أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جدعون ليفي - إسرائيليّون يقتلون إسرائيليين














المزيد.....

إسرائيليّون يقتلون إسرائيليين


جدعون ليفي

الحوار المتمدن-العدد: 5584 - 2017 / 7 / 18 - 22:22
المحور: القضية الفلسطينية
    


يسقط الاحتلال!


ترجمة: أمين خير الدين
قُتِل أوّل أمس خمسة إسرائيليين مسلحين عند مدخل الحرم الشريف، بعد معركة نارية قصيرة. ثلاثة اسرائيليين من أمّ الفحم قَتَلوا شرطيين من حرس الحدود أحدهما من المغار والثاني من حرفيش فقُتِلوا بعد ذلك، من أجل النضال والوجود على المكان المُقدّس والمُحْتل. كانت دوافع المُهاجمين دوافع دينية، وقوميّة أو كليهما، وفي كلّ الحالات أبدَوا مقاومة عنيفة ضِدّ وجود جنود حرس الحدود في مدخل الحرم الشريف حسب اعتقادهم.
يكفي أن نتمعّن بأُصول القتلى الخمسة حتى نضع الأوراق على الطاولة: ما حدث ليس من نوع الإرهاب الذي تعوّدنا عليه. لم يكن المهاجمون فلسطينيين من الأراضي المحتلّة، ولم يكن ضحاياهم يهودا إسرائيليين، والعمليّة لم تكن عمليّة إرهابية، لم تكن إرهابا موجها ضد مواطنين مدنيين. ولم تكن بداية حرب أهليّة، لكنّها تذكير بأنّ في داخل إسرائيل مواطنين سينضمون للكفاح المسلّح ضد الاحتلال وهو تذكير يجب أن يثير القلق عند كلّ إسرائيليّ.
ردت إسرائيل بشكل تلقائيّ وموحّد، كما تردّ بعد كل اعتداء فيه قتلى إسرائيليين، تحاول أن تقول أنّ -مصير الدرزي باللباس العسكري كمصير اليهودي - عقاب جماعي وردود مُتسرّعة. أُغْلِق الحرم الشريف ليومين، ينبغي عمل شيءٍ، هدمت خيام الحِداد في أمّ الفحم، -ربّما بدلا من هدم البيوت - خطوة مثيرة ضد حق الحِداد. هل يتخيل أحد أن إسرائيل ستمنع يهودا من الحِداد سبعة أيّام على موتاهم، كانوا مَنْ كانوا؟ وأيضا تسابق السياسيّون على مَن يستنكر الاعتداء بكلمات حادّة أكثر، كأنّ ذلك سيغيّر في الأمر شيئا.
في المسابقة على التنديد غرّد أوّلا، ليس بشكل مفاجئ، وكما يبدو لن تكون المرّة الأخيرة، النجم الصاعد في اليسار الصهيوني، النجم الذي انْتُخب مُجدّدا: "اعتداء إرهابي حقير"، "قَتَلَةٌ بَشِعون" و"ينبغي الردّ بقوّة على مَنْ أرسل هؤلاء القَتَلَة"، هذا ما كتبه آفي غبّاي في أوّل استعراض غير مضمون له، ينافس أسلوب أوفير أكونيس وجلعاد أردان، في طريق "النجاة". إذا كان هذا اعتداء إرهابيّا "حقيرا"، ماذا سيسمّي غبّاي تفجير حافلة بكل ركّابها؟ وماذا سيقول عن جنود حرس الحدود الذين يقتلون فتاة فلسطينيّة عابرة سبيل، أو فتًى مع سكّين؟ وربّما لم "يرسلهم" أحد؟ ألا يمكن أن يكون هناك عرب يقررون بأنفُسهم ما سيفعلون؟ ليس بهذه الطريقة يبنون معارضة ليسار الوسط.
أمّا الوعظ المُضْحِك فقدّمه لنا، كالعادة، السياسي ألذي يفقد بقايا وعيه الذاتي، يئير لبيد، وقد كتب، كما يبدو بجديّة: "بموتهم أعطونا الحياة". يعيش لبيد في "رامات أبيب ج" بفضل دماء جنود حرس الحدود على مدخل الأقصى. هذا أيضا نوع من المنطق. وكلّهم رددوا معا بجوقة عَذْبة: حلف الدم مع الطائفة الدرزية، الحلف المقدّس، ودعم للجوقة: المطالبة الوقحة والمستمرة لـ "تنديد" من أبي مازن، ومن العرب في إسرائيل، وبالأحرى من كلّ العالم في الوقت الذي لا تتحفّظ إسرائيل من أعمال جنودها أو شرطتها، حتّى عندما يقتلون مواطنين أبرياء.
ومع كلّ ذلك، لم يسأل أحد لماذا حدث هذا، ولماذا سيحدث مثله في المستقبل. مقتل شرطيين من حرس الحدود عمل مؤلم. ومجرد قيام مواطنين عرب إسرائيليين بذلك يزيد من ألم الحادث، ولكن ثمّة دوافع لأحداث كهذه، هناك أسباب وجذور عميقة لذلك. من يتناول هذه الأسباب يُتّهم بتبرير الإرهاب وبالخيانة. اسرائيل لا تسأل نفسها إن كان الثمن الذي تدفعه يساوي سيطرتها على المسجد الأقصى أو الحَرَم الإبراهيمي في الخليل، أو على مخيّم بلاطة، أو مخيّم جنين. إنّها تمنع إثارة مثل هذه الأسئلة، لأنها تعرف جيّدا الإجابة عليها، فتهرب من هذه الأسئلة كالهارب من الرمضاء، إن الإجابات على هذه الأسئلة تؤدّي لنتيجة واحدة، نتيجة أنّ قليلا من الإسرائيليين مستعدّون لقبولها. ولذلك وكأنّ إسرائيل تقول: "اسفكوا لنا المزيد من الدم، اسفكوا لنا المزيد من الألم"، حتى نصل لحالة لا نستطيع فيها الهرب من الإجابة الأكثر مصيريا: هل سنستمر في الاحتلال اللعين هذا، الاحتلال الذي سيسفك دماءنا، حتى يومه الأخير وحتى نهايته. (عن هآرتس)

**
هؤلاء الضحايا لهم أمهات يتقطعن حزنا عليهم، لهم آباء يبكونهم، لهم أطفال صغار، هؤلاء الضحايا وُلِدوا للحياة، لا للموت، أن دماءهم تنادينا من مدافنهم، تصرخ في وجوهنا، كفاكم! قتلتمونا، فلا تقتلونا بعد اليوم ثانية، لا تقتلونا بإخوتنا، بأبنائنا، أبنائكم. كفاكم احتلالا! كفاكم قهرا! (المترجم)



#جدعون_ليفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 15 رصاصة على ابن 15 سنة
- تخيّلوا أن نتنياهو اعْتُقِل في لندن
- أقتلوهم ، دمهم مهدور
- مُتْعةٌ أن تكون عربيًا
- لا يوجد شريك
- مات عربي. حسنا
- تمثيلية نتنياهو
- محمود درويش باق فينا ما حيينا
- بقينا مع الهذيان، ومع الكذب
- التمْر والقهوة السّادة للمحزونين على الطفلة التي قُتِلت بهكذ ...
- في سنجل، ابن الخامسة يستقبل المُعَزّين
- شُلّ محمد بنجاح: الآن هو مُصاب برأسه، يتحرك على كرسي مُتحرِّ ...
- الجنازة الثالثة في دوما
- المواطنون الأمريكيون من أصل فلسطيني يُهانون عند دخولهم إلى إ ...
- القائمة المشتركة بصيص ضوء في هذه الانتخابات
- أب وابنه لم يلتقيا ولن يلتقيا
- أربع رصاصات خاطئة، وصفر اعتذار
- ليس عيبًا: الدم اليهودي يساوي أكثر!
- زوجته وابنه
- يمكن أن نفهم حماس


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جدعون ليفي - إسرائيليّون يقتلون إسرائيليين