أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - اللغة المتألقة والصوت الواحد في رواية -وداع مع الأصيل- فتحية محمود الباتع














المزيد.....

اللغة المتألقة والصوت الواحد في رواية -وداع مع الأصيل- فتحية محمود الباتع


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 5625 - 2017 / 8 / 30 - 02:24
المحور: الادب والفن
    


اللغة المتألقة والصوت الواحد في رواية
"وداع مع الأصيل"
فتحية محمود الباتع
اعتقد أن هذه الرواية تعد من بدايات الانتاج الروائي النسائي العربي، وذلك اعتمادا على ووجد تناقض بين لغتها الأدبية المتألقة وبين صوت شخصياتها الواحد، فالمتلقي يهيم في اللغة الجميلة التي اتحفتنا بها "فتحية محمود الباتع" لكنها تزعجنا عندما جعلت كافة شخوص الرواية والسارد للأحداث يتكلمون بلغة واحدة، بحيث لا نستطيع التفرقة بين أيا منهم.
يمكننا ايعاز ذلك إلى حالة الاندفاع والانفعال من جهة، وإيمان الكاتبة بعدالة القضية الفلسطينية من جهة أخرى، فهي قضية إنسانية بالإضافة إلى كونها قضية قومية وقضية وطنية، لهذا وجدنها تستخدم لغة راقية لتؤكد من خلالها أن من يكتب بمثل هذه اللغة لا يمكن إن يكون إنسان متحضر وراق، من هنا يجب الوقوف إلى جانية ومساندته، أعتقد من خلال هذا التفسير يمكننا أن نعز الخلل الفني الذي حدث في الرواية، فاللغة الموجودة في الرواية تؤكد قدرة الكاتبة على الصياغة وسرد الأحداث بشكل متسلسل وسلس، وكان يمكنها أن تكون من افضل ما انتج من ادب روائي على مستوى الوطن العربي وليس فلسطينيا فحسب، لكن هذا ما كان، وعلينا التعاطي معه حسب الظرف والزمان والمكان الذي كتبت فيه الراوية.
ولكي نوضح أكثر هذه العلاقة غير المتجانسة بين اللغة الواحد والشخصيات نقتبس شيء مما جاء في الرواية، "قالت بعد لحظة صمت: "تلك قصة مصورة لا اظنها تروقك يا سيدي"
فأثار جوابها فضوله وقال: "ولم لا؟" واستطرد: "أكون شاكرا لو تفضلت وشرحت لي طرفا من تلك القصة" ص27، فهنا الراوي والفتاة "سلمى" والشاب "وليد" يتكلمون بعين اللغة، بحيث لا نستطيع أن تفرق بين لغة أيا منهما.
وإذا ما عرفنا أن هذه الشخصيات فلسطينية يمكننا أن نجد مبررا ما للكاتبة يعذرها من هذا الأمر، لكن عندما تستخدم هذه اللغة شخصيات يهودية، غريبة عن اللغة العربية، فهل يمكننا أن نبرر لها هذه الهفوة؟: "فأشار هذا على الجند بالتريث والتفت إليها قائلا: "هل قررت الافضاء لنا بمكان زوجك، أم رضيت بيع شرفك؟" ...قالت بإعياء شديد وهي تترنح برأسها إلى الجدار: "دع عني مثل هذا الكلام؟" قال: "متى ذكرت لنا مقره فسأمضي إليه في الحال مع بعض رجالنا ثم أعود عاجلا فأطلق سراحك، لن يطول بك الانتظار هنا أكثر من نصف ساعة، وأقسم على ذلك بديني وتوراتي وحبي لولدي وأخي" قالت وقد خنقتها العبرات: "أتريد أن تمضي ورجالك إلى حيث مكمن زوجي لتفتكوا به غيلة، ثم تعود إلي لتطلق سراحي ويداك مخضبة بدمه؟" قال: "لا تسألي كثيرا يا بنية ولا تطيلي الشرح، وقد يخوننا الوقت فلا يرضي الآخرون بالرفق، فيها أذكري لنا المكان الذي يقاتل منه زوجك وإلا كان شرفك ثمنا لتعودي من حيث أتيت بسلام" ص146 و147، يمكننا أن نستوعب/نبرر توحيد لغة الشخصيات الفلسطينية لكن أن يتحدث المحتل بذات اللغة فهذا شيء صعب القبول به.
شخصيات الرواية
إذا ما توقفنا عند شخصيات الرواية سنجدها على طرفي نقيض، الشخصيات الشابة "وليد" الشاب المناضل والطبيب الذي يواجه والده "شكري" سمسار الأراضي والمتعاون مع قوات الاحتلال الانجليزي، حتى انه يعتقل بسبب الوشاية التي قدمها والده للإنجليز لكي يبعده عن اعاقة صفقة بيع الأراضي للصهاينة. والشابة "سلمى" الفتاة المناضلة المكافحة والفنانة التي تخوض حرب على عدة جبهات، جبهة اقتصادية لتعيل والدتها ولتجنبها المعونة من أيا كان، وجبهة النضال ضد الانجليز والصهاينة والمتعاونين معهم، وجبهة الاعتناء باسرتها بعد زواجها من "وليد"، وإذا ما توقفنا عن شخصية "سلمى" سنجد أن الكاتبة "فتحية محمود الباتع" في العقل الباطن تنحاز إليه أكثر من أي شخصية أخرى، وكأنه تكتب عن نفسها، أو تكتب عن شخصية تحب أن تكون بمستواها أو مثيلة لها، لهذا نجدها تتحدث عنها وتخرجها من مأزق الأسر بطريقة تكاد أن تكون كتلك التي تقدمها هوليود في الافلام.
وفي المقابل نجد شخصية الشيوخ، "شكري بيك" وزوجته هدى" اللذان يمثلان جيل الهزيمة والخنوع والتآمر، ونجد شخصية "حامد/شمعون" اليهودي المتخفي بالثوب الفلسطيني والذي يقدم خدمات جلية للصهاينة قبيل حرب 1948، وهذا يؤكد أن الكاتبة في العقل الباطن تهاجم القيادة الهرمة العاجزة التي ساهمت بضياع الوطن الفلسطيني.
الفكرة الأنثوي واضح في الرواية من خلال الاحداث التي قدمتها لنا "فتحية محمود الباتع" فنجد موت "شكري بك" وهو مشرد ومحروم من ثروته التي وضعها في البنوك هاربا من المجاهدين، ونجد زوجته التي تأخذ في التسول بعد العز والجاهة والثروة التي كانت تملكها، فكان توبتها واقتناعها بأن سلوكها السابق كان خطأ يصب في خانة تعاطف الكاتبة مع المرأة بشكل عام، وإذا ما أضفنا شخصية "سعاد" التي تسهم بطريقة فاعلية في الأحدث يتأكد لنا انحياز الكاتبة إلى المرأة والعنصر النسائي أكثر من عنصر الرجال.
صورة اليهودي
تقدم لنا الكاتبة صورة اليهودي القاتل المجرم الذي يمارس الذبح والقتل دون وجود أي نوازع إنسانية، "... وما أن شاهدت المرأة العجوز مذبح ابنتها الشابة على مرأى منها والجنين يطل من أحشائها مخضبا بدمه، حتى سقطت مغشيا عليها، وربما لفظت آخر أنفاسها في سقطتها هذه" ص204، "...إلا أن الوحش سرعان ما ركل الأم بعيدا وهي تحاول تخليص ولدها من بين يده، وقطع على الطفل صوته بضربة قاسية من حد سكينه هوى بها في وحشية ونذالة فوق عنقه الصغير فصرخ صرخة ألم سال دمه، ثم عالجه بضربة أخرى أشد وأقسى أخمد بها أنفاسه، وتدحرج لها رأسه الجميل تحت قدمي أمه" ص207، هذه المشاهد تبين وحشية المحتل والكيفية التي تعامل بها مع الفلسطيني، وإذا ما أضفنا إليها صورة اليهودي "شمعون" الذي كان يسمى "حامد" والطريقة الخبيثة التي تعامل بها مع جارته "سلمى" نكون أمام صور الإرهاب اليهودي الذي مورس بحق الفلسطيني بكل جلاء.
الرواية من منشورات المؤسسة الوطنية للكتاب، الجزائر، الطبعة الثالثة 1990



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استحضار النص الديني في ديوان -طفل الكرز- عدلي شما
- مناقشة -الاشتباك- في دار الفاروق للروائي الفلسطيني :سعادة أب ...
- المرأة والحرب في رواية -زبد الحديد- إيفان أوخانوف
- الهدهد الذي يرى في قصيدة
- أثر الواقع في ديوان -زفير- سعادة أبو عراق
- عالم السماء والأرض في قصيدة -مرايا العشق- جواد العقاد
- البياض والسواد في قصيدة -ذكريات وألم- منصور الريكان
- مناقشة بضع قصائد للشاعر مهند ضميدي
- نحن والاحتلال في قصة -الاشتباك- سعادة أبو عراق
- فاكهة الكتاب في -هذا ما أعنيه- سليم النفار
- المغالاة في رواية -رفقا بما تبقى مني- زينة إياد حلبوني
- اللقاء بين الإنجيل والقرآن
- حاجتنا إلى الإنجيل
- مصر والتحرر في كتاب -جمال عبد الناصر- اجار يشيف
- الخراب في كتاب -خريف الغضب- محمد حسنين هيكل
- الحكمة في كتاب -كهل وكهف وقول- نجاح الخياط
- حقيقة الاخوان في كتاب -سر المعبد- ثروت الخرباوي
- شعب لا يعرف كيف يفرح
- الدخول إلى قصة -العائد- إبراهيم نوفل
- تشابه سلوك التيارات الدينية في كتاب -الثورة البائسة- موسى ال ...


المزيد.....




- مصر.. الفنان محمد عادل إمام يعلق على قرار إعادة عرض فيلم - ...
- أولاد رزق 3.. قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك 2024 و نجاح فيل ...
- مصر.. ما حقيقة إصابة الفنان القدير لطفي لبيب بشلل نصفي؟
- دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي ...
- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - اللغة المتألقة والصوت الواحد في رواية -وداع مع الأصيل- فتحية محمود الباتع