أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - مصر وكنعان وإسرائيل فى العصور القديمة (3)














المزيد.....

مصر وكنعان وإسرائيل فى العصور القديمة (3)


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 5201 - 2016 / 6 / 22 - 01:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مصر وكنعان وإسرائيل (3)
طلعت رضوان
يواصل عالم المصريات الكندى (دونالد ريدفورد) قراءته وتحليله لتاريخ مصر القديمة فى كتابه (مصر وكنعان وإسرائيل) ترجمة الراحل الجليل بيومى قنديل (المجلس الأعلى للثقافة- عام2004) وتحت عنوان فرعى (الحرب المصرية – الحيثية) كتب (ريد فورد) أنّ الملك (سيتى) نجح فى إجبار البدو على التقهقر، بعد قطعهم الطريق السريع الذى يربط بين مصر وغزة. ولم يجد صعوبة تــُـذكر فى رفع الحصار عن (بيت شان) وحتى عندما أثار ال (عابيرو) سكان المرتفعات الوسطى، المتاعب لمؤخرة الجيش المصرى ، كانت فصيلة مصرية صغيرة كافية لإخماد الفوضى ، وعندئذ تقـدّم المصريون فى اتجاه الشمال كى يستولوا على (ينوعام) قرب منابع نهر الأردن. وهناك تلقى المصريون فروض الطاعة والولاء من كبار رؤساء لبنان الذين أجبروا كعمل من أعمال الامتهان العمدى، على أنْ يقطعوا بأنفسهم الأخشاب اللازمة من غاباتهم لبناء مركب آمون. وقبل أنْ يقفل الجيش عائـدًا إلى الوطن نصب عددًا من (الصواديد/ الألواح) فى كل من (با – شان) و(صور) (ص265)
وكان رمسيس الثانى (ابن سيتى) وخليفته قد حظى بإعداد مسبق لأداء مهام المنصب ، فقد شمل التدريب الذى تلقاه – فى ظل الحفاظ على تقاليد العائلة المالكة – تدريبـًـا عسكريـًـا منذ صباه ، وبصفته قائد قوات (الصاعقة) والعجلات الحربية. وكان يـُـقـدّم لوالده التقارير المنتظمة. وعندما صعد إلى العرش كان قد اكتسب بالفعل مظهر الشخص الجسور.
وعن معركة (قادش) كما وردتْ فى السجلات المصرية ، فإنّ رمسيس الثانى (عندما علم بتحركات الحيثيين) عبـَـرَ على رأس قواته وشقّ طريقه على وجه السرعة صاعدًا مع الساحل. وعند اقترابه من (قادش) بعد نحو شهر من مغادرته مصر، عسكر مع جيشه عند معبر ضحل على الضفة الشرقية ، على بعد 14 كيلو مترًا بالكاد جنوبىْ المدينة. وبينما كان رمسيس يتداول مع قادة الجيش ، أحضر الحراس إليه اثنيْن من البدو، بعد أنْ عثروا عليهما يتربصان بطريقة مريبة قرب المعسكر. وأثناء الاستجواب ادعيا نهما هاربان من الحيثيين. وأضافا أنّ القوات الحيثية لاتزال عند (حلب) وأنهم عازفون عن التحرك جنوبـًـا خوفــًـا من رمسيس. وهنا قرّر رمسيس الزحف بأسرع ما يستطيع على قادش ، حتى يـُـحاصر المدينة قبل أنْ يصل (موواتالليس) قائد الحيثيين ، الذى زرع هذيْن البدوييْن وهما مُـزودان بمعلومات زائفة ، فى الوقت الذى كان يعسكر مع جيشه على الضفة الشرقية لنهر العاصى خلف المدينة. وعندما عبر رمسيس النهر، وأسرع فى اتجاه الشمال كى ينصب خيمته على الضلع الشمالى ل (قادش) كان جيشه قد تأخر عنه بمسافة كبيرة ، إلاّ أنه كان يتبعه فى أربع فرق ، تسير الواحدة إثر الأخرى على امتداد خط الزحف ، وفجأة وقع الجيش المصرى فى كمين ، شاركتْ فيه كل فرق العجلات الحربية الحيثية. وكان أنْ سقط عدد كبير من إحدى الفرق المصرية. وفرّتْ فلولها رأسـًـا نحو الموضع الذى كان رمسيس وقواته الخاصة لايزالون ينصبون فيه معسكرهم. وبعد أنْ علم رمسيس بالكمين (من أحد الرسل) وبالتوزيع الحقيقى للقوات الحيثية (من الجواسيس الذين وقعوا فى قبضة الحراس المصريين) لم يجد رمسيس الوقت الكافى كى يطلب عقد اجتماع لمجلس الحرب المصرى ، قبل أنْ تــُـطوق معسكره العجلات الحربية للعدو، الذى يجد فى أثره. وإذا كان رمسيس مدانــًـا فيما مضى بالتراخى وعدم توخى الحذر، إلاّ أنه كشف فى هذه اللحظات عن نوع المعدن الذى قــُـدّ منه الرجل ، فحشد ما تصادف أنْ عثر عليه من عجلات حربية فى متناول يده ، وأخذ يقود الهجوم إثر الهجوم فى قلب حشود العدو، قاذفــًـا البعض على على شاطىء نهر العاصى والبعض الآخر فى مياه النهر ذاته ، حتى تمكــّـنتْ فرقة من فرق الجيش المصرى ، الذى كان لايزال فى طريق الزحف ، من الوصول كى تتحمل معه وطأة القتال (ص269، 270)
وطرح (ريد فورد) سؤالا مهما : هل استأنف الجانبان (المصرى والحيثى) القتال ؟ وأجاب بأنّ هذه النقطة لاتزال محل جدل بين علماء المصريات ، ولكن المعركة كانت قد انتهتْ ، وغدتْ آثارها أعمق من أنْ تــُـمحى ، وفى المدى القصير اضطر رمسيس إلى الانسحاب والتسليم بخسران قادش.. وضرب الذهول رؤساء المدن الكنعانية لما حسبوه ضعفــًـا فطريـًـا فى قوات المصريين.. (وبناء على ذلك) شقــّـتْ كنعان بأسرها عصا الطاعة عقب انسحاب المصريين.. ولكن إذا تعيـّـن إلقاء المسئولية على رمسيس ، فلابد أنْ لانهمل الاعتراف بفضله باستعادة ما فقده ، فلقد عاد بإصرار إلى معمعان القتال بثلاث سنوات ، وأبدى عزيمة وجلدًا عظيميْن فى جهوده فى سبيل استعادة فلسطين. وفى السنة الثامنة من حكمه شنــّـتْ مصر هجومًـا شاملا ضد المتمردين فى فلسطين ، سقطتْ فيه المدن الفلسطينية ، مدينة بعد الأخرى ، وهى المدن التى تحمل أسماء (توراتية) معروفة، وعلى وجه التحديد فى (الجليل) أمام الهجوم المصرى.. وفى نهاية سؤاله طرح سؤالا جديدًا : فإذا كانت المدن الحيثية أصبحتْ فى أيدى الجيش المصرى ، فهل يحق لنا أنْ نستنتج أنّ المقاومة الحيثية قد انهارتْ ؟ (ص271، 272)
وعن معاهدة السلام بين الحيثيين ومصر، كان من نتيجتها أنْ استبشر الجانبان بمستقبل العلاقات الودية والحدود المفتوحة. كما أنّ التصريح الذى أوردته ملكة مصر (نفرتارى) فى خطاب أرسلته إلى نظيرتها (بيتوهيبا) ملكة (خاتى) يحمل بأسلوب رشيق بشائر النشوة التى استشعرها الجانبان.. وجاء فى الخطاب ((لسوف يعزز (رع) وإله الطقس عند الحيثيين هذه المعاهدة. ولسوف يجعل (رع) هذا السلام مفعمًـا بالرخاء ، ويجعلنا أخوة رائعة بين ملك مصر العظيم وملك (خاتى) العظيم)) وكان تعقيب (ريد فورد) لم تتعرّض المعاهدة لأى انتهاك ، وامتدتْ لمدة ثمانين سنة ، شهدتْ الرخاء على الجانبيْن ، أمام أعظم امبراطوريتيْن عرفهما العالم القديم (ص276)
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر وكنعان وإسرائيل فى العصور القديمة (2)
- المسرح فى الحضارة المصرية
- لماذا تجاهل جذر الغش المجتمعى ؟
- لماذا يخالف المسلمون النص القرآنى ؟
- هل سنفاجأ بجماعة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر؟
- مصر وكنعان وإسرائيل فى العصور القديمة (1)
- لماذا يكون مدير آثار (مصرى) عبرانى الهوى؟
- دولة بنى أيوب وما فعله صلاح الدين
- رمضان (المصرى) ورمضان (العربى)
- هل يجرؤ النظام على الغاء قانون (تطوير الأزهر) ؟
- متوالية لصق اسم (الله) بالحاكم
- ما جذر العداء لغير المسلمين ؟
- مغزى لصق اسم (الله) كصفة للحاكم
- هل النظام الحالى اختلف عن الأنظمة السابقة ؟
- أليستْ المعاهد الأزهرية معامل لتخريج الإرهابيين ؟
- قتل الحرية الفردية فى مسرحية الزومبى
- مصر دائما مغلقة لاستقبال (الغزاة) الفاتحين
- شكسبير والغوص فى النفس البشرية
- 2- مصر المنكوبة بخيراتها
- مصر المنكوبة بخيراتها


المزيد.....




- العراق.. المقاومة الإسلامية تستهدف هدفاً حيوياً في حيفا
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - مصر وكنعان وإسرائيل فى العصور القديمة (3)