أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خليل الشيخة - ديموشراسية















المزيد.....

ديموشراسية


خليل الشيخة
كاتب وقاص وناقد

(Kalil Chikha)


الحوار المتمدن-العدد: 5388 - 2016 / 12 / 31 - 11:16
المحور: الادب والفن
    


كتبت هذه القصة في بداية انتخاب اوباما ولم استطع نشرها وتذكرتها اليوم ولم يعد على مغادرة اوباما ايام او ساعات ولذلك اخص بنشرها لأول مرة الحوار النتمدن.

قصة قصيرة - خليل الشيخة

مختارنا ..
ليس هناك في الدنيا مثل مختارنا أو عمدتنا. حماه الله لنا ليكون حجة علينا ونكون نحن حجة على العالم اجمع.
عندما وعيت على الدنيا قالوا لي هذا مختارك فقلت أنعم وأكرم. وعرفت أن المخترة مرتبطة به كما هو اسمي مرتبط بي . وهو أيضاً عرف بأن المخترة خلقت له دون نقاش أو جدال، ولذلك مارس صلاحياته كما فعل أجداده من قبله.
وبناء على ذلك أصبح الناس يراقبون الانتخابات الأمريكية ويهتمون بما يحدث هناك وتركوا (الهُنا) كما هي، وأخذوا يأملون من الرئيس الأمريكي الجديد أن يحل مشاكلهم بعصا سحرية ناسين المختار ودوره في الحل، تاركين هذه ( الهُنا) تغط في نومها العميق.
* * *
بمناسبة نجاح الرئيس الأمريكي الجديد ، قرر المختار أن يلقي خطاباً كما تفعل الدول الأخرى، فدعا كل من كان في القرية للاستماع.
وفي اليوم الموعود تجمع الناس حول بيت المختار وطال انتظارهم . ومن أجل تقطيع الوقت والتسلية بدؤوا يتحدثون عن الرئيس الأمريكي الجديد وعن مستقبل القرية. هل سترخص المواد الغذائية على وجه، خاصة الرز والخبز؟ هل ستستمر الحرب؟ .. هل سترخص السيارات؟.. وهل ستبقى إسرائيل تصول وتجول؟
لكن توقفت كل التساؤلات والثرثرات عندما برز المختار من الباب واثق النفس عابس الوجه كما اعتاد من قبل أن يظهر علينا ، ثم سحب ورقة من جيبه ووضعها أمامه واقترب من الميكرفون ونقر عليه بضع مرات قبل أن يبدأ الكلام. ودون النظر إلى الورقة بدأ يرتجل الخطاب وكأنه أستاذ في صف مدرسة:
- أيها المواطنون الأكابر .. يا جماهير شعبنا الصابر.. إن الإمبروالية العالمية .
وسمع من يقول من بين الشعب "اسمها امبريالية" . فلم يعلق على القائل، وتابع لكن بلهجة أخف :
- قالوا لنا إن الإمبروالية كلمة قديمة تجرح بعض الدول. قلنا لا بأس نغير لهجتنا ونساير الزمن. فقلنا الغرب الاستعماري فقالوا لنا إن هناك دولاً غربية صديقة فلا يجوز التجريح فقلنا نغير لهجتنا ونساير الزمن . ثم قلنا أمريكا كذا وكذا فقالوا هذا كلام ثقيل . فغيرنا لهجتنا وسايرنا الزمن وقلنا لا بأس لكل زمن مفرداته فأصبحنا نقول البيت الأبيض فأتوا إلينا وقالوا البيت الأبيض فيه الصالح وفيه الطالح فغيرنا وأصبحنا نقول الإدارة الأمريكية الحالية .. الإدارة الماضية .. الإدارة المستقبلية، وهذا كله كي لا ينجرح أحد من كلامنا . أصبحنا أكثر تحديداً . . والله ما بقي عليهم إلا أن يسألونا كي نغير اسم امرأتي من (أم جاسم ) إلى جوزفين أو نانسي .. وكأنه هذا الذي كان ينقصنا . لكن المهم ..
- أتونا بمفاهيم تريد تخريب عقول شبابنا .. قالوا مجتمعاتنا يلزمها حرية .. أية حرية يريدون .. وأي كلام فارغ يتكلمون ..اسمعوا يا شباب .. من منكم يريد لجدته إذا مات زوجها أن يكون لديها (بوي فرند) .. يريدون للفساد أن يتمدد مثل الأخطبوط في مجتمعاتنا من خلال مفاهيم الحرية هذه .. وخذ على (بوي فرند) رائح و(جير فرند) آتية . هل تتصورون أن رجلاً غريباً يدخل بيتكم يسأل عن جدتكم ويقول أين ( ماي جير فرند) والله ما كان ينقصنا إلا هذا الفساد.. - وقلب الورقة ثم قال- خلصنا من النقطة الأولى. أما النقطة الثانية فهم يقولون أن ليس عندنا حقوق لابن آدم. وهنا رد صوت من المتجمهرين يصحح : " اسمها حقوق إنسان". لم ينتبه المختار إلى القائل . فتابع :
- اليوم يقولون لنا حقوق ابن آدم وغداً سيقولون لنا حقوق بهائم .. هذا يعني أنه إذا أراد (أبو شكري) حلب بقرته سيعلمونه كيف يعاملها بلطف واحترام ، ومن الواجب على كل مواطن بعد ذلك أن يربي في بيته كلباً أو قطة لنصبح متحضرين في نظرهم . والله هذا الذي كان ينقصنا - قال حقوق أوادم – بلا حقوق بلا بطيخ.
أيها المواطنون – وهنا توقف عن الكلام ينظر بورقته ثم قال غاضباً - الله يلعنك يا شكري على هذا الخط مثل خرابيش الدجاج .. ما هذه الكلمة .. م .ج.ت. . فقال صوت من أمامه "مجتمع مدني" . . فقال المختار بعصبية : يلعنك على هذا الخط . وتابع :
- نعم يقولون مجتمع مدني .. وهل يرون أننا مجتمع فلاحي أو مجتمع بدوي .. ألسنا نحن مجتمع مدني .. انظروا إلى أنفسكم ألستم ترتدون القميص الغربي والبنطال وأنا كذلك. أليس هذا قمة المجتمع المدني . لكن ماذا نقول لهم . والله ما كان ينقصنا إلا هذه الفذلكات .. مجتمع مدني قال. نحن المدنية خرجت من عندنا. عواصمنا عرفت الأبجدية عندما كان أجدادهم يهيمون على وجوههم في الغابات. . - صمت ثم قال - وهذه انتهينا منها أيضاً.
- بقي لنا شيء واحد ألا وهو الديموشراسية .. - عندها، همس الرجل الذي كان يقف في المقدمة "سيدنا إنها ديمقراطية". لكن المختار لوح بيده رافضاً وتابع :
الديموشراسية مفهوم غربي مسكه بعض الذين يقرؤون ويكتبون عندنا وبدؤوا يصرعوننا به على الطالع وعلى النازل . نحن مجتمعات لنا خصوصياتنا. بلا ديموشراسية .. بلا بطيخ .. نحن من علمناهم هذا الديموشراسية .. أجدادنا أول من وضع مفهوم الشورى عندما كانوا يقدسون إمبراطورهم وقيصرهم . نحن يا جماعة لدينا مفهوم الراعي والرعية . . هل ترون كيف يخاف الراعي على قطيعه من الذئب .. يحميه .. يداويه إذا مرض .. يطعمه إذا جاع ..هذه هي الإنسانية.
وخرج صوت من الخلف بشكل هامس " لكن حماية الراعي للقطيع هي من أجل تسمينه وذبحه فيما بعد " . فقال له شخص بجانبه " اخرس". تابع المختار :
- الديموشراسية يا إخوان هي أن يحب الزعيم شعبه ويحبه شعبه .. ثم أنتم تأتون كل كم سنة إلى هذه الدار – وأشار إلى بيته – تبايعونني ، وهذه قمة الديموشراسية. هل تتصورون أن (بظّو) بائع البطاطا –وأشار بإصبعه إليه – يرشح نفسه ويكون عليكم مختاراً؟! قال ديموشراسية.. والله ما كان إلا هذا الذي ينقصنا .. أيها المواطنون:
كما نعلم أن الإدارة القديمة ستذهب وسيحل محلها إدارة جديدة من الحزب الديمقراطي بزعامة رجل من الأقليات، عانت جماعته كل ألوان العذاب والتمييز، وهو الآن يمثل رأس الدولة الأمريكية .
وهنا سُمع من الجمهور رجل يقول : "والله كلهم مثل بعضهم البعض" . فرد آخر عليه من بعيد "اخرس .. واترك المختار يكمل كلامه"
- ويرددون بأنهم يريدون منا نيّة حسنة .. نعم لدينا نيّة حسنة .. فقد اتخذت قراراً بإطلاق جميع السجناء. وبذلك أنهى المختار الخطاب التاريخي داعياً وجهاء القرية إلى غداء فاخر في بيته، لكن نحن توزعنا إلى بيوتنا على أمل أن يخطب فينا المختار عندما تنتهي مدة ولاية الرئيس الأمريكي الجديد.



#خليل_الشيخة (هاشتاغ)       Kalil_Chikha#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شتاء في الدم
- أستاذ الحساب
- ليوناردو بيلتير وحكايات مفقودة
- موغابي وسرقة الدجاج
- جاستا والرز
- الموسيقى حرام
- أولاد القردة الخنازير
- استيعاب التاريخ البشري (2)
- دراخيش
- كتاب : استعاب التاريخ البشري
- بائع الشنان والغولة
- شنت منت فين
- عربو الغرقان
- خوازيق
- حدث ذات مرة - قصة قصيرة
- كتاب سيكولوجيا العنف عند البشر
- سيكولوجيا العنف -4
- اسوداد الوجه-قصة قصيرة
- سيكولوجيا العنف(3)
- سيكولوجيا العنف(2)


المزيد.....




- من هو الشاعر والأمير السعودي بدر بن عبد المحسن؟
- الحلقة 23 من مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة الثالثة والعشرو ...
- أسرار الحرف العربي.. عبيدة البنكي خطاط مصحف قطر
- هل ترغب بتبادل أطراف الحديث مع فنان مبدع.. وراحِل.. كيف ذلك؟ ...
- “أخيرًا نزله لأطفالك” .. تردد قناة تنة ورنة الجديد 2024 لمشا ...
- باسم خندقجي أسير فلسطيني كسر القضبان بالأدب وفاز بجائزة البو ...
- “القط بيجري ورا الفأر”.. استقبل Now تردد قناة توم وجيري الجد ...
- الان Hd متابعة مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 23 مترجمة عبر ...
- تابع حلقات Sponge BoB تردد قناة سبونج الجديد 2024 لمتابعة أق ...
- من هو الشاعر والأمير السعودي بدر بن عبد المحسن؟


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خليل الشيخة - ديموشراسية