أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي سعد زيني - سرقوا صوتي ، جسدي ، ابتسامتي المعهودة !














المزيد.....

سرقوا صوتي ، جسدي ، ابتسامتي المعهودة !


علي سعد زيني

الحوار المتمدن-العدد: 5221 - 2016 / 7 / 12 - 09:35
المحور: الادب والفن
    


بقلم الكاتب : علي زيني

عندما تقرؤون سطوري ستعرفون اسمي ورسمي ، ستعرفون حلمي وهَمّي !
قد أكون ذات يوم رقمٌ من ملايينِ الأرقامِ ...
قد أكون ذات يوم ركامٌ من الأحلام ...
لكنني أراهنُ على أنني لازلتُ حياً فأحلامي ،آلامي ، نقائي ، بقائي يحتّمون عليُّ أن لا أكون رقماً كسائرِ الأرقامِ في سجلّات تغيبها عتمة الأدراج والدواليب .
لا أزالُ أتذكرُ نظراتكم يا عائلتي وخطيبتي قبل خروجي من منزلي ، كأنكم أحسستم إني أخفي عليكم أمراً ما ! ،أرجو أن تسامحيني يا حبيبتي لأني ودعتكِ يا حبيبتي بنظرات وداعٍ دون أن أخبرك إني راحلٌ لأفقد صوتي ، جسدي ، ابتسامتي المعهودة ! وأنت يا منزلي الذي التفتُ إليكَ التفاتة الوداع الأخير ودعتُ معك كل الأصدقاء والرفقاء والجيران بل وحتى الجدران !
، تذكرت كل اللحظات معكم يا أبي وأمي وكل لحظاتي السعيدة بقربكم
تذكرت كل شئ : براءة طفولتي ، يومي الأول في المدرسة الابتدائية ، أستاذتي وأصدقائي ، أيامي في حلوها ومرها ، أيام الدراسة الجامعية ، وجه حبيبتي أثناء وداعها ، تذكرتُ كل مليمتر من شريط ذكرياتي اللامتناهي !
يا ربّاه كم كانت تلك الرحلة طويلة لمكان سرقة صوتي، لازلتُ حد هذه اللحظة مذهولاً عند وصولي لذلك المقهى لأني وجدت المئات من الضحايا قد كانوا معي على موعد مع سُرّاق الأيام والأحلام فلستُ وحدي الذي يُسرق ، كم كنت أتمنى لو كان بوسعي أن أمنع سرقة كل أيامهم وأحلامهم .
هل تعلمون يا أصدقائي إن أكثر ما أحزنني هو ذاك الشخص الذي كان يصوّرني وأنا جالسٌ مع رفاقي المسروقين ، كنت أحاول أن أضع يدي على وجهي لكي لا تراني حبيبتي قبل مغادرتي مع ابتسامتي البرّاقة ، سامحيني لأني لم استثمر دقائق حياتي الأخيرة معكِ فعدّاد شحن هاتفي يتناقص مع تناقص عداد لحظات وجودي معك يا حبيبتي ، آآآه لو تعلمين كم كانت تلك المجزرة بشعة سرقوا فيها صوتي وأحلامي وتآمروا على وجودي ، كم أشعرٌ بالحزن لأنه يكُ بمقدوري أن أنقذَ رفاقي الذين حُرقوا وهم أحياء .
لم يكُ باليد حيلة سوى آن أصرخ وأصرخ وأصرخ ...
هل تعلمون كيف تمت سرقتي ؟
بمجزرتهم فقدت بريق ابتسامتي !
بصُراخي اختفى صوتي !
بحقدهم احترق جسدي ! .
قد أكون غادرتُ عالمكِ بجسدي ؛ لكن روحي كانت معكِ يا حبيبتي قبل ثلاثة أيام وأنتِ تُشعلين الشُموع والبخور وبجانبها صورتي ونتيجة امتحاناتي التي رأيتُها وفرحت بها وحمدتُ الله كثيراً لأني جهدي وسهر الليالي قد تكلل بالنجاح ، قرأت كل منشورات الأصدقاء التي رثتني وترحمّت عليٌّ وعزّتكم بفقدي صوتي وأيامي قرأت كل منشورات التعزيّة في صفحات " الفيس بوك " الخاصة بأحبتي من كل مُدن العراق الجريح الذين تألموا لمصابي دون أن يعرفوني كان بودي أن أطيب خواطرهم ، يا حبيبتي أخبريهم أن يعذروني جميع المعزين لأني لم استطع أن أرد على منشوراتهم فقد سرق المجرمون جسدي ، يا حبيبتي لا تبكي علي فبكاؤك يُعذبني ويشعرني بالذنب فليس بمقدوري في هذه اللحظات أن أمسح دموعك الغالية .
أخبري أصدقائي و رفاقي يا " أم جود "
إن بثورتهم أستعيد جسدي وصوتي وابتسامتي المعهودة ،!
أخبريهم ياحبيبتي بأني الرقم الصعب في هذه المعادلة ، فلا يجعلوني رقماً كسائر الأرقام في سجلات الشهداء
بثورتهم سيجدونني معهم أعلقُ لافتات مظاهرات ساحة التحرير من جديد!
الشهيد : عادل الجاف " أبو جود "
أهدي هذا الجهد المتواضع إلى روح شهيد مجزرة الكرادة عادل الجاف وأرواح شهداء العراق الأبرار .



#علي_سعد_زيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيناريو فيلم # بابل هويتي
- سيناريو فيلم حكاية مابين السطور
- المعنى والمادة - الصراع المحتدم -
- فن التأقلم مع مَفروضات القَدر - لعبة الحياة -
- فوبيا التغيير !
- العرب بين الماضي التليد والواقع الوئيد
- ذكريات من غياهب الزمن المر !
- اللامنطق هو منطق زماننا !
- لسان دَلالَة !
- خليها سكتة يا لفتة !!
- الإنسانية بين مطرقة التأسلم وسندان الإلحاد !
- في أروقة العالم الكحلي !
- ماذا لو ؟
- العودة الى المعقل الأخير
- دايخ بزمن بايخ - توليفة عراقية -
- وداعا مقبرة الأحلام ...
- الحرب على الأبواب !
- متيمة بالعراق !
- مليكة المساء
- جاسمية المصيبة صاحبة الخلطة العجيبة !


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي سعد زيني - سرقوا صوتي ، جسدي ، ابتسامتي المعهودة !