أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمود عباس - مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً - الجزء التاسع















المزيد.....

مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً - الجزء التاسع


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 5307 - 2016 / 10 / 7 - 10:33
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


أ) القبائل المصنفة الشمالية المستعربة، أسمائها، ووجودها، كرحل أو حضر، لم تذكر أبعد من شمال الجزيرة العربية وجنوب البادية السورية إلا بعد الغزوات العربية الإسلامية المتأخرة. وهي نفسها التي اجتمعت عدد من بطونها كتغلب وبكر ليشكلوا العنزة الوائلية، المستوطنة في النجد، رغم ترحالها في البادية وشمال شبه الجزيرة العربية، كقبائل تبحث عن الكلأ، وحتى في فترة ثورة أبو مسلم الخرساني التي أمالت بعضا من قبائل ربيعة معه وجلبها إلى خراسان ليحارب بهم الأمويين، وهذا لا يعني انهم سكنوا أو سكنة خراسان، بل كانوا قد تواجدوا في تلك الجغرافيات، مثلهم مثل بعض العشائر العربية الأخرى وضمنهم الأزدية اليمنية، والتي هي من قبائل العرب العاربة، ووجودهم ظهر هناك بسبب غزوات العشائر العربية المسلمة وغير المسلمة التي رافقت الجيوش الإسلامية، وعادوا بعد فترة إلى مناطق سكناهم الأصلية، باستثناء شريحة أحاطت بالحكام. علماً وهنا وفي البعد التاريخي والملكية على الأرض، والادعاء، بأن القبائل العربية هذه أصحاب الجغرافيات التي غزوها وسميت لا حقاً بالفتوحات، يهدم المنطق التاريخي، تحت جدلية المستعمر، فحكام الإسلام أصبحوا السلطة ووجودهم في جميع الجغرافيات خارج الجزيرة العربية ومنطقة الأنبار وجنوب بادية الشام، حيث موقعي الغساسنة والمناذرة، يعتبر استيطان استعماري ( وبالمناسبة، فهناك شكوك حول الرباط اللغوي القومي بين الغساسنة والمناذرة بالعرب أو لغة قريش، فاللوحات الأركيولوجية تبين بأنه لا قرابة أو تماثل بين لغتهم وكتاباتهم وحروفهم وقريش أو العرب المستعربة الأخرين) أنظر دراسة الباحث محمد مندلاوي، (مهنة العروبيين) وما تلاه من تاريخ ليس سوى صفحات فرضت تلك السلطات كتابتها، وظهرت متعارضة مع الوجه القانوني، وخالية من الحيز الإنساني؛ أو الإلهي، بحكم الشريعة الإسلامية التي انتشروا وحكموا تحت عباءتها ورايتها، وأبدلوها بعد قرون قليلة إلى حكم العرب، وتنامى كاستعمار عروبي، وما كتب وسيكتب عنه في حق الملكية على تلك الجغرافيات، أو الوجود الأبعد من الإسلام لا تتعدى فبركة أوامر السلطات. وفي البعد التاريخي والأنثروبولوجي، لا توجد مؤشرات على تحضر مجموعات من تلك القبائل العربية في فترة الغزوات العربية الإسلامية الأولى. يقول الطبري في كتابه (تاريخ الرسل والملوك) الجزء الثالث ص(372) عن سنة 12 هجرية: " كان أبو بكر رحمه الله قد عهد إلى خالد أن يأتي العراق من أسفل منها، وإلى عياض أن يأتي العراق من فوقها، وأيكما ما سبق إلى الحيرة فهو أمير الحيرة؛ فإذا اجتمعتما بالحيرة إن شاء الله وقد فضضتما مسالح ما بين العرب وفارس وأمنتم أن يؤتى المسلمون من خلفهم فليقم بالحيرة أحدكما، وليقتحم الأخر على القوم،" وهنا نحن أمام حقيقة من أقوال الخليفة أبو بكر الصديق، على أن الحيرة هي المدى الأبعد لجغرافية القبائل العربية. وفي الصفحة التالية (373) يفيض الطبري ويقول: " وأقام خالد على كربلاء أياماً، وشكا إليه عبد الله بن وثيمة الذباب، فقال له خالد: اصبر فإني إنما أريد أن أستفرغ المسالح التي أمر بها عياض فنسكنها العرب، فتأمن جنود المسلمين أن يؤتوا من خلفهم، وتجيئنا العرب أمنة وغير متعتعة" ومنها تتبين أنه لم يكن للعرب وجود في المنطقة قبل الغزوات الإسلامية، وأسكنهم فيها خالد بن الوليد، ونحن نتحدث عن جنوب العراق الحالي وليست عن وسطها وشمالها، حيث كردستان. وبشكل عام، ظهر التواجد العربي الحضري الأول في المناطق الجنوبية لكردستان في منتصف العصر العباسي، وليست كما يدعيها الباحث جنوب ومنتصف كردستان. وفي رواية أخرى، أن عمر بن الخطاب بعث لعتبة بن غزوان يقول ": انطلق أنت ومن معك، حتى إذا كنتم في أقصى ارض العرب وأدنى أرض العجم، فأقيموا" فنزلوا موضع البصرة. فأقام عتبة بن غزوان شهراً، ثم خرج إليه أهل الأبلة، فناهضهم عتبة، فمنحه الله أكتافهم وانهزموا" راجع البلاذري، فتوح البلدان، الجزء الأول ص(337). وفي رواية مقارنة، يقول الطبري في كتابه (تاريخ الرسل والملوك) في الجزء الثالث ص(414) " فيما بين ملك أبي بكر إلى قيام عمر ورجوع المثنى مع أبي عبيد إلى العراق، والجمهور من جند أهل العراق بالحيرة، والمسالح بالسيب، والغارات تنتهي بهم إلى شاطئ دجلة، ودجلة حجاز بين العرب والعجم" فمن الملاحظ هنا أنه لو كان الفاصل بين الجنود لذكر أن دجلة حجاز بين المسلمين والعجم أو الفرس، وليس العرب والعجم، ومن المعروف أن العديد من القبائل العربية كانت تحارب إلى جانب الفرس ضد المسلمين، لذا فهنا يبين الفاصل العرقي وليس العسكري، مثلما كانت الأنبار منطقة الفصل بين العرب المستعربة والشعوب الأخرى قبل الإسلام، والتي هي اصل العرب إذا حللنا في تاريخ منشأ إسماعيل بن إبراهيم الخليل، جد العرب المستعربة. قبله لم يكن للعرب المستعربة وجود، والعاربة انقرضت معظمها مع التاريخ، واليمانية هي البقية الباقية منهم، والمؤرخين والأركيولوجيين المعاصرين، وباحثي اللغات، واستنادا على الدراسات الحديثة والتقنيات العصرية، تؤكد على أن إبراهيم من الأكاديين وهؤلاء والسومريين هم قبائل هاجرت من جبال زاغروس إلى السهل، وعليه تتأكد يوما بعد آخر على أن العرب المستعربة، وعلى الأغلب قريش، هم من الشعوب التي تنحدر منها الشعب الكردي، وليس العكس، كما يدعيه بعض الكتاب العروبيين الناهضين والمستندين على التاريخ المفبرك في أقبية المراكز الأمنية.
ب) لم نجد ذكرا لوجود القبائل العربية الشمالية، بني ربيعة والقيسية، قبل الإسلام، عند الطبري ولا ابن الأثير ولا ياقوت الحموي ولا الشهرستاني ولا ابن القيم الجوزية ولا المسعودي أثناء سردهم لجميع الفتوحات أو الغزوات العربية الإسلامية الأولى، كأصحاب لمناطق غربي مجرى الفرات الأوسط، أو أبعد من شمال بادية الشام، ونحن لا نتحدث في الحضر فقط، والتي لم تعرفها هذه القبائل يوما، بل كقبائل تجوب في شمال بادية الشام بحثاً عن الكلأ، باستثناء حوادث عرضية تصادمت فيها بعض فروعهم على أطراف الفرات الأوسط، عند مصب الخابور مع الفرات، وفي بادية الشام. وحتى في عصر الخلافتين الأموية والعباسية، لم يذكرهم أحد من المؤرخين الإسلاميين أو غيرهم في شمال هذه المناطق، كقبائل مستقرة، حضرية، أو متمركزين بشكل دائم للعيش، أو أنها كانت مراعٍ دائمة أو فصلية لمواشيهم، ولم يتحدث عنهم أي مؤرخ عربي ضمن جيوش الإسلامية الأولى. وفي هذا السياق يذكر الطبري في كتابه (تاريخ الرسل والملوك) الجزء الثاني الصفحة (115) " لما هلك ربيعة بن مضر...أن حسان أبن تبان اسعد أبي كرب، سار بأهل اليمن يريد أن يطأ بهم أرض العرب وأرض العجم، كما كانت التبابعة قبله تفعل، حتى إذا كان ببعض أرض العراق، كرهت حمير وقبائل اليمن السير معه، وأرادوا الرجعة إلى بلادهم وأهاليهم..." وهنا ننوه القراء إلى أن الطبري يورد جغرافية العراق أرض ليست عربية، والعراق هي كل ما تقع شرق مجرى الفرات. ومن المعروف أن قسما من قبائل الشمال كانوا نصارى، وفي هاتين القضيتين يذكر ابن الأثير في الجزء الأول من كتابه (الكامل في التاريخ (الصفحة (302) في ذكر مآثر سابور بن بهرام بن سابور بن أردشير بن بابك الكردي مؤسس الإمبراطورية الساسانية فيقول: " ثم قطع البحر إلى الخط فقتل مَن بالبحرين؛ لم يلتفت إلى غنيمة. وسار إلى هَجَر وبها ناس من تميم، وبكر بن وائل، وعبد القيس، فقتل منهم حتى سالت دماؤهم على الأرض؛ وأباد عبد القيس وقصد اليمامة؛ وأكثر في أهلها القتل وغور مياه العرب؛ وقصد بكراً وتغلب فيما بين مناظر الشام والعراق؛ فقتل وسبى وغور مياههم".
لم تعتنق تلك القبائل العربية الشمالية الإسلام إلا في بدايات الخلافة العباسية، وقبلها كانوا في عداوة مع المسلمين الأوائل، ودخلوا في حروب معهم، أثناء محاولة المسلمين اجتياز مناطقهم في شمال الجزيرة العربية ومنطقة الأنبار الحالية والفرات الجنوبي، ونجد والبحرين، قبل بلوغ التجمعات الحضرية في شرق الفرات وعلى ضفاف دجلة (تيز) والتي كانت بالأسماء الفارسية-الكردية، وتاريخ الغزوات تبين هذه الحقيقة، وكذلك أسماء التجمعات الحضرية في جنوب مناطق البيزنطيين التي كانت تمتد حتى جنوب البادية السورية الحالية ومناطق الشام...

يتبع...

د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
[email protected]
22/4/2016



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عيوب الحوار العربي الكردي خلال الفترات الماضية - 3/3
- عيوب الحوار العربي الكردي خلال الفترات الماضية - 2/3
- عيوب الحوار العربي الكردي خلال الفترات الماضية - 1/3
- ماذا قدم العروبيون - 2/2
- ماذا قدم العروبيون - 2/1
- سايكس–بيكو في جنيف (ما أشبه البارحة باليوم)-2/2
- سايكس–بيكو في جنيف (ما أشبه البارحة باليوم)-2/1
- فوبيا انفصال الكرد - 2/2
- فوبيا انفصال الكرد - 1/2
- الصور النمطية المعيقة للعرب والكرد - 4/4
- الصور النمطية المعيقة للعرب والكرد - 3/4
- لو أن بشار الأسد - 2/2
- لو أن بشار الأسد - 1/2
- الصور النمطية المعيقة للعرب والكرد - 2/4
- الصور النمطية المعيقة للعرب والكرد - 1/4
- جنيف مرت من الحسكة إلى جرابلس
- الشخصية الكردية - 2/2
- بيان بصدد الحوار العربي-الكردي المقام من قبل مركز حرمون (صال ...
- الشخصية الكردية - 1/2
- القضية الكردية في سان بطرسبورغ


المزيد.....




- مادة غذائية -لذيذة- يمكن أن تساعد على درء خطر الموت المبكر
- شركة EHang تطلق مبيعات التاكسي الطائر (فيديو)
- تقارير: الأميرة كيت تظهر للعلن -سعيدة وبصحة جيدة-
- عالم روسي: الحضارة البشرية على وشك الاختفاء
- محلل يوضح أسباب فشل استخبارات الجيش الأوكراني في العمليات ال ...
- البروفيسور جدانوف يكشف اللعبة السرية الأميركية في الشرق الأو ...
- ملاذ آمن  لقادة حماس
- محور موسكو- طهران- بكين يصبح واقعيًا في البحر
- تونس تغلق معبر رأس جدير الحدودي مع ليبيا لأسباب أمنية
- ?? مباشر: تحذير أممي من وضع غذائي -كارثي- لنصف سكان غزة ومن ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمود عباس - مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً - الجزء التاسع