أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مارينا سوريال - بانهمى2















المزيد.....

بانهمى2


مارينا سوريال

الحوار المتمدن-العدد: 5315 - 2016 / 10 / 16 - 10:28
المحور: الادب والفن
    


استيقظت ماريا فى ميعادها اليومى فى تمام الخامسة صباحا واتجهت صوب المشاية الكهربائية كانت تعلم ان الركض هو الشىء الوحيد الذى يجعل جسدها يهدا طيلة الوقت من قبل كانت ضربات قلبها غير منتظمة لدرجة اعتقد من حولها انها مصابة بمرضا ما فى القلب وربما سترحل قريبا فبدأت رحلتها فى زيارة كل اديرة وجدت او سمع بها طلبا لمن يطمئن قلوبهم عليها فهى ابنة وحيدة اتت بعد احدى عشر عاما دون انجاب لاتزال امها تردد فى كل مناسبة عائلية انها طفلة ولدت بمعجزة لان رحمها لم يكن ليتحمل مولدا ..سافرت الى الصعيد الفيوم الدلتا البحر الاحمر مريوط وادى النطرون راقبت تلك الاثار المحفورة على الجدران تعود للقرن الرابع والتاسع واخرى للقرن السادس عشر..صوامع بقيت اثارها فى علامة تحت التراب لينهض عليها اخرى على جانبى طريق طويل شق فى الجبل وتحول لسلم كى يصعد عليه الزائرون لرؤية صومعة انطونيوس اول من اسس الرهبنة فى مصر والعالم فتدخل باحدى جانبى ظهرها لضيق المكان فترى صخرة ينام وياكل ويجلس عليها فحسب تخرج لتراقب كيف تلمع السحب الحمراء بفعل مياه البحر وكان البحر مزج بالسحب لونا لم ترى مثله ولم ترتفع لاعلى منه من قبل ..وهى تدور عرفت انها عشقت اشياء مضت عليها قرون وان عليها البحث من خلفها واتبعت طريق الاثار حتى استطاعت ان تعمل بها لكن الوقت يمر ترى نفسها جالسة على كرسى تستمع الى حكايات وظيفية مملة يعود قلبها ليضرب من جديد منذ ان تركت البحر وجاءت لمدينة بلا سماء مزدحمة لم تسر كانت تختنق فلا هواء لتستنشقه وقبل ان تعود للبحث عن علاج من جديد احضرت مشايتها و اعتاد جسدها على الركض وانغام البحر فى اذنيها حتى تاتى السادسة فتتناول افطارها وتراقب اخر الاخبار على شبكات التواصل وتمنى نفسها فى طريق العمل بيوم جديد غير ممل مثل سابقيه .احيانا تفكر لما من لا يحب الاثار والتاريخ يعمل بهما وكان هناك من يريد ارغامنا على الكره فحسب.
تصعد الطوابق لا تجيد استخدام المصعد القديم كلما راته تذكرت كيف كان شكله فى الافلام الابيض والاسود لكنها تمسكت بالعمل فى وزارة الاثار تعلم انه ستحين فرصة افضل تنتظر الوقت عندما يحين موعد قدوم عم فانوس الرجل الكبير فى تلك الطوابق يفتح باب المكتبة القديمة يجلس جوار اكوام الورق القديم بلا تذمر كل يوم طيلة اربعون عاما .طيلة الاسبوع الماضى لم يكن هنا كان يضحك يردد لى غرفة فى المشفى تحمل اسمى اطول مصاب بفشل كلوى اعرفه ،انتظرت عودته بفارغ الصبر تراقبه يشرب قهوته السادة يرتشفها ببطء يتلذذ بها يضحك لها اه لو عرفت زوجتى كم كوبا من القهوة اشرب هنا اتعرفين حتى رمضان الساعى يعد لى الاكواب كل يوم الكل اصبح طبيبى هنا..ترد له ابتسامه خجله وعيناها تدور فى المكان تبحث عن مغلف جديد تقرأه فى نهم كل اسبوعين بالتمام تاخذ مغلفا وتعيد اخر ..تردد متى انتهى من هذا كله يضحك حاولت من قبلك ولم استطع حسنا ما اخذتيه حتى الان يكفى هكذا لن تتطلعى للترقى هنا ابدا أولم تفكرى بالذهاب الى المتحف تضحك لو بيدى لذهبت الى الصحراء معهم ودخلت غرف الملوك ..يردد اصبرى كل شىء يتغير ربما
تحرك راسها بالرفض لالا اتامل كثيرا فى الامر بلى اصبرى هل شاهدت تابوت توت عنخ امون هل تعتقدين انه قتل حقا
لا ما يحاولون ترديده انها اصابه ..اصابه صيد
تعتقدين
ربما كان مريضا يقولون لعنة بسبب ابيه ولكن لما ألم يعد امون ..عجيب طرد ابيه ولا احد يعلم اين عائلته كيف وافق الشعب على بقائه ملكا عليهم وصدقوه وسموه عنخ امون
لا ادرى مات بعد قليل وجاء عصر حور محب
انه انقلاب يا ابنتى والشعب سانده لم يغفروا له ولا لابوه انه مسح الهتهم وحاربها وانشأ للاله الوحيد عاصمة انهم يحبون الهتهم لذا رفضوا عودته ومحوا اسمه من الخلود
معك حق لاندرى ربما كان حادثا مدبرا ا لانه ابن ملك كيف يسقط من عربة الصيد ..ولكن لاادرى نحن نتابع مثل الاخريين
لاتريدين هذا
زامت بشفتيها :ومن منا يريد هذا تعرف بعضهم هنا لايعلم شيئا
ضحك اعرف لم تشل كليتى من لاشىء

كان الطريق طويلا فى عصر اليوم ومزدحما تعلمت كيف تصبر على الوقت الذى تقضيه فى سياراتها مجبرة بسبب عطلة السير تراقب السيارات مكدسة امام بعضها من كل الجوانب لايريد احدا منهم ان يتحرك وكان الجميع يحتج على حاله فقرر ان يوقف سياراته فجاة وان يجلس ليشاهد اخريين من حوله يلعنون ويفعلون مثله وقد تنقضى ساعة او اتنين او ربما ثلاث على تلك الحالة وتضطر للذهاب متاخرة ..تكره التاخير ولكنها اصبحت عادة لمدينة قديمة على شفا التأكل بسبب قدمها وانهيار البنيات القديمة وحلول جديدة مكدسة فى الطرقات تنهار مع اول تدخل للطبيعة او ربما تظل واقفة ولكن مائلة على وضع وسكانها ملزمون بالصمت لانه لابديل سوى الطلب من الله ان تظل واقفة ريثما يعطيهم عوضا عنها او يريحهم من كل هذا..
فى النهاية ستصل الى متحفها لاتزال تعمل كمرشدة لافواج تاتى من حين لاخر تعلم ان عملها فى الصباح يضيع عليها تجرية ان تسير وسط افواج اكثر وتلاحظ دهشتهم وعيونهم التى تبحث من خلف الزجاج عن كل قطعة اثرية ولا ترى احدا الا نفرا قليل من مدينة الزحام ياتى ليعرف فلا احد يهتم ليرى نفرتيتى او يسمع بما حل لمقبرة امون ..كانت قصته تشغلها منذ الصباح حتى لم تلحظ ان المجلد الذى سحبته كان يحكى عنه تما م..شاب خان ابوه ليملك العرش من بعده ليختفى الاب وزوجته وبناته ويحل هو محل الجميع فى الحكم ويعود لامون تاركا اتون وابيه ليفعل بهما ما يحسن فى عين الشعب..يرن هاتفها من جديد لاتلاحظ دقاته من المره الاولى وعندما تجيب ياتيها صوته غاضبا كل هذا الوقت تحتاجينه لتجيبى على هاتفى ؟
زفرت لم تجد ما تجيب عنه سوى الطريق مزدحم تاخرت عن المتحف تعلم اننى لا احب التاخر
اجابها :اعلم ولكن متى نتحدث
فكرت كيف ستغلق هاتفها الان احيانا تشك انها تتحكم بعقلها لما اجابته وهى من قررت منذ يوم واحد ان تقطع اتصالاتها به كانت تزفر طوال الليل انه يريد فقط من يحاصرها بملاحظاته انه لايمل ابدا
سمعته:هل اصلحت سيارات ام ستتعطل منك فى الطريق كعادتك ؟عن اى متحف تتحدثين ومن يهتم اهتمى بعملك لتحصلى على ترقيات مناسبة من يبحث عن التاريخ الان؟
كانت تعلم انها مضطرة الى شجار طويل مع امها لتقنعها ان قرارها صائب بفسخ تلك الخطبة فى بدايتها ولا باس بكونها فى الثانية والثلاثين من عمرها..ولكن تعلم انه لافائدة من الحديث ستصرخ غاضبة ان الوقت يمر وان فتاة فى سنها عليها ان تبدا فى التفكير بشكل جاد نحن لسنا فى اوروبا وفى النهاية ستحتاج الى رجل يتحمل مسئوليتها ويعولها دائما ..فكرت انها ستشرح لها ان لافائدة من زواج مع رجلا كهذا فلن تكون سعيدة الا يفترض بالبيت ان يكون سعيدا
ستصرخ بهذا العمر وساذجة ومن منا سعيد ولكنه نظام الحياه لما ستخالفينه حرام حرام لا زواج فابحثى عن الرهبنى اذا على الاقل ساطمئن عليك هناك وانا راحلة ..
متى ستعود القطع المسروقة ؟
كان عم سيد من اقدم موظفى المتحف قالها لها ذات مرة انه احب التاريخ وحلم ان يكمل دراسته بها ولكن ما باليد حيله زادت الدنيا ولديه ثلاث شقيقات كنا بحاجة الى جهاز وعرس خرج للعمل فى ورشة ميكانيكة قال ان ابوه شيخ الميكانيكية فى منطقته توارثها اب عن جد ضحك يبدو ان كل شىء هنا مورث فى دماء جدودنا لااحد يتخلص من دمه مرت سنوات على عمله رحل الابوتزوجت الشقيقات ..كان يجلس مع صاحبه على القهوه عندما اخبره فى نهاية السهرة انه سيترك الورشة لم يصدقه صاحبه الا بعد ان فات يومين وثلاثة لم يره احدا صرخت امه تستنجد بصاحبه ليعقله لكنه قال وجدت عملا جديدا ..فى شركة صغيرة منذ زمن تعلم كيف يكون موظف الامن قالوا له تترك ورشتك وتعمل بوابا رد وماله بواب عند جدودى بسيطة
قاعه من قاطعه قالوا مجنون لم يبالى مرت سنوات قبل ان يفكر فى الزواج فاتح امه فقالت ومن يلوم المجنون لم تحر الفرح لم تصدق انه سيتزوج بمن احبها وتزوجت وترملت تتزوج ارملة لديها طفل وانت لم تتزوج من قبل ضحك ردد انا سعيد المهم ابنى دخل الهندسة مرضاش بالتاريخ ..
هيرجعوا القطع المسروقة يا استاذة؟
صمتت لم تعرف بما تجيبه رددت وهى تسير فى اتجاه مكتبها :ان شاءالله ترجع مكانها من جديد بس فى حد هيفتكرها
لا افواج سياحية اليوم بسبب الحادثة يا استاذة
جلست كان عليها ان تجلس على مكتب من جديد لكنها منت نفسها ان ينقضى الوقت سريعا وهى تطالع الصورة القديمة للقطع التى سرقت وتعرض الان فى امريكيا باحدى المزادات العالمية هى نفسها طالعت مزيدا من المعلومات على الموقع الامريكى الذى قام بعرض الصور للقطع وطالب بقيام مزاد عالمى فى يوم محدد بعد ثلاث شهور فترة كافية للاسراع والمطالبة بوقف تلك السرقة وعودة المسروقات لكن هذا لم يحدث شاهدت كيف تم التضارب بين اثرياء يردون بعض القطع لتنضم لمتحفهم الصغير لهم فحسب وهم يطلقون على انفسهم لقب هواه وبين متحف طالب بعرض لاحدى القطع من عصر رمسيس الذى تلى حورمب فى استلام السلطة وهو فوق الخمسين عاما بعد الوزير اى لااحد يعلم ما حدث له ولكن بداية لعصر قوى ..راقبت التعليقات تعجبت لما لا يشعر احدهم انه يتعامل مع لص..فكرت بتانيب ضمير ربما هذا حسنا سيعرض فى متحف عالميا ويحافظ عليه ستخلد القطع لعصور اخرى ربما هنا تندثر وتنتظر بعثات اثرية اجنبية تاتى الى هنا لتكتشف لنا المقابر اما بعثاتنا القليلة وما يتم بداخلها فيتم تجاهلها انه فحسب امون الذى اهتموا به كل هذا ..فكرت ربما روحهم هى من دفعت الى اعادة اكتشاف المقبرة مرة بعد الاخرى اكثر من اربع مرات تفتح فيها المقبرة ربما روح القتيل الذى يطالب بفضح الحقيقة..
فكرت فى الحديث الذى دار فى الصباح قبل ان يرن هاتفها من جديد ويضىء بصورته فتغق الهاتف ستنام اليوم فى هدوء دون احلام قبل ان ياتى غدا بشجارا تعرف انه قادم لتثبت فيه انها لن تكمل فى مشروع الزيجة السعيدة تلك..



#مارينا_سوريال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نعمى11
- بانهمى 1
- نعمى10
- نعمى9
- نعمى8
- نعمى7
- ايام الكرمة19
- نعمى6
- نعمى5
- نعمى4
- نعمى3
- نعمى2
- نعمى1
- متى نتحرر؟
- ايام الكرمة18
- ايام الكرمة17
- القلعةوالمقدام 39
- القلعةوالمقدام 40الاخيرة
- القلعة والمقدام 38الفصل الحادى عشر القلعة
- قدر


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مارينا سوريال - بانهمى2