أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبد المجيد - أنا عربي حتى لو غادرت العربَ عروبتُهم!














المزيد.....

أنا عربي حتى لو غادرت العربَ عروبتُهم!


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 5393 - 2017 / 1 / 5 - 05:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في عصور الانحدار يثرثر الناس عن حيرة الهوية، ويتخبطون في تاريخهم، وينزلقون من جغرافيتهم، ويُخرجون ألسنتهم فلا تدري أهي نكاية أم بحث عن حلق آخر!
الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي والخبراء المدسوسون على العلم، والمزيفون، جهلا أو معرفة، بأسلافهم، يتصارعون في البحث عن الهوية.
أما أنا فلست في حيرة، فأنا عربي اللسان والهوى، القلب والفؤاد، البحر والنهر، التقدم والتأخر، الصعود والسقوط، النصر والهزيمة!
أنا مسلم، لكن العربي المسيحي أقرب إليَّ من المسلم البنغالي.
أنا مصري وفلسطيني وكويتي وسعودي وتونسي وأردني ولبناني وسوري وعراقي وجزائري و ....
إلى آخر قائمة وطني العربي الغالي والمتخلف.

لا أقرأ الهيروغليفية، ولا أعرف شيئا عن الكنعانية، ولا أنتمي للسومارية، ولا أدندن بالعبرية، وقبطيتي جزء عزيز من مصريتي رغم أنني لست مسيحيا، ولا أرى شبرًا يفرق بيني وبين شركاء الوطن الأقباط.
لغتي هي الضاد، وعشقي عربي رافعي شوقي، ولا أقف أمام معبد حتشبسوت إلا دقائق، فإذا وقفت أمام قصيدة لعلي محمود طه أو محمود حسن إساعيل يخشع قلبي كأنني في صلاة.

لست في حيرة كغيري ممن يحاولون بين ألفينة والأخرى الانتساب لفترة زمنية لعلهم يلــّـمعون هويتهم، فأنا أذوب عشقا في عالمي ووطني العربي المنهزم من حنيشه إلى أغاديره، ومن إسكندرونته إلى أسمره!
لا أبحث في هوامش التاريخ عن نفسي، فأنا هنا مع أم كلثوم وعبد الباسط عبد الصمد والبابا كيرلس وزكي نجيب محمود وعاطف الطيب وتاريخي يمر عبر عصور وعهود الازدهار والانحطاط.
أنا عربي لا أشعر بأي ذرة استعلاء عن شركاء عالمي من الاخوة الأكراد والأمازيج والطوارق وغيرهم، لكنني غير قادر على تغيير مشاعري وأحاسيسي ولساني وإيماني وقناعاتي.

هويتي حسمتها طوال عُمري حتى بعد سقوط الوحدة المصرية/السورية، ظللت سنوات أقول بأنني من الجمهورية العربية المتحدة.
آبائي وأجدادي وأسلافي كانوا يرطنون بهذه اللغة الجميلة، وأورثوني عشقها، وكل ما ليس من عروبتي لا أطرده، ولا أتبرأ منه، لكنني أضيفه للأصل، والأصل أنني عربي.

يقولون لي :أنت مصري، قبطي، فرعوني، مملوكي، فاطمي، أخشيدي، طولوني، أيوبي ... إلى آخر القائمة اللانهائية في تاريخ خمسة آلاف سنة، لكن الحقيقة التي ينتعش، ويتطهر، ويسعد، ويبتهج، ويغتبط بها وجداني أنني عربي في كل خلية من خلايا جسدي وعقلي حتى لو تراجع العرب إلى ذيل قائمة الأسفلين!
خذوا تقدمكم، وحضارتكم، وتاريخكم، وهوياتكم، واتركوا لي عروبة متحجرة وغائبة عن الوعي .. حتى حين!



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصرُ .. حربُ المحاكم!
- الزمن الأطرش هو الأسمع!
- الإعلام المصري يحارب الشعب والجيش .. مع صمت الرئيس!
- الرئيس السيسي .. هل تسمح لي أن أبحث عن بديلٍ لكَ؟
- إنه محلل سياسي؛ يا له من أمرٍ مخجٍل!
- حوارٌ بين قفا و .. كفٍّ!
- عشرة أسباب لاستخدامي كلمة أقباط بدلا من مسيحيين!
- مستر تشانس في كل العصور!
- كلمات موجوعة .. نصرخ حين يصمت آخرون!
- حوار بين مغترب و .. مقيم!
- حوار بين الرئيس السيسي و .. بيني!
- حوار بين خروف و .. فاطمة ناعوت!
- لماذا نحب السباب من وراء حجاب؟
- المسيحية والإسلام في فضائيات القردة!
- التوك شو وصناعة الجهل!
- المواد الأولية لصناعة الطاغية
- من عاش زمن أم كلثوم فقد عاش الدهر كله!
- رسالة مفتوحة لرئيس لا يسمع!
- الإعدام أو الرجم أو الجلد لفاطمة ناعوت!
- هل مصرُ ماتزال عربية؟


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبد المجيد - أنا عربي حتى لو غادرت العربَ عروبتُهم!