اقتل إحساسك

نزار صباغ

الحوار المتمدن-العدد: 1407 - 2005 / 12 / 22 - 11:02
المحور: الادب والفن
    

لكي تعيش ، تنام ، تأكل ، تشرب ..... اقتل إحساسك .

تكلم ليومك ، فغدك هو يومك ... اعمل ، اسمع ، شاهد ، العب ... ليومك فقط ، فحاضرك هو يومك ، ومستقبلك ....... هو يومك .

لا تطمح ، لا تفكر ... لا تقرأ ، لا تناقش ... لا تتذاكى ، لا تتغابى ... لا تحاول ، لا تجرب ... لا تهمس برأيك ، لا تجاهر بحبك ...لا تشاهد الفضائيات المغرضة ، لا تدخل للمواقع المغرضة ... لا علاقة لك بغيرك ، لا دخل لك بنفسك ، لا تحاول معرفة مستقبلك ... فجميعه مكتوب ...عليك ... ولك .

إنس الحق ، إنس الواجب ، إنس حتمية المستقبل .... إنس الغد ، إنس الأمل ، إنس وجودك كبشر ...وعش ... كأنك آلة .
إنس أرضك ، إنس حلمك ... إنس اعتبارك ، ومستقبلك .... إنس قدسك ، وبغدادك ، واسكندرونك .... بلدك ، شارعك ، فكرك ، أملك ....... فهي ليست لك .

ماضيك كبير ، ماضيك مجيد ، فيه عنترة والزير ، وطيور أبابيل ... عدل كثير ، ودماء تسيل ... الزبير والوليد ، وهارون الرشيد .... فيه الطبري والزمخشري ، والاندلس والصين ..... السلاطين والدين ، الحجاب وأمراء المؤمنين ..... ماضيك مجيد وحاضرك ماضيك .. تاريخك كبير ، وحاضرك تاريخ ....

حرر أرضك ، فجر نفسك ... حقق حلمك ، حلم امتك .... طوائف وأحزاب ومذاهب ، عرب ودم ودين ، من المحيط الى الخليج ........

وطنك تجزأ ، بلدك تمزق ، انتماؤك تشرذم ...... اغنيتك قتلت ، ثقافتك نهبت ، ارادتك سلبت .... اسمع عجرم و الديك ، واناشيد الدين .... وعش أبداً ...لماضيك .

احجب عقلك ، احجب نظرك ، احجب لسانك واحجب حلمك ..... اذبح وانحر ، اسجن واقمع ...... عش ليومك فهو غدك .....
اخنع ، لا ترفض ..... استسلم ، لا تقاوم ......اهمد ، لا تفكر ...... اجلس ، لا تتحرك ..... اعلم ، لا تتعلم ..... اصمت ، لا تتكلم .....اكره ، لا تحب .......... ابق نبيلا ًولا تعاند ......

عش يومك فهو غدك .......لا تحس ....اقتل احساسك .

خير الكلام المختصـر
أنـّـا خُـلقنا عالــةً
لا لكي نحيـا بشــر

رغـم ذلك ،، إنـّــا بشــر ،، لنا الكيـان والوجــود ،، نرفـض ونقــاوم . ولا نـزال نحلـم ، ونـأمل ، ونحب ، ونحــاول

#نزار_صباغ (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات