أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مزوار محمد سعيد - أعبّر عن المستحيل بشكل إضطراريّ














المزيد.....

أعبّر عن المستحيل بشكل إضطراريّ


مزوار محمد سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 5373 - 2016 / 12 / 16 - 16:27
المحور: كتابات ساخرة
    


أنحت الأيّام بقلم سريع الكسر، بمداد سريع المسح والزوال، أتحدى جبلا بمعول لا يجد سببا ليبقى صامدا عاملا وحاملا لرسالة النجاح وقيمة التعب، فالعرق لم يعد المعيار، ولا الجهد بقي مقدّسا كما كان، صار الإنسان عنوانا تتداوله وسائل الإعلام كقيمة موت، وأصبح المتلقون يتقبلين أخبار اندثار الآلاف بل والملايين من البشر على أيدي البشر وكأنهم يشاهدون إحدى المسلسلات الدرامية اليومية، لهذا لقد جلستُ بجانب طريق الأيّام محدقا، لعلي أجد لحظة آخذ فيها نفَسًا.

لا أدري، لعلّي وَهَنْتْ.. . ..
لعلي ركبت أمواج الإحتراق
لا أدري
أحترق وأعاود الثبات على إحراق وجودي العدمي كل مرة
أحاول البقاء
أحاول أن أقاوم على خطى أبطال تموز
أحاول الارتقاء
كارتقاء ياسر الشهيد
أرغب في إقامة صرح
لا يكون أعرق الصروح ولا أفخمها
فقط بعيدا عن نداءات العذاب وألم الأحياء
أحاول البقاء "أنـــا" بين كل قناعات الإغراء ومتاهات الإغواء

لم تعد الكلمات تكفي حين نتكلم عن الحياة، لم تعد التراجيديا معبرة كما كانت على الدوام، غرق البشر في توحشهم وثملوا بالدماء حتى صار البيت العتيد يتطابق مع حالهم الذي قيل فيه: سكرة الخمر يفيق منها صاحبها وسكرة الحب تبقي المرء طول الدهر سكرانا.
في ليلة العزاء نقتفي قناديل العظمة ونسامر أبعد المخلوقات عن خالقها، ننشد ترانيم العذارى لعلها تنقذ الباقي من حياة الحياة، نتجوّل بين حدائق الغزو السام، نحاول على الدوام إعادة الكلمة إلى نصيبها، ونصيب أهداف العراقة بأسهم المعاني، كل هذا منا محاولة لإحداث فرق ما، يكون بمثابة مرتعا لتنفس ما، بشكل فوري غارق في الهجاء.
ما أشجع الرجل الذي يصمد أمام ريح الهدم، وما أصلب صاحب الرفش الذي يزرع الخيرات بين أعاصير التدمير، هناك في نواة الإعصار أمل لحرية بعينها تقاوم الاندثار بشكل قويّ، فتسارع أحلى نباتات الأرض للإمساك بقاموس الرغبات من أجل فهم رغبة الفناء.

آه! ما تبقى لي هو لكم أنتم أحبائي.. . ..
لم أرسم لوحة كاملة منذ زمن بعيد، رغم أن رغبة الرسم تراودني بين أحلامي السريعة، بين الاماني الثقيلة العفيفة، بين كل ثانية تولد فيها قضية ما في مكان ما بين نفسيات العالمين؛
لم أغرف منذ وقت بعيد من دمي، حتى صار أسودا بين أنابيب خضراء
هل هو خوف، قلق، أم هو إحساس غريب ينتاب المرء حين يلتقي الجسم بحرارة رمال الصحراء؟

يبدوا لي أنني باق على البقاء.. . ..
سرد حكاية المغامرة الأبدية لا يمكن أن يكون جزء من تفاحة هيغل، ولا آخر كلمات الشذرة الثامنة من أعمال نتشه، ولا أوّل نقطة جغرافية خرجت من فم كانط، ولا ذاك الأمر الذي ربط الأرض بالسماء. بل هي فكرة، ولدت كتوأم لديونيزوس وهو يدخّن نار عنبه، فصارت طائرا على هيئة ما أجاد نحته داروين، ثم تطوّر إلى هيئة شجرة أخفت غابة سبينوزا لتحرق كوجيتو ابن رشد ليحل مكانه كوجيتو الفرنسيين على لسان ديكارت. هي شجيرات أخلاق إلى نيكوماخوس، وكل ما قطفه منها شيشرون ليحمل تلك السلة إلى يوليوس الأب الروحي لعائلة بوش أستاذ ترامب، هي سلاسل تختلط حلقاتها ما بين السياسة والدين والمصالح وأنانية الإنسان. لقد إرتقى الإنسان بتقنياته وهدم وجود وعيه، كمن يزيّن القصور وهو يبيت كل ليلة في الشوارع مشردا، هي مفارقات التاريخ والبشرية عبر أجيالها التي توارثت بذور الفناء بعناية، حتى صارت تراتيل تتلى كل جمعة على منابر الموت، هو غرق الذات في بحر بلا قاع.

[email protected]



#مزوار_محمد_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدار التعقيم النهائي
- غريبة أنت أيتها المرأة الجزائرية
- فيدل كاسترو آخر حرّاس جزيرة القرم الفكرية
- أحب نفسك أوّلا
- علاج السخافة بالرداءة
- دونالد ترامب رئيسا على طريقة أنا ربكم الأعلى
- في الجزائر المستقلة لا يزال هناك عبيد
- الجذور الإسلامية للجمهورية الفرنسية
- هارب من شاطودف
- فلسفة البخار عندما ترغب في الإعتذار بدل سرد الأعذار
- الطرف الأيمن على العتبة اليسرى
- لم ندرك هذا سوى بعد ضياع كل الأمور، أدركنا أننا ندور خارج ال ...
- ذاك الذي اعتقد أنه من الآلهة، ذكّره الجزائريون بأنه بشر
- بعض توابل التفكير على الضمير قد تنفع صاحبه
- زحمة يا دنيا زحمة؛ زحمة وتاهوا الحبايب
- حريق على أعتاب دار التفكير إنتقاما من ذاته الموغلة فيه وتحرش ...
- -بريك-إقزيت- عنوان مسرحية خروج شكسبير بوند من إتحاد أوربا
- لا يمكننا شراء الجرءة
- أكتبُ ما يحلو لي رغم أن هذا يسبب لك مشكلة
- معاني أسماءنا المكتوبة على جبين نيويورك


المزيد.....




- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مزوار محمد سعيد - أعبّر عن المستحيل بشكل إضطراريّ