البرمجيات الخبيثة والبشر .... !

مسَلم الكساسبة

الحوار المتمدن-العدد: 5252 - 2016 / 8 / 12 - 11:41
المحور: تقنية المعلمومات و الكومبيوتر
    

ترى ما علاقة البرامج وهي يفترض بأنها جمادات بالخبث وهو صفة الكائنات الحية بل ربما العاقلة منها تحديدا ؟

سؤال ربما سأله الكثير منا لنفسه عندما يسمع بمصطلح البرامج الخبيثة : ما الصلة بين الخبث والبرامج ؟

الخبث عادة إضمار الأذى والشر والسعي لتمريره عن طريق تغليفه بشيء من الخير والنفع وتقديم ذلك كطعم .. أي إيقاع الضرر لكن بطريقة منفعة ملتوية بحيث يكون الضرر هو المقصود أصلا وفعلا ، بينما النفع هو مجرد طُُعم أو شرك .. أي مجرد وسيلة لغرضه الخبيث .. يعني مثل دس السم في الدسم مثلا . وهي شر انواع الاذى والشرور لانها تسلك الى الاذى والشر دروب النفع والخير ..

مثال : كثير من المتدينين هم جد خبثاء بعضهم عن قصد وبعضهم دون أن يدري حين ينتج عن نسكه وتدينه فتنة وأذى وقطيعة أرحام وربما دم وأذى للناس أو الأشياء أو حتى لأوطان بأسرها مرات .

يأتي ويدخل لك من مدخل الدين والحلال والحرام وشرع الله وأوامر الله والاستقامة والتقى ونبذ الفساد والابتعاد عن الحرام وخذ من هذه القصص .. وكلها أمور وشعارات لا احد غالبا يرفضها أو له اعتراض عليها سواء من منطلق ووازع ديني او اخلاقي بحت حتى ..

ثم بعد ذلك يخلص إلى غرضه فيبدأ يصنف الناس إلى بر وفاجر ومؤمن وكافر ومهتد وضال وهالك وناج ... الخ .. ويحرض على من يريد أن يشيطنه درجة تصل الأمور حد الدعوة إلى الانتقام والأذى بشتى صنوفه ..

العجيب عندما تراقبه وتدخل لحياته الخاصة لا تجد التزاما حقيقيا بتلك الأمور التي يشيطن الناس بناء عليها ؟!

فهو مثلا يدعو الناس للزهد والتقشف لكن لو شاهدت حياته الخاصة ستتفاجأ انك تجده -شأن كثير من دعاة الفتنة - في بيت فاره وسيارة فاخرة وأولاده مدللون يدرسون في جامعات الغرب الذي يلعنهم ويكفرهم ويكرّه الناس بهم ..

يدعو الشباب للجهاد بينما هو وأبناؤه معفون منه ؟!!!! شأن كثير من شيوخ الفتنة ايضا ؟

بالمجمل فهو لا يمتنع عن تلك الأمور السيئة التي يكرّه الناس بها ولا يأتي تلك الأمور التي يصفها بالجيدة والتي يرغب الناس بها .

طبعا ذلك الصنف من الرجال ليسوا وحدهم الخبثاء لكن هنا مجرد مثال .. والا فالخبثاء كثر ..

نعود للبرامج الخبيثة فما علاقتها بالموضوع ؟

ذلك في تتمة الموضوع لاحقا ...

نفس الشيء تماما تفعل البرمجيات الخبيثة

فهي تسلك إلى جهاز الحاسوب أو الهاتف الذكي من خلال منفعة تعرضها عليك او تطبيق نافع تحتاجه تقدمه لك ..

تجد على النت دعايات تروج لبرامج كثيرة تقدم لك وتعرض عليك خدمات مجانية وكلها خدمات تطبيقية نافعة تحتاجها فعلا وهنا شطارة من يقفون وراء تلك البرمجيات ..

مثلا لا حصرا : برامج تحرير الميديا والصور ، برامج الرفع والتنزيل من النت (داونلود) ، برامج التقاط الصور من الشاشة .. وغيرها كثير برامج تطبيقية مفيدة وتحتاجها فعلا .
تقوم أنت يتنزيل الملف التنفيذي للبرنامج exe. ثم تقوم بتثبيته وتجربه ، فإذا هو فعلا يقدم لك تلك الخدمة تماما كما وعد .. ومجانا أيضا !

لكن الذي لا تعلمه ولم يخبرك به هو انه إما قام بتثبيت برمجية آو بزرع ملفات مخفية مرافقة وكلها برامج (سباي وير) أي تجسس ، آو أنها برامج تعمل في خلفية نظام التشغيل وتستهلك موارد الجهاز وتبطئه ، آو أنها تؤدي لمشاكل وانهيار متكرر في نظام التشغيل ، آو تقوم بتغيير إعدادات النظام وتتدخل في الخصوصية.. آو تستغل الجهاز للدعاية لمنتجي تلك البرامج آو تزعجك بالنوافذ المنبثقةحPOP-UP..أو تراقب تحركاتك على النت وتجمع المعلومات بخصوص ذلك أو حتى تسرق كلمات المرور أو تقوم بكل هذه الامور مجتمعة أو بعضها الخ ..

إنها برامج بالأساس تقصد الأذى والضرر آو تقصد منفعة وصالح منتجيها ومروجيها على حساب من الهدف المهداة له .. لكنها توهمك إنها تقدم لك خدمة مجانية .. فهي تغلف الشر بالخير آو تسعى وتقصد الضرر الذي تمرره من خلال غلاف آو قشرة خادعة من الخير ..

فاحذروا الخبثاء ودعاة الفتنة والشر من البرمجيات والبشر..

#مسَلم_الكساسبة (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل