أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خلف الناصر - ! ثورة الشباب..وعقد الشيوخ! (2)الانتفاضة المغدورة!















المزيد.....

! ثورة الشباب..وعقد الشيوخ! (2)الانتفاضة المغدورة!


خلف الناصر
(Khalaf Anasser)


الحوار المتمدن-العدد: 5403 - 2017 / 1 / 15 - 18:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هذا هو المقال الثاني الذي كتبناه عن الانتفاضات والثورات العربية في حينها، وكان عبارة عن محاولة لإماطة اللثام عن وقائع سرية حقيقية، كانت تدور على نطاق ضيق، وتتفاعل داخل قطاعات مهمة من المجتمع العراقي..كما أن هذا المقال في جانبه الأهم كان عبارة (عملية تذكير) بالانتفاضة الشعبية، التي أصطلح على تسميتها بــ (الانتفاضة الشعبانية) .
وقد اندلعت تلك الانتفاضة الشعبية بعد كارثة الخروج من الكويت عام 1991، والتي نسيت الآن أو كادت أن تنسى.. تلك الانتفاضة التي عمت جميع مدن ومحافظات العراق، بما فيها محافظة صلاح الدين وعاصمتها تكريت (مدينة عائلة صدام حسين الحاكمة) .. وقد سقط خلالها عشرات الألوف من العراقيين بطرق مختلفة، على يد نظام صدام، خصوصاً في المحافظات الجنوبية والفرات الأوسط، وفي محافظتي النجف وكربلاء المقدستين بالأخص!!
وقد نشرت هذا المقال جريدة " المشرق " العراقية أيضاً.. العدد: : 2066بتاريخ 26:نيسان 2011 .
*****
هناك قضية قد تبقى غامضة ومحيرة إلى زمن طويل وقد لا يصدقها أحد، إلا من عاش فصولها أو كان قريبا من أحداثها . وهذه القضية ظهرت أدلة و إشارات كثيرة تشير إليها، وتناقلتها جهات و شخصيات عراقية عديدة على نطاق ضيق جدا . القضية هي، أن العراق، وقبل الاحتلال الأمريكي له عام2003 قد نضجت بداخله ظروف داخلية موضوعية، تحتم قيام انتفاضة شعبية عراقية، شبيهه بالانتفاضات الشعبية العربية الحالية . وتكون سابقة لهذه الانتفاضات بالتاريخ ومقدمة لها بالنتائج.
و هذه الانتفاضة تقوم بتعاون من قوى شعبية و سياسية و شخصيات وطنية عسكرية و مدنية ــ بعضها من داخل النظام ــ وتكون امتدادا للانتفاضة الشعبية العفوية عام1991 بعد كارثة الخروج من الكويت . انتفاضة تطيح بنظام صدام حسين، كإجراء وقائي يجنب العراق أهوال الحرب ــ التي كانت تلوح في الأفق ــ ونتائجها الكارثية المتوقعة، والتي ظهرت فيما بعد . ويقام بديلا عن نظام صدام حسين، نظام وطني ديمقراطي تعددي، ينهي احتكار السلطة، ويرمم الوضع الاجتماعي والاقتصادي، ويستغل طاقة العراق البشرية و ثرواته المادية الأسطورية، في بناء دولة مدنية عصرية حديثة . ويبدأ بعملية أعمار شاملة، و يهيئ الظروف المناسبة لنهضة صناعية و زراعية و حضارية متوازنة، تضع العراق على مسار سياسي عقلاني وتنمية اقتصادية وعلمية مستدامة، ويصلح علاقاته مع العالم الخارجي، عربيا و إسلاميا و دوليا .
لكن الولايات المتحدة استشعرتK بما يدبر في الخفاء بطرق استخبارية، ولأهمية العراق الإستراتيجية والنفطية، ولدوره المركزي في محيطه العربي و الإقليمي، ولجهل الولايات المتحدة بهوية القوى الشعبية التي تعد للانتفاضة، ولخوفها من قيام وضع جديد معادي لها وللصهاينة، يتوسط سوريا و إيران، ويشكل معهما محورا يقلب معادلات المنطقة، بالضد من المصالح
الأمريكية و الغربية والصهيونية .
لكل هذه الأسباب، بادرت الولايات المتحدة إلى احتلال العراق، وقطعت الطريق على كل تغير وطني داخلي للنظام .


و نحن هنا لسنا في مجال تعداد الأدلة التي تثبت زعمنا هذا ـ وقد يكون هذا حديثا قادما ـ لكننا سنذكر هنا ثلاث نقاط فقط تدعم هذا الرأي :-
الأولى :أن كل من شارك بانتفاضة عام 1991 يتذكر جيدا, بأن الطائرات الأمريكية كانت تحلق فوق المنتفضين بعلو منخفض, وتقدم دعما لوجستيا لقوات القمع الصدامية ساهم مساهمة فعالة في وأد تلك الانتفاضة الشعبية..وهذا يعني أن الولايات المتحدة ـ رغم حربها على العراق ـ لم تكن تريد إسقاط النظام بأيدي قوى سياسية غير معروفة لديها .
الثانية: أن النظام بعد عام1991 بدأ بالتهرؤ والتفكك، وسلطته الفعلية تركزت في بغداد وحدها ومعها بعض المحافظات فقط . المحافظات الشمالية خرجت عن سلطته تماما.. أما في المحافظات الجنوبية، فأن سلطته قد ارتخت و قبضته الحديدية تلاشت عنها تقريبا، بفعل مقاومة المواطنين للنظام، وبفعل خطوط الطول والعرض، التي فرضتها الولايات المتحدة هناك .
وبالتالي أصبح النظام مهيأ للسقوط من قبل قوى الداخل . و أغلب هذه القوى المرشحة لإسقاط النظام كانت قوى معادية للولايات المتحدة .
الثالثة: أن النظام، وأيضا بعد عام 1991 قد قلمت أظافره و اقتلعت أنيابه تماما، وأصبح مستعدا لقبول كل الاملاءات الأمريكية . فأخذ يوسط الوسطاء و يبعث المبعوثين للولايات المتحدة، علها تسمح له بمجرد البقاء و الاستمرار فقط، مقابل أي دور يطلب منه . لكن الولايات المتحدة كانت ترفض كل عروضه وتتلذذ بإذلاله، لأنها كانت متيقنة من أن النظام قد استنفذ كل أغراضه، وأصبح ثمرة يانعة آن أوان قطافها.. فكان الاحتلال الغاشم عام 2003 بأيد الولايات المتحدة نفسها، كي لا يسقط بأيدي وطنية عراقية .

لقد اضطررنا إلى التذكير بالانتفاضة الشعبية العراقية التي نسيت، والتي ادعت أبوتها قوى بعيدة عنها . لأنها (كانت) انتفاضة شعبية عفوية لم يخطط لها أحد.. انتفاضة فرضتها ظروف وملابسات و تراكمات داخلية، منذ مجيء النظام إلى السلطة عام 1968إلى حين حدوثها، مرورا بالحرب العراقية الإيرانية وضحاياها، وبالأزمة الاقتصادية القاتلة، وبالأراضي الضائعة وشط العرب المقتطع و الثروة الوطنية المهدورة للاشيء، ومغامرة الكويت والجيش المدمر، والكبت السياسي، والنظام البوليسي، والملاحقات المستمرة للمعارضين، والفقر المنتشر في كل مكان، والفساد المالي و الإداري والحزبي الطاغي على الحياة كلها، و الدكتاتورية و الاستبداد والنظام الشمولي .....إلخ لكل هذه الأسباب كانت الانتفاضة .
ونحن نُذَكر بها هنا، و نعيد طرحها، لأنها نسيت، وآن الأوان لكشف بعض أسرارها، ولأنها قامت لنفس الأسباب التي قامت من أجلها الانتفاضات العربية الحالية، وترتبط معها بحبل سري وبوشائج التاريخ و الجغرافيا والانتماء .
ونذكرها لأسباب أخرى كثيرة أهمها: :
الأول: لكي لا ننسى الانتفاضة الوطنية الشعبية العراقية، وتضحيات عشرات الألوف من العراقيين، ضد النظام الاستبدادي السابق، الذي لا يختلف وربما يفوق أنظمة الاستبداد العربية التي كنستها، أو التي ستكنسها الانتفاضات الشعبية العربية الحالية . و أيضا، لكي لا ننسى دور الولايات المتحدة و الغرب في إجهاض تلك الانتفاضة الباسلة .
الثاني: أن موقف الولايات المتحدة والغرب عموما، لا يمكن أن يكون مع الشعوب و انتفاضاتها و ثوراتها، وإذا كان لهم دور يلعبونه، فهو دور إجهاضي تخريبي تأمري، كما حدث مع الانتفاضة الشعبية العراقية عام 1991 وهو دور يمكن أن يلعبونه مع انتفاضات عربية أخرى، بوسائل أخرى، لكنه يؤدي إلى النتيجة نفسها .
الثالث: وهو سبب لا يتصل بالانتفاضة الشعبية العراقية مباشرة، بل ما روجته بعض الأنظمة العربية وجهات سياسية، ذات توجهات موالية لبعض الأنظمة العربية!! من أن الانتفاضات والثورات الشعبية العربية ورائها )أيدي أجنبية( وصدَقت هذا الزعم قطاعات جماهيرية مدفوعة بالخوف الغريزي من المجهول، وبالتاريخ الأسود للولايات المتحدة مع العرب، وبعضهم اتخذ من وأد الانتفاضة الشعبية العراقية بمعونة أمريكية، حجة لزعمه هذا .
لكن تثبيتنا للسببين الأولين، لا يعني بأي حال من الأحوال، الاتفاق مع تلك المواقف المتطرفة [السبب الثالث] التي تعزى الثورات و الانتفاضات الشعبية العربية إلى )أيادي أجنبية( بحجة تدخل الغرب أو تأيده لبعض الانتفاضات العربية .أو تلك المواقف الانتقائية، التي تؤيد الثورة في مكان وتقف ضدها في مكان آخر، بحجج مستهلكة تجاوزتها حقائق الحياة الفعلية والسلوكية للأنظمة العربية جميعها بدون استثناء.
فمثل هذه المواقف تُعد استهانة بعشرات الملاين العربية، التي انتفضت من أجل الخبز و العدل و الكرامة وحقوقها الضائعة . لأن تلك المواقف تعد هذه الملاين العربية، عبارة عن) مجموعة مغفلين) تلعب بهم، و تسيرهم" أيادي أجنبية"، وتُعد أيضا استهانة مخزية بأرواح عشرات الآلاف من الشهداء و المصابين، الذين سقطوا من أجل قضية آمنوا بها وضحوا من أجلها .
[يــــــــــــــــــــــــــتــــــــــــــــــــــــــــــــــــبــــــع]
[email protected]



#خلف_الناصر (هاشتاغ)       Khalaf_Anasser#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- !وعقد الشيوخ.. ثورة الشباب (1)ثورة أم انتفاضة أم ((هلوسة ...
- الشمس قد تشرق .. من تونس!! (1) آن لهذا المشرق العربي أن يستر ...
- الديمقراطية: ديمقراطيتان!!
- الذين يجهلون التاريخ.. يُسيئون فهم الواقع وفهم الحاضر!! .. ( ...
- الذين يجهلون التاريخ.. يُسيئون فهم الواقع وفهم الحاضر!! ...( ...
- الذين يجهلون التاريخ.. يُسيئون فهم الواقع وفهم الحاضر!! (6) ...
- الحج إلى واشنطن..والأضحية بشر!! (البريطانيون يعودون إ ...
- الذين يجهلون التاريخ.. يسيئون فهم الواقع وفهم الحاضر!! (5) ا ...
- الذين يجهلون التاريخ.. يسيئون فهم الواقع وفهم الحاضر!! (4) - ...
- الذين يجهلون التاريخ.. يسيئون فهم الواقع وفهم الحاضر!! (3) ا ...
- الذين يجهلون التاريخ.. يسيئون فهم الواقع وفهم الحاضر!! (2) م ...
- الذين يجهلون التاريخ.. يسيئون فهم الواقع وفهم الحاضر!! (1) م ...
- ((معركة هرمجدون)).. معركة وقعت في الماضي أم ستقع في المستقبل ...
- المرأة مقياس لتقدم وتخلف المجتمعات الإنسانية!!
- دونالد ترامب .. و - الحلم الأمريكي - (2-2)
- دونالد ترامب .. و - الحلم الأمريكي - (1-2)
- ثورات شعبية مؤجلة..وانقلابات عسكرية مستعجلة ؟؟
- مقاربة وطنية .. لإشكالات طائفية(عراقية) (6) والأخير
- مقاربة وطنية .. لإشكالات طائفية(عراقية) (5)
- مقاربة وطنية..لإشكالات طائفية (عراقية) (4)


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خلف الناصر - ! ثورة الشباب..وعقد الشيوخ! (2)الانتفاضة المغدورة!