أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عادل عطية - مجانين، لكن عقلاء!














المزيد.....

مجانين، لكن عقلاء!


عادل عطية
كاتب صحفي، وقاص، وشاعر مصري

(Adel Attia)


الحوار المتمدن-العدد: 5253 - 2016 / 8 / 13 - 19:05
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


شاهدت شاباً قالوا عنه أنه مجنون، يهيم في الطرقات، ويتكلم وكأنه مذيع ربط يعلن عن برنامج إذاعي ديني!
وشاهدت رجلاً قالوا عنه أنه مجنون، يقف في أحد الميادين، ويتحدث كزعيم وطني يطالب: بالعدالة، والمساواة، والحرية!
وشاهدت امرأة قالوا عنها أنها مجنونة، تجلس على كرسي في مقهى شهير، تتمتم من آن لآخر بجملة واحدة: احنا ولايا.. احنا الولايات المتحدة الأمريكية!
الذي أدهشني أنهم يتصرفون كالعقلاء في جنونهم، بينما غيرهم يتصرفون كالمجانين في معقولياتهم:
فقد أعلنت أستاذة جامعية، عن نظرية: "الأقل ديناً، والدين الأفضل".. وكأن هناك ما هو سماوي رديء، وما هو سماوي آخر رائع!
وقال أحد القضاة في ساحة العدالة: "من يدخل المسيحية يعلو درجة، ومن يدخل الإسلام يعلو درجتين".. وكأن هناك ما هو إلهيّ درجة أولى، وإلهيّ درجة ثانية!
وماذا عن هؤلاء الذين يؤكدون، "بأن دينهم السماوي، نسخ ما قبله من أديان سماوية".. وكأن الله يناقض نفسه، ويجعل من البشر كائنات للتجارب، بل ويفتح الباب على مصراعيه لأديان سماوية أخرى قادمة!
فإن كان هؤلاء يصنعون الجحيم لغيرهم: بأفكارهم، وأقوالهم، وأفعالهم.. فهناك جنونيات رجال عقلاء، يصنعون الجحيم لأنفسهم؛ لنعيش نحن في نعيم من صنعهم:
يحضرني العالم الإيطالي جاليليو، الذي تأكد من صحة نظرية كوبرنيكس، فجاهر بها، فإذا بأعداء الحقيقة ينددون به، مطالبين بموته. وعندما استحثه أصدقاؤه على الخروج من المأزق، وقالوا له: "هل تريد أن تعيش؟ اذن كن عاقلاً وأفتد رأسك بالإنكار". أجابهم: "نعم أريد أن أعيش، لكن الأرض تدور حول الشمس". فقالوا له: "أنت عالم في الطبيعة والرياضيات والفلك، فاحسبها جيداً، وحافظ على حياتك". أجابهم ثانية: "نعم.. حسبتها ألف مرة، ولا أريد أن أموت، لكن الأرض تدور والشمس ثابته، ولا أقدر أن أقول غير ذلك"!
كما يحضرني، ذلك الرجل الذي ترك كيس الذهب والنخلات العشر، واختار أن يُقطع رأسه على يد الخليفة العباسي المعتمد على الله: فقد خرج مندوب القصر يجول في شوارع البصرة، يحمل في يده اليمنى كيساً من الذهب، وفي يده اليسرى جمجمة تقطر منها الدماء، ونادى في الناس، قائلاً: "يا أهل البصرة.. يا زنج البصرة.. كلٍ يتحسس عنقه.. كلٍ يتحسس كيس نقوده.. كلٍ يتدبر أمره: كيس الذهب ونخلات عشر للطائع، أما للعاصي، فهذه الرأس المقطوع". وخرج إليه عبد الله بن محمد قائد ثورة الزنج؛ ليقول قولته الشهيرة: "اخترنا الرأس المقطوع"!
قد يكون من المعقول أن نصف البعض بالجنون؛ لأنهم يتصرفون كالمجانين. ولكن من الجنون أن نتهم البعض بالجنون؛ لأنهم يتصرفون كالعقلاء في عالم مجنون!.



#عادل_عطية (هاشتاغ)       Adel_Attia#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأحداث تتكلم! (11)
- الأحداث تتكلم! (12)
- الأحداث تتكلم! (10)
- إلى سيدة عرس صومنا المبارك!
- الأحداث تتكلم! (9)
- الأحداث تتكلم! (8)
- الأحداث تتكلم! (7)
- الأحداث تتكلم! (6)
- الأحداث تتكلم! (5)
- الأحداث تتكلم! (4)
- نعي.. وحداد إنساني!
- أنتم من رسمها.. أنتم من فعلها!
- هل هناك من تحريف؟!..
- الأحداث تتكلم! (3)
- صلاة في عمق الليل!
- الأحداث تتكلم! (2)
- كنيسة فوق الردم!
- الأحداث تتكلم!
- خريف التماثيل!
- شهر الفطر!


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عادل عطية - مجانين، لكن عقلاء!