أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - علي سعد زيني - اللامنطق هو منطق زماننا !














المزيد.....

اللامنطق هو منطق زماننا !


علي سعد زيني

الحوار المتمدن-العدد: 4807 - 2015 / 5 / 15 - 02:54
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يَعهد الفرد في إحدى سني حياته انفجاراً عظيماً داخل مَكمَن عقله كما البركان بعد فورانه معلنا بذلك عن الشرارة الأولى لثورة النضوج الفكري ، إذ لم يعد كل شئ كما كان عليه في السابق داخل ذاته ، إذ تتغير المفاهيم كل المفاهيم لديه بفعل لغة الدعاية والمجاملات والنفاق ، التزلف و التملق ، الظروف الحياتية اللاعادلة ، العادات والتقاليد المجتمعية ، ظروف النشأة وبفعل الحوادث الصادمة المتتالية في مشوار الحياة ، إذ نجد إن كل المفاهيم تجير وفقا لمصالح الأفراد والفئات على ارض الواقع قد يرى الحق باطل والباطل أحق أن يتبع ويرى الكذب ذكاءاً و الصدق منتهى السذاجة وسلسلة لا مـتناهية من صراع الأضداد...

ففي مرحلة الطفولة وزهرة الشباب يعرف الفرد لونين فقط لا ثالث لهما أما أبيض وأما أسود لقياس الأشياء وقف قانون المطلق ، أما بعد تلك المرحلة نجد الآلاف من التدرجات اللونية بين اللونين الأبيض والأسود وتبدأ الحقيقية المطلقة بالاضمحلال شيئـا فشيئا عبر التقادم الزمني ويصبح أي شي خاضعا للنسب فمن منظوري الشخصي اعتقد إن هذا التحول هو محط ابتلائنا في دنيانا الفانية فيتيه معها طريق السعادة الذي نشكله في عالم الطفولة ، فكلما كان الإنسان أكثر نقاءاً كلما ازداد منسوب تعاسته أكثر فأكثر حسب تعبير الكاتب الروسي " أنطون تشيخوف " فعليه إما أن يكون ألف جدار وجدار..جدران من الصمت أو العزلة أو لكي يشعر بلحظة استقرار ووئام مسروقة من جراء تغير مسار الحياة بعد تلكم النقطة .. أو يتلون مع تلون الحياة وفق ما تملي عليه ألفية التدرجات اللونية ،فالخياران أحلاهما مر كما الحنظل .... فالويل والثبور لكَ إن كنت في هذه الحياة مبدئيا .... وتريد أن تصارع الدنيا بمخلب المبادئ ، فيمكن أن تغدو ساذجا و" بطران ّ كما في عاميتنا الدارجة أو تصبح أيضا بنظرهم إنسانا وصوليا !

في احد الأيام سمعت قصة جعلتني أقول بحرقة وألم "لقد مات علي بن أبي طالب فينا " عن امرأة سرقت أسطوانة للغاز في جنح الظلام لكي تطعم أطفالها اليتامى المتضورين جوعا فحكم القاضي عليها بالسجن خمسة عشر عاما فبأي منطق حكم عليها القاضي بهذا الحكم ، في حين يتمتع كبار السُراق بالحرية طلقاء بلا حسيب ولا رقيب ... كيف نسرق لحظة اطمئنان من دنيانا لكي نجنيها لمصائر أولادنا وأحفادنا إذا وجدنا طبيب جزار ، قلم مأجور، قاضي مرتشي رجل دين يسوق الوعظ للناس وهو غير واعظ لنفسه ...الخ من ألوان الزيف التي تتحلل من اللون الأسود لموشور الواقع. .
فالسؤال الجوهري المطروح هنا كيف ننشئ ضميراً جمعياً لكل الأفراد ؟ كيف ؟وكيف؟ ؟و كيف ؟ ... بعيدا عن سماسرة الماكنة الإعلامية المغيبة للحقيقية والقاصفة للعقول والمعتمدة على لغة الدعاية التسقيط والتشهير والتضليل والتي من المفترض أن تؤدي دورا جليلا وساميا للفرد والمجتمع على حد سواء، والمدارس التي تعلم ولا تربي والجامعات التي أصبحت بلا رصانة علمية تذكر ، والدوائر التي غيبها الروتين بحباله الطويلة ونخر الفساد الإداري أعمدتها كنخر السوس لأعمدة الخشب ، ورهبان الدجل باسم المقدس فأصبحنا في هذه الحياة أموات وما نحن بأموات كل ما نستشف من حياتنا الشعور بالذنب الفضيع بين ثنايا النهار لأننا ليس بوسعنا تغيير الواقع إلى الأفضل ولو بشيء طفيف وضمائرنا التي توخزنا في جوف الليل جراء فعلة اقترفنها بقصد أو بدون قصد ... فالأنقياء في زمن الأدعياء وجدوا الرب بضمائرهم قبل ألسنتهم متجسد بقولة السيد المسيح (ع ) " الإنسان ضمير الله على الأرض " والله من وراء القصد .



#علي_سعد_زيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لسان دَلالَة !
- خليها سكتة يا لفتة !!
- الإنسانية بين مطرقة التأسلم وسندان الإلحاد !
- في أروقة العالم الكحلي !
- ماذا لو ؟
- العودة الى المعقل الأخير
- دايخ بزمن بايخ - توليفة عراقية -
- وداعا مقبرة الأحلام ...
- الحرب على الأبواب !
- متيمة بالعراق !
- مليكة المساء
- جاسمية المصيبة صاحبة الخلطة العجيبة !
- وللشتاء فصولا لاتحكى !
- رحلة في كوكب اللامكان
- ثيروقراطية أم ديموقراطية ؟


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - علي سعد زيني - اللامنطق هو منطق زماننا !