أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق العلي - داعش صديقة الجميع وعدوة الجميع















المزيد.....

داعش صديقة الجميع وعدوة الجميع


صادق العلي

الحوار المتمدن-العدد: 5237 - 2016 / 7 / 28 - 16:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مدخل : لا اتحدث عن داعش بوصفها شيء مادي بقدر كونها حالة هلامية او افتراضية يتعاطى الجميع .
لم يكن هناك اجماع على حالة واحدة كما هو الاجماع على ( داعش ) هذا العدو الهجين الافتراضي او الهلامي الصديق تارة والعدو تارة اخرى ( بطرق مباشرة وغيرمباشرة) ربما يكون الهجين الاكثر واقعية بيننا وبالتالي هو ايضاً الحقيقة الاكثر تأثيراًوتأثرا بما يجري اذا ما استبعدنا فكرة انه يرسم الاحداث او يساهم في رسمها بتعبير ادق انه ينفذ ما يرسمه الاخر ولكن من هو هذا الاخر ؟.
ثلاثة اطراف رئيسية تتبادل الادوار فيما بينها حول نشأة داعش واهدافها ومسيرتها وربما توقيت نهايتها ومدى الاستفادة منها هذه الاطراف هي :
1-الشيعة : شيعة العراق من جهة وشيعة العالم وبالتحديد ايران من جهة اخرى .
2-السنة : سنة العراق من جهة وسنة العالم من جهة اخرى .
3-امريكا : بوصفها قائدة العالم الحر من جهة وبقية دول العالم اللاهثة خلفها من جهة اخرى .
فكيف نفهم تبادلهم للادوار ؟
1-الشيعة : قد يكون المستفيد الاكبر من وجود داعش فوجودها يعني وجود اكبر مبرر للقيام بأي عمل عسكري او اقتصادي او حتى تغيير ديموغرافي لاي منطقة من المناطق السنية ايضاً وجود هذا العدو الهلامي ( داعش ) يبرر الاعتقال الفردي والجماعي والتعذيب والاعدام بدون محاكمات وغيرها كوسيلة ردع فورية وبالتالي التمسك بالسلطة المذهبية اكثر ليس على اساس ديموقراطي بل على اساس التهديد المباشر من داعش او غير المباشر .
صحيح ان شيعة العراق بشكل خاص يدفعون ضريبة وجود هذا العدو الهلامي وصحيح ان العراق كبلد في طريقه للتقسيم اجلاً ام عاجلا صحيح ايضاً ان حرب المذاهب الاسلامية لن تنتهي الا بنهاية احد الطرفين ولكن الشيعة بشكل عام تحصل على مكاسب سياسية على المستوى الاقليمي والعالمي من خلال تقديم النموذج الاسلامي المتحضر الذي يواكب الرأي العام العالمي ويتماشى معه لما يخدم الانسانية والعالم الحر بحربه على الارهاب كما وصفه الرئيس جورج بوش ابان احتلاله للعراق وبعض الدول الاخرى .
ايضاَ من فوائد وجود هذا العدو الافتراضي بالنسبة للشعية ( شيعة ايران بالتحديد ) هو صراعها مع شيعة العراق ! كما هومعروف هناك صراع بين شيعة العراق وشيعة ايران فلقد حاولت ايران بشتى الوسائل نقل مركز الشيعة التاريخي ( الحوزة العلمية ) من النجف الى ايران وبالتحديد الى مدينة قم وهذا ما اشعل فتيل الصراع بين الشيعة العرب والشيعة الفرس مما نتج عنه انقسام الحوزة النجفية الى مؤيد بنقل الحوزة والى معارض وبالتالي اصبح هناك شرخ كبير بين شيعة العراق ( سنتناوله في مقال مستقل ) , بالرجوع الى حرب الشيعة مع الهجين الهلامي فأن شيعة العراق في طريقهم الى الانقراض لا محال فاعداد القتلى في تزايد مستمرلدرجة مخيقة امام شيعة ايران التي تساهم فقط بأرسال قادة على عدد اصابع اليد الواحدة ومع ذلك تحسب الانتصارات في هذه الحرب لشيعة أيران ولقادتها .
السنة : لم تخدم الصدفة طرفاً كما حدث للسنة مع وجود هذا العدو الافتراضي فلقد جعلت هذه الصدفة السنة في موقف المدافع والمهاجم في آن واحد فمن ناحية اعتراضها على حكم الشيعة وعدم تقبلهم هذا الحكم بتاتاً بل محاربته بكل الوسائل وبصورة علنية واكثر من ذلك انها ( سنة العالم ) اخذت تعقد الاجتماعات على مستواى عالمي من اجل محاربة الشيعة او المد الشيعي او دخول التشيع في دولها وغيرها من التسميات وفي نفس الوقت التنصل من اي اعمال مسلحة او ارهابية امام الرأي العام العالمي وامام شاشات التلفزة بدعوى ان من يقوم بهذه الافعال هم داعش وليس السنة هذا اولاً وثانياً ان الصراع على قيادة السنة في العالم يتمثل بأفضل حالاته بوجود هذا العدو فتركيا وفكرة الخلافة الاسلامية التي لم تفارقها يوماً تترسخ بقوة من خلال انواع الدعم الوجستي وفتح الحدود امامها بصورة مباشرة وغير مباشرة ناهيك عن تسهيل بيع البترول الداعشي او ايجاد وسطاء لبيعه او مروره على اراضيها بمقابل او بدون مقابل لا احد يستطيع الجزم بهذا الحيثية الا اصحاب الاتفاق .
من ناحيتها دول الخليج البترولي وجدت نفسها بين اطراف عنيدة تاريخياً في صراعاتها سواءً مع بعضها او مع اخرين وليس لها قدرة لها على ايجاد مكان لها بين المتصارعين لا على المستوى الصراع السني السني ( فشلت السعودية في سحب البساط من تحت اقدام تركيا ) ولا على المستوى الصراع السني الشيعي ( الخوف متزايد من امتلاك ايران لاسلحة نووية ) ولا حتى العالمي فتجدها تتخبط بين دعم المجموعات الارهابية على المستوى الرسمي وبين انفاق المليارت بمناسبة وبغير مناسبة بعدما تأكد فشل هذه الدويلات في بناء دول تستند على المؤسسات او على اقتصاد متين او حتى على سياسة خارجية اقليمية او دولية حكيمة تقوم على المصالح المتبادلة وانما اعتمدت على كونها دول استهلاكية بأمتياز .
امريكا : عندما نذكر مريكا في موضوع العدو الافتراضي فأننا نكون في حيرة من امرنا ككل المواضيع التي تتبنى امريكا علاجها او تناولها والحيرة هنا متأتية من عدم قدرة اي منا على الجزم بما تكون عليه السياسية الامريكية بعد لحظة او يوم او هي سياسية طويلة الامد من جهة ولان السياسة الامريكية تعتمد على نظرية الاحتمالات وما تنتج عنه او اللعب على المتناقضات في المنطقة وما تنتج عنها ايضاَ من جهة اخرى .
مؤشرات العدو الافتراضي ( داعش ) كبيرة جدا لدرجة تفوق تصورتنا وكيف لامريكا او دول العالم الحر لا تعرف عنها شيئاَ مثل حركة الاموال التي تدخل وتخرج لهذا العدو سواءً حجمها او البنوك التي تتعامل بها ونسبة ارباحها او الدول التي تمر خلالها والامتيازات التي تحصل عليها ثم هناك القيمة التجارية لكل ما بحوزته من موارد بشرية واسلحة ومركبات وغيرها هذا كله يتم عبر تجارالحروب وهؤلاء معروفون لدى اغلب حكومات العالم ( امريكا بالتأكيد ) في بعض الاحيان يبيع هؤلاء التجار السلاح لاطرف متحاربين في نفس الحرب ! اولمجموعة اطراف كما في حالة العراق والصومال ... او غيرهم من وسطاء وسماسرة بيع الاسلحة او البترول وهؤلاء ايضاً معروف كل تفاصيل عملهم وتنقلاتهم والمليارات التي تتحرك بحركتهم لكل ما تقدم اتمنى ان لا يقول احدهم ان امريكا لا تعلم بكل هذا .
لا انتظر او اتوقع موتاً قريبا لهذا العدو الافتراضي ( الموت للمادة ) او نهاية لمسيرته فالاحداث حبلى بالكثير وليس من السهل ايجاد هكذا( العدو الصديق ) للجميع .

صادق العلي



#صادق_العلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الارتقاء بالذات لارتباطها بالمقدس
- الجعفري والقنصل العراقي في ديترويت وشلة والمتملقين
- الحروب الشيعية السنية والغلبة لل ....... ؟!.
- بين المكتبات العامة ودور العبادة
- تخلف القنصل والقنصلية العراقية في ديترويت من جديد
- الى اقصاه
- كيف لرجال الدين مكافحة الارهاب ؟؟؟
- نتوء يشمخ
- الالحاد الطائفي
- كارل ماركس مؤمن ككل المؤمنين
- ترهات 1
- لوسيفر والايحاد*
- لا مناص من
- رأيت الموت ميتاً
- هل يمكن ان نُجزء الحداثة كي تتقبلها مجتمعاتنا ؟
- نهاري الضائع
- بسقوط الانظمة السياسية العربية ... هل ستسقط الانظمة الثقافية ...
- لماذا تراجعت الأشتراكية و الماركسية والشيوعية امام اليسارية!
- كيف أضعنا مسراك !
- هل الملحدون قساة القلوب ؟


المزيد.....




- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...
- -أنصار الله- تنفي استئناف المفاوضات مع السعودية وتتهم الولاي ...
- وزير الزراعة الأوكراني يستقيل على خلفية شبهات فساد
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- دراسة حديثة: العاصفة التي ضربت الإمارات وعمان كان سببها -على ...
- -عقيدة المحيط- الجديدة.. ماذا تخشى إسرائيل؟
- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق العلي - داعش صديقة الجميع وعدوة الجميع