أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باتر محمد علي وردم - الكل يعرف من قتل الحريري، ولا أحد يقدم الأدلة!














المزيد.....

الكل يعرف من قتل الحريري، ولا أحد يقدم الأدلة!


باتر محمد علي وردم

الحوار المتمدن-العدد: 1437 - 2006 / 1 / 21 - 10:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المرحوم رفيق الحريري كان رجلا فذا، لم يبن لبنان من دمار الحرب فقط بل كان رجلا خيرا له الكثير من الأيادي البيضاء على آلاف اللبنانيين والعرب، ولهذا شعر الجميع بغضب وحنق وحزن من الطريقة الإجرامية التي قتل بها في بداية العام الحالي. وكل من عرف الحريري وأعجب بإنسانيته يعرف تماما بأن هذا الرجل يستحق على الأقل كشف حقيقة القتلة الذين أنهوا حياته، وأن يتم تقديم هؤلاء القتلة للعقاب.
وخلال الأشهر الماضية تنازعت القضية عدة نظريات، وتبدلت الشؤون السياسية في لبنان والعالم العربي، وقام الشعب اللبناني بانتفاضة تثير الإعجاب للمطالبة بكشف الحقيقة، ولكن حتى هذه اللحظة يوجد إحساس بأن الحقيقة لا زالت بعيدة المنال، بالرغم من كل الضجيج الذي يصم الآذان والصراعات السياسية الكبيرة، والتي تغطي أحيانا كثيرة على حقيقة مقتل الحريري.
هناك الكثير من النظريات حول مقتل الحريري، بعدد ما يمكن أن ينسجه الخيال البشري أو ينتج بسبب مناكفات سياسية معينة، وفي الأيام الماضية قرأنا الكثير من النظريات حول مقتل الحريري بدون أن يقدم أصحابها أي دليل منطقي، حتى أصبحنا نخشى أن تضيع الحقيقة في هذا الصخب.
السيد ديتليف دي ميليس، والذي وفر له المجتمع الدولي كل السبل والأدوات للوصول إلى حقيقة اغتيال الحريري قام بنشر تقرير وجه أصابع الاتهام إلى سوريا بدون وجود أدلة شديدة الوضوح، وبعد ذلك استقال ليقوم بسلسة من التصريحات تدين سوريا، ولكن أيضا بدون أدلة واضحة. كان يمكن للسيد دي ميليس أن ينشر كل ما جعبته من أدلة في تقريره، أو يستمر في العمل كرئيس لفريق التحقيق، ولكن بعد أن استقال لا يحق له أن يتحدث كرئيس لجنة تحقيق بل فقط بإسمه الشخصي، ولا يحق له توجيه اتهامات بدون أدلة.
السيد وليد جنبلاط السياسي يقول بأنه يعرف من أين أتت السيارة المفخخة التي قتلت الحريري وسيعلن عن ذلك في الوقت المناسب. وهذا تصريح عجيب وغير مقبول من مثل هذا السياسي، فإذا كانت يعرف مصدر السيارة المفخخة فلماذا بقي ساكتا طوال هذا الوقت، ولمصلحة من؟ أحد القراء السوريين في منتدى للإنترنت اتخذها فرصة للسخرية السوداء، وقال بأن جنبلاط يعرف مصدر السيارة لأنه هو الذي أرسلها! ومثل هذه التعليقات السمجة يمكن أن تتكرر يوميا طالما لا زالت التصريحات تقال بدون ضوابط ولا أدلة.
السيد عبد الحليم خدام يؤكد بعد إنشقاقه عن النظام السوري أن الرئيس الأسد هو الذي أصدر أمر اغتيال الحريري، ولكن المشكلة أن السيد خدام الذي تمكن من إخراج عشرات الملايين من الأموال وعشرات التحف من دمشق إلى باريس فشل في إخراج صورة فوتوغرافية واحدة أو وثيقة استخباراتية أو تسجيلا لمكالمة هاتفية أو مراسلة رسمية يمكن أن تؤكد أقواله، والتي تبقى بدون قيمة طالما إنها بدون دليل.
النظام السوري الرسمي من التنظيمات السياسية القومية العربية لا يجدون متهما بطبيعة الحال إلا الموساد الإسرائيلي، ويؤكدون بأن الموساد قتل الحريري من أجل توريط سوريا، ولكن أيا منهم ولا حتى الأجهزة الأمنية السورية التي كانت تسيطر على تحركات كل كائن حي في لبنان طوال 30 سنة، وجدت دليلا واحدا على تورط الموساد يمكن أن ينقذ سوريا. ولو كان الموساد هو الذي قتل الحريري فهذه فضيحة حقيقية للأجهزة الأمنية السورية التي لم تستطع كشف المخطط أو معرفة دليل واحد عليها بالرغم من وجودها المكثف في لبنان، وهذا يعني أن خروج هذه الأجهزة من لبنان كان منطقيا لأنها غير قادرة على حماية رئيس وزرائه السابق فكيف تحمي المواطنين العاديين من الاعتداءات الإسرائيلية!
كل هذا ضحك على اللحى، ومحاولة لخداع الناس واستثمار الجريمة في تصفيات الحسابات السياسية، ونتمنى أن لا تنزلق القضية إلى مزيد من نظريات المؤامرة، والروايات غير المحبوكة جيدا فالشهيد الحريري يستحق في النهاية أن يتم إيقاع القصاص العادل بمن ارتكب الجريمة البشعة التي أودت بحياته، وإذا كانت لدى ميليس وجنبلاط وخدام والنظام السوري ومؤيديه أية أدلة فليتفضلوا بها بدلا من إثارة البلبلة الفارغة.



#باتر_محمد_علي_وردم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مع الشعب السوري: بيان لمثقفين وصحافيين أردنيين
- تقارير المنظمات الدولية عن الأردن: وجهات نظر وليست اعتداء عل ...
- أزمة حركات مناهضة العولمة في الأردن
- المرحلة القادمة في الخطاب -القومي الثوري-: إيجاد مبرر لاغتيا ...
- قانون مكافحة الطبقة الوسطى في الأردن قبل قانون مكافحة الإرها ...
- مراقبة الإنترنت في الأردن: بين حقوق التعبير وتهديد الإرهاب
- بعد بيان الزرقاوي...سقوط نظرية -إبحث عن المستفيد-!
- مواجهة ثقافة الإرهاب تتطلب مناخا من الحريات والمشاركة العامة
- تفنيد الأوهام العشرة المستخدمة لتبرير الإرهاب!
- العراقيون أخوة لنا!
- هل يغسل الدم الأردني الغشاوة عن أعين المتعاطفين مع القاعدة؟
- أخطاء المثقفين والإعلاميين الأردنيين بحق الشعب العراقي
- لو أتيح المجال لذهبت في زيارة إلى أوشفتز!
- الانتخابات العراقية: نحو رؤية الصورة الشاملة!
- بزنس الدعاية الانتخابية العراقية في الأردن!
- المهام المقدسة لبوش والزرقاوي!
- ما هو الإرهاب... في نظر الشارع العربي؟
- الليبرالي الوطني...والليبرالي المعدل وراثيا!
- خزعبلات الديجيتال: هل نحن بحاجة إلى - تسونامي- في العقل العر ...
- الضحايا 80 ألف شخص وألف سائح!


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باتر محمد علي وردم - الكل يعرف من قتل الحريري، ولا أحد يقدم الأدلة!