أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - هل هزيمة يونيومؤامرة أمريكية/ إسرائيلية؟















المزيد.....

هل هزيمة يونيومؤامرة أمريكية/ إسرائيلية؟


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 5585 - 2017 / 7 / 19 - 21:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


فى مايو1967قال ناصر((إننى منتظر ملاقاة إسرائيل منذ عشر سنوات))
وقال ((لقيتْ العالم العربى نايم ويائس فحبيتْ أصحيه))
بعد هزيمة يونيو1967روّج الناصريون - وفى مقـدّمتهم هيكل فى أهرامه - للمقولة التى ذاعتْ وانتشرتْ، وهى أنّ سبب الهزيمة الاستعمار العالمى بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، بالتعاون مع الصهيونية العالمية وإسرائيل. والكارثة أنّ كثيرين من الماركسيين، ردّدوا نفس الكلام، وشاركهم – بالطبع - العروبيون. فما مدى صدق هذه المقولة؟ وهل فكــّـر من ردّدها لإختبارها على ما حدث (بالفعل)؟ ولماذا يـُـردّدون نفس الكلام رغم مرور50 سنة على الهزيمة؟ ورغم المعلومات التى كذبتْ (مقولة المؤامرة الاستعمارية)؟
بدأتْ كارثة يونيو67يوم18 مايو حيث طلب عبدالناصر من يوثانت (سكرتير عام الأمم المتحدة) سحب قوات الطوارىء الموجودة على الحدود بين مصر وإسرائيل، وذلك بعد أنْ فرضتْ إسرائيل شروطها مقابل الانسحاب من سيناء عام1956والسماح للسفن الإسرائيلية بالمرور من المضايق. وفى يوم21 أعلنتْ إسرائيل أنّ انسحاب قوات الطوارىء سيجعل القوات المصرية ((فى مركز تستطيع منه تهديد الملاحة الإسرائيلية عبر مضايق تيران))
لماذا قرّر عبدالناصر سحب قوات الأمم المتحدة؟
فى أجواء شهر مايو انتشرتْ إشاعة (نسبها البعض إلى الإتحاد السوفيتى) وجود حشود للقوات الإسرائيلية على الحدود السورية، ولكن عبدالناصر رفض تصديق التقارير(المصرية) التى أكدتْ أنه لا توجد حشود إسرائيلية، كما ذكر د.مراد غالب فى مذكراته وكثيرون غيره. وذكر المشير عبدالغنى الجمسى فى مذكراته أنّ أحداث هزيمة يونيو ((بدأتْ بمعلومات غير صحيحة عن حشد للقوات الإسرائيلية على الحدود السورية للإعتداء عليها)) ورغم ذلك كتبتْ الصحف المصرية أنّ التقارير(الموثوق بها) أفادتْ أنه منذ بداية مايو67 أنّ هناك حشدًا إسرائيليـًـا ضخمًا على حدود سوريا، بهدف إسقاط نظام حكم (تحررى عربى) وإيجاد حكم (رجعى) عميل فى سوريا. وإيقاف حركة التحرر من أجل فلسطين)) وأضاف المشير الجمسى ((ومن معرفتنا الكاملة بجميع الظروف العالمية، وكذا موقف القوى الاستعمارية التى تساند إسرائيل، ومع تقديرنا لما قد يتصوره أعداؤنا من أننا قد (نتورط) فى معركة فى وقت غير ملائم لنا، فإنه بعد دراسة جميع الاحتمالات، قرّرنا الوقوف موقفــًـا حاسمًا من تهديدات إسرائيل العسكرية بالتدخل الفورى فى حالة قيام أى عدوان إسرائيلى على سوريا))
ولكن هل حدث عدوان إسرائيلى على سوريا؟ اعترف المشير الجمسى بأنّ ذلك لم يحث فكتب ((وبتكليف من المشير عامر سافر الفريق أول محمد فوزى (رئيس الأركان) إلى سوريا يوم14مايو للتأكد من حشد القوات الإسرائيلية على الحدود السورية، وإجراء التنسيق العسكرى بين مصر وسوريا. تفقد الفريق أول فوزى قيادة جبهة سوريا، وبحث مع المسئولين العسكريين فى رئاسة الأركان السورية، الموقف لمعرفة مدى صحة المعلومات التى وصلتْ مصر من سوريا والإتحاد السوفيتى، وكانت النتيجة كما ذكر الفريق أول فوزى فى كتابه (حرب السنوات الثلاث:1967- 70ص71، 72) حيث كتب ((إننى لم أحصل على أى دليل مادى يؤكد صحة المعلومات، بل العكس كان صحيحا، حيث أننى شاهدتُ صورًا فوتوغرافية جوية عن الجبهة الإسرائيلية، بواسطة الاستطلاع السورى، يومىْ12، 13مايو فلم ألاحظ أى تغيير للموقف العسكرى العادى)) (انتهى كلام الفريق أول فوزى) فكان تعقيب الجمسى ((عاد الفريق أول فوزى للقاهرة يوم15مايو، وقدّم تقريره للمشير عامر، وهو التقرير الذى ينفى وجود حشود إسرائيلية على سوريا، ومن هنا بدأتُ أعتقد أنّ موضوع الحشود الإسرائيلية على حدود سوريا، هو من وجهة نظر المشير عامر ليس سببـًـا وحيدًا فى إجراءات التعبئة وحشد قواتنا المصرية فى سيناء)) وبرغم هذه الحقيقة التى أوضحتها زيارة الفريق أول فوزى لسوريا، استمرّ الحشد فى سيناء بعد الزيارة)) (مذكرات الجمسى- هيئة الكتاب المصرية- عام1998- من ص19- 40)
وكان من رأى عبداللطيف البغدادى أنّ ((هدف عبدالناصر من تحريك قواتنا العسكرية إلى سيناء، فإنه لا يمكن أنْ يكون جادًا فى الدخول فى معركة حربية مع إسرائيل، وإنما كان يهدف (فقط) الحصول على نصر بإستعادة شرم الشيخ وتهديد الملاحة الإسرائيلية فى مضايق تيران، دون الدخول فى معركة حربية. وكان من الأصوب أنْ لا يـُـعلن ناصر إعتزامه تهديد الملاحة الإسرائيلية فى مضايق تيران، لتهدئة الجو المشحون، وحتى لا ندفع إسرائيل إلى حرب نعتقد أننا غير مستعدين لها.. ورغم اعتراض إسرائيل على سحب قوات الأمم المتحدة، فإنّ قواتنا العسكرية تحرّكتْ يوم21مايو إلى شرم الشيخ، لتحل محل قوات الطوارىء. وفى يوم22مايو أعلن ناصر تصميمه على منع السفن الإسرائيلية من المرور من مضيق تيران، ومنع السلع الاستراتيجية بما فيها البترول من المرور كذلك. ومعنى ذلك أنّ ناصر لم يترك لنفسه بابـًـا مفتوحـًا يمكن التراجع عنه لو تطورتْ الأمور إلى ما هو أسوأ، ولكنه أعلن (إننا مستعدون للحرب) وفى يوم28مايو (فى مؤتمر صحفى) قال ناصر إنّ مصر مستعدة لملاقاة إسرائيل. وأنه كان يعد نفسه منذ عشر سنوات انتظارًا لهذا اللقاء. وقد نال ناصر إعجاب الجماهير لهذا الموقف (البطولى) ((معتقدين أنه قادر على اجتياح إسرائيل فى ساعات، ومتأثرين بهذا الدور الذى أجاد لعبه))
وذكر البغداى أنه سأل عبد الناصر عن الموقف من أمريكا فقال ((ولا حاجة)) وعندما عاتبه بعضنا على سحب قوات الطوارىء قال ((لقيتْ العالم العربى نايم ويائس فحبيت أصحيه)) ويوم5يونيو ((أخذتْ الإذاعة تذيع من وقت لآخر عدد الطائرات التى أسقطناها للعدو، بينما إسرائيل أسقطتْ لنا150طائرة (وهى على الأرض) وذلك حوالىْ الساعة العاشرة صباحـًا. وفى الساعة الواحدة ظهرًا قال لنا المشير عامر أننا أسقطنا للعدو73 طائرة، بينما كان محمد صدقى محمود (قائد القوات الجوية) يبكى، وأنّ المشير عامر يحاول تهدئته.. وطلب عامر من ناصر أنْ يبحث عن (حل سياسى ونحن فى اليوم الأول من المعركة) فتجاهله ناصر ولم يرد عليه. ولما سألنا المشير عامر هل قامتْ طائراتنا بواجبها وهاجمتْ طائرات العدو؟ قال إنّ قواتنا الجوية لم تصمد. ولما سألناه عن السبب رفض أنْ يـُـخبرنا. ولما سأله ناصر عن خسائرنا فى الطائرات، تهرّب من الإجابة. ويوم8 يونيو حضر ناصر إلى مقر القيادة وهو يضحك ((فدهشتُ وتساءلتُ كيف يضحك على ضياع مستقبل وشرف أمة بأكمها وهو المسئول الأول عن هذا؟ وتبادلتُ مع زملائى الضباط النظرات، وكل منا يهمس فى أذن الآخر: لابد أنْ ينتحر ناصر. وأنْ ينتحر عامر)) (مذكرات عبداللطيف البغدادى- المكتب المصرى الحديث- عام 1977- ج2- من ص257- 295)
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا هاجم شيوخ الأزهر الشيخ شلتوت؟
- إيزيس : كيف ولماذا خدعتْ (رع)؟
- تحليل عقلية رواة الأحاديث المنسوبة لنبى الإسلام
- كيف تكون حرية العقيدة مع منع المسلم الانتقال لغيرها؟
- أليس ما فعلته قطرمع جيرانها العرب امتداد لتاريخ العرب؟
- مغزى استهداف الأقباط المسيحيين وليس الأقباط المسلمين
- طه حسين يدافع عن الشيخ الذى أباح الإفطارفى رمضان
- هىّ مصرلسه مقفوله وعاوزه اللى يفتحها؟
- هل اقتربت لحظة خروج العرب من التاريخ؟
- تكفيرأسامه أنورعكاشه ودوره التنويرى
- معارك فؤاد زكريا الفكرية والسياسة
- خيانة المثقفين لشعبنا المصرى
- النصوص الدينية ومواثيق حقوق الإنسان العالمية (1)
- أسئلة الواقع وردود السماء
- هل ساهمتْ الفلسفة فى التحررمن الثوابت؟
- مقولة التراجع فى التاريخ العربى/ الإسلامى
- نماذج من قتل الفلاسفة فى التاريخ العربى/ الإسلامى
- العلاقة بين الدين والفلسفة: متوازية أم عكسية؟
- دينامية المجتمع الإسرائيلى
- هل يمكن إنتاج مسلسل أوفيلم عن ماريه المصريه؟


المزيد.....




- أبسطي صغارك بأغاني البيبي..ثبتها اليوم تردد قناة طيور الجنة ...
- إيهود أولمرت: عملية رفح لن تخدم هدف استعادة الأسرى وستؤدي لن ...
- “بابا تليفون.. قوله ما هو هون” مع قناة طيور الجنة 2024 بأعلى ...
- قائد الثورة الاسلامية يستقبل المنتخب الوطني لكرة قدم الصالات ...
- “نزلها لطفلك” تردد قناة طيور بيبي الجديد Toyor Baby بأعلى جو ...
- تقرير فلسطيني: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى
- مصر.. هيئة البث الإسرائيلية تكشف اسم رجل الأعمال اليهودي الم ...
- كهنة مؤيدون لحق اللجوء يصفون حزب الاتحاد المسيحي بأنه -غير م ...
- حجة الاسلام شهرياري: -طوفان الاقصى- فرصة لترسيخ الوحدة داخل ...
- القناة 12 الإسرائيلية: مقتل رجل أعمال يهودي في مصر على خلفية ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - هل هزيمة يونيومؤامرة أمريكية/ إسرائيلية؟