أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد علي زيني - لا إكراه في الدين والحرية للجميع














المزيد.....

لا إكراه في الدين والحرية للجميع


محمد علي زيني

الحوار المتمدن-العدد: 5544 - 2017 / 6 / 7 - 18:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أرى من الواجب، ونحن ما زلنا بشهر رمضان الكريم، أن أُذكّر بأن الله جل جلاله قد أمر بأن لا إكراه في الدين! وقد تبين للرسول محمد (ص) أمر الله هذا في الأيام الأولى من الهجرة حين كان المسلمون آنذاك فقراءً وجياعاً. ذلك أن الرسول الأكرم أشار في بادئ الأمر على الصحابة بأن الصدقات يجب توزيعها على فقراء المسلمين فقط. ولكن ذلك الرأي عولج بوحي الآية 272 من سورة البقرة التي نزلت فوراً على الرسول وهي تقول " ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء وما تُنفقوا من خيرٍ فلأنفسكم وما تنفقون إلا ابتغاء وجهِ الله وما تُنفقوا من خيرٍ يوفَّ إليكم وأنتم لا تُظلمون"، وبموجب هذه الآية أمر محمد أصحابه بتوزيع الصدقات على ذوي الحاجة من الفقراء دون الألتفات لدينهم أو معتقداتهم. وبهذه الآية يخاطب الله جل جلاله رسوله محمداً بأنه، إضافة لتقديم العون للفقراء، ليس عليه هداية الناس فهي ليست من شأنه وإنما عليه البلاغ فقط، والله يهدي من يشاء. هذا هو جوهر الأسلام! العناية بالأنسان الذي كرّمه الله، واحترام معتقداته مهما كانت، وعدم المساس بها أو تغييرها قسراً لأن هذا مخالف لشرع الله.

ليست تلك هي الآية الوحيدة التي نزلت على الرسول بهذا المعنى وإنما هناك آيات قرآنية أُخر تمنع قسر الأنسان على الأخذ بدين معين ومن بينها: "فذكّر إنما أنت مُذكّر. لستَ عليهم بمصيطر" (الغاشية: 21 و22)، و"ولو شاء ربّك لآمن من في الأرض كلهم جميعاً أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين" (يونس: 99)، و"ولو شاء ربّك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين" (هود: 118). وبهذه الآيات الكريمة وأمثالها نجد أن الله جلّ وعلا يكرر القول بأنه لو شاء لآمن من في الأرض كلهم جميعاً، ولو شاء الله لجعل الناس أمةً واحدةً. ولكنه لم يفعل ذلك لحكمة، وهي أنه أعطى الله الأنسان القدرة على التفكير بواسطة العقل كي يفرز الصالح من الطالح مستضيئاً بتعاليم الرسل وبما تقتضيه الفطرة السليمة للأنسان. ووهب الله، سبحانه وتعالى، مخلوقه الأنسان الحرية في الأختيار – بدون قسر من الرسُل إذ ما على الرسُل إلاّ البلاغ المبين – وسيحاسب اللهُ الأنسانَ في الآخرة بناءً على اختياراته التي اتّبعها في الدنيا، وسيكون الثواب هناك والعقاب على ضوء ما يقرره الله، جلّت قدرته. وهذا كل مافي الأمر، لا أكثر ولا أقل. ولم يسمح الله لأنبيائه بفرض الأيمان على الناس بالقوة والقسر، وهذا الأمر يتعدى بالطبع الى الحاكم الذي هو أدنى درجات من النبي، والعديد من هؤلاء تقمص عنوان "خليفة النبي أو "أمير المؤمنين" أو "خادم الحرمين"، وأصبح يجلد ويذبح ويقتل بإسم الله، ناهيك عن جلاوزة "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" الذين يجوبون الأسواق والمحلات والشوارع لإكراه الناس على التديّن – ولا إكراه في الدين!

ولو كان الأكراه في الدين مسموح به لكان من باب أولى أن يشاء الله به ولا يتركه لعبيده من الحكام الذين سيستغلونه لخدمة مآربهم الدنيوية. ولكنه لم يشأ أن يجعل الناس أمة واحدة، وإلا لأصبح الأنسان كالحيوان وكالنمل والنحل، يتبع حياةً رتيبة تقودها الغريزة فقط. ولكن الناس ما يزالون مختلفين، وهذه سنة الله، وبهذا تتطور البشرية لأن محرك التطور هو الأختلاف! أخيراً لو شاء الله لآمن من في الأرض كلهم جميعاً، وهذا صحيح طبعاً. ولكن ستصبح حالة الأنسان، في ظل هذه المشيئة، كحالة الملائكة، لا إرادة ولا حرية لهم في الأختيار، فهم (الملائكة) مسيّرون أو "مبرمجون" كما يشاء الله. عندئذ ستنتفي، إذن، مسألة الآخرة والحساب والثواب والعقاب. ولكن الله، جل جلاله، أهدى الأنسان العقل وجعل له إرادة ووهبه الحرية في الأختيار والتصرف. فالأنسان إذن هو أعلى من الملائكة وأرفع عند الله منهم، لأن الله وهب الأنسان الحرية، وهي أغلى شيء يمكن أن يملكه المخلوق. ولهذا السبب أمر الله ملائكته للسجود لآدم، ذو العقل والحرية ورمز الأنسانية.

والأن ماذا يمكن أن نقول للدواعش وهم أحط مخلوقات الأرض! إنهم يُكرهون الناس على إسلامهم، وأي إسلام إسلامهم! حتى السعودية المتحالفة حالياً مع إسرائيل، ومنبع المذهب الوهابي الكاره لكل الأديان الأخرى والمذاهب الأسلامية – عدى الحنابلة - والذي يدعو شيوخه الله لتمكين "المجاهدين" من رقاب اليهود والنصارى والشيعة والشيوعية، والذي فرّخ القاعدة نزولاً الى جبهة النصرة، أقول حتى السعودية قد أصابها نوع من الحياء والخجل من داعش وأفعالها.

فطوبا، إذاً، للجيش العراقي المغوار والجيش الشعبي البطل في مقاتلة أبناء الخنا الدواعش ومحقهم والقضاء عليهم، فالدواعش ليس إلا دنس الشياطين على أرض الله الطيبة.



#محمد_علي_زيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القبيلة والغنيمة ومجلس النواب العراقي
- أناديك يا مجلس النواب العراقي إن كنت شريفاً!!!
- التراجيديا العراقية
- الطامّة الكبرى
- لنسحق رأس الأفعى!
- معذرة يا ولدي...
- بغياب المقاييس سرقة النفط العراقي مستمرة على قدم وساق
- وزحف الظلام
- المرأة فريدة الأهمية في تطور النشئ الجديد*
- نهضة العرب من جديد ليست بمستحيلة
- السلطات العراقية طاردة لذوي الكفاءات*
- اضواء على الاقتصاد العراقي
- إن فسد الملح فبماذا يُمَلّح؟
- متى يحكم العراق رجل مثل مهاتير محمد؟
- الشهيد عبد المنعم السامرائي
- خطاب مفتوح الى الدكتور حيدر العبادي (الجزئ الثاني)
- خطاب مفتوح الى الدكتور حيدر العبادي
- في ظل الحاكم المدني بول بريمر: فساد وإفساد
- لا الرَّيل....ولا حمد
- فليسقط الكهرباء وليسقط النفط ولتحيى الطاقة!


المزيد.....




- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...
- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد علي زيني - لا إكراه في الدين والحرية للجميع