أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فوزي بن يونس بن حديد - عقدة الوجود عند الإنسان














المزيد.....

عقدة الوجود عند الإنسان


فوزي بن يونس بن حديد

الحوار المتمدن-العدد: 5356 - 2016 / 11 / 29 - 10:26
المحور: كتابات ساخرة
    


مازال المسلمون لم يعرفوا رسالتهم التي جاءت من السماء، يتخبّطون في الدنيا كأن مسًّا أصابهم، لا يعرفون كيف يسيرن في الحياة، لا يدرون معنى الوجود ولا فلسفة الحياة، هل الحياة متعٌ ومصالحُ واعتداءٌ؟ أو هي علاقات مشتركة بين بني الإنسان؟، فِرقٌ لها أوجهٌ متعددة ومتباينة رغم أنه كلها تدين بدين الإسلام وتعترف بأنه الدين الوحيد في الحياة، نمجّد التاريخ والأشخاص وننسى أننا نعيش اليوم في كوكب واحد وهو الأرض، فسبحان الله تنبّأت الملائكة أو كانت تعلم بفساد الإنسان وميله إلى سفك الدماء حينما أخبرها المولى عز وجل في كتابه: " وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً ، قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ، قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ "، فالإنسان الذي خلق من طين وتراب ونطفة وماء يحمل في جيناته حبّ الاعتداء، لكنه يحمل في الوقت نفسه نفحات من روح الله التي بثّها الله في نفس هذا الإنسان، ليعيش بين خير وشر وحق وباطل، فالجسد يميل الى سفك الدماء، والروح تنهاه وتبكته عن فعل هذه التصرفات الهوجاء، يا لها من مفارقة عجيبة.
فحينما نرى الإنسان يجنح إلى قتل أخيه الإنسان ولا يبالي، لا نفسر ذلك إلا بنار الحقد تتأجّج داخله، يريد إنهاء هذه الحياة التي جاء الآخر ليحياها، ولأن الله عز جل قضى بأن يعيش الإنسان على كوكب الأرض صراعات مع نفسه ومع الآخر، فإما أن ينجح ويقيم علاقات، وإما أن يفشل ويستسلم لنوازع نفسه الأمّارة بالسوء، لذلك فلا الروح قادرة على السيطرة على تصرّفات الإنسان ولا المادة تحجمه عن الاعتداء، فكان لا بد من إرسال الرسل العظام المصطفين الأخيار الذين يسيرون بهذا الإنسان إلى بر الأمان، يوجهونه وينبهونه ويرشدونه، لأن عقله قاصر على التعرف على نواميس الكون بدقائقه، ورغم هذه اللمسات الروحانية التي نزلت من السماء تخبر الإنسان أن الطريق الصحيح هو هذا الطريق الذي ذكره ربنا الرحمن إلا أن كثيرا ما تغلب صراعات النفس ونزوعها للشهوات.
ورغم التركيبة العجيبة في الإنسان، المتكونة من جسد وروح وعواطف وأحاسيس ومشاعر ووجدان، إلا أن هذا المخلوق يستخدم غريزته أكثر مما يستخدم عقله، رغم أن القرآن الكريم خاطب عقل الإنسان، لأنه بعقله يستطيع أن يبني الحضارات ويشيّد الثقافات ويحافظ على الموروثات، أما إذا استسلم للغريزة فيهدم ما بناه غيره من الناس في لحظة من اللحظات وهو ما يفسر حقيقة هذا الوجود، فالغريزة هي التي تقود المسلم اليوم دون حساب، الغريزة بأنواعها كافة تبطش بهذا المخلوق الضعيف رغم أنه قادر على إطفائها متى أراد، فالضبط مركزه العقل، وهو الذي يدير حركة الإنسان قبل الانفلات، وإذا حدثت ثورة داخل الجسد وكان العقل غائبا تحدث الكارثة التي تؤدي إلى انهيار الكيان، فلم تعد هناك ضوابط ولا أركان، غير البطش والتنكيل والثوران كالبركان، لذلك كان صوت العقل ضرورة في كل آن.
متى يدري الإنسان أنه إنسان، ومن حق كل فرد أن يحيا على هذه الأرض بكل أمان، شرط أن يضبط العقل والقلب والجنان، ولا يفتك بالإنسان، ولا يبحث عن مواطن المكر والخداع وصدع البنيان، بل يحرص على الكف عن محاولات الطيش الفكري والوجودي التي تستبد بروح الإنسان، وتجعله كومة قشّ تذروه الرياح في كل مكان، فلا أُنس ولا طمأنينة ولا أمان في أي زمان إلا بالتحلي بأخلاق القرآن، وسنة سيّد الأنام، عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام.



#فوزي_بن_يونس_بن_حديد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يحارب من؟
- القدس الشريف الشمعة التي لا تنطفئ
- من دبر الانقلاب في تركيا؟
- مسلمون يصومون ولكن لا يصلّون
- لماذا لا يعتذر أوباما؟
- بن غربية .. لا تلعب بالنار
- فقدتُ أخْتي
- استقالة أوغلو ضربة قاصمة لأردوغان
- مفاوضات جنيف على المحك
- العمال يكدحون والكبار يتكالبون
- منظمة التعاون الإسلامي أجسام بلاعقول
- الحُبُّ من أول نظرة... فلسفة إسلاميّة خالصة
- المرأة في يومها الأسود
- لم لا نستشير المرأة؟
- هل هي الحرب القادمة؟
- كيف ينظر الإسلام إلى الموت
- كيف نستقبل العام الجديد؟
- ثورة الإسلام على الظلم
- تحالف إسلامي فاشل
- المرأة التي كرمها الإسلام


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فوزي بن يونس بن حديد - عقدة الوجود عند الإنسان