أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس الجمعة - القائد الشهيد سمير القنطار رسم بدمائه خارطة المقاومة














المزيد.....

القائد الشهيد سمير القنطار رسم بدمائه خارطة المقاومة


عباس الجمعة

الحوار المتمدن-العدد: 5378 - 2016 / 12 / 21 - 21:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


القائد الشهيد سمير القنطار رسم بدمائه خارطة المقاومة
بقلم / عباس الجمعة
يبدو لي أن شهر كانون الاول ليس مثل كل أشهر السنة فهو أكثر منها قسوة رغم أن باقي أشهر السنة لم ترحمنا، ففي كانون الاول من عام 2015 كان اغتيال فارس المقاومة العربية القائد الشهيد سمير القنطار ، الذي غادرنا دون أن يقول لأحد منا وداعاً، ونحن بالتالي لن نقول له وداعاً، فشهداء القضايا الكبرى لا يسمحون لنا بوداعهم، لأنهم يسكنون فينا، ويشربون معنا قهوة الصباح، ويأكلون من خبزنا، ونتعلم من تجربتهم، وننهل من أفكارهم، ونتسلح بمزاياهم في سفرنا الطويل.
ومن هذا الموقع نقول ان سنديانة فلسطين ولبنان والجولان ، مثل باستشهاده عنوان القضية القومية جيفارا، بعد ان عبر حقول الألغام المنثورة بكثافة على الدرب، فبني الجسور المتينة بين المقاومة ، وبقي صامدا وشامخا حتى تحكي حكايته للأجيال ليتابعوا البناء لمسيرة النضال التي بدأها منذ ان انتمى شبلا للثورة الفلسطينية وتحديدا لجبهة التحرير الفلسطينية التي احبها واحب قادتها العظام الامناء العامون طلعت يعقوب وابو العباس وابو احمد حلب واحب القائد العسكري فيها سعيد اليوسف وامضى بعد عملية نهاريا البطولية ثلاثون عاما في مواجهة السجان الصهيوني ، ليطلق سراحه بعملية الوعد الصادق الذي وعد فيها سيد المقاومة السيد حسن نصرالله الامين العام لحزب الله لتكون فرحة القائد سمير القنطار الكبيرة ، ولم يمضي شهر حتى كان في موقع المقاومة يحمل امانة الشهداء وليتابع مسيرة شهداء المقاومة في لبنان وفي مقدمتهم القائد الشهيد عماد مغنية .
سمير القنطار صاحب الإرادة والقامة الشامخة ، والعطاء المتدفق كزيتون فلسطين، فكان صاحب ارادة متفائلة دائماً رغم قسوة الواقع ، فاراد ان يكون على تخوم ارض فلسطين من خلال جبهة الجولان العربي السوري ، فشكلت جرأته منارة راسخة في الممارسة النضالية، فوقف ضد الاحتلال والعدوان ومع شعب فلسطين ، ووقف ضد الاستبداد الإقليمي والدولي، واثبت أن الفعل ليس انفعالاً بل كان فاتحة لمقاومة مستمرة، حيث مثل الإرادة الفاعلة بين اقوى المقاومة العربية، بأفكاره ومواقفه ، ولهذا نقول للشهيد القائد سمير القنطار لم تفقدك يوماً السجالات الفكرية والسياسية والعسكرية، حيث تركت إرثاً نضالياً ، لاخوانك ورفاقك على متابعة المسيرة بقوة وثبات.
لقد قلت ايها الشهيد القائد خرجت من "فلسطين كي أعود إلى فلسطين" عبارة تلخص بكل صدق الوجهة الكفاحية في مواجهة العدو الصهيوني ، بعد ان أفنيت زهرة شبابك… وازداد إيمانك بالقضية… والاستمرار في النضال… لتتولى المقاومة في الجولان السوري المحتل قبل أن تطالك يد الغدر الصهيوني.
سمير القنطار تلك الكلمة العظيمة التي لم يحملها الشهيد البطل كاسم فقط بل جسدها بروعة في واقع النضال لدرجة انك لو بحثت له عن اسم فلن تجد غير كلمة سمير لتطلقها عليه، ففي الحياة الاجتماعية كان صدره وسلوكه مفعم بالدفء والحنان وروح التعاون ، وفي الجانب النضالي جسد أسطورة رائعة من الانتماء والتواصل النضالي منذ نعومة أظفاره ، فمنذ الرابعة عشرة من عمره وحتى يوم استشهاده وشعار التواصل النضالي لا يفارقه قولاً وعملاً، ففي الأسر كما بعد التحرر كان دائما ممتشقا سلاح النضال حتى يطبق شعاره الشهير، لن أكون عبداً للمرحلة لأنني لن أعيش سوى مرة واحدة وسوف أعيشها بشرف.
وامام كل ذلك انحني أمام هامة سمير القنطار القائد المقدام والشجاع الذي كان مقتنعاً تماماً بالشعار الخالد الذي رفعه الرئيس الراحل الكبير عبد الناصر "ما اخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة"، وحتى أكمل دائرة الحقيقة أقول، ما كان لسمير أن يمتلك هذه العظمة ويستحق هذا التقدير لو لم ينشأ في كنف أسرة ومجتمع ساعد في تكوين شخصيته، واكتسب منها عناصرها ومقوماتها، وفي المجتمع العائلي الذي تخطى الأسرة سمات تتقاطع مع سمات أسرته، وزوجته اعلامية صلبة الذكية الإنسانة التي شاطرته الحياة وودعته وهي تعتصر الألم، على الرغم من أن زواجهما لم يتعد الثلاث سنوات أو يزيد عنها بقليل.
ونحن نقف اليوم امام الذكرى السنوية الاولى، نجد ان المخططات التي بدأت منذ الوعد بلفور باتت تهدد التاريخ والجغرافيا ووحدة الأمة والنيل من استقلال وسيادة الدول العربية عدا عن سرقة ونهب ثرواتها، وما حالة التطبيع والهوان للنظام الرسمي العربي ومواقف الجامعة العربية إلا خير دليل هو انتصار حلب التي يعتبر واحدا من أهم الانتصارات التي عرفتها بلدان عديدة بعد الحرب العالمية الثانية، بالأسلحة التي استعملت في المعركة، وبالبطولات التي أظهرها الجيش العربي السوري وحلفاؤه، يمكن الإشارة إلى أهمها، ونعتقد أنها ستكون موضوع دراسة على كل المستويات وفي أكثر بلدان العالم، وهذا يستدعي من كافة القوى العربيةرفع مستوى فاعليتها وتنسيقها لإعادة الاعتبار والبعد القومي للقضية الفلسطينية كقضية مركزية للأمة، ولرفض كافة أشكال التطبيع مع كيان الاحتلال، وتشديد الحصار له وملاحقة جرائمه في المحافل الدولية.
وفي ظل هذه الظروف نؤكد أن مقاومة النهج الإمبريالي المتسلط ليس أمراً مستحيلاً، إذا تحققت الإرادة السياسية وتوفرت لها التحالفات الملائمة التي تخدم مصلحة الشعوب في التحرير والتقدم، وهذا يتطلب مزيد من الدعم والوقوف إلى جانب نضال الشعب الفلسطيني ومقاومته المشروعة والمقاومة العربية .
ختاما : لا بد من القول ، طوبى للمناضلين وللقادة الذين تقدموا الصفوف في التضحية، فاعطوا نموذجا يحتذى، لشعبنا وامتنا ومقاومتنا ، ونحن نعاهد القائد الشهيد سمير القنطار بأننا سنبقى اوفياء لارثه النضالي المتقدم في مسيرة الكفاح والنضال والمقاومة، وان سمير باستشهاده وهو يقبض على جمر النضال والتضحية، كان شعاره تحرير الارض والانسان .
كاتب سياسي



#عباس_الجمعة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يرتقي المسؤول إلى مستوى تضحيات شعبه
- الانتفاضات الفلسطينية في مسار النضال الوطني الفلسطيني
- الانتخابات الامريكية وفوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب
- الطائفية والمذهبية والمجتمعات
- الرأي والرأي الاخر
- عملية اشدود -اكيلي لاورو- وحرب تشرين
- انتفاضة القدس شكلت ينبوع الكبرياء
- الشهيد -ناهض حتر- الذي أرعب الظلاميين بفكره ومواقفه
- صبرا وشاتيلا هي اكبر من الصمت
- اوسلو انتهى ..ما المطلوب
- عيد الاضحى ومأساة الشعوب
- الوضع العربي وقضية فلسطين
- بلال الكايد عنوان الحركة الاسيرة المناضلة
- ما بين تموز واب حكاية انتصار والمقاومة مستمرة
- عذبة حسن خضر باقية في ذاكرة المناضلين
- فلسطين الاستثناء
- التطبيع السياسي جائزة مجانية لدولة الإحتلال
- سعيد اليوسف امتطى حصان المقاومة
- عملية تل ابيب تعيد الزمن الفلسطيني الجميل
- صمود المقاومة وانتصارها سحق غزو العدو للبنان


المزيد.....




- سامح شكري يبحث مع نظيره الإيراني حل المسائل العالقة بشأن تطب ...
- بعد تلويح قطر بإغلاق مكتبها.. تشكيك بدور -حماس الدوحة- وحديث ...
- هل -فشلت- شركة تسلا على نحو غير متوقع؟
- في إطار مراجعة دورها - هل تغلق قطر مكتب حماس في الدوحة؟
- واشنطن تبحث عن نفوذها الضائع في ليبيا
- غانتس يعلن أن إسرائيل لم تتلق ردا عن موافقة حماس على الصفقة ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من استهداف مبنيين في مستوطنة شتولا شما ...
- مصر.. بيان من وزارة الصحة حول الإصابة بالجلطات بسبب -أسترازي ...
- فوز عمدة لندن صادق خان بولاية ثالثة
- الأرثوذكس الشرقيون يحتفلون بمراسم -النار المقدسة- في القدس ( ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس الجمعة - القائد الشهيد سمير القنطار رسم بدمائه خارطة المقاومة