أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لمى محمد - راشدون و عاهرون: في العداوة بين الطب النفسي و التعصب الديني- العلاج النفسي الأدبي 13















المزيد.....

راشدون و عاهرون: في العداوة بين الطب النفسي و التعصب الديني- العلاج النفسي الأدبي 13


لمى محمد
كاتبة، طبيبة نفسية أخصائية طب نفسي جسدي-طب نفسي تجميلي، ناشطة حقوق إنسان

(Lama Muhammad)


الحوار المتمدن-العدد: 5395 - 2017 / 1 / 7 - 02:12
المحور: الادب والفن
    




الحرب العالمية الثالثة في جزء منها:
بين تجار الدين و السلاح من جهة..
و أصحاب العقول و الضمائر من الجهة المقابلة..
هي حرب بين " الموت" و " الحياة"..
الحياة ( فعلها) مضارع بينما الموت ( ماضٍ) حتماً...
****************


محنة تاريخ العرب و المسلمين و جميع من قطن بلاد الشرق تحت اسم طائفة .. قومية أو دين:

لم يكن تاريخنا عادياً و لا هو استثنائي..
هو تاريخ سلطة و سياسة في قالب ديني.. و من يحاول نبش حوادث طائفة ما فيه غبي.. لأن كل الطوائف.. الأديان.. القوميات.. تلونت بجميع الألوان فكانت ظالمة و كانت مظلومة.. كانت منتصرة و مقتولة.. تقية و مأجورة…

الجميع دون استثناء حُرِقَ و أحرق.. استَثنى و استُثني.. حَزِنَ و أَحزَن…
تعميم الخير.. تعويم الشر.. رؤية نصف حقيقة.. قراءة نصف كلام كل ذلك لا يصنع إنساناً.. و لا يوقف حرباً…


لو كان الأمر بيدي لغيرت التاريخ لصالح البسطاء لا المنتصرين !
لو كان الأمر بيدي لحولت جميع الطوائف إلى الأديان و حولت جميع الأديان إلى الله فقط!

لكن المعضل ليس بسيطاً.. و النخر الأسود يسبح في التاريخ، يصل شبابنا منه ما تفتيه اللحى..
يصل البسطاءَ ما تزوّر إلى حد القرف..

و المتثاقفين.. آه من المتثاقفين: فنانون في تمسيح الجوخ لأصحاب مصلحتهم.. جيدون في غض النظر عن نصف الحقيقة الذي لا يواتي مرادهم.. و مبدعون في قصقصة كلمات المحق ليتحوّل مثلهم!
******************


محنة العقل:

قتلنا موروثنا.. الخوف من الاعتراض و الخوف من السباحة بعكس التيار…
يخاف الناس من المختلف، فيحاربونه.. علماً أن وجودية الإنسان و إبداعه تقتضي اختلافه!
لو كنا جميعنا متشابهين.. لأصبحنا كقطعان من الغزلان لا من صنف الإنسان…
الاختلاف شرط أساس للنجاح…
لهذا تتخلف بلدان لا مكان فيها للمختلف و لا للاختلاف.. بينما تتقدم بلدان تحترم حقك بأن تستخدم عقلك.. تعترض و تختلف…
في هذا السياق أذكر المعتزلة: و هي فرقة ظهرت في أواخر العصر الأموي وازدهرت في العصر العباسي.. اعتمدت النزعة العقلية بدلاً عن النقل و الموروث.
بالقرءاة عنهم في عديد من الكتب: قُيِلَ أنهم آمنوا بالله الواحد و قدموا العقل على الموروث، ورفضوا الأحاديث التي لا يقبلها العقل، وإذا تعارض الحديث مع العقل.. يجب اتباع العقل لأنه أصل الحديث.

في محنة خلق القرآن: قال المعتزلة اعتبر أن القرآن مخلوق وليس كلام الله المنزل كما يؤمن المسلمون، ظهر جلياً كيف يتحول المقدس إلى حصن عندما يحاول العقل العمل.. ظهر أيضاً أن العقل البشري عندما يعمل قد لا يوافق موروثه، لكن يوافق منطق الإنسانية و الحكمة دوماً…
تقول كتب التاريخ أن الخليفة “المأمون” اقتنع وطالب بنشر فكر خلق القرآن.. و تقول كتب التاريخ أيضآ أن سنوات حكم المأمون قدمت العلم و العقل على الموروث و اللحى.. و أرست الإسلام كدين رحمة.. سلام و عقل…

في الطب النفسي نناقش الدين كوسيلة للسلام النفسي.. لمساعدة الشخص و تحسين نوعية حياته.. عندما يتحول الدين إلى هاجس أو هوس يصبح عرضاً مرضياً.. نسميه “ hyper-religiosity “ “ فرط التدين” .. و هو عرض لكثير من الاضطرابات النفسية.. أشهرها الهوس “” mania و الذي من أعراضه الأخرى:
-فرط الرغبة الجنسية و فرط الاهتمام بالجنس .
-القيام بتصرفات عالية الخطورة..
-التوهمات: كتوهم الأفضلية.. و توهم معرفة الطريق إلى الله!
الهوس (المانيا) من أشيع الاضطرابات النفسية على الإطلاق.. يحدث غالباً في سياق ثنائي القطب.. و هو ببساطة اضطراب نفسي يتأرجح بين نوبات من الاكتئاب و نوبات من الهوس، هو في حاجة إلى علاج و ليس إلى إتباع، أو غض نظر…
ليس عاراً و لا عيباً أن تكون مريضاً.. العار و العيب ألا تعترف بمرضك و ألا تطلب العلاج…
********************


محنة الأقليات:
أمر المتوكل العباسي بهدم قبر “الحسين”.. لم تكن بداية اضطهاد الشيعة و أمكنة عبادتهم و لا نهايتها.. كان الكرسي هو الغاية و كان الحفاظ عليه أكبر من أي ذكرى لأي مقدس.. و أكثر صلابة -للأسف- من أي دين!

هكذا زادت الكراهية.. و انقسم الدين الإسلامي جذرياً إلى طوائف يزداد تعصبها كلما آذيتها!

إن القول برمادية الجميع أيا كان توجههم الديني و السياسي أبسط الإيمان في معادلة السلم.. تعميم الشر على أمة بكاملها.. دين بكله.. طائفة بعينها.. قومية بذاتها.. لن يجلب سوى المزيد من الدم…

ترتكز المعالجة النفسية على دفع الشخص إلى رؤية الإيجابيات قبل السلبيات في حياته و حياة من حوله..
و على تذكر الحسنة قبل السيئة لرفاقه.. و على تقديم المبررات لمن أحب و على السماح.. السماح الذي مرض في تاريخ مليء بالحقد و الحروب…
قاعدة الدفع بالحسنى و التي هي من أسس الدين الإسلامي -الذي يحكم العقل ليس الدين الشائع المتأسلم- هي أساس جميل لتقاسم الأرض.. الماء و الهواء…
لن تنجوَ تلك البلدان طالما يموت الناس تحت اسم طائفة أو قومية.. لن تنجوَ طالما تتكلم الغالبية بموروثها لا بعقلها…

العلاج النفسي الجمعي يقتضي بأن نتجرد من صفاتنا المكتسبة بالوراثة و العائلة .. و نحمل صفة إنسان!
****************



محنة الأفضلية:
في سنة 1009 اعتدى "الحاكم بأمر الله" الفاطمي على كنيسة القيامة في القدس و أمر بهدمها قائلاً: "فليصير طولها عرضاً و سقفها أرضاً"...
لم يكن هذا فقط ما فعله.. بل للأسف كان هذا في حملة اعتداءات على أمكنة العبادة المسيحية في فلسطين و مصر!
هذا سبب آخر غير الذي تدرسون عن الحروب الصليبية التي ملأت الحقد على مدى عقود قبل أن تبدأ باسم الكنيسة.. المال.. و الساسة..
لا نبرر الحروب الصليبية لا اسماً و لا مضموناً.. لكن الإنسانية تقتضي أن نعترف بأن لا حرباً تنشأ بسبب طرف واحد فقط.. و العقل يقتضي أن نحاول قدر الإمكان منع تكرار فظائع التاريخ!


في سنة 2017 لم يتوقف التعصب الإسلامي و بالتالي لم و لن يتوقف التعصب ضد الإسلام...

يظن كل حاكم بأنه الحاكم بأمر الله!
و يعتقد كل شيخ بأنه الناطق باسم الله!
كثرت الأصنام و تعددت.. و الغالبية العظمى تعبد صنماً ما من قماش.. إلى موروث.. إلى شخص...

أما العقل فقد صار طوله عرضاً و سقفه أرضاً!
و أما الله فقد خرج من حسابات البشر و أصبح منسياً...

كل حضارة .. ثقافة.. قومية.. و كل دين على هذه الأرض دوّر الألوان كلها في تاريخه:

ذات التاريخ الذي حوى العصر الذهبي.. حفلَ بعصور الانحدار السوداء..
ذات الحضارة البيضاء التي قدمتْ العلماء و أحيتْ العلم.. اصطبغت بالأحمر، فقتلتْ المخالف و منعتْ إعمال العقل…
نفس كتب الدين حوت أحاديثاً تحث على السلام و الخيرو العالم الوردي .. و أخرى تقدم استقالة الإنسانية قبل العقل الشفاف…

نفس الدين الذي دعا إلى إدارة الأيمن بعد الأيسر.. قتل البسطاء تحت راية الصليب…
ذات الدين الذي دق أجرسة الكنائس .. هدم دور العبادة المسيحية…
ذات الدين الذي عانى المحرقة و الاضطهاد قتل الأبرياء في فلسطين…

كل تاريخنا.. كلنا: راشدون و عاهرون.. أيآ كنا.. أنّا كنا .. مهما كنّا…

حتى ننتقل إلى “ أصبحنا” علينا بإعمال العقل و إتباع دين الحب.. وللحديث صلة…


يتبع…



#لمى_محمد (هاشتاغ)       Lama_Muhammad#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تنورة أشرف من لحية: في العداوة بين الطب النفسي و اللحى - الع ...
- الصورة تكذب-العلاج النفسي الأدبي 11-
- الطلاق في زمن الحرب- العلاج النفسي الأدبي 10-
- الرقص بين حضارتين-العلاج النفسي الأدبي 9-
- أصلب من الصليب! العلاج النفسي الأدبي -8-
- العصف الذهني - العلاج النفسي الأدبي 7-
- أنانيا.. نرجسية إسلامية- العلاج النفسي الأدبي 6-
- هيستيريا تركيّة - سلسلة العلاج النفسي الأدبي 5-
- تحرّش شرعي ! - العلاج النفسي الأدبي 4-
- إدمان أديان - العلاج النفسي الأدبي 3-
- فيروزيّات أو تطبيع -الإسلام- ! علي السوري -13-
- قلق سوري - العلاج النفسي الأدبي 2-
- الايفانجِليزم الإسلامي
- هوس باريسي - العلاج النفسي الأدبي-1-
- لمى محمد - طبيبة و كاتبة مستقلة - في حوار مفتوح القراء والقا ...
- الصليب الإسلامي...
- دُمى...
- صح صيامكم يا.. عرب...
- عهر دوليّ- إيدز الحرب الباردة-
- موت - الله- -عليّ السوريّ 12-


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لمى محمد - راشدون و عاهرون: في العداوة بين الطب النفسي و التعصب الديني- العلاج النفسي الأدبي 13