أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد جمول - جحش طروادة السوري














المزيد.....

جحش طروادة السوري


محمد جمول

الحوار المتمدن-العدد: 5564 - 2017 / 6 / 27 - 14:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جحش طروادة السوري
محمد جمول
أخطأ ، أو تعمد الخطأ، كل من نظر إلى ما جرى في سورية منذ 2011 على أنه "ثورة حرية وكرامة" بريئة. ومخطئ من يعتقد أن سورية لم تكن بحاجة تغيير كبير وإصلاح جذري. لكن يمكن القول إن ما حدث كان هبة جهادية تكفيرية متوحشة استخدمت مطالب سياسية محقة ونخبة علمانية كواجهة لتقديم ذاتها للعالم بصورة ثورة شعبية لها حقوقها المشروعة التي تمثل صوت الشعب السوري. لكن الأهم من ذلك هو أعداء سورية والشعب السوري الذين نجحوا في استخدام هذه الهبة الجهادية لتكون " جحش طروادة" وليس حصان طروادة لأن الحصان ارتبط بالنبل الذي لا ينفصل عن نبل الفروسية.
أعتقد أن كثيرا من النخبة التي عملت كواجهة لهذه الهبة الجهادية التكفيرية كانوا يدركون أن المسألة مسألة صراع على سورية أكثر مما هي صراع في سورية. ولكن رأوا أن من مصلحتهم "التغابي" ، أو أن " شطارتهم" ستضمن لهم وحدهم قطف الثمار في نهاية المطاف بعد أن ينجح التكفيريون بإسقاط الدولة السورية .
كان يمكن لجهاد مقدسي وأمثاله أن يدركوا أنهم أدوات في لعبة دولية كبيرة، وانهم يشكلون واجهة مرغوبة ومؤقتة لبضاعة مرعبة تتكون من الديناميت والصواريخ والحقد الطائفي القادرة على تفتيت سورية مرات ومرات. ولو أن هؤلاء كانوا على درجة كافية من النزاهة أو الحس السياسي القادر على استشراف ما بعد يومين لكانوا اختاروا طريقا آخر، أو على الأقل ما كانو تأخروا ليتحفونا باستنتاجاتهم البائتة التي لم تعد تجدي نفعا.
مثال آخر هو منذر ماخوس" ممثل الائتلاف في باريس" الذي أتحفنا بالقول إن الفرنسيين أبلغوه أن زمن النفاق السياسي قد انتهى وأن فرنسا ومن معها سيتعاملون بواقعية مع ما يجري، وخصوصا بعد تصريح الرئيس الفرنسي الذي لم يكن مفرحا لمنذر ماخوس وصحبه. في لغة الدبلوماسية هذا أقسى ما يمكن أن يقوله الفرنسيون في مثل هذه الحالة لأنه من غير اللائق أن يقولوا له" انتهى الدرس ياغبي" كما قال لهم روبرت فورد الذي كان مثل الأم الحنون للمعارضة السورية منذ البداية حين زار حماة وحمص للتحريض وإعلان رعاية الولايات المتحدة لما يجري في سورية.
منذ البداية، كان كل من يمتلك ذاكرة وحداً ادنى من الأخلاق يعرف أن الولايات المتحدة لا يمكن أن تكون إلا عدوة للشعوب، وانها اللص وقاطع الطرق الذي يتربص بالشعوب لنهب قوتها وثرواتها. ومنذ البداية كنا نقول: مخطئ من يظن أن أمريكا يهمها شيء في منطقتنا غير الطاقة وأمن إسرائيل. كان الواهمون يعتقدون أن أمريكا لا يهمها إلا ضمان حقوق الشعوب وكرامتها، وأنها ستأتي بجيوشها لتضعهم على عرش السلطة في سورية مثلما اعتقد بعض العلمانيين السوريين أن التكفيريين الجهاديين سوف يسلمونهم عرش السلطة ويعودون إلى مساجدهم وبيوتهم والدعاء لهم بالتوفيق والصلاح في خدمة شعبهم وإعلاء كلمة الله. يبدو أن هؤلاء سيظلون يعتقدون" أن للثعلب دينا".
بات واضحا الآن أن كل السوريين أصبحوا خارج المعادلة بعد أن تم تدمير البلاد. وأن من فقد بيته واسرته هو المسؤول وعليه تحمل النتائج لأنه صدّق أمريكا التي باعته الأوهام كما يقول روبرت فورد ذاته. قد يكون فورد أنبل اللصوص أو اللص المطرود من المغارة والذي لا يخسر شيئا من اعترافه بلصوصيته. ولذلك كان صريحا في توصيف ما جرى في سورية من استغلال السوريين لتحقيق المآرب الأمريكية. وهنا لابد من تذكر ما قاله عن الأكراد السوريين وأنهم سيكونون ضحية للولايات المتحدة حين تنتهي من استغلالهم بطريقة غير أخلاقية كما هي عادة أمريكا. الكل يبدو أنه رضي أن يكون " جحش" طروادة، والكل كان يعتقد أنه أكثر " شطارة" من غيره إذ سيكون قادرا على قطف ثمار ما زرعه الآخرون. ونسوا أن النصاب الدولي الذي أتقن سرقة ثروات الشعوب عبر التاريخ سيقطف ثمار كل ما زرعوه مجتمعين، وأنه يتابع عمله من أجل تقسيم سورية خدمة لحليفه الوحيد في المنطقة، أي إسرائيل.



#محمد_جمول (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاستثمار في الجهل
- السوريون أيتام على موائد اللئام
- - ثورة سورية- لخدمة أردوغان وتركيا بعد إسرائيل
- مجموعة مهزومين وهزائم لا تصنع انتصارا
- أضغاث ثقافة مع جلال صادق العظم وآخرين
- المعارضة السورية والإنجاز الجديد
- المعارضة السورية ولولو اللبنانية
- فيصل القاسم والثورة الأمريكية في سورية
- الكفر بالمعرفة
- المعارضة السورية وجنيف
- عبد الرزاق عيد هل يحل لنا لغز داعش بعد جبهة النصرة؟
- هل على السوريين رؤية ما ليس موجودا؟
- من سيتبع الآخر: أمريكا أم السعودية؟
- هل تعب ثوار الفضائيات السوريون؟
- اهربوا: المسلمون قادمون
- التاريخ يستعرض دروس معركة قادش في القصير
- من قادش إلى القصير -كلمة للتاريخ
- مجموعة أكاذيب لا تصنع ثورة
- هل أمريكا مفتونة بالديمقراطية إلى هذا الحد؟
- حين خسر السوريون عقولهم


المزيد.....




- بايدن يرد على سؤال حول عزمه إجراء مناظرة مع ترامب قبل انتخاب ...
- نذر حرب ووعيد لأمريكا وإسرائيل.. شاهد ما رصده فريق CNN في شو ...
- ليتوانيا تدعو حلفاء أوكرانيا إلى الاستعداد: حزمة المساعدات ا ...
- الشرطة تفصل بين مظاهرة طلابية مؤيدة للفلسطينيين وأخرى لإسرائ ...
- أوكرانيا - دعم عسكري غربي جديد وروسيا تستهدف شبكة القطارات
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- الشرطة تعتقل حاخامات إسرائيليين وأمريكيين طالبوا بوقف إطلاق ...
- وزير الدفاع الأمريكي يؤكد تخصيص ستة مليارات دولار لأسلحة جدي ...
- السفير الروسي يعتبر الاتهامات البريطانية بتورط روسيا في أعما ...
- وزير الدفاع الأمريكي: تحسن وضع قوات كييف يحتاج وقتا بعد المس ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد جمول - جحش طروادة السوري