أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - المريزق المصطفى - مهام النخب وتحديات المستقبل














المزيد.....

مهام النخب وتحديات المستقبل


المريزق المصطفى

الحوار المتمدن-العدد: 5463 - 2017 / 3 / 17 - 09:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يكاد يمرعلى دستور 2011 الآن، بعد أن ظل معلقا في صالة الانتظار، ما يقارب 6 سنوات من الزمن. خلال هذه الفترة الطويلة حصل ما حصل في العالم، ووقع ما وقع في المغرب من تراجعات هددت العديد من القطاعات الاجتماعية والاقتصادية والأمنية. فقد ظهر إلى الوجود ولأول مرة تيارات وممارسات متنوعة من حركات أصولية بمختلف ألوانها تدعو للكراهية والعنف والتطرف، وتجند في الخفاء مغاربة في مقتبل العمر، لفظتهم "الميزيرية" والأمية وسوء التغذية النفسية والاجتماعية.
لقد كان المغاربة ينتظرون منذ 1999، تحقيق التقدم المنشود لاسترجاع ما ضاع منذ عقود، ولتثبيت وتحصين العديد من المكتسبات التي ناضلت من أجلها القوى التقدمية والديموقراطية لأزيد من 50 سنة. إلا أن العديد من العوامل تضافرت لتجعل خيار التحصين أمرا عسيرا مع دعاة الأسلمة الذين استطاعوا الاستفادة من البنيات الاجتماعية والسياسية الهشة، وانسحاب النخبة التاريخية من المواجهة ومن فضاءات التفاعل الاجتماعي، إما لشيخوختها أو لتآكلها من الداخل، أو لعيائها النفسي والقهري والفيزيقي. وحتى من صمد، وجد نفسه في حراك ذاتي من دون أفق، ومن دون شروط وإمكانية النهوض بمطالب جديدة تخص الشباب والنساء والثقافة والبيئة، ومن دون القدرة على الاستنهاض وتحمل الثقل واتخاذ القرارات اللازمة في المرحلة.
إذ فاق المغرب اليوم على اختلالات سياسية واقتصادية، تنذر بانفجار اجتماعي جديد، تغذيه ديماغوجية العنف والكراهية، وتتقاسمه نفوذ سلبت من المغاربة حريتهم، ورمت بهم خارج مربعات القرار. وما العزوف السياسي وعدم مشاركة ما يقرب 20 مليون من المغاربة في انتخابات 7 أكتوبر، إلا دليلا قاطعا على السيطرة السياسية، والاستغلال الاقتصادي والاستتباع الثقافي والفكري.
ورغم الأوراش الكبرى الذي دشنها العهد الجديد منذ 1999، ورغم التحولات التاريخية التي شهدها العالم، ورغم ما تزخر به الساحة المغربية الديمقراطية والفكرية والإعلامية والاقتصادية والعلمية، من نخب ومن فاعلين محترمين ومقتدرين، ظلت قوى الإسلام السياسي تنخر جسمنا، تارة بالخنجر وتارة بالدجل. وظلت نخبنا تتراوح في محاولاتها بين الرغبة في العيش تحت ضلال الماضي، والرغبة في التحرر ومواجهة المد الأصولي وواقع السيطرة المخزنية الجديدة، أو ما قد نسميه ب"النيوأصولية".
أمام هذه اللوحة القاتمة، لابد من استحضار جزء من تفاعل القوى العظمى مع مثل حالتنا، ونخص بالذكر هنا ما عبرته عنه الحكومة البريطانية، في المدة الأخيرة، من اهتمامها بما يجري في منطقة شمال إفريقيا، ومن جدال ساخن بين وزارتها الخارجية ولجنة الخارجية في البرلمان، حول حركات الإسلام السياسي والموقف من العنف والتطرف. وهذا ما يستدعي من نخبنا فحص مثل هذه الآراء السائدة في ابريطانيا وغيرها، وافتحاص ما تحمله تقاريرها من خلاصات أساسية حول الموقف من "جماعة الإخوان المسلمين" و"حركة النهضة"، والأجوبة التي تمت صياغتها لفهم أعمق لتنظيم الجماعات الإسلامية وهياكلها الداخلية.
هذه السمات التي لمسناها بسرعة خاطفة، نريد أن تكون رسالة مفتوحة لنخبنا الديمقراطية لمواجهة ما ينتظرنا من اختناق في المؤسسات الرسمية، وفي ترسيم ثقافة الخوف والاستسلام والتطويع والتدجين، وفرض أمر "المخزن الجديد" على المغاربة من منظور "نيوأصولي"، هدفه ضرب قوام المجتمع المدني، وتسليحه بخطاب العنف والكراهية لابتلاع التنوير وإلحاق الفكر والثقافة بالمؤسسات التابعة للإسلام السياسي، لتصبح أداة تبرير وتسويغ وتجويز للممارسات السياسية التي تختبئ وراء الشعبوية والابتزاز والدجل.
وإذا كان واقع "البلوكاج" هو المحصلة التركيبية لمجمل الوضع القائم بمختلف مكوناته الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، فإن الفراغ في الساحة الديمقراطية بات يقتل ويسمم كل المبادرات الناشئة، وكل المحاولات الهادفة إلى بناء جبهة من أجل الحداثة والديمقراطية ومواجهة مد الكراهية والعنف والتطرف.
ولعل أخطر وأسوأ ما يتسم به واقعنا في المرحلة الحالية هو صمت النخب المثقفة، وتخليها عن الحراك المجتمعي وعن مشروع التحرر من قبضة "النيوأصولية" التي تعتبر قاعدة لبناء صرح "المخزن الجديد".
إن النخب الديمقراطية، هي نبراس مغرب اليوم، ومطالبة، أكثر من أي وقت مضى، بإنارة آفاق التطور والتحرر وفتح باب الأمل في ليالينا الحالكة.



#المريزق_المصطفى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السياسة كفكر وممارسة
- حسناء أبو زيد في ضيافة المقهى الثقافي بقصر التراب بمكناس
- عذرا سيدتي...في عيدك الأممي
- ما نريده لحميد شباط و لحامي الدين
- من أجل مدن للعيش المشترك وإنتاج قيم المواطنة
- الصحة وحقوق الانسان
- أي جواب عن انتمائنا وشرعية وجودنا في ظل هذا الخراب؟
- ادريس خروز يحاكم السياسة التعليمية في المغرب ويبحث عن تعليم ...
- المقاومة السياسية والمقاومة الثقافية كل لا يتجزأ
- المغرب في حاجة لأبنائه اليساريين والديمقراطيين
- نحو تقييم نقدي
- التمرين الديمقراطي والخصوصية المغربية
- حماية حصانة الدولة والمجتمع
- مقاومة متنامية للهجوم على المدرسة والجامعة
- بمناسبة العيد الدولي للمهاجر واللاجئ الذي يصادف 18 دجنبر من ...
- من أجل اشتراكية جديدة في خدمة الشعب
- بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان 10 دجنبر
- وداعا مدرستي الحلوة
- -السياسة البهلة- وفطوم الجبلية الزروالية
- النبوة السياسية والطريق إلى مغرب الغد


المزيد.....




- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟
- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - المريزق المصطفى - مهام النخب وتحديات المستقبل