أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ساكري البشير - مجزرة خان شيخون...إنتهاك حرمة إنسانية في ظل صمت عالمي!!















المزيد.....

مجزرة خان شيخون...إنتهاك حرمة إنسانية في ظل صمت عالمي!!


ساكري البشير

الحوار المتمدن-العدد: 5486 - 2017 / 4 / 9 - 20:28
المحور: حقوق الانسان
    


الأزمة السورية ليست أزمة محلية لنحدد الفاعل والمفعول، بل هي لعبة دولية تسعى من خلالها الأطراف ذات المصالح إلى تعميق الفجوة بين مسار الثورة الحقيقي والنظام، لهذا أصبح من المستحيل دراسة أزمة سوريا من جوانب ضيقة جدا كما يدعي بعض المحللين السياسيين الغربيين والعربيين، ولعل ما نود تقديمه من خلال المجزرة التي أُرتكبت في حق الشعب السوري وفي حق الإنسانية برمتها هي نموذج صغير لصورة معقدة جدا من الكثير من الأزمات التي تحدث في بلاد العرب والمسلمين على وجه الخصوص.
مجزرة خان شيخون هل المجزرة التي راح ضحيتها أكثر من 100 شهيد أغلبهم من الأطفال والنساء، وأكثر من 400 مصاب معلقة أرواحهم بين الحياة والموت، وقد تمت هذه المجزرة في يوم 4 أفريل 2017، ليستيقظ العالم على صرخات هؤلاء الأبرياء الذين قتلوا بغازات سامة، بعد أن تمت تجربة كل الأسلحة المحرمة دوليا في أرضهم وعلى أجسادهم، فمن البراميل المتفجرة إلى الصواريخ والدبابات، ثم الفوسفور حرقا، ثم الغازات خنقا، هذه هي مجزرة خان شيخون بإختصار، ولكن ما يجعل من هذه المجزرة أكثر عظمة من غيرها أنها تمت في ظل دراما عالمية، يشارك فيها الجميع بصمتهم بعد أن فشلت كل القرارات الأممية والدولية في الحد من هذه الأصناف من المجازر، ولا أريد أخذ توسعة في أقطار القارات الأخرى، فلنا فيها بورما وإفريقيا الوسطى والنيجر ومالي وليبيا وفلسطين....إلخ
إن كل الردود التي سمعناها من أمريكا وفرنسا وبريطانيا والإتحاد الأوروبي كلها مجرد أبواق خاوية، وكلمات تتراقص على أفواه الساسة، يلفها الجفاف من كل جهة، وتغمرها المصالح الفاسدة، والأغرب من ذلك أننا لم نسمع صوت الدول الإسلامية التي تدعي الإسلامية، وتنتمي للدين الإسلامي الذي حرم القتل حتى على الكافرين فقال المولى جل جلاله في سورة المائدة، الآية (32): " مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا"، وهو ما يجعلنا نتسائل: أين السعودية رائدة الإسلام الوهابي من هذه المجزرة وماذا فعلت لتحد منها؟ وماذا قدمت من يد المساعدة؟ أين المغاربة رواد المذهب المالكي من هذه المجزرة في حق إخوانهم السوريين؟ وما الذي قدموه غير الصمت أداة للمساعدة؟ وأين إيران صاحبة المذهب الشيعي من حق السوريين؟ وأين تركيا داعية الإسلام المعتدل من عدلها وعطفها على الشعب السوري؟ وأين المصريين أصحاب المذهب الشافعي وعلمائها من فتاوى حرمة الدم في حق الشعب السوري؟ وأين العالم الذي يغلق أبواقه إما صمتا أو دفاعا عن أحد المصالح التي تعتبر في نظرهم أهم من الإنسان والإنسانية؟...
إنني ما طرحت هذه الأسئلة إلا بعد تريث كبير وتأمل دقيق خلال ثلاثة أيام على إرتكاب هذه الجريمة لأسمع كبارنا من السياسييين، وأنصت لرجالات الدين، وأجوب الشوارع لأنصت للشعوب وقراراتها، فلم أجد شيئا ذو بالٍ يمكنني من رصد موقف واحد، لكثرة تباينها، وما خرجت النتيجة عن لوم الشعب السوري في قيامه ونهضته ضد الفساد والدكتاتورية التي كان يعيشها في ظل النظام...
في عالم أصبحت فيه الحرية شيئا من المستحيل تحقيقه، ينتفض الشعب السوري من مكانه كفارس بطل، يحاول تغيير مجرى التاريخ، ورسم مستقبله الذي لا يزال غامضا، فقدم العالم الجليل الشيخ السعيد رمضان البوطي، وأطفالهم ونسائهم ثمنا لأجل هذا الوطن، يقابله موقف عربي فاشل، وشعوبا عربية متخلفة، تستنجد بأعتى وأقوى الأعداء لهذا الشعب المسلم والمتمثلة في أمريكا وروسيا وإيران والسعودي والإتحاد الأوروبي...فمتى نستفيق من غفلتنا لنعي كل مجزرة على حدى؟
إن كل القرارات التي يسردها لنا الساسة ليست بذات أهمية وسنسردها هنا ونضع تعلقاتنا عليها، لتضح ما كان خافيا فيها، فأمريكا التي تتدعي الحرية والديمقراطي، يؤكد رئيسها دونالد ترامب أن الهجوم الكيميائي غيّر موقفه حيال الرئيس بشار الأسد ونظامه، متوعدا بردٍّ على ما اعتبره " إهانة للإنسانية"، ويقول نائبه نايك بينيس تعبيرا عن موقف بلاده : "أن كل الخيارات متاحة" ليتضح لنا أن أمريكا لم ولن تتغير في سياستها اتجاه سورية، فهي على الأقل نسيت أو تناست أن النظام نفسه كان يدعم الحركات الإرهابية المتطرفة، وإمدادهم بالسلاح والذخيرة حتى عام 2013، فهي التي فجرت الوضع بعد أن كانت ثورة/ إنتفاضة نظيفة بين شعب ونظام يسعى كلاهما إلى تحسين أوضاع الوطن، فالأول من خلال فرض قراراته على النظام من خلال مسح الفساد، ويسعى الثاني – النظام- إلى مبادلة ذلك بتنفيذ القرارات عن طريق الإصلاحات العميقة التي ستمس كل القطاعات، ولكن للأسف تدخلت الأيادي السوداء لتدنس كل شيء في لحظة.
وبعد أن طرحت الولايات المتحدة الأمريكية موقفها بأن كل الخيارات متاحة لتدخلها عسكريا من أجل ضمان مصلحتها بغطاء الإنسانية، لجأت فرنسا وبريطانيا إلى وضع أكثر إنسانية من أمريكا، بأن عبر عنه وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرولت بأولوية الحل السياسي بالنسبة لبلاده قائلا إنه يسعى للحصول على قرار أممي يدين الهجوم الكيميائي وذلك عن طريق مفاوضات مع الدول الخمس الدائمة العضوية، بينما قال وزير خارجية بريطانيا بوريس جونسون يوم الخميس إنه يجب استصدار قرار في الأمم المتحدة قبل أي "تحرك منفرد" في سوريا، وأضاف أنه لا يستطيع أن يفهم كيف يمكن لأي شخص في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أن يتقاعس عن الانضمام إلى اقتراح لإدانة أفعال النظام السوري "المسؤول بصورة شبه مؤكدة عن تلك الجريمة"؛ ويظهر لنا من خلال هذين لتصريحين أن كلا من فرنسا وبريطانيا يؤدان قرار واشنطن للتدخل عسكريا وإسقاط النظام السوري، وهو الهدف الأسمى والأخير لتتحقق كل المصالح المرجوة، وتحصيل عائدات ضخمة إثر تدخلهم، فقد أصبحوا يمتلكون جيشا من المرتزقة، لتأمين البنت المدللة إسرائيل.
أما عن روسيا وموقفها قد عبر عنه الكرملين عن أمله في أن يتحرك الجيش السوري لضمان عدم وقوع الأسلحة الكيميائية في "أيدي الإرهابيين" معتبرا أن ما حدث في خان شيخون "يحمل طابعا تهديديا وهو جريمة وحشية" واعتبر أن استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا أمر غير مقبول على الإطلاق.
وأخيرا، وبعد سرد الموقف القرارات الدولية، نجد أن الدول العربية والإسلامية لا تزال في سبات عظيم كما تراءت بعض الصور المسربة إثر الإجتماع الأخير لجامعة الدول العربية، في حين أن أمريكا وفرنسا وبريطانيا وروسيا يسعون في طرح القضية للنقاش، وتقاسم المصالح ولو على حساب الأمة العربية والإسلامية برمتها، فالذين يستنجدون بأحد من هؤلاء أو الأمم المتحدة فلا بد أن يعلم أن الأمم المتحدة عندما تفشل في إحتواء الوضع وهو ما حصل مع قضايا العرب برمتها، فمن واجب الدول ذات المصالح أن تتجبر وتتسلط وتتصرف وفقا لأهوائها ومصالحها، فهناك أوقاتا يكون فيها للعرب دور المتفرج في اللعبة فقط لأن المجتمع الدولي يريد منها ذلك..
فكم من الأطفال والنساء والشيوخ يجب أن يموتوا بعد لكي يستوعب العرب والمسلمين إهتمامهم بقاياهم الخاصة بهم؟



#ساكري_البشير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عيد الحب...نهاية القصة!!
- ابن خلدون لديه رسالة لنا
- لماذا ندرس الفكر السياسي؟
- العلاقات التركية – الإفريقية (2002 – 2015)
- هل تملك حلم..غير هذا الحلم؟؟
- إلى العالم العربي...كيف نقهر سياسة دونالد ترامب؟
- رسالة في الأدب..إلى أحلام مستغانمي!
- حرب على الإنسان أم حرب على الله؟
- مشردة على الرصيف العام
- رواية القلم الضال (7)...الأحلام ..نور من المستقبل!
- رواية القلم الضال (6)...يا صاح.. كن أنت المعجزة!
- رواية القلم الضال (5)...لن تدرك السلام دون حرب!
- رواية القلم الضال (4)...العاصفة حكمة لم نتعلم معناها بعد!
- رواية القلم الضال (3)...حوار مع الذات
- رواية القلم الضال (1)
- رواية القلم الضال (2)
- الدين والإيديولوجيا عند شريعتي: رؤية عبد الجبار الرفاعي
- لحظة ألم!!!
- أيُّ الذوات تخلصنا من القيود التقليدية: ذات - الأنا- أم ذات ...
- عذرا...يا مسلمين!!


المزيد.....




- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...
- 8 شهداء بقصف فلسطينيين غرب غزة، واعتقال معلمة بمخيم الجلزون ...
- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ساكري البشير - مجزرة خان شيخون...إنتهاك حرمة إنسانية في ظل صمت عالمي!!