أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - كأنّه أبي.الفصل الثّاني. 5.














المزيد.....

كأنّه أبي.الفصل الثّاني. 5.


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 5557 - 2017 / 6 / 20 - 14:08
المحور: الادب والفن
    


يدعوني الصّباح إلى ترك القهوة والسير في طريق العصافير
يحدّثني عن بعض الأساطير
لا أشرب القهوة في الصباح ولا في المساء
لا أعرف طعمها
يلحّ الصّبح، ولم ينبلج فجره
مهلاً. سوف ألبّي النداء
هنا طريق العصافير
وهناك طريق التّفاح
ليس موسم التّفاح الآن، لو كان موسمه لاخترت طريقه
أحبّ أن أسرق التّفاح من الأشجار المتدلّية
قد آكل تفاحة واحدة، وأترك الباقي هديّة لشخص قد يأتي
إذاً عليّ اختيار هذا الطّريق. طريق العصافير
لم يبدؤوا بالطّيران
اعتقدت للوهلة الأولى أنّهم بعض أنواع الدّجاج إلى أن انتهوا من طعامهم، وفردوا أجنحتهم. كأنّ النّاس هنا لا تصطاد الطيور!
سوف أطير. مهلاً أيّها النّورس. سوف نذهب معاً إلى الماء كي نمشي عليه
النّورس يلتفت إليّ، يسخر منّي. هل أنت نورس حتى تمشي على الماء؟
لماذا أنت تستطيع؟
. . .
أبتسم ، وخيط رفيع يشدّني إلى الشّمس
أرى القدر، أقرأ على صفحته الأولى عناوين الأمس
أنشر معه قصّة عن اليوم، وأمنيّة عن الغد
أسير جهة القدر
اليوم عرفت معنى السّعادة
إنّني سعيد
سعيد لأنني أقرأ زاويتي على الصفحة الأولى من القدر. يقول غريب:
الحياة تبدأ في الصّباح، الصّبح جميل
لكّنني أيّها القدر أسأل: لماذا عندما تبحث عن مساحات لك أكون وحيداً
عالقاً بين الصّخور؟
أبحث عنك، تقول أنّني أمارس عادة السّبات
لا ضير. أستمتع بقراءة طالعي على نشرتك اليوميّة
القدر يختفي عندما تشتدّ حراة الشّمس
. . .
-من مال الله أيها الشّاب الجميل!
-من أنت؟ ولماذا لم تغتسل قبل أن تتسّوّل أيها الفتى؟
لو اغتسلت لما عرفني النّاس متسوّلاً. عندما تتسوّل عليك أن تظهر بأسوأ صورة. هي صورة الفقر طبعاً.
-أنت فيلسوف. هل يوجد هنا فقراء؟
-نعم يوجد. أتيت من بلدي مع عائلتي منذ عام. أمارس عملي هنا كما هناك. لكن ليس لي أصدقاء هنا. أغلب الأطفال لا يتسولون.
-ألم تذهب إلى المدرسة؟
-نعم، لكنّ اليوم عطلة؟
-وهل تنفق على نفسك من المال الذي تحصّله؟
-لا. أعطيه لوالدي كي يشتري فيه الكحول. قال لي إن لم أشرب سوف أموت.
-سوف أعطيك المال شريطة أن تذهب إلى تلك النافورة، وتغسل وجهك، وتبدّل ثيابك.
-سوف أفعل. أحمل في حقيبة ظهري الصّابون، والمشط والثياب النّظيفة. أذهب بعد عملي-أعني التّسول-فأشتري فطيرة الجبن دون أن يعرف والدي. أتكتمّ عليه. أعرف أنّ الكذب حرام، لكنني أكون جائعاً. أسرق من مال أبي كي آكل فقط. هل هذا حرام؟
- هل تضحك عليّ يا فتى؟ عد بعد أن تغتسل، ولي معك كلام آخر.
يبدو أميراً بعد أن اغتسل. مشروع فنّان. لن أعطيه النقود. بل سوف أتناول معه فطيرة الجبن ، نتحدّث كي أكتشف موهبته. يبدو موهوباً.
. . .
-أين كنت يا غريب؟ جلبت لك طعام الإفطار، ولم أجدك.
-تعاملينني كطفل يا أمّي. شكراً لك على كلّ حال. ذهبت في نزهة صباحية في ذلك الطريق الطّويل. أنتم تسمونه طريق الأشباح، بينما أسميه طريق العصافير.
رأيت لوحة على باب القدر فيها صحيفة يوميّة نشرت فيها بعض قصائدي الغير مرئيّة.
كلّما فاضت كلماتي بالنّور تحمرّ اللوحة خجلاً
أستبدّ بها، أرغمها على السماع
تخرّ صريعة الحبّ
تأسرها كلماتي
يظهر المارد
يحملني إليها
وتغفو على حلمي الآتي
مكتوب على الصّحيفة أنّها يوميّة
مكتوب على قلبي حبّك
لن أنسى دموعك التي كانت تتساقط في كأس حليبي
ولا دندنتك يوم كنت تهزّين سريري
تعلّمت منك الحزن
ومن أبي الهروب
لجأت إلى القدر
أصبحت موظّفاً عنده
أنشر الشعر في صحيفته اليومية
-لم أفهم شيئاً يا بنيّ. سامحني إن أسأت لك، وسامح أباك أيضاً، فهناك لحظات في الحياة يسيء الإنسان فيها التّصرف ، ولا يعرف كيف يتراجع، وربما تجبره الظروف على عدم التراجع لأن تصحيح الخطأ سوف يكون بخطأ أكبر.
-أنت لم تخطئي بحقّي يا أمّي. أخطأت بحق نفسك فقط. نعم علينا أن نسامح أنفسنا وجميع النّاس كي نستطيع الاستمرار. أنا بخير يا أمي. لا تخافي، الزّمن هو أكبر معالج.
أتمنى أن يأتي اليوم الذي أستطيع فيه أن أجعلك تبتسمين من أعماقك. أرجو أن يتمّ ذلك في مسرحيتنا في الغد.



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كأنّه أبي . الفصل الثّاني .4.
- هل تتكرّر أسطورة الأمازونيات
- - من يأكل من مال السّلطان يحارب بسيفه-
- أدمغتنا أمام المغسلة العربية، والإسلاميّة
- لهم الله والوطن، ولنا عذاب القبر
- كأنّه أبي. الفصل الثاني. 3.
- من نصادق، ومن نعادي؟
- كأنّه أبي. الفصل الثّاني-2-
- بعض أمراضنا الخفيفة
- هذا الشّرق- العظيم- يلزمه بعض التّواضع
- كأنّّه أبي. الفصل الثاني-1-
- أيا حبّي!
- كأنّه أبي -5-
- التّابع والمتبوع
- كأنّه أبي-4-
- الرّقابة الشّعبية على الفكر العلماني مستبدّة أيضاً
- صفّوا النّية
- لغة القلم
- كأنّه أبي-3-
- كأنّه أبي-2-


المزيد.....




- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - كأنّه أبي.الفصل الثّاني. 5.