أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - الدخول إلى قلب المدينة ح5














المزيد.....

الدخول إلى قلب المدينة ح5


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5392 - 2017 / 1 / 4 - 04:01
المحور: الادب والفن
    


لم أرى أفراحا كأفراح الفقراء إنها صادقة وعفوية وقد تمنحهم بعض الاستراحة كم الإحساس بالشقاء والعوز وأحيانا تعتبر مسكنا للألم، الجميع أنتظروا الثانية الحاسمة وأطفئت الأنوار وقبلت البنات والسيدات بعضهن البعض متبادل الشباب والرجال التهاني، قد لا نعلم ما تخبئ لنا الأيام ولكن مجرد أننا نتخلى عن القلق ونعيش اللحظة بمراسيمها وألها يكفي أن نقهر الروح السلبية التي عشعشت بيننا وغصبا عنا، صدحت الأغاني وصوت الموسيقى هو الطاغ على الجو، رائحة المعسل تفوح بين الجنبات وهناك من عزف الناي في مشهد لا يتكرر في كل يوم ولا في كل مكان إلا هنا في هذا المكان وفي هذا الزمان، الفرع الفاصل بين مقهى المعلم الفيشاوي والحاج عنتر حيث أجلس هناك الكثير من المحلات الصغيرة التي ما زالت مشعة أبوابها لتبيع الجمال ولذكريات والتراثيات وكل ما له علاقة بمصر أم الدنيا، حتى بدلات الرقص الشرقي بألوانها البراقة وأشكالها تعرض هنا في هذا السوق الصغير، إنه مأوى الجمال والفرح واللون.
أستمر الحوار والنقاش بيننا أنا ومضيفنا وصديقنا الأستاذ أيمن في محاولة لأستكشاف ما يربط وما يفرق بين أفكارنا، وكعادة المحاور المصري فهو الممسك بزمام الحديث، وفي كل مرة يقطع حديثنا سائل أو سائلة ولكن أقفل الأشياء عندما يرفض السائل المغادرة دون أن تمنحه شيئا ما، المشكلة عندما تمنح أحدهم فلا تلومن إلا نفسك فيتقاطر الشحاذون وكأنهم على موعد مع القدر، تدخل صديقنا أيمن المصري وطلب النجدة من صاحب المقهى الذي أجلس أحد معارفه قربنا إكراما للضيوف، اللعنة على سلاطين الجور الذين يشيدون القصور ويعيشون الترف ويبذخون وينسون أن الحياة لا يمكنها أن تسير متوازنة والحال مائل في كفة من ثقلها لا تتزحزح والأخرى من خفتها تلعب بها الريح، إنه الظلم الذي يدعون محاربته وينسون العلاج الأهم (إن الله يأمر بالعدل والإحسان) هذه الآية التي لا تستقر في عقل وذاكرة السلطان كما لا تختلف إلى ضمير صاحب المال وميزان القضاء.
قرب الفجر علينا وما زال الجميع محتفلا وقد هدنا التعب فأذن لنا صديقنا وبعد أو أركبنا سيارة الأجرة التي أوقفها العسكري وهو من حرس المكان والزمه ان يحاسبنا حسب التسعيرة، ودعنا المكان وقلبي ما زال يتصفح أثار الذين مروا من هنا سلاطين وقادة وسادة شعراء فرسان فتوات وشحاذين حرافيش وعيارة، كم أنت جميل أيها التأريخ ذاكرة حينما لا تنسى كل صغيرة وكبيرة لكن من يكتب ليقدم للناس طبقا من معرفة لا يختار إلا مما يروق للقوي والغني وصاحب السلطان، أما نحن الفقراء الشعراء الذي نكتب لنبض الإنسان، نصوغ أحلى قصائد الحب لبهية وفطوطة وسعاد وكل بنات العرب اللائي سحقتهن المظلمة.
عدت وجلست بعد أن سكنت أعضائي من الحركة تعبا وإرهاقا لم يقبل عقلي أن ينام زلن يرضى أن أترك تدوين كل ما لمسته من فيض حب مصر التاي بادلتني عشقا بعشق وكأنها الصبية المدللة التي لم تعرف الحب من قبل وقد رق قلبها الصغير لي وأنا الغريب القادم من أرض سومر وبغداد والكوفة، أدركت أني عاشقها فعلا ولا بد لي من أكتب لها أو رسالة حب فجلست أدون أرق حروفي في وصف جميلتي الصبية التي عمرها أكبر من عمر الإنسان ذاته، إنها رحلتي إلى قلب ألهة الحب والجمال سيدة المدائن العربية .... هنا القاهرة.... صوت العرب من القاهرة.
أسلمت عيني للنوم وقد أصبح الصباح وبرق الضياء من نافذتي لأرى مرة أخرى الهرم يلقي تحية الصباح على ضيوفه ومجاوريه، أنحنيت بالسلام على تلك الأرواح التي قدمت أرواحها لتبني لمصر رمزها الأبدي وتمنيت له نهارا سعيدا وهو يحتضن زائريه من كل حدب وصوب، وذكرته بأن رسالة شعب مصر للعالم أننا بهذا الجبل الأشم الذي لم يخلق له مثيلا في البلاد إنما أراد أن يقول أن الحياة مجرد مجموعة بصمات ترسم وجها للوجود فيه كلمة سر أن الإنسان هو خالق أيضا قد لا يعرف البعض منا قيمة ما يخلق إلا بعد حين من الزمان ......... أت



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدخول إلى قلب المدينة ح4
- الدخول إلى قلب المدينة ح3
- الدخول إلى قلب المدينة ح2
- الدخول إلى قلب المدينة ح1
- أزمة الهوية الدينية ... الألحاد والتكفير
- رسالة من الفرات إلى النيل النبيل
- الخوف والتردد في نقد التابو (المحرم المقدس) ودوره في تحرير ا ...
- حوار صامت 33 الأخير
- حوار صامت 32
- بين الحرية السياسية وحقوق الإنسان نقتل مرتين
- صوت الصمت العالي
- حوار صامت 31
- حوار صامت 30
- حوار صامت 29
- حوار 28
- حوار صامت 27
- زهرة مدائن النور
- حوار صامت 25
- حوار صامت 26
- حوار صامت 24


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - الدخول إلى قلب المدينة ح5