أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - زهير كاظم عبود - عبد الكريم قاسم …. الحاضر الغائب














المزيد.....

عبد الكريم قاسم …. الحاضر الغائب


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 387 - 2003 / 2 / 4 - 04:19
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


                    

    لم يسبق لكتل سياسية واجتماعية متصارعة ومختلفة ومتناقضة في بلد ما  أن توحدت في الموقف العدائي مثلما وقفته بعض الحركات السياسية القومية والدينية والاجتماعية العشائرية  العراقية ضد الزعيم عبد الكريم قاسم .
والمتابع لهذا التوحد الغريب الذي لم يسبق له أن حدث في  تاريخ العراق ، سيجد عدة أسباب تدفع هذه القوى للالتقاء والتقارب والتنسيق  بغية تحقيق حلمها في أسقاط سلطة عبد الكريم قاسم بأي ثمن .
وعبد الكريم قاسم  بالرغم من مرور هذا الزمن الذي تقلبت فيه هذه الأحزاب والتجمعات في مواقفها انقلبت على بعضها وهمشت بعضها البعض الأخر وأستلمت سلطات ثم انقلبت عليها ، لكنها لم تستطع أن تمحو الأثر الوطني الذي زرعه عبد الكريم قاسم في قلوب الطيبين من أهل العراق ، مثلما لم تستطع كل هذه القوى أن تدنس وطنية عبد الكريم قاسم  ، في حين كشف لنا التاريخ حقائق كثيرة تثبت عدم وطنية الكثير ولاأقول الجميع  ممن وقفوا العداء لعبد الكريم قاسم ، وقد كتب العديد من الرجال الذين كانوا يحاربون عبد الكريم قاسم بحقد وبضراوة معترفين بفداحة الخسارة والخطأ الجسيم الذي أرتكبوه في عدائهم لشخص وطني عراقي أصيل مثل الزعيم عبد الكريم .
أن الزعيم عبد الكريم قاسم من طينة بشر العراق  ، وفي زحمة التطاحن السياسي والتداخل الحاصل وامتداد أصابع الشياطين ، وكان لابد له أن يقع في أخطاء وهفوات ومواقف سلبية سجلت عليه  ، لكن هذا لايبرر لأعداءه التحالف مع قوى مشبوهة وخسيسة وعميلة لترتكب جريمتها الكبرى في اغتياله _ بأي ثمن _ وباستشهاده بعملية جبانة سجلها التاريخ بفخر وشجاعة لعبد الكريم قاسم ورفاقه الأبطال وبخسة المرعوب الرعديد للقتلة المجتمعين في دار الإذاعة العراقية صبيحة التاسع من رمضان 1963 .
وأثناء عملي القضائي في مدينة الموصل كشف لي المرحوم عبد الباسط يونس وهو صاحب جريدة فتى العرب والمثال الموصلية وصاحب مكتبة المكتبة الشهيرة في شارع النبي شيـــت بمدينة الموصل التي كنت أتردد عليها يومياً ، قال لي عبد الباسط أنه شخصياً من قام بإذاعة بيان مؤامرة عبد الوهاب الشواف ضد الزعيم وكان يعاونه في تركيب أجهزة الإذاعة وتنظيم موجات الصوت والإرسال مهندس ( بريطاني ) منسب من قبل المخابرات البريطانية وبالتعاون مع المخابرات المصرية  وأنه نادم أشد الندم على ذلك وترحم كثيراً على روح عبد الكريم قاسم .
لقد تكاتفت القوى الظلامية والعميلة والتي خسرت مواقعها الطبقية والاجتماعية  ومصالحها من ثورة تموز التي حررت العراق من الارتباطات الاستعمارية وحررت نقده الوطني من كتلة الإسترليني وأممت النفط وشيدت في العراق قلعة لقوى التحرر الوطني في العالم وبدأت نهضة وطنية تأخذ مسارها وأبعادها ، مما أستوجب من كل قوى الشر أن توحد صفوفها لمواجهة المد الوطني ووأد الثورة في سنواتها الأولى ، وكان كل هذه التجمعات تلح وبإصرار على إنهاء حياة الزعيم لما شكله من رمز للفقراء في العراق بتفقده لمعيشتهم وسكنهم  وتنظيم حياتهم ، وقد مضت عقود من الزمن لم تزل الناس تترحم على عبد الكريم قاسم .
بقي الزعيم عبد الكريم مثالاً يحتذى به في العفة والأمانة والعفو عند المقدرة والزهد والبساطة وعدم التكلف لم يسبق للعراق أن ولد له شبيه بين الزعماء مثلما لم يأتي من بعده من يبشر العراق بخير ، والتاريخ سجل حافل وأمين على ذلك .
سيبقى عبد الكريم قاسم مقترنا بالوطنية العراقية ، ويتذكره أهل العراق كلما تذكروا الجمهورية والفقراء والوطنية ، ويتذكره التاريخ من أنه أول من تكاتفت عليه قوى وطنية   بقصد أو دون قصد مع القوى الرجعية والمتخلفة والعميلة ، لا يربطها رابط ولا توحدها أهداف سوى كراهيتها لعبد الكريم قاسم وبالتالي فهي تصب في  كراهية العراق .
أن ماحدث صبيحة التاسع من رمضان لم يفصح عن أسبابه الحقيقية لحد الآن ، والحقيقة تطالب الكتاب والباحثين أن يتعمقوا أكثر في اكتشاف الأسباب الخفية التي لم تدفع الزعيم عبد الكريم قاسم للقضاء على القتلة والمأجورين مع أنه كان بإمكانه ذلك  ، والأسباب الخفية التي شلت حركة القوى الوطنية والعناصر المؤيدة للحكم الوطني لعبد الكريم قاسم  ، ولماذا وقفت جموع الفقراء تطالب بالسلاح للقضاء على المؤامرة التي وصلتنا بقطار أمريكي ولم يتجاوب أحد معها  حقنا لدماء العراقيين ، ولماذا لم تتحرك قطعات الجيش العراقي الوطني للقضاء على زمرة الانقلاب الفاشي ؟
أسئلة كثيرة تدور في البال ونحن نسترجع أسماً من أسماء قادة العراق النجباء الذين خدموا الجيش بشرف وشجاعة واقتدار ، ومن ثم قاد أعظم ثورة  حقيقية في تاريخ العراق المعاصر ، وذهب الى سبيل ربه لم تدنس
سمعته  أقلام كل الحاقدين عليه وأعداءه أبداً .




#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نداء من قاضي عراقي مستعجل الى جميع المنظمات الأنسانية لأنقاذ ...
- جاسم المطير ….. سلاماً
- حاجتنا الى المجتمع المدني في العراق
- إثبات النفي
- الحكومة تضحك على حلفائها
- ليس دفاعاً عن سعد البزاز
- لترتفع الأصوات عالياً مطالبة بحياة العلامة الجليل السيد جعفر ...
- نقطة ضوء من أجل الحقيقة
- ماذا تعني الحملة من أجل المجتمع المدني وحقوق العراقيين
- نداء من قاضي عراقي
- من المسؤول عن غياب الأيزيدية عن المؤتمرات
- رسالة من ضمير عراقي الى ضمائر الأخوة العرب
- قرار اللحظة الأخيرة
- تطبيقات الإعلان العالمي لحقوق الأنسان في العراق
- الزمن الذي أضاعته السلطة
- تهنئة من القلب للحوار المتمدن وهو يطفئ شمعته الأولى
- معارضة المعارضة
- عفو السلطة عن الجناة مساهمة جديدة في ترويع شعب العراق
- من يعفو عن من
- مطلوب خطوات بحجم محنة العراق


المزيد.....




- السعودية.. 28 شخصا بالعناية المركزة بعد تسمم غذائي والسلطات ...
- مصادر توضح لـCNN ما يبحثه الوفد المصري في إسرائيل بشأن وقف إ ...
- صحيفة: بلينكن يزور إسرائيل لمناقشة اتفاق الرهائن وهجوم رفح
- بخطوات بسيطة.. كيف تحسن صحة قلبك؟
- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - زهير كاظم عبود - عبد الكريم قاسم …. الحاضر الغائب