أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار صباغ - البواقون














المزيد.....

البواقون


نزار صباغ

الحوار المتمدن-العدد: 1429 - 2006 / 1 / 13 - 09:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اعتذر بداية لاستخدامي تعبيراً مطروقاً ومُستخدماً ، فللضرورة أحكامها . لأن ما نسمعه مكرراً ، صاعداً تارة وخافتاً أخرى ، نافخاً ضاجاً بلحن غريب غير متناسق مزعج للجميع أحياناً وصامتاً أخرى ، مستجيباً لتوجيه من آمره للنفخ بقوة أحياناً وبنعومة أخرى ، بلحن متناغم أحياناً ومتنافر أخرى .... ما هو إلا البوّاق - نافخ البوق – الفردي .
والبوق تصنيفاً : آلة نفخ موسيقية ، تُصنع تحت مسميات متعددة بأنواع وأشكال مختلفة وفقاً لمبادئ وقواعد محددة (حجماً وشكلاً وأبعاداً وقطراً ... إلخ ) لإصدار نغمات صوتية موسيقية من خلال عازف أو عازفين محترفين وبشكل فرادي أو جماعي متناسق ، وقد يكون مع مجموعات أخرى من تشكيلات مختلفة من آلات موسيقية بإشراف قائد للمجموع العام ، بهدف إظهار وتبيان الإبداع الموسيقي الإنساني بما يستهدف بالنتيجة إظهار الخير والجمال .
يقال أنه اكتشف خلال التاريخ صدفة ، واستخدم لإصدار ضجيج صوتي عال للفت الانتباه ، أو للتجمع لتنفيذ غرض من الأغراض ...

والبوّاق حالياً ، وكما المفروض أنه عازف البوق ، فيمكن أن يكون من يهتف بصوت عال خارجاً بذلك عن الموسيقى وعن الجمال مستهدفاً الضجيج وفقاً لتوجيهات آمره المباشر أو آمر وقائد الجوقة .. وتجوز إطلاق صفة الجمع إن كانوا مجموعة ...
وبالنسبة لموضوعنا هذا فإنه ينصب على القسم الثاني منهم .

البوّاقون كثر ، يمكن تصنيفهم وجمعهم زمراً وفقاً لارتباطاتهم وحركاتهم ... وتتوضح زمرهم من خلال ضجيجهم ، تنافسهم في إظهار أعلى الأصوات ، تقلبهم الغريب في الدرجات دون أي تناسق ، وتنافسهم في إظهار ولاءهم لمن يقودهم ، وتهديمهم وتخريبهم حسب متطلبات مصلحة ولي أمرهم ، ونفاقهم لمعرفتهم أنهم ليسوا سوى "بواقين" ... إلخ .
نجدهم في أماكن مختلفة في العالم ، في أوروبا والأميركيتين وأفريقيا وآسيا وأقيانوسيا والقطبين ، وحتى جزر القمر العربية ........ يُبوقون كما يُوجهون من آمريهم ، لتجمع حزبي قد يكون رابطهم ، أو مصلحي ، أو مادي ، أو أجور يتقاضونها ، أو وعود يتلقونها ، أو لسلطة يتجمعون حولها ...

أما عنهم في منطقتنا "المشرقية" فإنهم كثر ، لا يختلفون عن الغير في العالم سوى أن ضجيجهم أقوى ، ونفاقهم أوضح ، وتهديمهم أكبر ، ومريديهم أكثر ، وإعلامهم أمضى ...
ومنهم مثلاً من ينادي بالديموقراطية... أو يطالب بالحقيقة... أو يهاجم الفساد ... أو ينادي بمكارم الأخلاق...إلخ ، وكلهم عنها بعيد أو غريب بل قد يكون عن عكس ضجيجه ... قريب ؟ .

في لبنان مثلاً ، نسمع كل يوم جديداً من أحد البواقين ، كل بطريقته وأسلوبه ، حركاته ، أذنه ، صوته وصلعته ونظراته .. وذقنه ... كما أسمه الحركي وقت "الحرب الأهلية" و"الذبح على الهوية" . يذكرون ويكررون الأقاويل حول "العملاء السوريين" و"التدخل السوري" كلما استجد جديد وإن كان بعضه يحمل قدراً كبيراً من التشكيك ... كما حصل أمس بموضوع "الناعمة" ، التي كانت مسبباتها غير منطقية ، وما استجرته من مواقف مستهجنة .... وكما حصل من سابق بالنتائج الفورية لاغتيال النائب "جبران تويني" ..... وكما هي ردود الأفعال الحالية عن الاجتماع الثلاثي في "مكة" .......

ومنهم مثلاً المنادون بمحاربة الفساد ، وقد يكونون الأوائل فيه ، بقرارات سمكية وضفدعية وبقرية وزراعية ، أو إنشاء معامل دون جدوى لها ، أو في غير أماكنها ، أو تخسيرها ، وتخريب شركات عامة ، وعمولات وسمسرات وتكتلات اقتصادية مصلحية مادية ، ومصادرة رأي وفرض رأي وقمع رأي ، وبحماية مزيفة واحتكار للصناعة الوطنية ، وإنشاء سدود بطرق فنية وبمواصفات مصلحية ، وبالتغني بالوحدة والحرية والاشتراكية وبالشعارات الوطنية ، وبتطبيق مزيف لقوانين وتفريغ متعمد لمراسيم ، وبتصفيق متواصل لمجرد كلام أي مسؤول أو وزير .... وهم كذلك ، من يخرق القانون بحجة "مصلحة الوطن والعموم" ... والذين كانوا بقصورهم وبسياراتهم يتنعمون ويطلبون من "المواطنين" شد الحزام على البطون ... ومنهم الإداريين التنفيذيين الكبار والمحليين ، وأصحاب المناصب وكبار المتنفذين ... وغير ذلك الكثير .........

ومنهم كذلك منتسبوا الأحزاب الشمولية ، ذلك لأنهم بواقون حقيقيون لكل ما يُسمعون ، ويُؤمرون ، ويُوجهون ، بطاعة تامة دون تردد ... فعند القول "فلان" عميل يجب على الجميع الترديد كالببغاوات مباشرةً دون أي تفكير... وعند القول بوحدة "كواكب المجموعة الشمسية" يتوجب على الجميع العمل بعزم لتحقيق الغرض بدءاً من الصغر بحيث يتم تنسيب المواليد الجدد فور خروجهم من بطون "حاضناتهم" ... يلبسون "الشورتات" مع الأطفال و"الكرافات" مع الكبار ، وإثباتاً منهم لولاءاتهم وانتساباتهم يمارسون التصفيق الدؤوب لمجرد كلام أي مسؤول ........ وغير ذلك الكثير .. كما هو معروف .........
ينطبق الأمر تماماً على المنادين بمكارم الأخلاق والديموقراطية – في الوقت الحالي - .. بشموليتهم واحتكارهم لمفاهيم التعامل الإنسانية وقولبتها ضمن قالب واحد موحَّد ، إنما بحجة قوانين إلهية نصبوا أنفسهم حراساً لها شارحين لمعانيها قائمين على تطبيقها وباسم "مكارم الأخلاق الديموقراطية" .. متناسين أن "الدين معاملة " وليس شكلاً ومظهراً ونفاقاً ، وأن " النظافة من الإيمان" تعني نظافة النفس والضمير قبل الجسد .... وأن الطهارة تعني طهارة النفس والضمير من الموبقات قبل الجسد ... وأن الشارع النظيف كالبيت النظيف ، دلالة على الصدق مع النفس والضمير ، وغير ذلك كما هو معروف .. كثير..........

وجميعهم أبرياء أنقياء صادقون ، لا يخطؤون .. وللمؤامرات مقاومون .. بالموالاة يوصمون .. وبالمعارضة أيضاً يمكن أن يصنفون ..

أعدنا ثانية إلى "ثقافة الوهم والقطيع " .... ؟
عذراً أيها السادة ، فالعبرة في التفاصيل التي لها ، أغلبكم عارفين ...

ننتظر سماع جوقة موسيقية حقيقية من "البواقين" من المصنفين ضمن القسم الأول منهم تتحفنا بسماع الإبداع الإنساني الحقيقي بما فيه حقاً خير وجمال ... غير أولئك المذكورين .

12/1/2006
نـزار صبـاغ



#نزار_صباغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحلام اليقظة ... والسياسة
- كلام الناس - 2
- المرتد - 2
- المرتد
- كل يغني على ليلاه
- اقتل إحساسك
- عدوانية الغرب بين الخيال والواقع
- مسرح عرائس
- من الضحية ؟
- ثلاثة خربوا سوريا...؟
- فكرة حول العلمانية
- دراسة عن واقع المرأة في مجتمعنا


المزيد.....




- قيادي بحماس لـCNN: وفد الحركة يتوجه إلى القاهرة الاثنين لهذا ...
- مصر.. النائب العام يأمر بالتحقيق العاجل في بلاغ ضد إحدى شركا ...
- زيارة متوقعة لبلينكن إلى غلاف غزة
- شاهد: -منازل سويت بالأرض-.. أعاصير تضرب الغرب الأوسط الأمريك ...
- الدوري الألماني ـ كين يتطلع لتحطيم الرقم القياسي لليفاندوفسك ...
- غرفة صلاة للمسلمين بمشفى ألماني ـ مكان للسَّكينة فما خصوصيته ...
- محور أفدييفكا.. تحرير المزيد من البلدات
- خبير ألماني: بوتين كان على حق
- فولودين: واشنطن تضحّي بالآخرين للحفاظ على القطب والواحد
- فرنسا تتهم زوجة -داعشي- سابقة بارتكاب جرائم ضد الإنسانية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار صباغ - البواقون