أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منتظر الزيدي - الصنارة الامريكية والطعم الكويتي















المزيد.....

الصنارة الامريكية والطعم الكويتي


منتظر الزيدي

الحوار المتمدن-العدد: 5243 - 2016 / 8 / 3 - 00:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في ذكرى غزو الكويت
الصنارة الامريكية والطعم الكويتي..
من منا نحن العراقيون والكويتيون يستطيع نسيان هذا اليوم ؟ .قد يعني يوم اجتياح صدام للكويت الكثير للجارة الشقيقة ،لكن يبقى هذا اليوم يعنينا نحن اكثر . فأحتلال (صدام حسين) للكويت لم يدم سوى ستة اشهر ونيف ،بعدها راحت الكويت تداوي جراحها وتعيد بناء ما ُدمر ،باموال التعويضات العراقية ، وتحتفل سنويا ب(هلا فبراير) . اما ابناء العراق فقد توقف التاريخ عندهم في الثاني من آب ،بل تراجع الى ماقبل تأسيس الدولة العراقية جراء القصف الصاروخي الذي تعرضت له بغداد ومدن العراق الاخرى اوائل عام 1991. ففي ذات اللحظة التي بدأت فيها عملية عاصفة الصحراء بقيادة الولايات المتحدة، لاخراج الجيش العراقي من الكويت ،كانت هنالك حملة "انتقامية" جوية اسُقط فيها ملايين الاطنان من المتفجرات على البنى التحتية العراقية من منشأة وجسور ومحطات توليد الكهرباء والماء وابراج هاتف ..الخ. خرج العراق من الكويت بجيش منكسر ،بعد ان كان يعد الجيش الخامس في العالم .
وبات الاقتصاد العراقي على الهاوية بعد الحصار الامريكي الذي مُنع العراقُ بموجبه من استيرات ابسط الحاجيات الاساسية والانسانية، بما في ذلك المواد الغذائية والطبية. وهبط سعر صرف الدينار العراقي "الذي كان يعادل دينارا كويتيا"، الى معدلات لم يسبق لها مثيل في العالم.
على سبيل المثال كان مبلغ (300)الف دينار عراقي تساوي (مليون) دولار امريكي .وبعد الحصار صار هذا المبلغ يساوي (100) دولار امريكي او اقل .

(نصف مليون طفل مقابل كذبة)
في خضم الحصار الاقتصادي مات مئات الالوف من العراقيين لاسيما من الاطفال والمرضى ،لعدم توفر ابسط انواع العلاج. فقد اشارت تقارير دولية ومحلية بموت قرابة نصف مليون طفل عراقي جراء نقص الدواء والغذاء،وتذرعت وزيرة الخارجية الامريكية السابقة (مالديلين اولبرايت) في مقابلة تلفزيونية، بمشهد يعد قمة في الوقاحة ،حينما قالت "اننا نريد نزع اسلحة العراق البايلوجية وان موت نصف مليون طفل هو ثمن يستحقه هذا العمل".!! تبين لاحقا ،بعد احتلال العراق عام الفين وثلاثة زيف الادعاءات الامريكية حول امتلاك العراق أسلحة دمار شامل.
((ملفات من الصندوق الاسود))
احببت اليوم ان افتح صندوق الذكرى الاسود،للنظر بداخله وعرفة الاسباب غير المعلنة لتلك الكارثة التي صدعت الارض العربية نتيجة لتبعاتها وموجاتها الارتدادية التي مازلنا نعاني منها حتى يومنا هذا .ولست بصدد الدفاع عن وجهة نظر اي من الطرفين ــ العراقي والكويتي ــ ومن اخطأ بحق الاخر ، بقدر البحث عن المسبب الحقيقي لهذه الكارثة. فكل ما قرأته عن غزو الكويت يشير الى موضوع واحد، هو الديون العراقية والنفط المسروق ،ولكن ماهي مسوغات ذلك؟ ومن اوصل معلومات للعراقيين بان الكويتيين يسرقون النفط ؟ـ أن صحت الروايةــ وهل للولايات المتحدة يدٌ باعطاء الضوء الاخضر لصدام حسين بالغزو ؟.لن اعيد ما تكرر كثيرا عن مقولة (ابريل غلاسبي) سفيرة امريكا في العراق، على خلفية التوتر الذي حصل بين البلدين حين قالت "ان هذا شأن عربي عربي لادخل للولايات المتحدة به". وبالحديث عن غلاسبي استطاعت الاخيرة ان تتنصل من كلامها هذا بمذكراتها التي نشرتها بعد تحريف الماضي،والكل عاد لتصديقها طبعا.!!.
(الصنارة الامريكية)
في بحث مطول في ارشيف تلك الحقبة سقطت بين يدي رسالة من الرئيس العراقي الاسبق(صدام حسين ) الى الرئيس الامريكي (جورج بوش الاب) قبل الغزو بشهر يقول في جزء منها -وهو المهم- "لقد ابلغتمونا انتم واحطتمونا علما ببعض الوقائع التي غابت عن ذهننا ، من سرقة الكويت لنفط العراق من خلال الانابيب الكويتية المزدوجة التي تعمل على أراضينا دون ان نعلم بها ،كذلك احطتمونا برغبة الكويت في ان تمد سيطرتها على بعض الحقول النفطية الاخرى "
(صدام حسين 1-تموز يوليو -1990) .
هذه الرسالة تم التعتيم عليها امريكيا، رغم ما تحويه من حقائق حول الدور الامريكي في الصراع العراقي الكويتي قبل الغزو لدفع صدام بطرق مباشرة الى غزو الكويت .
(الدفع بالكويت لتأزيم الموقف)
وفي مسلسل الدس والنفاق الامريكي من اجل اشعال حرب الهاء في المنطقة،اجتمع سفير الولايات المتحدة مع ولي عهد الكويت الراحل (سعد العبدالله ) ، في نهاية حزيران ينونيو 1990 .ودار بينهما الحديث التالي في محضر اللقاء
- ولي العهد:لقد ابلغتمونا من قبل ،ان العراق سيثير مشاكل معنا وهذاالامر لم نكن نتمناه حاضراً مستقبلا
- السفير الامريكي :اننا نحذركم من ان العراق لن يقتنع بالغاء ديونه ،وانما مشاطرتكم نفطكم
- ولي العهد:لكن العراقيين لم يطلبوا بذلك
- السفير: سيطلبونه بالتدريج ..فلو وافقتم على الغاء الديون ،سيطلبون مشاركة نفطكم معهم
- ولي العهد :حسب كلامكم فأن هذا سيوقعنا بمشاكل مع العراقيين
- السفيرالامريكي :اننا اصدقائكم وسنقف معكم وطلبنا الوحيد هو ان لاتردوا على المطالب العراقية ولا على الضغوط العربية بهذا الشان.
((انتهى الحديث ))
وهذا اللقاء يعلل سبب التوتر الذي ساد اجتماعات الجانبين سواء في القمة العربية الطارئة التي عقدت في بغداد او خلال اللقاءات المشتركة في المملكة العربية السعودية.

((المخطط الامريكية لغزو الكويت))
حتى ايام قليلة قبل الثاني من اب لم تكن هنالك خطة مبيتة من العراق لغزو الكويت ،ولم توضع خطة للاجتياح ،حيث كانت المباحثات بين الجانبين تعقد في الغرف المقفلة للوصول الى حل ينزع فتيل الازمة.وهذا ما جاء في جزء من رسالة صدام الى بوش الاب المذكورة اعلاه.
"اننا نعتبر ان الحل السياسي لمشاكلنا مع الكويت هو البديل الوحيد المتاح الان وفي المستقبل".
لكن غرفا اخرى بعيدة عن العراق والكويت،وتحديدا في واشنطن، كانت تشهد اجتماعات مكثفة من اجل التحضير لغزو الكويت. ليس من العراقيين او بعلمهم ولكن من قبل المخابرات الامريكية وبطلب من جورج بوش نفسه.
ففي يوم 23 من تموز،عقد مجلس الامن القومي الامريكي اجتماعا وصف بالهام ،بناءً على طلب الرئيس بوش الاب الهدف منه ،(بحث التطورات في منطقة الخليج وطريقة الحفاظ على المصالح الامريكية في المنطقة) . ضم الاجتماع (16) خبيرا عسكريا ومدنيا وترأسه (برنت سكوكورفت) مستشار الامن القومي الامريكي الذي قال "هناك معلومات كثيرة وصلتنا تفيد ان العراق سيستولي على الكويت" هذه المعلومة تدحض قول بوش الاب بأنه لم يعلم بأمر غزو الكويت الا بعد وقوعه، كذلك الحال بالنسبة لتصريح مشابه لوزير الخارجية الامريكية (جيمس بيكر).
وبالعودة الى مستشار الامن القومي، فحين سأله احد الحضور قائلا"هل نحن نخشى من وقوع الحرب على الكويت"؟ اجابه المستشار:"نحن نتدبر كل الاحتمالات الان ،فالعراق هو الهدف بالنسبة لنا ولعدة اسباب فهو بحاجة الى تأديب بسبب قوته العسكرية، وأن تدخلنا سيكون لحماية مصالحنا والدفاع عنها، ويكون خطوة باتجاه اهداف اكبر هي:
1- سيطرتنا على النفط الخليجي والعراقي
2- تأمين حلفاءنا الاسرائيليين
3- الاقتراب من الخطوط التماس السوفيتية
4- ايقاف العجلة العسكرية للعراق التي تقلق اسرائيل".
ويضيف مستشار الامن القومي تأكيدا على ماورد في رسالة صدام حسين الى بوش الاب فيقول: "اننا مازلنا نزود العراق بصور الاقمار الصناعية التي تبين سرقة الكويت لنفطه وبنفس القوة ندفع بالكويت لعدم الاستجابة لضغوط العراق ،وعدم اعطائهم اي تنازل او تعويض،ان الامر مازال على السطح ومتى ما يأس العراق واستخدم الحل العسكري سنتدخل ونضربه" .
((انتهى الاجتماع))
ومما سلف ذكره يتبين للعالم اجمع النية كانت مبيتة من قبل امريكا في اشعال فتيل نزاع بين العراق والكويت،. وهذه الوثائق القليلة تكشف غيضا من فيض الدسائس الامريكية لايقاع العراق في مصيدة الكويت ، وتحطيمه عسكريا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا. ومازالت تبعات تلك المؤامرة الامريكية على الوطن العربي سارية المفعول بعد ان حطت امريكا رحالها في منطقة الخليج مدعية فضلها في تحرير الكويت من صدام حسين .

ان الزمن قد يكون كفيلا بنسيان جراحات الماضي ،لكنه لايصحح الاخطاء ،ولايعيد ما كسر .فقد تاتي أجيال (كويتية وعراقية ) لم تعاصر الحرب ولا تبعاتها ،تكون قادرة على نسيان الماضي كما يحدث في كل دول العالم التي تعرضت للغزو والاحتلال.لكن اجتثاث جذور الولايات المتحدة من الخليج امر يصعب التخلص منه فلطالما ابدعت امريكا باختراع الفزاعات او تصنيعها ،في هذه البقة الثرية من العالم.ولاتخفي استعدادها لحرب طويلة الامد مع اعداء مخترعين ،من اجل بقائها هنا،حتى وان كان على حساب ارواح الملايين ومصائر البلدان .
منتظر الزيدي



#منتظر_الزيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأريكة البيضاء واليوم الاسود
- كعك انطوانيت وبسكويت الصغير /سقوط باستيل الخضراء
- عاجلهم وآجلنا
- دولة المواطن لا دولة المسؤول.
- الجيش العراقي واسباب التهاوي
- اضغاث اليقظة
- يا ابناء السنة اتعظوا
- في رثاء ماركيز
- المراة سر الله ودمعة السماء
- القاعدة مدينة للمالكي في مدينة الرمادي
- الرجل الذي اسقط وجهه
- عزيزي رئيس حزب الدعوة
- عيد الصحافة العراقية لمن ؟
- دولة رئيس الوزراء..دولّي (بوريس المالكي)
- السياسيون الكرد واسلوب القطط
- الى الجنرال موت
- العراق هولوكوست المراة
- كل عام وانت يابغداد اسيرة ..
- دراكولا في مدينة الكاظمية


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منتظر الزيدي - الصنارة الامريكية والطعم الكويتي