أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - هل الأوطان لها سيقان للسجود ؟














المزيد.....

هل الأوطان لها سيقان للسجود ؟


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 5407 - 2017 / 1 / 20 - 11:27
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هل الأوطان لها سيقان للسجود؟
طلعت رضوان
هل السيسى رئيس دولة أم رئيس مؤسسة دينية؟
لماذا قال الرسول لبريدة لاتحكم المُحاصرين بالقرآن؟
بعد أنْ نزع الواقع كل أقنعة الكذب عن (القومية العربية) وتوأمتها (الوحدة العربية) خاصة بعد قرارالسعودية بوقف تصديرالبترول لمصر، أعلن السيسى أنّ ((مصرلن تركع لأحد)) وإلى هنا يكون كلامه مقبولا، ولكنه أضاف ((مصرتركع لله وحده))
هذا الكلام من الممكن تقبله من أى شيخ أصولى مؤمن بالميتافيزيقا، فهل السيسى يشغل رئيس دولة مصر، أم يرأس مؤسسة دينية؟ وإذا كان الركوع/ السجود خاصية يتميـّـزبها الإنسان، نظرًا لما وهبته الطبيعة من أعضاء جسدية، كما هوالحال فى التمارين الرياضية، فهل (الأوطان) تمتلك مثل هذه الأعضاء فتقوم يتأدية حركات السجود؟ وماذا لوأنّ السيسى اكتفى بالشطرالأول من الجملة واستغنى عن الشطرالثانى؟ ولماذا استخدم لغة الأصوليين؟ فهل كان يـُـرسل رسالة لهم يقول فيها: ها أنا أسيرعلى طريقكم وطريقتكم فى تعميق الميتافيزيقا؟ وإذا كان لم يقصد فهل كلامه سيـُـحدث أى أثرلدى أعداء مصر؟ وهل هذه اللغة التى تمزج السياسة بالدين وتضربهما فى الخلاط الميتافيزيقى، لغة مُـستحدثة، أم لهذا جذورفى التراث العربى/ الإسلامى؟ وأليست تلك اللغة قد استخدمها كل الطغاة عبـْـرالتاريخ؟
وبينما السيسى لجأ للميتافيزيقا ومنح الوطن أعضاء جسدية للركوع، فإنّ نبى الإسلام كان (واقعيـًـا) ولم يلجأ للميتافيزيقا فى غزواته حيث قال لأحد قواده (بريده) الذى أرسله فى غزوة من غزواته العديدة ((...وإنْ أنتَ حاصرتَ أهل حصن أومدينة فأرادوك أنْ تستنزلهم على حكم الله، فلاتستنزلهم على حكم الله، ولكن أنزلهم على حكمك، فأنت لاتدرى أتصيب حكم الله فيهم أم لا. وستجدون رجالافى الصوامع معتزلين الناس فلا تتعرضوا لهم.. وستجدون آخرين على رؤوسهم مفاحص فاقلعوها بالسيوف)) (المقريزى- امتاع الأسماع- ص344وصحيح مسلم رقم 1731) وكان على بن أبى طالب أكثرواقعية من السيسى، عندما نصح الرسول بعدم الاستشهاد بالقرآن، حيث سمعه يتجادل مع بعض (المشركين) ويتلوعليهم بعض الآيات القرآنيه فقال له ((يارسول الله لاتــُـحاججهم بالقرآن فإنّ القرآن حمّـال أوجه))
ونبى الإسلام كان أكثرواقعية من السيسى، حيث أدرك أنّ البشرأعلم بشئون الدنيا، وأنه لايوجد نص فى القرآن يشرح كيفية القضاء بين الناس، وجاء ذلك فى واقعة مشهورة يتغنى بها الإسلاميون ولايعملون بفحواها، وتلك الواقعة ملخصها أنّ النبى عندما أراد أنْ يـُـرسل معاذ بن جبل إلى اليمن قال له ((كيف تقضى إذا عـُـرض لك قضاء؟)) قال: أقضى بكتاب الله. قال محمد ((فإنْ لم تجد فى كتاب الله؟ قال: فبسنة رسول الله. قال: فإنْ لم تجد فى سنة رسول الله؟ قال أجتهد رأيى ولا آلو. فضرب رسول الله على صدره وقال ((الحمد لله الذى وفــّـق رسول رسول الله لما يرضى رسول الله)) (سنن أبوداود- رقم3592، ومسند الإمام أحمد- ج5/236- رقم22114وسنن الترمذى- ج3رقم1327) أى أنّ نبى الإسلام (بحكمته وواقعيته) تغاضى عن نص صريح فى القرآن ((مافرطنا فى الكتاب من شىء)) (الأنعام/38)
أما عمربن الخطاب فقد ذكرتْ كتب التراث العربى/ الإسلامى أنه لم يلتزم بنصوص القرآن فى أكثرمن واقعة أشهرها عدم تطبيق نص قطع يد السارق فى العام الذى أخذ اسم (عام الرمادة) أى عام المجاعة. ورفض إعطاء الصدقة للمؤلفة قلوبهم بالتطبيق لنص الآية رقم60/التوبة ومزّق الكتاب الذى أرسله إليه الخليفة أبوبكربالتوصية لإثنيْن طلبا الصدقة. وقال لهما (إنّ الله أعزالإسلام وأغنى عنكم، فإنْ تــُـبتم وإلاّبيننا وبينكم السيف)) ولم يكتف بذلك وإنما منع عنهم (الزكاة) أى أنّ عمركان (بوعى أوبدون وعى) يـُـطبق قانون التغير، حيث أنه بعد أنْ قويتْ شوكة الإسلام، وبعد أنْ كثرالأتباع فما حاجة الإسلام بهؤلاء الذين كان الرسول يحد من عداواتهم ويـُـبطل هجومهم على الإسلام بالحصة التى يـُـقـدّمها لهم من الصدقات؟ وكذلك مافعله مع نصارى بنى تغلب الذين أنفوا (استعروا) من اسم (الجزية) التى تؤخذ منهم وطلبوا من عمرأنْ يأخذ منهم ((زكاة كالمسلمين على أنْ يـُـضاعفها عليهم، فقبل منهم ذلك، مع إنّ النص القرآنى صريح فى أنّ مايؤخذ منهم هوالجزية)) (عبدالمتعال الصعيدى- المجددون فى الإسلام- هيئة قصورالثقافة- عام2007- ص35) كما أنّ المرجعية الدينية محل خلاف فى تطبيق آية ((فما استمتعتم به منهنّ فأتوهنّ أجورهنّ فريضة)) (النساء/24) حيث يرى أهل السنة أنه توقف العمل بها فى عهد الرسول، أما الشيعة فيرون أنّ الذى أوقفها عمر. ويرون أنّ هناك من الصحابة من يرى إباحة النص القرآنى مثل على بن أبى طالب وعمران بن الحصين الخزاعى وعبدالله بن مسعود. وأنّ عددًا كبيرًا من الصحابة منهم ابن عباس (حبرالأمة) يرون أنّ زواج المتعة مردود إلى الآية المنوه عنها. وأنّ بعضًـا منهم قرأوها بإضافة (إلى أجل مسمى) بما يقطع بتأقيت هذا الزواج إلى أجل مسمى يـُـحـدّده الطرفان)) (المستشارمحمد سعيد العشماوى- الإسلام السياسى- سينا للنشر- عام1987- من ص201- 203)
وعن الأحكام الوقتية (التى راعتْ ظروف بداية الدعوة الإسلامية) عدة أمثلة مثل النص القرآنى على توزيع الأراضى على (الفاتحين) فإنّ عمرأوقف العمل بهذا النص، وكان من رأيه أنّ حكم إعطاء الأراضى المفتوحة إلى الفاتحين لم يعد من الممكن تطبيقه، مع إنّ هذا النص القرآنى لم يـُـنسخ (المصدرسابق- ص200، 201) وفى حروب الردة اختلف عمرمع أبى بكر، لأنّ أهالى تلك القبائل كانوا ينطقون الشهادتيْن ويؤدون الفرائض دون إنكار. ويؤدون الزكاة وقال لأبى بكركيف نقتل من ينطق بالشهادتين؟
وإذا كان السيسى يؤمن بالغيبيات مثل أى أصولى فإنّ أ. أمين الخولى كتب ((تستطيع العقيدة الإسلامية أنْ تصرف نشاطها دون الاشتغال بالغيبيات، والانتقال إلى الفهم الحرالملائم لكل جديد)) (المجددون فى الإسلام- هيئة الكتاب المصرية- عام 2001- ص46)
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خانة الديانة والتعصب للدين
- كيف غاب عن مؤرخى الإسلام أنّ السيسى من أصحاب الرسلات؟
- أليس الموقف السعودى ضد مصر دليل على أكذوبة العروبة؟
- ما مغزى التنازل عن الأراضى المصرية للعرب ؟
- هل الكنيسة والأزهرمؤسستان وطنيتان؟
- أليست تخاريف الحاضر امتدادًا لتخاريف الماضى؟
- لماذا حفظ التحقيق مع طه حسين رغم ملاحظات رئيس نيابة مصر؟
- لماذا لم يحتج الأصوليون على إلغاء التقويم الهجرى ؟
- قراءة فى أعمال الشاعرطاهرالبرنبالى
- هل يستطيع العرب تحدى الكونجرس الأمريكى ؟
- الميديا المصرية والغزل فى الأصوليين الإسلاميين
- فخرى لبيب : شيوعى محترم كسرته الناصرية
- الوعى بقانون التغير وتقدم الشعوب
- البروفة الأولى للغزوات العربية
- العلاقة العضوية بين المؤسسات الدينية وأنظمة الاستبداد
- لماذا بدأت الديانة العبرية بالقتل ؟
- لماذا يقول الإسلاميون (فتح) ولايقولون (غزو)؟
- أليست الآيات المتعلقة بالواقع تؤكد أنها ليست سابقة التجهيز؟
- لماذا تحتفى الميديا المصرية بالإسلاميين ؟
- الاعتداء على الكاتدرائية المصرية والسجل الإجرامى للإسلاميين


المزيد.....




- وزيرة الداخلية الألمانية تعتزم التصدي للتصريحات الإسلاموية
- مراجعات الخطاب الإسلامي حول اليهود والصهاينة
- مدرس جامعي أميركي يعتدي على فتاة مسلمة ويثير غضب المغردين
- بعد إعادة انتخابه.. زعيم المعارضة الألمانية يحذر من الإسلام ...
- فلاديمير بوتين يحضر قداسا في كاتدرائية البشارة عقب تنصيبه
- اسلامي: نواصل التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة وفق 3 أطر
- اسلامي: قمنا بتسوية بعض القضايا مع الوكالة وبقيت قضايا أخرى ...
- اسلامي: سيتم كتابة اتفاق حول آليات حل القضايا العلقة بين اير ...
- اسلامي: نعمل على كتابة اتفاق حول آليات حل القضايا العالقة بي ...
- اللواء سلامي: اذا تخلى المسلمون عن الجهاد فإنهم سيعيشون أذلا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - هل الأوطان لها سيقان للسجود ؟