أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - كيف تستمر العقوبات البدنية فى الألفية الثالثة؟















المزيد.....

كيف تستمر العقوبات البدنية فى الألفية الثالثة؟


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 5412 - 2017 / 1 / 25 - 12:07
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كيف تستمرالعقوبات البدنية فى الألفية الثالثة؟
طلعت رضوان
هل يمكن تعويض البرىء الذى طارتْ رقبته أوجـُـلد أوقـُـطعت يده؟
ألاتستغل أنظمة البطش الإعدام لأسباب سياسية؟
نفــّـذتْ السعودية فى يوم الثلاثاء18/10/2016حكم الإعدام على أحد أفراد الأسرة الحاكمة (تركى بن سعود بن سعود الكبير) لأنه قتل الأميرالسعودى (عادل بن سليمان عبدالمجيد) وتناقلتْ وكالات الأنباء العربية والعالمية الخبر، مـُـذيلا بتأكيدات السعوديين أنّ هذا الحكم هوالأول فى تاريخ المملكة. وأنه لافرق بين مواطن ومواطن. والسؤال الذى تجاهلته (كل) وكالات الأنباء: لوأنّ أميرًا سعوديـًـا (أوأى مواطن سعودى) قتل مواطنـًـا مصريـًـا أويمنيـًـا إلخ، كان سيتم تطبيق حكم الإعدام على القاتل السعودى؟
ورغم أهمية هذا السؤال، فإننى أرفض استمرارتنفيذ العقوبات البدنية (قص رقبة، قطع يد والجلد) من حيث المبدأ وذلك للأسباب الآتية:
أولا: ظهوربراءة المتهم بعد تنفيذ الحكم. وقد اعتبرتْ منظمة العفوالدولية أنّ من بين فضائح الولايات المتحدة الأمريكية فى مجال حقوق الإنسان استخدامها لعقوبة الإعدام فى بعض الولايات، خاصة بعد أنْ ثبت براءة 23شخصـًـا فى عام واحد بعد إعدامهم (نقلا عن كتاب عقوبة الإعدام ضد حقوق الإنسان من مطبوعات منظمة العفوالدولة- وكذلك نشرة سبتمبر92)
ثانيـًـا: أشارتْ منظمة العفوالدولية أنّ الإعدامات تــُـطبـّـق على السود ولاتــُـطبـّـق على البيض فى كثيرمن الحالات.
ثالثــًـا: خطورة الإعدامات التى تتم لأسباب سياسية: حيث أشارتْ المنظمة الدولية أنّ النظام الليبى اعتمد رسميـًـا سياسة تصفية الخصوم السياسيين بتلفيق التهم إليهم وإعدامهم. كذلك النظام العراقى فى عهد صدام حسين، فإنّ الإعدامات تزايدتْ، وتمّ إبلاغ المنظمة عن ((إعدام المئات كل عام على جرائم سلب وسرقة، وكان التنفيذ علنيـًـا والمحاكمات غيرعادلة، ولاحق فى الاستئناف ضد أحكام تفرضها (محكمة الثورة) كما تـمّ إعدام أطفال وإعدام سجناء رغم الحكم عليهم بالسجن)) (المصدرالسابق- ص167) وفى السودان تـمّ إعدام فضيلة الشيخ محمود محمد طه الذى شـُـنق علـنــًـا داخل سجن كوبريوم18يناير1985بأوامرمن الخليفة جعفرالنميرى. مع ملاحظة أنّ الشيخ محمود محمد طه كان على درجة عالية من التقوى والورع، شهد له بهما كل من تعاملوا معه، وكان أحد زعماء الإخوان الجمهوريين، ولم يكن ضد تطبيق الشريعة الإسلامية، ولكنه كان ضد تطبيق شريعة النميرى الإسلامية. لأنّ الشيخ الفاضل كان يرى أنّ قطع يد السارق يــُـطبـّـق على الفقراء فقط ، ولايــُـطبـّـق على الفاسدين من بطانة الحاكم. وكان يستشهد بمافعله عمربن الخطاب فى عام المجاعة. ورغم نداءات معظم رؤساء الدول ومنظمات حقوق الإنسان لانقاذ حياة الشيخ الفاضل، فإنّ الرئيس المؤمن النميرى أصرّعلى رأيه وأعدم الرجل. وأذكرأنّ الشيخ محمد الغزالى كتب فى جريدة الشعب الإسلامية، ردًا على كل من يستشهد بواقعة عمربن الخطاب ((وهل يعلوعمرعلى القرآن؟)) وماحدث فى الدول العربية حدث مثله فى إيران بعد سيطرة الخومينى وأتباعه على الحكم.
وفى مصربعد المذبحة التى دبـّـرها ضباط يوليو1952ضد عمال مصانع كفرالدواريوم13 أغسطس1952(أى بعد20يومًـا من سيطرتهم على مصر) تمّ إعدام العامليْن مصطفى خميس ومحمد البقرى (يوم7/9/52) لمجرد المطالبة بحق العمال فى نقابة مستقلة مع بعض المطالب الاقتصادية. وهى المذبحة التى أيقظتْ من بئرالأحزان مذبحة دنشواى عام1906، مع مراعاة أنّ الذين اعدموا زهران وزملاءه كانوا من الإنجليز(الأعداء) بينما الذين أعدموا خميس والبقرى كانوا من الضباط (المصريين) ومراعاة أنّ البكباشى عاطف نصارالذى ألقى البيان (العسكرى) بحكم الإعدام قال إنّ ((مصطفى خميس كان يـُـعادى الله ورسوله، فحقّ عليه القتل)) (المؤرخ العمالى- عبدالمنعم الغزالى- فى كتابه: بعد أربعين عامًـا براءة خميس والبقرى) ومع ملاحظة أنّ عـُـمـْـرأحد العامليْن 19سنة والثانى5ر18سنة. وملاحظة أنّ طفلا عمره 11سنة، من بين المقبوض عليهم، وملاحظة أنّ مافعله ضباط يوليوتطابق مع المذبحة التى تمّ التخطيط لها ضد عمال شيكاغوعام1886، وبعد عدة سنوات اعترف الضابط الذى ألقى القنبلة (وهوعلى فراش الموت) بتفاصيل المؤامرة ضد العمال. مما أدى إلى تعويض أسرالضحايا وصاريوم الأول من مايوكل عام عيدًا للعمال. وبينما أنّ هذا لم يحدث فى مصرطوال أكثرمن ستين عامًـا، بل إنّ السادات يوم14/8/52 حضرمؤتمرًا عقده قادة الحركة العمالية للإفراج عن عمال كفرالدوارفقال إننا ((سوف نـُـعلق المشانق فى شبرا الخيمة على أبواب المصانع، إذا حدث أى تحرك من العمال)) (المؤرخ العمالى- طه سعد عثمان- خميس والبقرى يستحقان إعادة المحاكمة- شركة الأمل للطباعة والنشر- عام93- ص35) وقال الضابط وفاء حجازى (المسئول عن المخابرات) أثناء اضراب عمال مصنع الشوربجى عام53 ((لقد أعدمنا خميس والبقرى ونحن مستعدون لإعدام مليون لتعيش الثورة)) (فوزى حبشى- معتقل لكل العصور- ميريت للنشر- عام2004- ص120) فكافأه عبدالناصربأنْ عينه سفيرًا فى دولة أوروبية. وقـدّم د. سليمان الطماوى (عميد كلية حقوق عين شمس) نصيحة لضباط يوليوقال فيها ((لقد أعدمتم اثنين من العمال، فسكت العمال جميعـًـا، ويحتاج الأمرإلى إعدام اثنين من الطلاب كى يسكت الجميع)) (د. رفعت السعيد مجرد ذكريات- هيئة قصور الثقافة- عام2008- ص116)
وأعتقد أنّ العقوبات (الحدية/ البدنية) أوما يـُـطلق عليها حدود شرعية/ إسلامية، تــُـواجهها عقبات وتحديات كثيرة، لعلّ أهمها سؤال: ماذا بعد تنفيذ الحكم وثبوت براءة المتهم؟ فى الأنظمة الحديثة توجد آلية (التعويض المادى) وآلية (رد الاعتبار) بينما الأمرفى العقوبات البدنية شديد الاختلاف: فكيف يتم تعويض من طارتْ رقبته؟ أومن قـُـطعتْ يده؟ أومن جـُـلد؟ فى الحالة الأولى استحالة تركيب رقبة بدل التى طارت. وفى الثانية فهل النظام القمعى الذى يـُـطبق تلك العقوبات يعترف بقواعد الرحمة ويتحمل تكاليف يد صناعية؟ أما فى الثالثة: فمن يستطيع محوالأثارالنفسية داخل الإنسان الذى جـُـلد ظلمـًـا؟ كما تروى صفحات بريد القراء فى الصحف المصرية (خاصة فترة إشراف الراحل الجليل عبد الوهاب مطاوع على باب بريد قراء الأهرام) فهل ما فعلته السعودية مؤخرًا سيكون خطوة لإلغاء العقوبات البدنية؟
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ألزم الشرع الزوجة أن تستجيب بزوجها فى أى وقت.؟
- هل غير الإسلام من عقلية العرب ؟
- هل تعيش مصر أجواء ما قبل يناير2011؟
- قراءة فى أعمال الشاعرعبدالرحيم منصور
- ماذا يحدث لو أنّ شعبنا امتنع عن أداء العمرة ؟
- هل الأوطان لها سيقان للسجود ؟
- خانة الديانة والتعصب للدين
- كيف غاب عن مؤرخى الإسلام أنّ السيسى من أصحاب الرسلات؟
- أليس الموقف السعودى ضد مصر دليل على أكذوبة العروبة؟
- ما مغزى التنازل عن الأراضى المصرية للعرب ؟
- هل الكنيسة والأزهرمؤسستان وطنيتان؟
- أليست تخاريف الحاضر امتدادًا لتخاريف الماضى؟
- لماذا حفظ التحقيق مع طه حسين رغم ملاحظات رئيس نيابة مصر؟
- لماذا لم يحتج الأصوليون على إلغاء التقويم الهجرى ؟
- قراءة فى أعمال الشاعرطاهرالبرنبالى
- هل يستطيع العرب تحدى الكونجرس الأمريكى ؟
- الميديا المصرية والغزل فى الأصوليين الإسلاميين
- فخرى لبيب : شيوعى محترم كسرته الناصرية
- الوعى بقانون التغير وتقدم الشعوب
- البروفة الأولى للغزوات العربية


المزيد.....




- العراق.. المقاومة الإسلامية تستهدف هدفاً حيوياً في حيفا
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - كيف تستمر العقوبات البدنية فى الألفية الثالثة؟