نزار صباغ
الحوار المتمدن-العدد: 1430 - 2006 / 1 / 14 - 08:50
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
جميلة هي الحياة ، بأفراحها وأتراحها وشجونها .. طموحنا وآمالنا فيها ، ومجرياتها بكل ما حملته وتحمله لنا، رغم أن عديده قد لا يكون موافقاً لتطلعاتنا ... وقد يكون من أجملها متابعتنا لأبنائنا منذ صغرهم ، نموهم ، طفولتهم ومراهقتهم وأحلامهم ، نرى أنفسنا فيهم ..
كنا مثلهم ، نحلم ونحن صغار أن نصبح كأبطالنا الخياليين - أو الحقيقيين - ، نحلم بكل ما هو ممتع وجميل ونظيف .. ومريح .
اختلف الأمر عند مراهقتنا ، واختلف الكثير من تطلعاتها ، لكنها اشتركت جميعها بما يطلق عليه تعبير "أحلام اليقظة" ... سواء بالحب بالحبيبة ، أم بالتفوق والنجاح ، أم بالقيادة والسيطرة ، أم بالمغامرة ، أم بالحصول على المال والجاه . كما كان البعض هاوياً للقراءة وتصفح الكتب والمجلات التي اختلفت باختلاف الاهتمامات و "أحلام اليقظة " .
أذكر كم كان بعضنا يستخدم التهويل أحياناً ، أو الخروج عن الواقع أو بعض الكذب ، للتأثير على مجموعته من الأصدقاء أو من يهوى ، أو لمحاولة تحقيق جانب من "أحلام يقظته" ... وأذكر أيضاً كم كان جميعنا _ ولا يزال – مؤمنا ومندفعاً للوطن ....
غزا الشيب شعر الكثيرين وكذلك الصلع ، واختلفت التطلعات ، تفاصيل الحياة ومجرياتها ، الأفكار والأسلوب والعواطف .. ورغم ذلك تراودنا البعض من "أحلام اليقظة" ، لكنها تمر كلحظات خاطفة تسبب الضحك في السر من محتوياتها ، وسخافة بعض التفاصيل الخيالية الدقيقة الواردة ضمنها .
وتكمن المهزلة فيمن يستمر بذات أسلوب المراهقة ، بالاعتماد على "أحلام اليقظة" والتهويل والخروج عن الواقع ، ويظهرها علانية ضمن أقواله وكتاباته .... كالسياسة ... (جريدة السياسة الكويتية اليومية تحديداً قطعاً لأي تأويل) .
أحترم كل ذي رأي ، كل من يقدم جديداً ، يحاور ، يقنع ويقتنع ، ضمن منهج تحليلي عقلاني منطقي ، دون تشنج أو أوهام أو تهويل أو خروج عن الواقع أو بعض الكذب .... وبعيداً جداً عن "أحلام اليقظة" .
هذا حال العديد من كتّاب "جريدة السياسة" الذين أحترم ، كما أحترم – إنسانياً – من يخرج منهم عن المنطق في كتاباته وآرائه وتحليلاته ، وما يورده من أخبار من"مصادر موثوقة" ، وما يظهره من تأثير كبير ل "أحلام اليقظة" على تصرفاته وأفعاله وأقواله وآرائه .
فقليلاً من المنطق أيها السادة ، واعتقد أنه يكفي تشبثاً بأحلام اليقظة .....يا محللي "السياسة" .
#نزار_صباغ (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟