أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - طارق المهدوي - احذروا أفخاخ الملاحدة الانعزاليين














المزيد.....

احذروا أفخاخ الملاحدة الانعزاليين


طارق المهدوي

الحوار المتمدن-العدد: 5245 - 2016 / 8 / 5 - 14:04
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


احذروا أفخاخ الملاحدة الانعزاليين
طارق المهدوي
من المفترض أن أي إنسان طبيعي عاقل لا يختار لنفسه الإلحاد ولو مؤقتاً سوى عقب اجتيازه طريقاً شاقاً طويلاً من الفرز والفحص والبحث والمقارنات الفكرية والمجتمعية المتعددة والمتنوعة والمتعمقة، حتى يتسنى له العبور الآمن للخطوط الحمراء التي سبق أن وضعتها الإنسانية حول نفسها تاريخياً على مظنة منها بأنها الأصلح لها في حينه ثم الاشتباك الموضوعي مع تلك الخطوط واحدها تلو الآخر، وصولاً إلى الدعوة لما يعتقد الملحد أنه الأصلح للإنسانية المعاصرة على كافة محاور اهتماماتها الحياتية الحقيقية سواء كانت وطنية أو قومية أو ديمقراطية أو اجتماعية، وعليه يكون من المفترض أيضاً أن ذلك الطريق الشاق الطويل الذي اجتازه الملحد في رحلة وصوله إلى اختياره قد أسهم جدياً في إنضاج أفكاره العلمية المطلقة وفي توعيته بالحقائق المجتمعية النسبية، مع إكسابه المهارات الذهنية والأدوات التواصلية اللازمة لنشاطه الإلحادي النظري والعملي على نحو من الالتزام الذاتي ببعض الخطوط الحمراء الجديدة والمفيدة له وللواقع المحيط به والتي تشمل فيما تشمله الآتي:-
1- احتياج كل المجتمعات الإنسانية إلى الإيمان بأية منظومة عقائدية متكاملة ومترابطة وملزمة أخلاقياً بالحقوق والواجبات المتبادلة ضماناً لسعادة المجتمع وسلامته وتقدمه إلى الأمام ومنعاً لاستشراء الفوضى في ربوعه، وهو احتياج مفيد ليس فقط للإنسان النخبوي الذي تمنحه تلك المنظومة العقائدية بوصلة المشروعية ولكن أيضاً للإنسان العشوائي الذي تمنعه المنظومة العقائدية ذاتها عن مسايرة نفسه الأمارة بالسوء تجاه حقوق ومصالح غيره.
2- إن الإلحاد ليس سوى منظومة إيمانية عقائدية أخرى وإن اختلفت شكلاً وموضوعاً عما هو سائد وساري في المجتمعات التقليدية من منظومات إيمانية عقائدية، لاسيما بالنظر إلى الطابع العلمي المنفتح الذي تسعى المنظومة الإلحادية لإحلاله محل الطابع الغيبي المنغلق للمنظومات الدينية الأخرى عبر خطوات متدرجة بحكمة تتحاشى التفريط والإفراط.
3- إن المنظومة الإيمانية العقائدية الإلحادية في حد ذاتها ليست هدفاً إنسانياً إيجابياً بل هي مجرد آلية لتحرير العقل من القيود الغيبية المبالغ فيها التي سبق أن فرضتها المنظومات الدينية حول العقل البشري لمحاصرته داخلها، بحيث يسمح التحرر المنشود للعقل البشري بالتفكير والتخطيط والتنفيذ الحر المستقل لصالح الإنسانية المعاصرة فيما يهمها من قضايا وطنية وقومية وديمقراطية واجتماعية.
4- إن المنظومة الإيمانية العقائدية الإلحادية في حد ذاتها ليست قيمة إنسانية إيجابية حيث لا يتم احتساب تلك القيمة سوى بالنظر إلى ماهية الانجازات الفكرية والمجتمعية التي يضيفها الملحد للإنسانية عقب تحرير عقله من القيود الغيبية المبالغ فيها، فقد يسفر تحرير العقل من قيوده مع الأهواء والميول الأخلاقية السلبية عن خواء هو والعدم سواء أو عن تحقيق منافع شخصية غير مستحقة على حساب الآخرين أو عن غياب الرادع من ارتكاب الجرائم ضد الإنسانية.
5- إذا كان حصول موروث المنظومات الدينية على احترام شكلاني مغلق ومبالغ فيه من قبل المجتمعات التقليدية هو في حد ذاته واقع ضار بالإنسانية المعاصرة فإن عدم احترام هذا الموروث من قبل الملاحدة ليس هو البديل المفيد للإنسانية أخلاقياً أو عملياً، حيث يسهل الاستبدال الحكيم لما هو ضار من مفردات الموروث الديني التقليدي تدريجياً عبر تعامل الملاحدة إيجابياً معه على اعتبار أنه بخيره وشره اجتهاد تاريخي مفهوم لأجدادنا، أولئك الذين أورثوا الإنسانية المعاصرة حياتها وأراضيها بكافة ما عليها من موجودات وكل من عليها من أحفاد أصبح يمكنهم الآن أن يتجاوزوا اجتهاد أجدادهم عند الضرورة مع استمرار احترامهم.
6- إذا كان موقع العقل البشري بين ثنائية الإيمان الغيبي الديني والإيمان العلمي الإلحادي ونوع ودرجة تدينه أو إلحاده من المتغيرات شديدة الخصوصية التي لا يجوز للغير التدخل فيها أو التطفل عليها فإنه في المقابل لا يجوز للعقل البشري صاحب هذه المتغيرات استعراضها أمام الغير.
لذلك يبدو غريباً ومريباً بالنسبة للملاحدة الطبيعيين العقلاء مشهد هرولة بعض الأشخاص المعاصرين على امتداد وسائل الإعلام المرئي والمسموع والمطبوع والإلكتروني ليملأوا الأثير ضجيجاً دون أي طحن، واصفين أنفسهم بانهم ملاحدة يكرهون الأديان التقليدية ويحاربون أتباعها مع افتعالهم لمعارك وهمية ضد خصوم افتراضيين حول قضايا هامشية جانبية متعلقة بالغيبيات أو العبادات او الشكليات أو غيرها من التفصيلات الفرعية التي لا تندرج ضمن أولويات الاهتمامات أو المصالح الحقيقية للإنسانية المعاصرة، وبمتابعة ما يرتكبه أولئك الغرباء المريبون في معاركهم التافهة من غباوات الدعاية الاستعراضية الفجة والتباهي المتعالي الكريه والتحقير الاستفزازي الشاذ يتضح لذي العينين أنهم لا يخرجون عن أحد الاحتمالات الآتية بعد أو كلها مجتمعة:-
1- أنهم انعزاليون يتسمون بالنزق الطفولي مع الحماقة الصبيانية.
2- أنهم جهلاء يمتلكون بعض المعلومات المشوهة مع بعض المهارات المنحرفة.
3- أنهم مدعون ينتحلون صفة الملاحدة لتمرير مخططات خفية معادية للإنسانية سواء بالأصالة عن شرور أنفسهم أو بالوكالة عن شرور غيرهم.
وهو ما أدركه الملاحدة الطبيعيون العقلاء المنتشرون على امتداد البلدان العربية داخل أوساط الاتجاهات الماركسية والليبرالية والقومية والوطنية بانسجام هادئ مع زملائهم غير الملاحدة في نفس اتجاهاتهم الفكرية، فنأوا بأنفسهم واحتاطوا لأنفسهم من تلك الأفخاخ الشريرة رغم بريقها اللامع الكاذب واستمروا في كفاحاتهم البطولية دفاعاً عن المصالح والاهتمامات الحقيقية للإنسانية المعاصرة!!.
طارق المهدوي



#طارق_المهدوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السلوك العشوائي للمرأة المصرية المعاصرة
- مصر بين اللاهين والمجرمين
- رسالة أرسلتُها قبل ربع قرن عن واقعة لم أفهمها حتى الآن
- المؤامرة على نظرية المؤامرة
- المأزق المزدوج للأكراد
- من الوثائق القضائية المصرية (2 - مذكرة بدفاع الطاعن)
- العقائديون بين فقه النقل وفقه العقل
- الانتحار السياسي على الطريقة المصرية
- رسالة لم أرسلها عن واقعة فهمها الجميع
- رسالة لم أرسلها عن واقعة لم أفهمها
- من الوثائق القضائية المصرية (1 - إعلان بشواهد تزوير)
- المثليون جنسياً في مصر المعاصرة
- الحكم القضائي حول الجزيرتين بالموازين الثورية
- كابوس -المواطنين الشرفاء-
- رسالة إلى أبناء الغد وبعد الغد
- سيدة القصر
- جوليو ريجيني...شيوعي آخر يدشن نضاله بمصرعه
- عواد باع أرضه
- حكايات الجوارح والمجاريح
- رفعت السعيد...جه يكحلها عماها


المزيد.....




- أحمد الطيبي: حياة الأسير مروان البرغوثي في خطر..(فيديو)
- خلل -كارثي- في بنك تجاري سمح للعملاء بسحب ملايين الدولارات ع ...
- الزعيم الكوري الشمالي يشرف على مناورات مدفعية بالتزامن مع زي ...
- الاحتلال يقتحم مناطق في نابلس والخليل وقلقيلية وبيت لحم
- مقتل 20 فلسطينيا في غارات إسرائيلية على غزة
- بالصور: زعيم كوريا الشمالية يشرف على مناورات -سلاح الإبادة- ...
- ترامب يفشل في إيداع سند كفالة بـ464 مليون دولار في قضية تضخي ...
- سوريا: هجوم إسرائيلي جوي على نقاط عسكرية بريف دمشق
- الجيش الأميركي يعلن تدمير صواريخ ومسيرات تابعة للحوثيين
- مسلسل يثير غضب الشارع الكويتي.. وبيان رسمي من وزارة الإعلام ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - طارق المهدوي - احذروا أفخاخ الملاحدة الانعزاليين