيوانية ، بأنواعها .. هذا تحديداً كما فعلت المقاطعة للمنتجات الإمبريالية لأجل القضايا القومية والوطنية من دعم غير مباشر للصناعات المحلية وحتى الحكومية منها ، من طناجر وبرادات وغسالات وتلفزيونات ، إلى ما هنالك من "حمايات" .. ثم وصولاً إلى أسماء منتجات "ذاك الغير، المارق" وتسويق منتجات محلية بأسماء محلية و"عصبية" ، ومن يدري .. فقد ينجم عنها مقاطعة شعبية لشخصية "بابا نويل" واختراع شخصية محلية تراثية بديلة عنها بلباس محلي تقليدي بمستلزماته كافة ، لتقديم الهدايا "النوعية" إلى الأحباء الأطفال .. أو تغيير اسم "عيد الحب" إلى اسم آخر ( دون أن يكون النقيض بالطبع) ، وصولاً إلى مقاطعة استقبال الوفود التجارية التي قد – وأشدد هنا على "قد" – تفكر في القدوم إلى بلادنا لتسويق منتجات بلاد "ذاك الغير، المارق" . ومجدداً من يدري ؟ .. رب ضارة نافعة ... للمنتجات المحلية ولصانعيها ومسوقيها ولوكلاء المنتجات الصينية والتايوانية والماليزية والأندونيسية والعربية وغيرها من الدول ( بما تشمله من واردات ومكونات مختلفة المنشأ ) ، هذا رغم أن أغلبها مُصنَّـع بموجب اتفاقيات مع دول "ذاك الغير، المارق" أو بامتياز منها .. كما هي سجائر "كنت" و "لاكي سترايك" التي ستُصَّـع في بلادنا .. تهنئتنا القلبية ، وتمنياتنا بدوام التوفيق والاستثمار ... والمقاطعة . ................ قد يحق لنا التساؤل ، وعلى الهامش ، هل تقبل شعوب دول "ذاك الغير، المارق" برسم وتخطيط أعلام الدول التي حُرِقَت سفاراتها بها ، على الإسفلت لمرور السيارات فوقها ...؟ " لاتنه عن خلق ............. .................." وعلى الهامش أيضاً ، ألم يكن من الأجدى التصرف كما فعلت "المملكة العربية السعودية" دون مظاهرات واستنكارات شعبية وحرق للسفارات ، رغم أنها أثبتت قدرتها على تحريك الشارع ...؟
#نزار_صباغ (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مصادر موثوقة .. واستنساخ
-
المقاطعة الدينية
-
للكعبة رب يحميها
-
من دون تأويل
-
المسرح واللاعبون
-
أحلام اليقظة.. والسياسة
-
البواقون
-
أحلام اليقظة ... والسياسة
-
كلام الناس - 2
-
المرتد - 2
-
المرتد
-
كل يغني على ليلاه
-
اقتل إحساسك
-
عدوانية الغرب بين الخيال والواقع
-
مسرح عرائس
-
من الضحية ؟
-
ثلاثة خربوا سوريا...؟
-
فكرة حول العلمانية
-
دراسة عن واقع المرأة في مجتمعنا
المزيد.....
-
الكويت.. تاريخ حضاري عريق كشفته حفريات علم الآثار في العقود
...
-
“نزلها لعيالك هيزقططوا” .. تردد قناة وناسة 2024 لمتابعة الأغ
...
-
تونس.. مهرجان الحصان البربري بتالة يعود بعد توقف دام 19 عاما
...
-
مصر.. القضاء يحدد موعد الاستئناف في قضية فنانة سورية شهيرة ب
...
-
المغربية اليافعة نوار أكنيس تصدر روايتها الاولى -أحاسيس ملتب
...
-
هنيدي ومنى زكي وتامر حسني وأحمد عز.. نجوم أفلام صيف 2024
-
“نزلها حالًا للأولاد وابسطهم” .. تردد قناة ميكي الجديد الناق
...
-
مهرجان شيفيلد للأفلام الوثائقية بإنجلترا يطالب بوقف الحرب عل
...
-
فيلم -شهر زي العسل- متهم بالإساءة للعادات والتقاليد في الكوي
...
-
انقاذ سيران مُتابعة مسلسل طائر الرفراف الحلقة 68 Yal? Capk?
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|